خرجت مظاهرات عدة اليوم الجمعة في عدد من الأقطار العربية تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اليمن

فقد تظاهر عشرات آلاف اليمنيين في "ميدان السبعين" بالعاصمة صنعاء استجابة لدعوة أطلقتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) تحت شعار "عملياتنا مستمرة.. أوقفوا عدوانكم".

وبحسب وكالة سبأ التابعة للجماعة، فقد "رفعت الحشود الأعلام اليمنية والفلسطينية ولافتات منددة بالعدوان الأميركي البريطاني على اليمن، واستمرار المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة".

شعب الوفاء والشهامة يلبي نداء القائد وأبناء #غزة… مليونية "عملياتنا مستمرة.. أوقفوا عدوانكم" في ميدان السبعين بالعاصمة #صنعاء#اليمن_سند_فلسطين #Yemen pic.twitter.com/m4S63krp7B

— أنيس منصور (@anesmansory) March 22, 2024

وطالب بيان تُلي على هامش المظاهرة "القوات المسلحة اليمنية (في إشارة لقوات الحوثيين) بمزيد من العمليات النوعية ضد العدو الصهيوني والأميركي والبريطاني".

كما وجه البيان "نداء للشعوب العربية والإسلامية وكافة شعوب العالم الحر لتصعيد المواقف المناصرة للشعب الفلسطيني والضغط على الأنظمة والحكومات لاتخاذ مواقف حازمة تردع الكيان الصهيوني عن مواصلة ارتكاب الجرائم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني"، بحسب الوكالة ذاتها.

الأردن

وفي الأردن، واصل الأردنيون احتجاجاتهم في العاصمة عمان وعدد من المحافظات والقرى والمخيمات للأسبوع الـ24 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وارتبط عنوان مسيرات اليوم بأن الخيار لتحرير فلسطين لا يكون إلا عن طريق المقاومة، حيث نظمت مسيرة وسط البلد في عمان تحت شعار "من الكرامة إلى غزة.. خيارنا المقاومة".

وطالب المحتجون بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الطبية والغذائية إلى القطاع المحاصر.

كما خرجت مظاهرات في مدن الكرك والزرقاء وعجلون نصرة لفلسطين، وتنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

المغرب

وفي المغرب، نظم مئات المغاربة وقفات تضامنية مع غزة للمطالبة بوقف التجويع والحصار المفروض عليها، ودعم صمود الفلسطينيين بالقطاع الذي يعاني ويلات الحرب منذ أشهر.

ونظمت الوقفات التضامنية عقب صلاة الجمعة بعدة مدن، مثل الجديدة (غرب)، وطنجة وسيدي سليمان ومكناس (شمال)، ووجدة وجرسيف (شرق).

وجاءت الوقفات استجابة لدعوة الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية).

ونظمت الهيئة هذه المظاهرات للجمعة الـ23 على التوالي منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحملت شعار "أوقفوا التجويع، وارفعوا الحصار".

وردد المحتجون شعارات تدعم الشعب الفلسطيني، وترفض ما يمارس في حقه من تقتيل وتنكيل وتجويع خاصة بغزة، وتطالب بوقف الحصار.

ومن بين الشعارات التي تم ترديدها "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"غزة رمز العزة"، و"بالروح بالدم، نفديك يا أقصى".

تونس

وفي تونس، نظم حزب التحرير (حزب إسلامي) مسيرة داعمة لأهالي غزة عقب صلاة الجمعة باتجاه المسرح البلدي بتونس العاصمة.

وحملت المسيرة عنوان "يا جيوش المسلمين نصرة غزة واجبة" ورفع المشاركون لافتات تشير إلى أعداد القتلى والجرحى وتنادي بالجهاد نصرة للفلسطينيين.

كما ردد المتظاهرون شعارات من قبيل "يا جيوش المسلمين غزة تنادي وفلسطين" و"غزة تنادي يا جيوش من ينصرها على الوحوش؟ "و"في رمضان.. في رمضان انصر غزة يا رحمن" و"علّوا الصوت يا علماء أين الغيرة على الدماء؟".

قبل قليل مسيرة #الدراز نصرةً لغزة .. يبقى شعبنا البحريني شعب لا يتخلى عن نصرة #القضية_الفلسطينية عامة و #غزة خاصة وقدم القرابين على هذا الطريق ، ولم يتوقف منذا القدم وحتى اليوم وخصوصا بعد #7octobre عن المسيرات والوقفات وهي رسالة للشعوب العربية ولمن لا يعرف شعب #البحرين pic.twitter.com/ce7UizN341

— Adel Al.Marzooq (@AdelAlmarzooq) March 22, 2024

البحرين

وفي البحرين، نشرت منصات وحسابات محلية مشاهد لمظاهرة شعبية في مدينة الدراز شمال غرب البلاد خرجت نصرة لفلسطين وغزة وللمطالبة بوقف الحرب ووقف تجويع سكان القطاع.

