رامي المتولي يكتب: مسلسلات الفرص المهدرة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
ضخامة الموسم الرمضانى هذا العام من حيث عدد الأعمال المنتجة رفعت من مستوى المنافسة، حيث يشهد هذا الموسم وجود عدد كبير من النجوم موزعة أعمالهم بين عدد كبير من القنوات التليفزيونية ومنصة Watch It، لكن مع فترة التحضير الكبيرة والجودة الفنية التى ظهرت بها معظم الأعمال إلا أن بعضها ضم عناصر ضعف حدّت من نجاحها الكامل، وذلك حتى مع أكبر المسلسلات وفى مقدمتها مسلسل «الحشاشين» الذى يعانى السيناريو الخاص به والذى يحمل توقيع السيناريست الكبير عبدالرحيم كمال خللاً فى تقديم ورسم شخصية عمر الخيام (نيكولا معوض) الذى يعد شخصية رئيسية من شخصيات الأصدقاء الثلاثة والذين يكتملون بنظام الملك الطوسى (فتحى عبدالوهاب) وشيخ القلعة حسن الصباح (كريم عبدالعزيز).
أداء الفنان نيكولا معوض للشخصية لم يكن على مستوى الشخصية التاريخية الشهيرة وهى الشاعر والفيلسوف الذى ترجمت أعماله لعدد كبير من اللغات منها العربية، لم يهتم بالأداء الصوتى أو الحركى ولم يضع للشخصية أية ملامح تميزها، وأداؤه أمام فتحى عبدالوهاب وكريم عبدالعزيز هو الأضعف بينهما والأضعف فى المسلسل ككل حيث يبدو كأنه غير مهتم ببذل أى جهد لنقل مشاعر الشخصية إلى المشاهدين فقط يلقى جمله الحوارية على أسماع من يشاهده وينكسر إيقاع المشاهد التى يظهر فيها.
«معوض» ليس السبب الوحيد وراء ضعف هذه الشخصية، فالعلاقة المرسومة بينه وبين صديقيه لم تأتِ بالشكل المطلوب، ولم تجد وقتها الكافى على الشاشة ليتفاعل معها المشاهد مقارنة بالصراع الواضح بين «الطوسى والصباح»، أى أن الشخصية من البداية لم تحتل مساحة من الأهمية فى سيناريو عبدالرحيم كمال لتدخل فى الصراع وتفاصيله، وبالطبع «الحشاشين» ليس المسلسل الوحيد الذى يعانى من تفصيلة تؤثر على نجاحه بشكل كبير، فمسلسل «صدفة» أيضاً من الأعمال التى تأثرت بعنصر ضعيف، وهو ليس شخصية من ثلاث فى هذه الحالة، لكنه الشخصية الرئيسية والتى يحمل المسلسل اسمها.
قررت ريهام حجاج أن تغير من طبيعة ما تقدمه فى موسم رمضان، وتحولت للكوميديا التى تحمل بعداً اجتماعياً وذلك من خلال الشخصية التى تعمل مدرسة وتتفاعل مع مشكلات الطلبة إلى جانب مشاكلها الشخصية، المسلسل من تأليف سيناريست ذى خبرة وأعماله تحظى بنجاح وشعبية كبيرين وهو أيمن سلامة والذى يعد واحداً من عناصر شعبية ريهام حجاج ومسلسلاتها فى الفترة الأخيرة، ومعه بالطبع المخرج سامح عبدالعزيز بكل خبراته والأعمال التى قد نجحت بشكل كبير فى شباك التذاكر وفى أعمال متنوعة ما بين الكوميدى والتراجيدى، إلى جانب كونه يتعاون مع ريهام حجاج للمرة الثالثة فى مسلسل. لكن ما يعدُّ فريق الأحلام -مع طرح قضايا تمس المراهقين والأسر المتوسطة، وهى مساحة تهم شريحة كبيرة من الجمهور تحديداً ربات المنزل ممن يفضلن متابعة الموضوعات التى تختارها ريهام حجاج الموجهة لهذه الشريحة بالذات- أصبح يواجه مشكلة بسبب تغير طبيعة ما يقدم ومحاولة ريهام حجاج تقديم أداء خفيف يحمل طابعاً كوميدياً أضعف كثيراً من العمل بالأزمات التى اختارتها للشخصية فإمكانياتها كممثلة لا تؤهلها كى تقدم كاركتر كما يفعل ممثلو الكوميديا المحترفون مثل محمد سعد ومحمد هنيدى وياسمين عبدالعزيز، على العكس جاء أداؤها لشخصية «صدفة» سلبياً مبالغاً فيه ومتكلفاً للحد الذى يضع فاصلاً كبيراً بين المشاهد والشخصية، ولا يمنحها التعاطف الكافى للتفاعل مع مشكلتها وقضيتها وتبدو هى الأضعف من ناحية الأداء التمثيلى وسط من يشاركونها بطولة العمل.
«عتبات البهجة» هو المسلسل المنتظر فى الموسم، والسبب هو اسم بطله يحيى الفخرانى وأيضاً عودة المخرج الكبير مجدى أبوعميرة، وفريق عمل متنوع الخبرات بعضهم فى بداية مشواره ووجوده مع هذه الأسماء فى عمل واحد يعد إضافة فى حد ذاته، ولكن السيناريو هو نقطة الضعف الأكبر فى المسلسل وذلك على الرغم من وجود اسم من أكبر الأسماء فى هذا المجال وهو مدحت العدل، والذى تعد الروح العصرية والجمل الحوارية القصيرة الجذابة من أهم سمات أعماله، لكنه فى «عتبات البهجة» لا يعمل وحيداً، ويكتفى بالتأليف والسيناريو والحوار لأحمد البوهى بالشكل الذى لا نستطيع معه معرفة ما هى مهام كل منهما، خاصة أن المسلسل مستوحى من رواية تحمل نفس العنوان. «البوهى» يترك الروح العصرية المناسبة لطبيعة قصة المسلسل، ونواجه حوارات طويلة ومشاهد مكررة المضمون، حذفها لا يخل ببناء المسلسل، بالإضافة إلى التعامل مع القضايا المطروحة وفى مقدمتها التعامل مع السوشيال ميديا بشكل قشرى شديد السطحية.
ومع المشكلات الفنية القادمة من عنصر السيناريو تكتمل عناصر الضعف بوجود ممثلين غير قادرين على أداء شخصياتهم والتعبير عنها بشكل جيد لافتقارها إلى الجاذبية وما يناسب الشخصية التى يقدمونها وفى مقدمتهم خالد شباط وهنادى مهنى بكل أهمية شخصياتهم درامياً، بالإضافة لآخرين لا تحمل شخصياتهم نفس الأهمية لكن اختياراتهم وتوجيههم من قبل المخرج مجدى أبوعميرة أثر سلباً على صورة المسلسل كلياً وبالتالى جمهوره، بعد أن كان يملك كل مقومات النجاح لتصدر السباق فى الموسم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدراما الميديا الموسم الرمضانى عتبات البهجة ریهام حجاج
إقرأ أيضاً:
مسلسلات رمضان 2025.. ارتفاع مشاهد التدخين والتعاطي مقارنة بالعام الماضي
شارك الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في فعاليات مؤتمر "مستقبل الدراما في مصر " الذى نظمته الهيئة الوطنية للإعلام وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو، بحضور الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وممثلي الوزارات والجهات المعنية وكبار الكتّاب والمخرجين والمنتجين وأساتذة علم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، لرفع توصيات المؤتمر للمؤسسات والجهات المعنية.
واستعرض الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، نتائج المرصد الإعلامي للصندوق وتحليل التناول الدرامي لمشكلة التدخين وتعاطى المواد المخدرة خلال شهر رمضان 2025، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تم تحليل المضمون لعدد 37 عمل درامي هذا العام ،كما تم رصد الخطوط الدرامية الداعمة والمفاهيم المغلوطة ودوافع التعاطي والتفاعلات الأسرية والاجتماعية للمتعاطي وأنماط التعاطي وأنواع المخدرات والترويج الغير مباشر لمنتجات التبغ، وأن من أبرز أنواع التدخين التي ظهرت في الدراما 2025 السجائر بنسبة 80% ،والشيشه 10% والسيجار 7% ،والتدخين الإلكتروني 3%، وقد يتضمن المشهد الواحد على أكثر من نوع تدخين.
وأوضح " عثمان " أن من ضمن الظواهر السلبية في التناول الدرامي لقضية التدخين وتعاطى المخدرات لعام 2025 هي ارتفاع معدلات التدخين بنسبة 3.5% مقارنة بـ2.4% العام الماضي كذلك ارتفاع معدلات التعاطي في رمضان لعام 2025 بنسبه .1.1% مقارنة بـ 0.4% عام 2024 وظهور تاجر المخدرات بشكل جذاب وبشخصيه محببة للجمهور أيضا ظهور الكحوليات والمخدرات كسلوك اعتيادي داخل بعض الأعمال الدرامية كأنه نمط طبيعي مقبول بالمجتمع المصري فضلا عن تراجع عدد الأعمال الدرامية التي تعرض تداعيات تعاطي المواد المخدرة على الأسرة والمجتمع مقارنة بالأعوام الثلاثة السابقة، وكثافه مشاهد تعاطي الكحوليات 80% من إجمالي مشاهد التعاطي، أيضا وصلت نسبة تدخين الإناث في الدراما إلى 12% من المدخنين والنسبة في الواقع هي 1.5% بالإضافة إلى الترويج غير المباشر لأنماط التدخين الحديثة مثل التدخين الإلكتروني والتبخير والتسخين كما أن من أبرز أنواع المخدرات التي ظهرت في الدراما هذا العام الكحوليات بنسبة 80% والحشيش 20% والهيروين 3% ،وأدوية 2% وقد يتضمن المشهد الواحد على أكثر من مادة مخدرة.
واستعرض "عثمان " المعتقدات الخاطئة حول تعاطي المخدرات التي ظهرت في دراما عام 2025 سلوك اعتيادي 88% ونسيان الهموم 27% وخفة الظل 4% ومسكن للألم 3% ومساعدة على التركيز 2% وقد يحتوي المشهد على أكثر من معتقد ،كما استعرض الظواهر الإيجابية في التناول الدرامي لقضية التدخين وتعاطى المخدرات لعام 2025 منها عدم ظهور مشاهد تعليمية لطرق تعاطي المخدرات، وعدم ظهور أي مشاهد تدخين أو تعاطي مواد مخدرة للأطفال للعام السادس على التوالي والتطرق لأحد الظواهر الإدمانية الجديدة والمتمثلة في الإدمان الإلكتروني للمراهنات.
وأشار الدكتور عمرو عثمان إلى أبرز التوصيات منها مراجعة الخطوط الدرامية المتعلقة بصورة تاجر المخدرات وعدم ظهورها بشكل جذاب أو محبب للجمهور وخفض معدلات التدخين والتعاطي داخل الأعمال الدرامية وتشجيع الأعمال الخالية من مشاهد التدخين أو التعاطي والعمل على ظهور خطوط درامية تعرض تداعيات مشكلة التعاطي والإدمان على الأفراد والأسرة والمجتمع كذلك معالجة قضايا التدخين والمخدرات بشكل متوازن يبرز التداعيات السلبية دون الترويج لها والابتعاد عن مشاهد تعاطي المخدرات أو تناول الكحوليات التي تثير الفضول أو تحبذ التجربة خاصة لدى الشباب مع اعتماد نظام تصنيف يعكس مدى احتواء العمل لمشاهد التدخين والتعاطي مع أهمية تقديم شخصيات محورية ترفض التدخين أو التعاطي أو تتعافى منها كنماذج يحتذى بها ومشاركة خبراء من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ومختصين بالإعلام لمراجعة النصوص قبل الإنتاج وتزويد الكتَّاب والمخرجين ببيانات واقعيه عن أضرار الإدمان لدعم الدقة الدرامية دون أي تأثير على الحبكة الدرامية واستمرار تكثيف الحوار المشترك مع صناع الدراما والخبراء والجهات الرقابية لمناقشة مشكلة التعاطي والإدمان في الدراما المصرية.