صحيفة التغيير السودانية:
2024-08-11@09:16:35 GMT

كاركاتير عمر دفع الله

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

كاركاتير عمر دفع الله

الوسومالبرهان حرب السودان حميدتي

.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان حرب السودان حميدتي

إقرأ أيضاً:

يوم الشباب العالمي

 

 

د. حامد بن عبدالله البلوشي **

Shinas2020@yahoo.com

 

ما أعظم اهتمام ديننا الحنيف بالشباب! وما أجمل احتفاءه باليافعين! فقد اهتم الإسلام بالشباب أيما اهتمام، وقد اختصهم الله -تبارك وتعالى- بالذكر في كتابه العزيز في أكثر من موضع، فأخبرنا -سبحانه وتعالى- عن هؤلاء الفتية المُباركين أصحاب الكهف، والذين اعتزوا بدينهم، واعتزلوا أهل الباطل عندما عجزوا عن إصلاحهم: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [الكهف: 13]، في إشارة عظيمة لبيان فضل هذه المرحلة العمرية وأهميتها، ولفت الأنظار إليها.

كما أولى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الشباب أهمية قصوى منذ بزوغ فجر الإسلام العظيم، فهم عماد الأمة، ومُستقبلها الزاهر، وأملها في التغيير، والقاطرة التي تأخذ بتلابيبها إلى مصاف النجوم.

والشباب في صدر الإسلام هم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ونصروه، وقدموا أروع أنواع التضحية والفداء، فذادوا عن الحياض، وبذلوا أرواحهم دفاعًا عن دينهم، بل إنَّ سبعة من العشرة المبشرين بالجنة من الشباب، ولله در أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حين ضرب المثل في الشجاعة والتضحية برقوده في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة شابًّا يافعًا يناهز العشرين من عمره، مُستبشرًا بنجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن زهقت نفسه الكريمة فداء له. وهذا أسامة بن زيد يقود جيش المسلمين وهو ابن السابعة عشرة من عمره بتكليف من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما عرف التردد إليه سبيلا، ولا التلجلج إليه طريقًا. وهذا مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام، يجعله الله سببًا في دخول الإسلام كل بيت من بيوت المدينة، وهذا معاذ مبعوثًا إلى اليمن، وهذا عمار وهذا العباس وووو...  وغيرهم الكثير. وكان ذلك كله دليلاً دامغًا على ثقة النبي صلى الله عليه وسلم في الشباب، وإيمانه بقدراتهم، ودورهم القيادي.

وها نحن نحتفل بيوم الشباب العالمي، والذي أقرته الأمم المتحدة في الثاني عشر من شهر أغسطس من كل عام، تذكيرًا بدورهم المحوري في المجتمعات، وتأكيدًا على حقوقهم وتطلعاتهم، وتعزيزًا للوعي بالتحديات التي يجابهونها، واستدعاءهم للمشاركة الفعالة في مواجهة التحديات والمعوقات التي تقف كحجر عثرة في طريق تنمية مُجتمعاتهم، ويقينًا بقوة سواعدهم، ورجاحة عقولهم، وعلو همتهم.

ولا شك أنَّ سلطنة عُمان أحرص ما تكون على شبابها، واحتفاؤها بالشباب موصول دائمًا، فقد اعتنت قيادتها الحكيمة بقيادة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله- بالشباب أيما اعتناء، حيث قال جلالته حفظه الله: "أبناء عُمان الأوفياء، إن الانتقال بعُمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتى المجالات؛ سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله، واضعين نصب أعيننا المصلحة العليا للوطن، مسخرين له كافة أسباب الدعم والتمكين، وإننا إذ نُعاهد الله -عز وجل- على أن نكرس حياتنا من أجل عُمان وأبناء عُمان، كي تستمر مسيرتها الظافرة، ونهضتها المباركة، فإننا ندعوكم أن تعاهدوا الله على ذلك، ونحن لعلى يقين تام، وثقة مطلقة؛ بقدرتكم على التعامل مع مقتضيات هذه المرحلة، والمراحل التي تليها، بما يتطلبه الأمر من بصيرة نافذة، وحكمة بالغة، وإصرار راسخ، وتضحيات جليلة".

وقد تسلم جلالته الراية المُباركة من المغفور له -بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، فهو خير خلف لخير سلف. ولم يكن ذلك الاهتمام مجرد كلمات جوفاء، أو عبارات رنانة؛ بل إن تلك القيادة قد تبنت سياسات حكيمة، وبرامج هادفة، من أجل تمكين الشباب، وتوفير المحاضن التي تُساعدهم في إبراز مواهبهم، وإبداعاتهم، وابتكاراتهم. وقد ظهر هذا الاهتمام من قبل القيادة الرشيدة في إنشاء العديد من المؤسسات، وفي القلب منها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، لتلبية احتياجات القطاعات الثقافية، والرياضية، والشبابية، وكذلك إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية الرائدة، ودعم المشروعات الشبابية، وتوفير الفرص للتدريب والتأهيل، وتنظيم العديد من الفعاليات والبرامج التي تصقل خبراتهم، وترفع كفاءتهم، في كل المجالات والمناحي الحياتية، سواء كان ذلك في المجال الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو السياسي، أو غيرها من المجالات، لإعداد جيل من الشباب القادر على صناعة مستقبل مشرق لوطننا الغالي عُمان، ومنطقتنا العربية، ومحيطنا الإقليمي.

والناظر بعين التاريخ المزهر، وبنظرة الحاضر المثمر، يعلم علم اليقين أن الشباب هم القوة الدافعة وراء أي تغيير أو تقدم تصبو إليه الأوطان، فهم ترياق الحياة الذي ينزع سمومهَا، وهم الدواء الذي يداوي جراحها، وهم المحرك الذي يدفعها إلى مقدمة الركب، وهم البراق الذي يحملها إلى عنان السماء، وبحماستهم وحيويتهم يحملون مشعل تقدمها. ولا يقتصر دور الشباب على العمل والإنتاج، بل يتعدى ذلك إلى الإسهام في حل مشكلاتها، وتقديم الأفكار والرؤى والحلول الناجعة، ليصبح المجتمع أكثر أمنا، وأعظم تقدمًا، وأبهى منظرًا، فما تنتظره أمتنا من الشباب كبير، وما تؤمله فيهم عظيم، وما تتوقعه منهم ليس له سقف، ولا تحده حدود، ولا يوقفه ساحل أو شاطئ.

وعلى الشباب أن يعلموا أنَّ الحياة ليست وردية، وأن طبيعة العالم الذي نعيشه جميعًا أنه مليء بالتحديات والصعوبات، وأن الآمال العظيمة تحتاج إلى همة أعظم، وأن الوصول إلى القمة دونه تعب وعناء، وجهد ومشاق، وبذل دائم، وعرق لا ينقطع، وحركة لا تتوقف، وأعداء متربصون، وشياطين تتوعد، وتحديات لا تنتهي. وعلى الشباب أن يدركوا أن صناعة التاريخ يجيدها كل واحد، لكن العظماء وحدهم هم من يكتبون التاريخ، ويغيرون دفته. فمعرفة الصعوبات عند البدايات كفيلة بالقضاء على أي إحباط أثناء العمل لا قدر الله. ومن أبرز ما يواجه الشباب في طريق رفعة الأوطان؛ مشكلات البطالة التي لا تسلم منها دولة من الدول، ففرص العمل لا تكفي طموحات الشباب، وعلى الشباب أن يفكر خارج الصندوق، وأن يستفيدوا من خبرات الآخرين، وأن ينقلوا تجارب البلاد الناجحة إلى أوطانهم، وأن يؤمنوا بقدرتهم على التغلب على تلك العقبة الكؤود. كذلك تواجه الشباب تحديات التعليم، وقلة الفرص، وعدم توافق التعليم المتاح مع متطلبات سوق العمل، وعلى الشباب في كل ذلك أن يطور من نفسه، وأن يزيد من قدراته، وأن يبذل كل غال ونفيس من أجل الارتقاء بإمكانياته، وتوظيف طاقاته في نهضة الوطن والمجتمع في جميع الميادين، ومختلف المجالات.

ليست هذه فقط التحديات التي يواجهها الشباب؛ بل إن المأمول منهم أن يواجهوا مشكلات الفقر، والعنف، والتمييز، وأن تكون لهم إسهاماتهم القوية، من خلال ما حباهم الله -تعالى- من قدرات، وأن يستفيدوا بالتغيرات السريعة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، من أجل التكيف المستمر، والتعلم المتنامي، لمواكبة كل جديد، ومقارعة كل عائق، وأن يكونوا أكثر حذرا ويقظة من الغزو الثقافي، والاختراق الفكري، والأفكار الهدامة، والتقليد الأعمى، نتيجة العولمة، والتطور التكنولوجي.

إنَّ يوم الشباب العالمي هو مناسبة جميلة لتقدير جهود الشباب، والاعتراف بدورهم الرائد في تشييد مجتمعهم، وإشراكهم في صياغة وتصميم البرامج الموجهة لهم، كي تنسجم مع تطلعاتهم وطموحاتهم، حتى يصبحوا شركاء فاعلين في الرقي بأوطانهم ومجتمعاتهم،  وإذ تحتفل السلطنة بذلك اليوم؛ فإن احتفالها هو تعزيز لقيم ديننا الحنيف، وثقافتنا العظيمة، وحضارتنا الفريدة، وتقدير لجهود الشباب العُماني الذين حملوا على عاتقهم أمانة عظيمة، ومسؤولية جسيمة، لخدمة وطنهم منذ بزوغ فجر النهضة المباركة، متسلحين بالعلم والمعرفة، ومتمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، ومتحلين بأخلاقهم النبيلة الزاكية، مشكلين لوحة جميلة من التلاحم، والترابط، والاصطفاف خلف قيادتهم الحكيمة، فهم رمز لحاضر جميل، ومستقبل مشرق، حفظ الله عُمان، وبارك لها في شبابها، وكتب التوفيق لقيادتها، وجعلها دائمًا شامة في جبين البشرية، ولؤلؤة في صدر الإنسانية.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • عاجل.. عملية دهس شمال رام الله
  • كاركاتير
  • حزب الله يعلن استهداف قاعدة عسكرية في صفد
  • الطب والعرافون
  • أغنية مقسوم.. جديد أية عبد الرؤوف "الله على شهامته" (فيديو)
  • حزب الله: قصفنا مستوطنة إيلون بصواريخ ‏الكاتيوشا
  • يوم الشباب العالمي
  • 300 يوم
  • بيانٌ من حزب الله.. عملية جديدة وهذا ما قصفه!
  • شهيد جديد لـحزب الله من عيترون