ربيع ياسين: قضينا رمضان في ألمانيا الشرقية والغربية استعدادا لـ«منتخب الطواحين» بكأس العالم

انتظر المصريون 56 عاماً لمشاهدة بلادهم فى منافسات كأس العالم، للمرة الثانية فى تاريخ مشاركاتهم بالمونديال؛ إذ كانت المشاركة السابقة فى نسخة عام 1934، فكانت لحظات تاريخية للفراعنة والشعب المصرى العاشق لكرة القدم ويتابعها عن كثب، ويذهب إلى الملاعب لمشاهدة النجوم، وهى تقدّم السحر على المستطيل الأخضر.

«الجوهري» أعد لنا معسكرات في أوروبا قبل انطلاق مونديال 90

كان منتخب مصر فى تلك الفترة يقوده «الجنرال» محمود الجوهرى، وهو واحد من أفضل المدربين فى تاريخ مصر، كما كان يضم المنتخب لاعبين على مستوى عالٍ، ونجوماً معروفين فى الوسط الرياضى، أمثال أحمد شوبير وهانى رمزى والتوأم حسام وإبراهيم حسن وربيع ياسين ومجدى عبدالغنى وأحمد الكاس وأحمد رمزى وجمال عبدالحميد والكثير من نجوم الصف الأول.

وأوقعت قرعة كأس العالم 1990 فى إيطاليا منتخب مصر فى مجموعة تضم هولندا وأيرلندا وإنجلترا، وكان لزاماً على المنتخب الاستعداد الجيد للحدث الأكبر، والاستعداد للظهور بأفضل شكل؛ خاصة أنه لسوء الحظ كان منتخب مصر سيواجه بطل أوروبا آنذاك منتخب هولندا فى المباراة الأولى، وهو الذى يملك بين صفوفه الثلاثى المرعب ماركو فان باستن، ورود خوليت، وفرانك ريكارد، وهم من قادوا بلادهم للتتويج بكأس أوروبا 1988، إضافة إلى قيادة ناديهم ميلان للفوز بدورى أبطال أوروبا 1989.

يحكى نجم الأهلى السابق ربيع ياسين عن ذكريات خاصة معه ضمن الاستعداد لبطولة كأس العالم تحت قيادة «الجوهرى»، قائلاً: «معسكر إعداد المنتخب كان فى شهر رمضان، وشهد السفر إلى الكثير من الدول، منها ألمانيا الشرقية والغربية، ومعسكرات شاقة، استعداداً للمونديال، و«الجوهرى» كان صارماً بشدة فى التدريبات، لا يعرف شيئاً سوى التدريب والعمل بشكل قوى دون تقصير أو تراخٍ».

وتابع: «كانت التدريبات قوية للغاية من جانب الراحل محمود الجوهرى، الذى كان يؤمن أشد الإيمان بأن التدريب الكثير هو السبيل الأول للنجاح، وكان لا يعرف الضحك أو الاستهتار فى هذا الأمر، وكان لا يعرف لغة العواطف أيضاً، وأى لاعب سيخوض التدريب طالما لا يعانى من أى إصابات».

وقال «ياسين»: «كان الوقت بالكامل فى رمضان ينقضى بين التدريبات القوية وتجمّع اللاعبين مع بعضهم من أجل الإفطار والسحور، وكنا نخوض أكثر من تدريب فى اليوم، وفقاً للبرنامج الذى وضعه الجهاز الفنى، كان الأمر شاقاً للغاية علينا، ولا يوجد أى مجال للراحة أو التنزه، أو رؤية الوجه الآخر لهذه البلاد، ولكن اللاعبين تحمّلوا كل شىء رغم صعوبتها بسبب شغفنا للعب فى كأس العالم مع المنتخبات العالمية». وشدّد «ياسين» على أن التدريبات كانت شاقة فى الشهر الكريم، إلا أن الراحل «الجوهرى» حاول تخفيف ذلك علينا بأهمية اللعب بقميص المنتخب فى هذا المحفل الكبير، وعلينا أن نُظهر للعالم أن مصر بها كرة قدم حقيقية، وأفريقيا تزخر بالمواهب وتضم كنوزاً ومواهب رياضية تضاهى الموجودة فى أوروبا، فكان دائماً يستفزنا بالعمل لإخراج أفضل طاقة لدينا.

