الوطن:
2024-07-05@13:32:47 GMT

رامي المتولي يكتب: مسلسلات الفرص المهدرة

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

رامي المتولي يكتب: مسلسلات الفرص المهدرة

ضخامة الموسم الرمضانى هذا العام من حيث عدد الأعمال المنتجة رفعت من مستوى المنافسة، حيث يشهد هذا الموسم وجود عدد كبير من النجوم موزعة أعمالهم بين عدد كبير من القنوات التليفزيونية ومنصة Watch It، لكن مع فترة التحضير الكبيرة والجودة الفنية التى ظهرت بها معظم الأعمال إلا أن بعضها ضم عناصر ضعف حدّت من نجاحها الكامل، وذلك حتى مع أكبر المسلسلات وفى مقدمتها مسلسل «الحشاشين» الذى يعانى السيناريو الخاص به والذى يحمل توقيع السيناريست الكبير عبدالرحيم كمال خللاً فى تقديم ورسم شخصية عمر الخيام (نيكولا معوض) الذى يعد شخصية رئيسية من شخصيات الأصدقاء الثلاثة والذين يكتملون بنظام الملك الطوسى (فتحى عبدالوهاب) وشيخ القلعة حسن الصباح (كريم عبدالعزيز).

أداء الفنان نيكولا معوض للشخصية لم يكن على مستوى الشخصية التاريخية الشهيرة وهى الشاعر والفيلسوف الذى ترجمت أعماله لعدد كبير من اللغات منها العربية، لم يهتم بالأداء الصوتى أو الحركى ولم يضع للشخصية أية ملامح تميزها، وأداؤه أمام فتحى عبدالوهاب وكريم عبدالعزيز هو الأضعف بينهما والأضعف فى المسلسل ككل حيث يبدو كأنه غير مهتم ببذل أى جهد لنقل مشاعر الشخصية إلى المشاهدين فقط يلقى جمله الحوارية على أسماع من يشاهده وينكسر إيقاع المشاهد التى يظهر فيها.

«معوض» ليس السبب الوحيد وراء ضعف هذه الشخصية، فالعلاقة المرسومة بينه وبين صديقيه لم تأتِ بالشكل المطلوب، ولم تجد وقتها الكافى على الشاشة ليتفاعل معها المشاهد مقارنة بالصراع الواضح بين «الطوسى والصباح»، أى أن الشخصية من البداية لم تحتل مساحة من الأهمية فى سيناريو عبدالرحيم كمال لتدخل فى الصراع وتفاصيله، وبالطبع «الحشاشين» ليس المسلسل الوحيد الذى يعانى من تفصيلة تؤثر على نجاحه بشكل كبير، فمسلسل «صدفة» أيضاً من الأعمال التى تأثرت بعنصر ضعيف، وهو ليس شخصية من ثلاث فى هذه الحالة، لكنه الشخصية الرئيسية والتى يحمل المسلسل اسمها.

قررت ريهام حجاج أن تغير من طبيعة ما تقدمه فى موسم رمضان، وتحولت للكوميديا التى تحمل بعداً اجتماعياً وذلك من خلال الشخصية التى تعمل مدرسة وتتفاعل مع مشكلات الطلبة إلى جانب مشاكلها الشخصية، المسلسل من تأليف سيناريست ذى خبرة وأعماله تحظى بنجاح وشعبية كبيرين وهو أيمن سلامة والذى يعد واحداً من عناصر شعبية ريهام حجاج ومسلسلاتها فى الفترة الأخيرة، ومعه بالطبع المخرج سامح عبدالعزيز بكل خبراته والأعمال التى قد نجحت بشكل كبير فى شباك التذاكر وفى أعمال متنوعة ما بين الكوميدى والتراجيدى، إلى جانب كونه يتعاون مع ريهام حجاج للمرة الثالثة فى مسلسل. لكن ما يعدُّ فريق الأحلام -مع طرح قضايا تمس المراهقين والأسر المتوسطة، وهى مساحة تهم شريحة كبيرة من الجمهور تحديداً ربات المنزل ممن يفضلن متابعة الموضوعات التى تختارها ريهام حجاج الموجهة لهذه الشريحة بالذات- أصبح يواجه مشكلة بسبب تغير طبيعة ما يقدم ومحاولة ريهام حجاج تقديم أداء خفيف يحمل طابعاً كوميدياً أضعف كثيراً من العمل بالأزمات التى اختارتها للشخصية فإمكانياتها كممثلة لا تؤهلها كى تقدم كاركتر كما يفعل ممثلو الكوميديا المحترفون مثل محمد سعد ومحمد هنيدى وياسمين عبدالعزيز، على العكس جاء أداؤها لشخصية «صدفة» سلبياً مبالغاً فيه ومتكلفاً للحد الذى يضع فاصلاً كبيراً بين المشاهد والشخصية، ولا يمنحها التعاطف الكافى للتفاعل مع مشكلتها وقضيتها وتبدو هى الأضعف من ناحية الأداء التمثيلى وسط من يشاركونها بطولة العمل.

«عتبات البهجة» هو المسلسل المنتظر فى الموسم، والسبب هو اسم بطله يحيى الفخرانى وأيضاً عودة المخرج الكبير مجدى أبوعميرة، وفريق عمل متنوع الخبرات بعضهم فى بداية مشواره ووجوده مع هذه الأسماء فى عمل واحد يعد إضافة فى حد ذاته، ولكن السيناريو هو نقطة الضعف الأكبر فى المسلسل وذلك على الرغم من وجود اسم من أكبر الأسماء فى هذا المجال وهو مدحت العدل، والذى تعد الروح العصرية والجمل الحوارية القصيرة الجذابة من أهم سمات أعماله، لكنه فى «عتبات البهجة» لا يعمل وحيداً، ويكتفى بالتأليف والسيناريو والحوار لأحمد البوهى بالشكل الذى لا نستطيع معه معرفة ما هى مهام كل منهما، خاصة أن المسلسل مستوحى من رواية تحمل نفس العنوان. «البوهى» يترك الروح العصرية المناسبة لطبيعة قصة المسلسل، ونواجه حوارات طويلة ومشاهد مكررة المضمون، حذفها لا يخل ببناء المسلسل، بالإضافة إلى التعامل مع القضايا المطروحة وفى مقدمتها التعامل مع السوشيال ميديا بشكل قشرى شديد السطحية.

ومع المشكلات الفنية القادمة من عنصر السيناريو تكتمل عناصر الضعف بوجود ممثلين غير قادرين على أداء شخصياتهم والتعبير عنها بشكل جيد لافتقارها إلى الجاذبية وما يناسب الشخصية التى يقدمونها وفى مقدمتهم خالد شباط وهنادى مهنى بكل أهمية شخصياتهم درامياً، بالإضافة لآخرين لا تحمل شخصياتهم نفس الأهمية لكن اختياراتهم وتوجيههم من قبل المخرج مجدى أبوعميرة أثر سلباً على صورة المسلسل كلياً وبالتالى جمهوره، بعد أن كان يملك كل مقومات النجاح لتصدر السباق فى الموسم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما الميديا الموسم الرمضانى عتبات البهجة ریهام حجاج

إقرأ أيضاً:

مِحَن.. ترمى علينا بشرر!