يشار إلى أن إسرائيل تشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، وكارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات

إقرأ أيضاً:

صرخات ومعاناة لا تنتهي: العدوان الصهيوني يترك 58 ألف معوق في غزة بلا مأوى

يجلس على كرسيه المتحرك دون حراك يلتفت يمينًا ويسارًا إلى من حوله من أفراد أسرته الذين يعرفهم فردًا فردًا، لا يألف رؤية الغرباء من الناس، يصرخ بمجرد رؤيتهم.

أخبرتني والدته بأن «المعاناة في التعامل مع ابنها عبدالرحمن أصبحت مضاعفة جدًا بعد نزوحهم من غزة منذ أكثر من تسعة أشهر، وضعه بدأ بالتدهور نتيجة عدم تلقيه الرعاية المطلوبة أو مساعدة من قبل المؤسسات التي تُعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة، معظم تلك المؤسسات تم قصفها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أسفر ذلك عن زيادة الأعباء المالية لدى الأسرة، يحتاج عبدالرحمن يوميًا مبلغ لا يقل عن 20 دولارا لشراء البامبرز والأكل المخصص والدواء وبعض مستلزمات النظافة الشخصية».

وأضافت وهي تعد بعض الطعام الخاص لابنها «ما ذنب هذا الشاب المريض أن يعيش هذا الوضع القاسي، نزحنا أربع مرات متتالية وفي كل نزوح نعاني الأمرين من أجل نقله من مكان لآخر إضافة إلى احتياجنا لنقله بطريقة خاصة، يحتاج إلى عناية خاصة في ظل عدم توفر الماء الكافي في أماكن النزوح».

حياتنا أصبحت مأساوية للغاية كانت تتحدث وهي تحاول إطعام عبدالرحمن بعضًا من الأكل الذي قامت بإعداده في ظل عدم توافر الطعام المناسب الذي يحتوي على العناصر الغذائية المتكاملة.

الطفل معتز إحدى الحالات التي تعاني بشدة في هذه الظروف، إذ اضطر إلى النزوح مع عائلته هربًا من الموت مع بداية الاجتياح البري لمدينة رفح.

تقول والدته: «رأينا الموت بأم أعيننا، وسمعنا صوت الأحزمة النارية المخيفة، المكان يحد من حركة معتز بشكل كبير، هذا يجعلنا نتناوب على حمله من مكان إلى آخر طوال الوقت، لقد أصبحت حياتنا صعبة جدًّا».

فيما تمنت والدته أن يتم الضغط على جيش الاحتلال الإسرائيلي من قبل المجتمع الدولي من أجل فتح معبر رفح البري لكي يستطيع ابنها استكمال علاجه بالخارج لأنه يحتاج إلى عملية صعبة لا يمكن إجراؤها داخل مستشفيات قطاع غزة بعد الدمار الذي أصاب المنظومة الصحية من جراء استهدافها المتكرر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

يذكر أن معبر رفح البري الذي يربط بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية قد أغلق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابع من مايو الماضي ما تسبب في منع أكثر من 22 ألف مريض وجريح من السفر لتلقي العلاج خارج قطاع غزة.

أما «حنين» الطفلة ذات العشرة أعوام، فتسير على كرسيها المتحرك أمام أحد صفوف مدرسة إيواء للنازحين تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» تحاول أن تبحث عن مكان لشحن بطارية الكرسي المتحرك الخاص بها لكن دون جدوى.

تقول والدتها: «جئنا في بداية الحرب نازحين من بلدة خزاعة شرق خان يونس، وأقلق دائمًا على حنين عندما يحدث قصف خوفًا من أن نضطر إلى الخروج بسرعة ويصيبها أي مكروه، لقد بترت قدمها نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدفت البيت المجاور لنا».

كانت تبكي وهي تقول كيف ستكون حياة هذه الطفلة التي فقدت قدمها بالكامل؟ أي مستقبل ينتظرها؟

لا يوجد أصعب من حال سعيد الذي ليس له من اسمه نصيب فهو مُلقى على الأرض بدون حراك، يعاني من شلل رباعي منذ ولادته، يطلق صراخات مدوية بين الفينة والأخرى تلفت انتباه ساكني الخيام.

تساءل والده «لا أعلم أين أذهب به فلا مأوى، ولا مأمن لنا من هذه الحرب الشرسة التي لا تفرق بين مدني، ولا عسكري، لقد خرجنا مع أصوات الصواريخ والمدافع، وبصعوبة بالغة استطاعنا حمل ابني طوال الطريق والتنقل به على كرسيه المتحرك إلى أن وصلنا للمستشفى للنزوح فيها».

من جانبه، قال الدكتور محمد رضوان: إن «هناك عددًا كبيرًا من النازحين والمصابين من الأشخاص ذوي الإعاقة لم يتلقوا الرعاية الطبية الكافية خلال الحرب؛ بسبب كثرة الإصابات ومحاصرة وقصف بعض مستشفيات قطاع غزة والتي أصبحت لا تعمل بشكلها الطبيعي».

فيما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في قطاع غزة، أن ما يقرب من 1.7 مليون شخص نزحوا منذ بدء الحرب من الشمال إلى جنوب قطاع غزة. منهم أكثر من 930 ألف نازح داخلي كانوا يحتمون في مباني الوكالة في أنحاء غزة حتى 19 نوفمبر الجاري (الماضي)»، مشيرًا إلى أن الملاجئ مكتظة بالفعل، ولم يعد بها مكان للوافدين الجدد.

فيما صدر بيان عن الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، يفيد بأن عدد الأفراد من ذوي الإعاقة من سكان قطاع غزة بلغ 58 ألف فرد، أي 2.6% من إجمالي سكان قطاع غزة.

وأشار البيان إلى أن نسبة الإعاقة بين البالغين 18 سنة فأكثر تشكل 3.9% في القطاع. وسجل انتشار الإعاقة أكبر نسبة له في محافظة شمال غزة بحوالي 5%، تليها محافظة دير البلح 4.1%.

ووفقًا لتقديرات الجهاز فقد بلغ عدد الأطفال ذوي الإعاقة في قطاع غزة في عام 2023 نحو 98 ألف طفل في الفئة العمرية ما بين 2 و17 سنة، منهم حوالي 6 آلاف طفل في الفئة العمرية ما بين 2 و4 سنوات، وما يقارب 92 ألف طفل في الفئة العمرية 5 و17 سنة. وشكلت صعوبات التعلم الإعاقة الأكثر انتشارًا بين الأطفال في العمر 2 و17 سنة في قطاع غزة ويقدر عددهم بنحو 21.200 في عام 2023. وعزا البيان هذا الارتفاع في ذوي الإعاقة للإجراءات العسكرية الإسرائيلية والحروب المتتالية. وطبقًا للتقارير الصادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -أونروا- فإن العمليات الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014 خلفت إعاقات دائمة لحوالي ثلث المصابين.

ورجحت الوكالة أن يرتفع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة نتيجة القصف الإسرائيلي الحالي إلى ما يقارب من 12.000 فرد بسبب انخفاض قدرات الرعاية الصحية، وفرض إغلاق المعابر ومنع المواد الطبية الأساسية من الوصول للقطاع والاستهداف المباشر للمستشفيات ومراكز الرعاية والطواقم الطبية.

أما مقررة الأمم المتحدة لذوي الإعاقة هبة هرجس فقالت: إن «إسرائيل لم تكفل لفئة ذوي الإعاقة توفير أماكن إقامة مناسبة وظروفًا مرضية لهم»، وأن مراكز الإيواء والمناطق الإنسانية غير ملائمة لاستخدامها من قبل هذه الفئة. وتضيف هرجس: «على عكس منازلهم، فإن الملاجئ ليست مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، إذ إن المدنيين يعيشون في غرف وأماكن ضيقة من دون خصوصية، ولا تتوفر لهم سوى إمكانية محدودة للحصول على منتجات النظافة، إضافة إلى عدم توفر المراحيض في كل طابق، مما يشكل عائقًا أمام وصول الأشخاص الذين لا يستطيعون صعود السلالم».

وتشير هجرس إلى أن «مهندسي مراكز الإيواء والمدارس لم يحسبوا حساب يوم النزوح لفئة ذوي الإعاقة مما دفع بعضهم إلى اللجوء إلى مراكز صحية مكتظة تفتقر للماء والغذاء والأدوية، وبتعبير آخر أصبحوا بلا مأوى؛ لأن هذه المراكز غير مهيئة لاستقبالهم».

وتقول الباحثة في حقوق ذوي الإعاقة في منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمينة تشيريموفيتش: «يتحمل الأشخاص ذوو الإعاقة الجزء الأكبر من آثار الحرب على غزة، ويشكلون النسبة الأكبر من الضحايا، ولا يتلقون خدمات الرعاية الصحية الضرورية من أجل بقائهم على قيد الحياة، ومن المرجح أن تبقى آثار الحرب على حياتهم لسنوات مقبلة، ومن الضروري توفير مساعدات غير مشروطة وغير مقيدة لهذه الفئة».

إنَّ ما يحدث في قطاع غزة المنكوب منذ أكثر من تسعة أشهر يتطلب من الوكالات المتخصصة بالأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية الدولية، وخاصة الصليب الأحمر الدولي العمل بالشراكة مع الجهات الحكومية والهلال الأحمر والمجتمع المدني على ضمان حماية المدنيين المتضررين من العدوان وتطوير أشكال الاستجابة الإنسانية لذوي الإعاقة وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني وتقديم كل الدعم المادي والنفسي لضمان تعزيز وصولهم للخدمات الطبية والإنسانية .

مقالات مشابهة

  • شعب يُباد بشتى الطرق.. حصيلة اليوم الـ269 من العدوان الصهيوني على قطاع  غزة
  • صرخات ومعاناة لا تنتهي: العدوان الصهيوني يترك 58 ألف معوق في غزة بلا مأوى
  • مصيدة سفن العدوان في اليمن
  • وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • مظاهرات في فرنسا للمطالبة بوقف الحرب على غزة
  • مظاهرات وسط برلين لمطالبة الحكومة بوقف دعمها لإسرائيل
  • وقفة في حرض بحجة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • مظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديداً باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • 106 مظاهرات نظمت دعما لقطاع غزة في المغرب
  • مظاهرات ومسيرات وفعاليات عربية تضامنا مع غزة