وأوضح أن المعسكرات القوية جعلتنا نُحقّق نتائج إيجابية فى كأس العالم، حيث تعادلنا مع منتخب هولندا بطل أوروبا الشهير بمنتخب «الطواحين»، والذى كان مدججاً بالنجوم، بهدف لكل فريق وسط إشادة كبيرة بنا وبالمستوى الذى ظهرنا به، وتعادلنا فى المباراة الثانية أمام منتخب إيرلندا دون أهداف، وفى المباراة الثالثة أمام إنجلترا، خسرنا بصعوبة كبيرة بهدف دون مقابل، وودّعنا البطولة من الدور الأول.

وينتقل ربيع ياسين للحديث عن شهر رمضان فى بيته الثانى، النادى الأهلى، والذى ينتمى إليه، وكيف كانت التدريبات والمباريات وعلاقته بزملائه فى النادى الذى يقضى فيه وقتاً أكثر مما يقضيه مع زوجته وأولاده، حيث يقول: «النادى الأهلى كان بمثابة بيتى الثانى، وكنا جميعاً أسرة واحدة داخل النادى، وكانت هناك ألفة ومحبة من نوع خاص بيننا كلاعبين».

وتابع: «شهر رمضان كان دائماً ما يخلق جواً أسرياً بين اللاعبين خلال فترة وجودنا بالنادى، إذ كنا نتشارك الإفطار والسحور مع بعضنا البعض فى الكثير من الأيام بسبب ظروف المعسكرات والمباريات، وهو شهر كريم للغاية». وأضاف المدير الفنى السابق لمنتخب الشباب: «كنا نؤدى الصلوات معاً فى رمضان، وهى من أسعد الأوقات، كما كنا نقرأ القرآن فى تجمّعات، وكان الكابتن طه إسماعيل يُلقى علينا الدروس الدينية، وقصص الأنبياء وفضل الشهر الكريم، وأهمية الاستفادة منه والخروج بأفضل الحسنات والتقرّب إلى الله».

وقال ربيع ياسين إنه بالنسبة للفرَق والمنتخبات التى تولَّى تدريبها خلال الفترة الماضية، كان التعامل فى شهر رمضان أكثر من رائع فيما يتعلق بالحصص التدريبية أو موعد المران الذى كان دائماً بالليل، إلا إذا كان هناك سبب يستدعى أن يخوض المران عصراً بسبب إقامة مباراة فى هذا التوقيت.

الصيام لا يؤثر على لاعب الكرة سلبيا وإنما ينظم وجباته الغذائية

وأكد أن الصيام لا يؤثر على لاعب الكرة على الإطلاق بالنسبة لحياته الطبيعية، ففى الصيام فوائد عديدة جداً للجسم بسبب انتظام الوجبات الغذائية التى يتناولها فى أوقات محددة، مشيراً إلى أن العناصر الغذائية السليمة وكميات المياه المناسبة تساعد اللاعب على الصيام بشكل جيد دون أن يتأثر سلباً فى الملعب أو خلال التدريبات.

وأضاف المدير الفنى السابق لمنتخب مصر للشباب أن اتباع برنامج غذائى أمر مهم وضرورى للاعب الكرة خلال هذا الشهر حتى يكون جاهزاً من الناحية الفنية والبدنية للمشاركة فى المباريات دون التأثر، موضحاً أيضاً أنه كان يترك الحرية كاملة أمام اللاعبين للصيام أو الإفطار وكان لا يجبر أى لاعب على قرار معين فى هذا الشهر.

المصدر: الوطن