ربنا كريم.. تنقطع الكهرباء اجباريًا عن عموم المصريين فى ذروة امتحانات الثانوية العامة، فيفتح الله كوّة من نور فى بيوتٍ من بيوته، ويجد كثير من الطلاب منفذ ضوءٍ فى الكنائس، بعد دعوة الطلاب ليستذكروا دروسهم فيها. ما هذا الجمال والجلال والتفكير الغير اعتيادى، خلال المحن التى ترمى بشرر علينا؟ مس قلبى وهزنى القرار الذى لا اعرف صاحبه. أحييه وأتساءل: هل كان ممكنًا أن تحذو مساجد -وهى والكنائس بيوت لله -حذو الفكرة، لا سيما وأن الجامع الأزهر تاريخه عريق فى تقديم الدروس لطلابه، ولا تزال أعمدته وأركانه شاهدة عبر العصور على تلقى الطلاب الدروس والتفقه على أيدى أساتذة، لطالما أضاءوا العقول بعلومهم وأسماء كثير منهم محفورة فى تاريخه. ربما الكنائس بقاعاتها المتعددة، ومولدات الكهرباء فيها قادرة على المساهمة فى تحقيق مثل هذه الأهداف النبيلة، لأن تصميمها يختلف عن المسجد الذى هو غالبًا صحن فسيح متسع مجهز لأداء الشعيرة فقط! الأسبوع الماضى افتتحت الأوقاف سبعة مساجد دفعة واحدة فى مناطق متعددة ،ما جعلنى أتمنى أن يسند إليها - ما دامت ناجحة فى إنشاء الأبنية التى تريدها–بناء مستشفيات ومدارس، ألن تكون النتائج مبهرة؟ لا أظن أن مصر تعوزها بيوت عبادة، بل إن هناك كثرة كثيرة منها، وربما كان- بعضها على الأقل– يعانى من قلة المتعبدين، فأى نجاح هذا الذى يمكن ان نحققه فى تشييد أبنية نعانى نقصا فادحًا فيها، إذا أسندنا إلى الأوقاف الناجحة مهمة تشييد المدارس والمشافى؟ تأملوا الفكرة لعلى أصبت فيها أو أخطأت لا أعلم.

قبل أيام وفى توقيت متقارب انقطعت الكهرباء فى اليابان ٢٠ دقيقة– اليابان تلك القوة الكبرى ثقافتها مختلفة، فلدى حدوث أخطاء صغيرة مماثلة، تجد أكبر مسئول فيها يخرج على الناس معتذرًا وكاشفًا الحقائق. فى هذا الاطار لم تفاجئنا صورة رئيس الوزراء اليابانى وهو يقف معتذرا منحنيًا أمام الشعب اليابانى لمدة عشرين دقيقة بنفس عدد دقائق انقطاع الكهرباء! الله.. ما هذا الجمال؟ تتقدم اليابان أميالًا إلى المستقبل، منذ عايشت لحظات الماضى المؤلمة، التى دكت فيها أمريكا هيروشيما ونجازاكى بالقنابل النووية. دفعوا ثمن معارك التقدم بالدم والدموع..نحن دفعنا ولم نقبض الثمن منذ عدوان ١٩٥٦! نعم بنينا وشيدنا وأقمنا آلاف المصانع والمدارس والمشافى ولكننا بعد الانتصار فى ٧٣ بِعْنا وصفينا كل شيء، ونتراجع منذ ذلك التاريخ. فاتورة الدم التى دفعناها فى العدوانين الثلاثى ويونيو ٦٧، كما دفعناها فى «بحر البقر» و«أبوزعبل» و«رأس العش» و«شدوان»، ويوم العبور العظيم، بيعت للأسف بأبخس الأثمان. لم يعتذر السادات عما فعله، ولا مبارك، وجاء مرسى فكاد يبيد كل ما تبقى، والحمد لله أنه سقط وزمرته.

ثقافة اليابانيين فى الاعتذار عن الأخطاء عريقة، ولذا يتقدمون. الاعتذار عن زيادة عدد ساعات قطع الكهرباء إلى ثلاث ساعات طرحت معه حلول خطأ! إذا كان الصيف يشوى الوجوه، فإن إغلاق المحال بعد العاشرة سيحرق القلوب، وهكذا يحترق الناس وهم قيد الحبس المنزلى؟ وما الذى سنقوله للسياح الذين لا يتمتعون بمصر الساحرة إلا عندما يأتى المساء؟ إغلاق المحال وأماكن الترفيه ليس حلًا، لماذا لا تبيعونهم كهرباء بسعر أعلى بدلًا من إلإغلاق الإجبارى؟

 

مقالات مشابهة

  • خطورة التوقيت عنوان للمجاعة
  • كشف حساب حكومى
  • فكر جديد
  • أزمة مباراة!!
  • خانه الجميع (1)
  • التفكير بالتمنى وسكرة ينى
  • وائل سعد يكتب: حكومة تغيير الواقع
  • مِحَن.. ترمى علينا بشرر!
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة