سياسيو السودان ليسو أغبياء ولكن الطمع يجعل الواعي سكرانا
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
سياسيو السودان ليسو أغبياء ولكن الطمع يجعل الواعي سكرانا.
عندما قررت أمريكا اجتثاق البعث في العراق لم تكن كارهة الفكر القومي العروبي بدليل أن البعث عندما يقاتل إيران كانت راضية عنه، ولكن “إجتثاث البعث” الغرض منه التفرغ لتفكيك العراق وتطبيع ديموقراطية محاصصة عرقية ومذهبية تضمن عدم دمقرطة العراق، وأن يكون النظام السياسي فيه نسخة مكبرة من لبنان.
لم تطبق امريكا حظرا سياسيا على قيادات سياسية على البعث، ولم تسمح بديموقراطية إلا بعد ضمان تشكيل أحزاب طائفية وجهوية تتصل كلها بالاحتلال بقنوات مباشرة ولا تتواصل مع بعضها.
قصة بعث وعفلق وانحياز لتطلعات الشعب العراقي ضد حزب شمولي ونظام دكتاتوري كانت كلها أوهام تعيش عليها القوى السياسية في العراق .. بعضها ليس كلها .. ولكن حتى بعد الوعي .. لم تعد هنالك فائدة .. لقد تمزق العراق ونزف خبرته وقدراته كلها.
هؤلاء السذج السودانيين منذ بدايات الانتقال ركبت فيهم الشريحة .. مدنيين وبعض العساكر بكل أسف .. أمريكا ما عندها مشكلة معاكم انتو حلوين كلكم بما في ذلك البعث والشيوعيين .. عندها مشكلة واحدة وهي الاسلاميين .. ساعدوها في التخلص منهم ستساعدكم في اعمار السودان وحا تشوفوا كل خير.
ألغوا هيئة العمليات لأنها قوش ومؤتمر وطني وكيزان .. افصلوهم من الخدمة المدنية .. ارفتوهم حتى من القطاعات الحيوية … كهرباء وبترول .. ارفتوهم من الاذاعة والتلفزيون .. حتى فنيي صيانة الاجهزة ارفتوهم .. من القضاء من الشرطة .. من كل شيء .. لأن أحد وكلاء أمريكا يرغب في ذلك وحا يديكم “قروش”!
وبعدها .. الوكيل .. ينادي السياسيين ويديهم قروش لأشخاصهم وليس للبلد، ويصورهم وهم يفرغون الرزم من الاكياس في حقائبهم، ويبتزهم بهذه بالفيديوهات وغيرها من الوثائق والمستندات.
مكي المغربي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن
نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن:
اكثر الممارسات بذاءة قي في الفضاء السياسي هذه الايام دعوة احزاب واجسام مدنية لإصلاح امني وعسكري حتي لو لم تتم الدعوة من ورش يمولها اجنبي تقوم في عواصم اجنبية بحضور اجانب جسميا او الكترونيا او عبر عملاء.
السبب بسيط وهو ان جل هذه الاحزاب ومنظمات المجتمع المدنى الداعية للإصلاح عبارة عن اقطاعيات معطوبة تفتقد الديمقراطية وتملكها اسر او افراد يحكمونها للابد ويتلقون التمويل والدعم والتوجيه من الاجنبي في غياب كامل للشفافية المالية والمعلوماتية.
نقول لهؤلاء المدنيين اصلحوا انفسكم واحزابكم ومنظماتكم وحققوا فيها الديمقراطية والشفافية وبعد ذلك يمكنكم الدعوة للإصلاح الامني والعسكري وسندعو معكم. اما نعيقكم باسم اصلاح الجيش من انشطة يمولها اجانب في إطار اجندة تخدم الاجنبي فذلك هراء لا يخصنا ويجد منا كامل الاحتقار.
موقفنا هو نعم للإصلاح الامني والعسكري الذي يأتي علي اجندة سودانية وبأيدي سودانية ويشارك فيه مدنيون وعسكريون مؤهلون – وليس كل من هب ودب علي سنة تقدم، نكتة القرن الاشد بذاءة- لتحقيق مصلحة سودانية لا من اجل اهداف اجنبية يحملها كمبرادور سوداني قادم من اقطاعيات حزبية وراثية ام شللية او مجتمع مدني من فاقدي ديمقراطية ووطنية ومرتهنين للتمويل الخارجي.
اصلاح امني وعسكري علي اسنة نفس الايدى التي قادت الثورة السودانية من خانة اجمل واعظم ثورة في العالم هذا القرن فحولت الوطن الي اسوأ كارثة انسانية في غضون اربعة اعوام لن نحصد منه سوي وضع السودان في قبره مرة والي الابد.
اختشوا يا هؤلاء واعتزلوا العمل العام فان الفشل والعوار الذي اتي منكم بلا انقطاع تعجز اللغة عن الاحاطة به. ولكم قدوة حسنة في السودانيين الشرفاء الذين يأكلون لقمة شريفة ونظيفة من ركشة او عمل شاق في مصانع الجوار او حراسة المباني او بيع الكسرة والكعك وحتي بائعو وبائعات الهوي يبيعون لحمهم الذي هو حق يخصهم ولا يبيعون لحم واوطان غيرهم الآخرين من غير حق لانها ليست ملكهم.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب