الصومال هي ساحة صراع مستمرة بين تنظيم داعش ، الذي يسعى إلى تعزيز حضوره على الأرض الصومالية، وحركة شباب المجاهدين - ذراع تنظيم القاعدة – في الصومال.

 هذا الصراع أدى إلى اندلاع العديد من المواجهات المسلحة بين الطرفين، وتصاعدت حدتها خلال الأيام الأخيرة، خصوصًا بعدما تحول تنظيم داعش في صراعه مع "الشباب" وأصبح يهجم بدل من أن يدافع، في محاولة منه لتأسيس إمارة هناك.

لماذا يحارب التنظيمان بعضهما البعض؟

ويوضح ذلك المحلل السياسي الصومالي، نسيب محمد علي، إذ يقول إن  الصراع بين تنظيم داعش وحركة الشباب المجاهدين، في الصومال يعود إلى عدة عوامل وتفسيرات، منها التنافس على النفوذ والموارد، خاصة أن كلا التنظيمين يسعيان للسيطرة على المناطق والموارد في الصومال، مثل الموانئ والمناطق الحدودية والمساحات الريفية، و السيطرة على هذه المناطق تمنح القوة والقدرة على تمويل النشاطات الجهادية وجذب المقاتلين.

وأضاف محمد علي في تصريح خاص لـ " البوابة نيوز"، أن التنافس الإيديولوجي،  يختلف من حيث  توجه الفكري والإيديولوجي بين الطرفين، و على الرغم من أنهما يشتركان في أهداف جهادية، إلا أنهما يختلفان في الأساليب والتكتيكات والتفسيرات الدينية، و هذا يؤدي إلى تصاعد التوترات والاشتباكات.

وأشار المحلل السياسي، إلى أن التنافس القيادي والتنظيمي في كلا التنظيمين على السيطرة والقيادة، يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوترات والاقتتال.

وأكد، أنه يمكن أن تكون هناك تأثيرات إقليمية ودولية تدفع الطرفين إلى الصراع، و قد يكون هناك تدخلات خارجية تدعم أحد التنظيمين على حساب الآخر.

واختتم قائلًا، في النهاية يعكس هذا الصراع التنافس العنيف بين التنظيمين المتطرفين على السيطرة والنفوذ في المنطقة، ويؤثر على الأمن والاستقرار في الصومال والمناطق المجاورة.

ما هي الجهود التي تبذل لإنهاء الصراع في الصومال؟

تعاني الصومال من تداعيات الصراع المستمر بين تنظيم داعش وحركة الشباب المجاهدين، وهناك جهود متعددة تبذل للتصدي لهذا الوضع، ومنها:

يتم تنفيذ مشاريع التنمية وإعادة البناء لتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للسكان،  فضلًا عن تعزيز الأمن وتدريب القوات الصومالية، كما يتم تدريب وتجهيز القوات الصومالية لمكافحة الجماعات المتطرفة والحفاظ على الأمن.

وفي الوقت الحالي،  يتم توجيه جهود للتوعية بأخطار الإرهاب وتعزيز الوعي بين الشباب لمنع التجنيد.

و يجري الآن حوارات ومفاوضات بين الأطراف المتنازعة للتوصل إلى حلول سلمية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أخبار داعش أرض الصومال أفريقيا تنظیم داعش فی الصومال

إقرأ أيضاً:

سقوط الأسد.. من كسب ومن خسر؟

بعد أربعة عشر عامًا من الثورة على نظام الدكتاتور بشار الأسد وخمسة عقود من العيش القسري في كنف الدولة القمعية، التي أسّسها والده الراحل، تمكّن السوريون أخيرًا من طي صفحة حكم آل الأسد.

إن تعطش السوريين لبناء بلد يقوم على الديمقراطية والتعددية السياسية ودولة القانون والمؤسسات لا يعني أن الطريق إلى تحقيق هذا الهدف مفروشٌ بالورود. لكنّ مُجرد طي صفحة مُظلمة وطويلة من تاريخ البلد، يُشكل بداية قوية لمشروع سوريا الجديدة.

مع ذلك، فإن حقيقة أن الصراع السوري لم يكن صراعًا بين شعب ونظام فحسب، بل كان أيضًا صراعًا إقليميًا ودوليًا على سوريا، تجعل التحول السوري بمثابة زلزال جيوسياسي كبير يضرب الشرق الأوسط ولن تقتصر ارتداداته على حدود الإقليم.

على مدى أربعة عشر عامًا، أصبحت سوريا ساحة صراع بالوكالة بين العديد من الدول الساعية لتحقيق طموحاتها الخاصة. وتُظهر الآثار القوية للصراع على سياسات الفاعلين الخارجيين المنخرطين فيه دوره المؤثر في إعادة تشكيل العلاقات الجانبية بينهم على نطاق أوسع.

فمن جانب، أسّس الانخراط الروسي الإيراني في الحرب لدعم نظام الأسد شراكة إستراتيجية عميقة بين موسكو وطهران. ومن جانب آخر، أعاد الصراع تشكيل علاقات تركيا وروسيا. وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا والولايات المتحدة. وحتى ما قبل إعادة إصلاح العلاقات التركية العربية منذ مطلع العقد الجاري، كان للصراع السوري دور مؤثر في تشكيل علاقات تركيا مع بعض القوى العربية الفاعلة في العقد الماضي.

إعلان

إن التحول الدراماتيكي الذي طرأ على الصراع بعد الإطاحة بنظام الأسد سيكون له آثار عميقة على أدوار الفاعلين المؤثرين في الصراع وعلاقاتهم الجانبية وعلى مكانتهم في الشرق الأوسط.

في ميزان الرابحين والخاسرين الخارجيين من هذا التحول، تظهر تركيا كأحد الرابحين الكبار. فمن جهة، يُعظم من دور أنقرة في تشكيل مستقبل سوريا بعد الحرب ويضمن لها تأسيس سوريا جديدة حليفة لها.

ومن جهة ثانية، فإن التحول في الهوية الجيوسياسية لسوريا من دولة حليفة لإيران وروسيا إلى بلد حليف لتركيا يجلب مزايا جيوسياسية هائلة لأنقرة تُعزز طموحاتها في لعب دور قيادي في الشرق الأوسط.

ومن الفوائد المتصورة على تركيا ضمان معالجة الصراع بما يتلاءم مع مصالحها ومُتطلبات أمنها القومي ورؤيتها لدورها الجديد في الشرق الأوسط كوسيط للاستقرار والقوة. وتتنوع هذه الفوائد بين لعب دور قيادي بين الفاعلين الخارجيين في تشكيل مستقبل سوريا، وتعزيز موقفها في صراعها مع المشروع الانفصالي للوحدات الكردية في شمال سوريا، وتعزيز موقفها في تفاعلاتها مع كل من إيران وروسيا والولايات المتحدة والعالم العربي.

كما تُقدم هذه التحولات فرصة كبيرة لأنقرة لفرض مصالحها في علاقاتها المقبلة مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

مع ذلك، فإن هذه الفوائد المتصورة تجلب أيضًا تحديات كبيرة على تركيا في إدارة مشروع ولادة سوريا الجديدة. وبالنظر إلى اليد العليا التي باتت تركيا تتمتع بها في سوريا، فإن ذلك يجعلها دولة مسؤولة بشكل خاص عن ضمان منع انجراف التحول السوري إلى وضع يجلب مخاطر تفوق الفوائد.

على الرغم من أن أنقرة نفت باستمرار أي علاقة لها بهيئة تحرير الشام، فإنه من غير المتصور أنها كانت على الهامش في تحولات الصراع منذ السابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

إعلان

وسيختبر مسار التحول السوري أولًا مدى قدرة أنقرة في الحفاظ على انسجام أهداف الفصائل المعارضة المتنوعة بعيدًا عن التنافس والاقتتال الداخلي، وثانيًا مدى قدرتها في التأثير على هيئة تحرير الشام؛ لضمان مواصلة التحولات التي أحدثتها على نفسها منذ أن انفصلت عن القاعدة.

وإلى جانب تركيا، تظهر الولايات المتحدة وإسرائيل كأحد المستفيدين من التحول السوري. إن مُجرد إخراج سوريا من دائرة التحالف مع أنظمة معادية للغرب مثل إيران وروسيا يُعد مكسبًا جيوسياسيًا كبيرًا لهما.

رغم ذلك، فإن التحول يجلب مخاطر أيضًا على البلدين. بينما كان التصور السائد في الماضي أن سوريا في ظل حكم آل الأسد كانت فائدة لإسرائيل إن لجهة ضمان أمنها أو لجهة تدمير مقومات التنوع السياسي الداخلي في سوريا، فإنه من غير المتصور أن تكون سوريا المتحولة، والتي ترتكز هويتها الجيوسياسية الجديدة على التحالف مع تركيا، أكثر فائدة للإسرائيليين. وبالنسبة للعالم العربي، فإن معيار الربح والخسارة من هذا التحول يبدو غير واضح.

ففي حين أن الآثار الكبيرة لهذا التحول على حضور إيران في سوريا وعلى دورها الإقليمي ترجع بفوائد كبيرة على المنطقة العربية، إلا أن هذه الفوائد لا تُخفي القلق العربي من أن تؤدي الإطاحة بنظام الأسد إلى موجة ثانية من الربيع العربي.

مع ذلك، فإن هذه التحولات تُقدم فرصة للعالم العربي للعب دور أكثر فاعلية في تشكيل سوريا الجديدة مع الإمكانات والموارد المالية الكبيرة التي تبدو حاجة لا غنى عنها لإعادة إعمار سوريا.

وبالنسبة للخاسرين الكبار في هذا التحول، تظهر إيران وروسيا في المقدمة. لقد استثمرت طهران الكثير من الأموال والموارد العسكرية الكبيرة في الصراع من أجل تعزيز حضورها في هذا البلد، وتعظيم حضورها الإستراتيجي، وتأمين طريق بري من أراضيها عبر العراق وسوريا إلى حليفها حزب الله في لبنان، غير أن كل هذا الاستثمار انهار بانهيار نظام الأسد.

إعلان

ويجلب هذا التحول عواقب كبيرة على دور إيران الإقليمي يتجاوز الجغرافيا السورية. فقد أصبح حزب الله، الذي خرج من حرب صعبة مع إسرائيل بتكاليف باهظة أكثر عُرضة للحصار والضغط، بينما يفقد سوريا كحليف ضمن له القوة والسطوة في لبنان وإمدادات الأسلحة لعقود طويلة.

كما أن انهيار الاستثمار الإيراني في سوريا يجلب عواقب أخرى على نفوذ إيران في العراق والمنطقة.

أما روسيا، فإن خسارة سوريا كبلد حليف لها يجلب لها عواقب كبيرة على دورها ومكانتها في الشرق الأوسط. وإذا كان انهيار الاتحاد السوفياتي بمثابة أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، فإن خسارة سوريا تُمثل كارثة جيوسياسية لروسيا في الشرق الأوسط.

كان الانخراط الروسي في الصراع إلى جانب نظام الأسد منتصف العقد الماضي أحد المظاهر الرئيسية لقدرة روسيا على فرض نفوذها في الخارج. لكنّها اليوم تحصد التكاليف الباهظة لحربها مع أوكرانيا على مكانتها في الشرق الأوسط. وبعد هذه التحولات، تبدو قدرة روسيا على الاحتفاظ بقواعدها العسكرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط على المدى البعيد، والتي تُشكل حاجة لها للتأثير في سياسات الشرق الأوسط والصراعات البعيدة المدى مثل ليبيا والسودان وأفريقيا، محل شكوك قوية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. الإبن الأصغر للشيخ عبد الحي يوسف يقود المجاهدين في الصفوف الأمامية وزميله بأرض المعركة يصفه بالشهيد الحي
  • تنظيم الدولة ومخاطر عودته إلى الواجهة في الصومال
  • تنظيم داعش ينشط في سوريا وضحاياه بالعشرات من العسكريين والمدنيين منذ سقوط نظام الأسد
  • وزارة المجاهدين تُدين السلوكات “المشينة” التي تمس برموز الثورة الجزائرية وتاريخها المجيد
  • الوساطة التركية
  • المرصد السوري: تنظيم داعش قتل 70 شخصا من عناصر قوات النظام السابق
  • تغير المناخ يفاقم معاناة الصوماليين في ظل صراع محتدم مع حركة الشباب
  • انسحاب فريقين من التنافس على بطولة كأس العراق والاتحاد يعوض النقص
  • الشباب والرياضة بأسوان تنظيم فاعليات المعسكر التدريبى الخامس لبرامج تمكين الفتيات
  • سقوط الأسد.. من كسب ومن خسر؟