الجزائر: مشروع القرار الأمريكي حول غزة لم يحمل رسالة سلام
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
الجزائر- اعتبرت الجزائر أن مشروع القرار الأمريكي حول الأوضاع في قطاع غزة، الذي صوتت ضده الجمعة22مارس2024، "لم يكن يحمل رسالة سلام واضحة، وكان يسمح بقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين".
صرح بذلك مندوب الجزائر في مجلس الأمن، السفير عمار بن جامع، عقب إسقاط مشروع القرار الأمريكي إثر استخدام كل من روسيا والصين سلطة النقض "الفيتو".
وفي كلمته أمام مجلس الأمن، قال بن جامع، إن "النص المقدم للتصويت اليوم (الجمعة) لم يحمل رسالة سلام واضحة، وكان يسمح بقتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين، ولا يوفر الضمانات اللازمة لمنع المزيد من تصعيد العنف".
وأضاف أن المشروع الذي تقدمت به واشنطن "ينطوي على ترخيص لمواصلة إراقة الدماء".
ولم يتضمن مشروع القرار على مطالبة أو دعوة صريحة لإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة. وبدلا من ذلك نص على أن هناك "ضرورة قصوى للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار" لحماية المدنيين من جميع الأطراف والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة.
وأيد مشروع القرار "تحقيقا لهذا الغرض، الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية للإفراج عن جميع الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) المتبقين"، والتي "تُؤمن التوصل لوقف إطلاق النار هذا"، في إشارة إلى المحادثات الجارية حاليا في الدوحة بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل.
وأشار المشروع إلى أن "حماس والجماعات الإرهابية والمتطرفة الأخرى لا تمثل الشعب الفلسطيني"، على حد وصفه.
ونال مشروع القرار تأييد 11 دولة من الأعضاء الـ15 للمجلس، بينما رفضته ثلاث دول هي الصين وروسيا والجزائر، وامتنعت غويانا عن التصويت.
مبررات تصويت الجزائر بـ"لا"
وموضحًا مبررات تصويت بلاده بـ"لا" على مشروع القرار الأمريكي، أوضح المندوب الجزائري، أنّ المجموعة العربية في الأمم المتحدة دأبت على إعطاء الأولوية لثلاثة عناصر رئيسية في التصدي للعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة وهي "وقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، إضافة إلى رفض التهجير القسري".
وأضاف أن مشروع القرار الأمريكي، الذي عُرض على أعضاء مجلس الأمن للتصويت، "لم يرق إلى مستوى هذه التوقعات".
ولفت إلى أن الهدف الرئيسي لبلاده "وضع حد للمجزرة التي تعاني منها غزة منذ أكثر من خمسة أشهر".
في سياق متصل، عبر مندوب الجزائر عن قلقه البالغ من العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وحذر من عواقبها المدمرة.
واعتبر المتحدث أن مجلس الأمن فشل في إبداء رفض واضح لهذا الهجوم.
كما شدد مندوب الجزائر على أهمية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، قائلا إن "أي مشروع قرار يُقوض ولاية أونروا أو يقيد عملياتها يهدد بتفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا. ومثل هذا القرار غير مقبول".
وكان بن جامع، يشير إلى فقرة في مشروع القرار الأمريكي طلبت من الأمين العام تكليف منسق للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ومسؤولين آخرين بتوفير الموارد والدعم اللازم للإسراع بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتسريع وتبسيط تقديم المساعدات وضمان وصولها للجهات المدنية في غزة، بما يعني إلغاء الدور الذي تقوم به الأونروا في هذا الصدد.
وتتواصل في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطر ومصر ومشاركة الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، مع حرب إسرائيلية مستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وخلَّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
أهمية التوصل إلي سلام دائم.. تفاصيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي.. تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم أمس السبت 1 فبراير، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تناول الاتصال القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، والتأكيد على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين
وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي، إلى أن الرئيس السيسي هنأ الرئيس ترامب مجددا بمناسبة توليه السلطة رئيسًا للولايات المتحدة لفترة ثانية جديدة، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها لدى الشعب الأمريكي واعترافا بقدراته.
ووجه الرئيس السيسي الدعوة لترامب لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، وذلك لتحسين العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتباحث حول القضايا والأزمات المعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مما يسهم في دعم استقرار المنطقة، وكذا للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الجديد.
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكيووجه الرئيس للأمريكي ترامب دعوة مفتوحة إلى الرئيس السيسي لزيارة واشنطن ولقائه بالبيت الأبيض.
كما تناول الاتصال ضرورة تحسين العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، والتعاون في مجال الأمن المائي، وحرص الرئيسين على تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
الرئيس السيسي ونظيره الأمريكيوشدد السيسي على ضرورة تدشين عملية سلام تفضي إلى حل دائم في المنطقة، واتفق الزعيمان على أهمية استمرار التواصل بينهما، والتنسيق والتعاون بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على ضرورة تكثيف الاجتماعات بين المسؤولين المعنيين من الجانبين لمواصلة دفع العلاقات الثنائية في كافة المجالات، ودراسة سبل المضي قدماً في معالجة الموضوعات المختلفة، مما يعكس قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية المصرية الأمريكية.
عودة الفلسطينيين بعد اتفاق إطلاق النارمن جهته قال البيت الأبيض إن ترامب والسيسي ناقشا أهمية دور مصر في الوصول لاتفاق غزة، فضلا عن ملف سد النهضة الإثيوبي.
اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيينيأتي هذا الاتصال بالتزامن مع اقتراح ترامب بنقل فلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وكذلك العديد من الدول العربية المجاورة.
تهجير سكان غزةفي حين رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني فكرة ترامب، في موقف أعلنه البلدان أكثر من مرة منذ أشهر وسنوات أيضا.
أستاذ علاقات دولية: مصر ترفض إزاحة الفلسطينيين من أرضهم تماماًمن جانبه، قال الدكتور أسامة شعت، أستاذ العلاقات الدولية، إنّ الاتصال الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب دليل على أن هناك اهتمام أمريكي بأهمية دور مصر، باعتبار أنها الشريك الرئيسي في المنطقة العربية، إذ أنها القائد الإقليمي للمنطقة، فضلا عن دورها في مسألة وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي سعت له مصر منذ البداية.
دور الموقف المصري في رفض تهجير الفلسطينيينوأضاف «شعت»، أنّ ترامب بتصريحاته أراد أن يختبر الموقف العربي، لكن مصر استعدت جيدا وأرسلت إشارات واضحة بأنه لا يمكن إزاحة الفلسطينيين عن أرضهم وهي مسألة مخالفة للقانون الدولي، كما أنها تمس بالسيادة الوطنية لكل دولة من الدول التي يريد الرئيس الأمريكي نقلها من فلسطين إلى دول أخرى.
التهجير اعتداء على سيادة الدول وحقوق الإنسانوتابع: «تهجير الفلسطينيين يعتبر اعتداء على سيادة الدول وحقوق الإنسان والحق في تقرير المصير، واعتداء على حل القضية الفلسطينية وتقرير السلم والأمن الدوليين في المنطقة، إلى جانب أنه لا يؤدي إلى الاستقرار، لأن الشعب الفلسطيني لازال حتى هذه اللحظة لم يحصل على حقه ولم يعيش أيام الاستقلال التي وعده المجتمع الدولي بها منذ عام 1948».
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: الرئيس السيسي لم يتردد في مواجهة الضغوط والتأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين
الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني تدين التصريحات الأمريكية المتكررة بشأن تهجير سكان غزة
"أبومازن" يعرب عن تقديره لموقف الأمين العام للأمم المتحدة الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني