منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، منع الكرملين استخدام كلمة "حرب" مع فرضه غرامات وأحكاما بالسجن على من يستعملها، قبل أن يقر لأول مرة، الجمعة، أن البلاد في "حالة حرب".

وربط محللون تحدثوا لموقع "الحرة" تغير توصيف روسيا لغزوها في أوكرانيا بالتطورات العسكرية على الأرض والانتخابات الروسية التي كان منتظرا أن يفوز بها الرئيس فلاديمير بوتين.

واعترف الكرملين بأن روسيا "في حالة حرب" في أوكرانيا، بعدما واظبت موسكو على استخدام عبارة "عملية عسكرية خاصة" للإشارة إلى الهجوم الذي أطلقته على جارتها قبل أكثر من عامين.

وأقر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا "في حالة حرب" في أوكرانيا.

واستخدم الكثير من المسؤولين الكبار على مدى عامين، كلمة "حرب" في تصريحات عامة، ولكن في إشارة إلى الحرب التي يقولون إن الغرب يشنها ضد روسيا عبر أوكرانيا، وليس في ما يتعلق بالهجوم الروسي نفسه.

وقال بيسكوف في حديث إلى صحيفة روسية مقربة من الكرملين نشر الجمعة "نحن في حالة حرب. نعم لقد بدأ الأمر كعملية عسكرية خاصة، لكن منذ تشكّلت هذه المجموعة، منذ شارك الغرب مجتمعا في كل هذا إلى جانب أوكرانيا، بالنسبة إلينا، أصبحت حرباً". 

أسباب التغير الروسي 

يرى المحلل العسكري، عادل عبد الكافي، أن هناك عدة أسباب لتحول روسيا من عملية عسكرية خاصة إلى حالة حرب.

ويشير في حديث لموقع "الحرة" إلى أن روسيا في بداية الحرب قالت إنها ستنهي العملية في ثلاث أيام لكنها اصطدمت بمقاومة أوكرانية قوية بدعم غربي ما جعلها تدرك أن حساباتها خاطئة.

ويوضح عبد الكافي أن خسائر روسيا كبيرة على الأرض لذلك بدأت تصعد من لهجتها بشأن استخدام أسلحة نووية محدودة للردع.

وكان بوتين أشاد في وقت سابق من هذا الشهر بترسانة موسكو النووية وحذر من أنه مستعد لنشرها إذا تعرضت السيادة الروسية للتهديد.

ومن أسباب تغير لهجة الروس، بحسب المحلل، تلويح فرنسا بإمكانية الدفع بقوات برية، ومناورات حلف شمال الأطلسي "الناتو" بحوالي  90 ألف جندي، إضافة إلى الدعم الغربي الكبير لأوكرانيا.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لمح في وقت سابق إلى إمكانية إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا.

يقول الخبير الأمني، سمير راغب إن فكرة حالة الحرب كانت موجودة منذ بداية الغزو لكن القيادة الروسية رغبت في تسويق "حالة حرب" بعد الانتخابات.

ويشير راغب في حديث لموقع "الحرة" إلى أن بوتين كان يرغب في رفع إشارة نصر عسكري في أوكرانيا قبل الانتخابات عبر "عملية عسكرية خاصة" فقط، دون أن يقر بأن البلاد في حالة حرب.

ويقول إن بوتين بعد الانتخابات أعلن حالة الحرب لنقل الصراع إلى مستوى آخر وتبرير حشد كل الجهود وكل موارد الدولة لها.

ماذا تعني حالة حرب؟

يقول عبد الكافي إن الانتقال من عملية عسكرية خاصة إلى حالة حرب ينطوي على "خطرة كبير" إذ يعني أن روسيا بذلك تعلن أن جميع الخيارات العسكرية ممكنة.

ويشير المحللل إلى أن روسيا بذلك قد تستعمل جميع أنواع الأسلحة بما في ذلك الأسلحة النووية المحدودة للردع في مواجهة الضربات التي باتت تتلقاها في العمق الروسي والتي باتت تؤثر على معنويات الشعب.

وفي أواخر عام 2022، بدأت الولايات المتحدة "الاستعداد بجدية" لاحتمال أن تشن روسيا ضربة نووية على أوكرانيا كنوع من رد الفعل الرادع لكييف، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين كبيرين في الإدارة الأميركية.

تقرير: واشنطن "استعدت بجدية" لضربة نووية روسية محتملة في أوكرانيا في أواخر عام 2022، بدأت الولايات المتحدة "الاستعداد بدقة" لاحتمال أن تقوم روسيا بضربة نووية على أوكرانيا كنوع من رد الفعل الرادع لكييف أمام خسائرها في الحرب، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين كبيرين في الإدارة الأميركية.

ولطالما أكد الكرملين للروس أن الحرب لن تؤثر على حياتهم اليومية أو على أراضي البلاد، ولكن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الروسية في منتصف مارس، تزايدت هذه الهجمات.

وتعهد بوتين في وقت سابق الانتقام رداً على تزايد الهجمات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة والتي طالت الأراضي الروسية، بعد أكثر من عامين على بدء غزو أوكرانيا.

وكان بوتين الذي أُعيد انتخابه مؤخرا بحصوله على 87 في المئة من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية، تعهد بقيادة بلاده إلى النصر في مواجهة كييف والغرب، وهو نزاع يقدمه على أنه وجودي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: عملیة عسکریة خاصة فی أوکرانیا فی حالة حرب أن روسیا

إقرأ أيضاً:

"ناشيونال إنترست": كيف تخطط أوكرانيا للرد إذا خسرت؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حذرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية من تصاعد خطير في حرب أوكرانيا، مع بدء روسيا استخدام قنابل ضخمة شديدة القوة تعرف باسم "FAB-٣٠٠٠ M٥٤".

وتزن هذه القنابل، التى تستخدم مع مجموعات القنابل الانزلاقية من سلسلة "UMPK"، ٦٦٠٠ رطل، مما يشكل تحديًا هائلًا للدفاعات الجوية الأوكرانية.

ووفقًا للمجلة، فإنه "لا يوجد نظير مباشر" لهذه القنابل، ممّا يجعلها تُمثل تهديدًا كبيرًا للقدرات الدفاعية الأوكرانية.

وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن تضاؤل إمدادات الصواريخ الدفاعية الأمريكية لأوكرانيا يفاقم من خطورة الموقف، محذّرةً من أن نشر هذه القنابل "يهدد بالتغلب على الدفاعات الأوكرانية، ممّا قد يقلب التوازن الاستراتيجى لصالح روسيا".

وتؤكد المجلة على أن "الحرب دخلت مرحلة جديدة"، وأن "الروس سيبدأون في التغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية"، معتبرةً أنّ إدخال "FAB-٣٠٠٠ M٥٤" يُمثل "عنصرًا رئيسيًا في استراتيجية روسيا المعززة".

وتضيف "ناشيونال إنترست" أنّ "الأمور لن تتحسن بالنسبة لأوكرانيا إلا إذا اختارت التفاوض على وقف إطلاق النار".

ويسعى الجيش الروسي، مستفيدًا من تفوقه الحالى في عدد القوات والعتاد، إلى حسم معركة مدينة تشاسوف يار الاستراتيجية الواقعة غرب مدينة باخموت، وذلك قبل وصول تعزيزات عسكرية غربية جديدة لأوكرانيا بدأت بالفعل بالوصول إلى خطوط المواجهة.

وتكتسب تشاسوف يار أهمية كبيرة نظرًا لموقعها المرتفع الذى يُطل على المنطقة المحيطة، مما يجعلها نقطة عسكرية حيوية.

وتأتى هذه المعركة بعد سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت المجاورة العام الماضي، بعد معركة استمرت ١٠ أشهر اتسمت بالضراوة.

من جهتها، تبذل أوكرانيا جهودًا مضنية لتحقيق الاستقرار في أجزاء من خط المواجهة الذى يبلغ طوله نحو ١٠٠٠ كيلومتر، خاصةً مع تزايد حدة المعارك في مختلف الاتجاهات.

وتُعد المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة التى تم الإعلان عنها في أبريل الماضى بمثابة شريان حياة لأوكرانيا، حيث تأمل من خلالها قلب موازين القوى على الأرض ووقف تقدم القوات الروسية.

ويشكل السباق بين تقدم القوات الروسية ووصول التعزيزات الأوكرانية عنصرًا هامًا في تحديد مسار المعركة في تشاسوف يار، والتى من شأنها أن تُؤثّر بشكلٍ كبير على مجريات الحرب في أوكرانيا بشكل عام.

مع استمرار روسيا في تحقيق مكاسب إقليمية وزيادة إنتاج هذه الأسلحة المدمرة، تشدد المجلة على أن "تصاعد الصراع يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار لمنع المزيد من المعاناة الأوكرانية".

كيف تخطط أوكرانيا للرد إذا خسرت؟
كما كشفت صحيفة "ديلى إكسبرس" البريطانية عن خطط أوكرانيا للرد في حال خسرت الحرب مع روسيا، والتى تشمل استهداف البنية التحتية المدنية في روسيا، بما في ذلك المدارس، وفقًا لتحليل أمنى صدر عن الخبير نيكولاس دروموند، محلل الدفاع والأمن.

ووصفت الصحيفة خطط أوكرانيا بأنها "خطيرة للغاية" و"أكثر رعبًا من الحرب التقليدية" بالنسبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
 

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن السيطرة على بلدة بالقرب من تورتسك في أوكرانيا
  • بوتين: على روسيا أن تنتج صواريخ متوسطة المدى بقدرات نووية
  • زيلينسكي: خطة إنهاء الحرب مع روسيا ستكون جاهزة هذا العام‎
  • بعد إلغاء المعاهدة مع الولايات المتحدة.. بوتين يدعو إلى استئناف إنتاج الصواريخ المتوسطة
  • موسكو تعلن تحقيق تقدم ميداني جديد في أوكرانيا
  • بوتين.. الغائب الحاضر في مناظرة ترامب-بايدن.. فكم مرة ذكر اسمه؟
  • خلال مناظرة CNN.. ترامب يعلق على شروط بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا
  • "ناشيونال إنترست": كيف تخطط أوكرانيا للرد إذا خسرت؟
  • تاكر كارلسون: من المستحيل أن تهزم أوكرانيا روسيا
  • صحيفة أمريكية: بوتين يرسل تحذيرات حادة إلى الغرب