مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرئيلى على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون خطر المجاعة وانتشار الأمراض، وتزداد تدهورًا الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.

وفى الوقت نفسه، تراجع بشكل كبير تدفق المساعدات الإنسانية الضرورية خلال الأسابيع الماضية، ما يجعل الوضع الإنسانى فى هذا القطاع المحاصر أكثر تعقيدًا وصعوبة. 
وتتجدد مأساة سكان غزة مع استمرار القصف العنيف على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 
ويواجه الفلسطينيون فى غزة تحديات هائلة ومعاناة غير مسبوقة، حيث يتزايد العنف وتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة يومًا بعد يوم، مع إصرار الكيان الصهيونى على توسيع نطاق القصف، خاصة تجاه جنوب القطاع واستهداف مدينة رفح، التى أصبحت تمثل الملاذ الأخير لسكان غزة الذين يبحثون عن الحماية والأمان فى ظل هذه الأوضاع القاسية. 
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن اتهام الأمم المتحدة وجهات أخرى عاملة فى المجال الإنسانى لإسرائيل بارتكاب جريمة حرب من خلال تجويع سكان قطاع غزة عمدًا، قد يؤدى إلى مقاضاتها قانونيًا أمام محكمة العدل الدولية أو غيرها من المحاكم الدولية. 
وأشارت الصحيفة إلى تقارير تفيد بأن جيش الاحتلال يستعين بعشرات المحامين للدفاع عنه فى مواجهة التحديات القانونية المتوقعة، وأن اتهام "إسرائيل" بالتسبب فى مجاعة مفتعلة من خلال عرقلة دخول المساعدات إلى غزة بشكل متعمد يتم دعمه بمجموعة متزايدة من الأدلة. 
وأوضحت الصحيفة أن "التجويع" يعد الاتهام الأكثر وضوحًا بين الاتهامات الموجهة إلى "إسرائيل" بشأن سلوكها فى حربها ضد قطاع غزة، ورغم نفى "إسرائيل" لهذه الاتهامات، فإن النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية يعرف جريمة تجويع المدنيين عمدًا بأنها "حرمانهم من الأشياء التى لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة"، ومن بين هذه الأمور "إعاقة إمدادات الإغاثة عمدًا"، وهو ما ينطبق على الوضع فى غزة. 
وأكدت الصحيفة أن المادة ٥٥ من اتفاقية جنيف الرابعة تلزم "إسرائيل" بوصفها قوة احتلال فى غزة بـ "ضمان الإمدادات الغذائية والطبية للسكان"، الأمر الذى يتطلب "إدخال المواد الغذائية والمخازن الطبية وغيرها من المواد الضرورية إذا كانت موارد الأرض المحتلة غير كافية". 
وفى يوم الأربعاء، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، على الأزمة المتزايدة، حيث حذر من أن جميع سكان غزة البالغ عددهم مليونى نسمة يعانون من "مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائى الحاد"، وهو الأمر الذى يشهده سكان غزة بالكامل للمرة الأولى. 
وبخلاف القضايا الأخرى المتعلقة بسلوك "إسرائيل" فى عدوانها على قطاع غزة، فإن المجاعة التى صنعها الإنسان والتى تحدث فى الأراضى الفلسطينية تبدو أكثر وضوحًا. وقد سلطت منظمة "أوكسفام أمريكا" و"هيومن رايتس ووتش" الضوء على فشل "إسرائيل" فى الامتثال لمطلب جديد من واشنطن يفيد بأن متلقى إمدادات الأسلحة الأمريكية يجب أن يمتثل للقانون الدولي. 
واتهمت المنظمتان "إسرائيل" بـ "منع المساعدات بشكل منهجي" من الوصول إلى "ما يقرب من ٣٠٠ ألف فلسطينى ما زالوا فى شمال غزة، حيث يكون خطر المجاعة أكثر حدة"، وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال أعاقت أكثر من نصف بعثات المساعدات الإنسانية المقررة إلى شمال غزة خلال الأسابيع الستة الأولى من هذا العام. 
وتوضح الوثائق التى اتهمت "إسرائيل" بسياسة التجويع المتعمدة أن "القانون الإنسانى الدولى يمنع أطراف النزاع من التسبب عمدًا فى معاناة السكان من الجوع، لا سيما من خلال حرمانهم من مصادر الغذاء أو الإمدادات 
وذكرت الصحيفة بالتصريحات العلنية لوزير الحرب الإسرائيلى يوآف جالانت، فى وقت مبكر من الحرب، حين دعا إلى “حصار كامل لغزة”، موضحا: “لا كهرباء، لا طعام، لا ماء”، معتبرة أن هذا التصريح يفاقم انكشاف “إسرائيل” القانونى فى قضية التجويع. 
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فى “جيش” الاحتلال قوله لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن الضغط القانونى الدولى على “إسرائيل” بدأ تدريجيا قبل الحرب، عندما دعمت المحكمة الجنائية الدولية إجراء تحقيق ضدها عام ٢٠١٩، وفى عام ٢٠٢١ أعلنت أن لديها السلطة للقيام بذلك، مضيفا أن الضغط ازداد الآن من قبل العديد من الدول لاتخاذ إجراءات قانونية ضد “إسرائيل”، وليس فقط من جنوب أفريقيا. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة سکان غزة

إقرأ أيضاً:

برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل

رحب النائب أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اتخذته بأغلبية ساحقة بتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، حيث حصل القرار على تأييد 172 دولة، بينما عارضته 7 دول فقط، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، فيما امتنعت 8 دول عن التصويت.

وأوضح أن القرار يعتبر حق تقرير المصير أساسيا وغير قابل للتصرف، ومُعترفا به في ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن الإشارة  إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.

وقال"محسب"، إن القرار يطالب إسرائيل بشكل صريح بالوفاء بالتزاماتها، وعدم إعاقة الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في تقرير المصير، وهو الأمر الذي بات مدعوما بتأييد دولي يعكس عدالة القضية الفلسطينية، في مقابل عزلة واضحة لإسرائيل وحلفائها، الأمر الذي هو يُشكل ضغط على دولة الاحتلال.

وأشار إلى أن القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها التي تعيق تحقيق الفلسطينيين لحقهم في تقرير المصير، خاصة في ظل استمرار الاستيطان والانتهاكات.

وأكد وكيل لجنة الشئون العربية، أن قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية، ويُشكل أساسا قانونيا لمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، من خلال تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولى للتكاتف من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

واعتبر القرار خطوة تدعم الإطار السياسي لحل الدولتين، لكنه بحد ذاته لا يُمهد الطريق بشكل مباشر لمسار سياسي جديد، إنما يُعزز الأساس القانوني والشرعي لهذا الحل في مواجهة الرفض الإسرائيلي لأي خطوات من شأنها تعزيز فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وشدد النائب أيمن محسب على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على كافة الانقسام  الداخلي من أجل صياغة رؤية سياسية موحدة تمثل الجانب الفلسطيني لدفع المسار السياسي الذي يدعم إقامة دولة فلسطينية وفقا لمقررات الأمم المتحدة في هذا الشأن.

وأكد أن القرار يُشكل أرضية قانونية وأخلاقية تُعزز من شرعية المطالبة بحل الدولتين، وهو ما يتطلب استغلال هذا القرار بالتنسيق مع دعم دولي وجهود فلسطينية موحدة، لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف الذي يظل مرهونا بالإرادة السياسية للأطراف المعنية.

مقالات مشابهة

  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون
  • العدو الصهيوني يواصل سياسة تجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين في غزة
  • إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين
  • برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل
  • خبير: الاحتلال يريد تصفية الفلسطينيين.. ومصر تحمي ما تبقى من حقوقهم «فيديو»
  • عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
  • الجمعية العامة تطلب رأي العدل الدولية حول التزام إسرائيل بشأن المساعدات للفلسطينيين
  • الأمم المتحدة تطلب رأي العدل الدولية بشأن عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات للفلسطينيين
  • مندوب مصر بالأمم المتحدة: نؤمن بأهمية دفع إسرائيل للانصياع بالتزاماتها القانونية الدولية
  • الأمم المتحدة تطلب رأي «العدل الدولية» بشأن التزامات إسرائيل بإدخال المساعدات للفلسطينيين