مليون أوكراني يعيشون فى الظلام وسط الهجوم الروسي على البنية التحتية للطاقة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
أدى الهجوم المدمر الذي شنته روسيا على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا إلى ترك أكثر من مليون أوكراني بدون كهرباء، مما يمثل واحدة من أعنف الهجمات من نوعها في الصراع المستمر.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 88 صاروخا و63 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع من طراز "شاهد"، مما أدى إلى أضرار جسيمة لمنشآت الطاقة الحيوية.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لاعتراض المقذوفات القادمة، فقد نجح عدد كبير منها في الوصول إلى أهدافها، بما في ذلك أكبر سد في البلاد ومحطة دنيبرو للطاقة الكهرومائية، وهي واحدة من أكبر المحطات في أوروبا. وأكدت السلطات الأوكرانية أنه لا يوجد خطر فوري لانتهاك الاتفاق، لكن وحدة توليد في السد ظلت في حالة حرجة، مما يؤكد خطورة الوضع.
ويأتي الهجوم وسط توترات متصاعدة، مع تخلي الكرملين عن وصفه السابق للغزو بأنه "عملية عسكرية خاصة" وإعلانه صراحة عن تورط روسيا في حالة حرب مع أوكرانيا. واستشهدت موسكو بالإجراءات الانتقامية ضد الهجمات الأوكرانية على مناطقها الحدودية كمبرر للغارات الجوية العدوانية.
وانتقد الرئيس فولوديمير زيلينسكي التأخير في الدعم الغربي، وأعرب عن أسفه للتناقض بين الضربات الروسية السريعة وبطء تسليم المساعدات. وكانت الهجمات الأخيرة سبباً في تفاقم مشاعر الإحباط داخل أوكرانيا، وخاصة في ضوء التقارير التي تشير إلى ضغوط أميركية على كييف لوقف ضربات الطائرات بدون طيار على البنية التحتية للطاقة الروسية، بدعوى تجنب ارتفاع أسعار النفط العالمية.
ويمثل تحول الكرملين في خطابه، والاعتراف بالصراع باعتباره حرباً، تصعيداً كبيراً، ويشير إلى تصميم موسكو على إطالة أمد الأعمال العدائية. على الرغم من ذلك، يتوقع صندوق النقد الدولي انتهاء الحرب بحلول نهاية عام 2024، وهو بصيص من الأمل وسط الاضطرابات المستمرة.
ويؤكد الوضع الحاجة الملحة للتدخل الدولي للتخفيف من الأزمة الإنسانية واستعادة الاستقرار في المنطقة. وبينما تكافح أوكرانيا في أعقاب الهجمات المتواصلة، تظل صمود شعبها وتضامن المجتمع الدولي أمراً بالغ الأهمية في اجتياز هذه الأوقات المضطربة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع
البلاد – الخرطوم
تواصل الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، فيما صدّت القوات المسلحة السودانية هجومًا واسعًا شنّته الميليشيا من أربعة محاور، في عملية استمرت لأكثر من سبع ساعات، بالتزامن تصعد الميليشيا عمليات التصفية الجسدية بحق المدنيين واستهدافها الممنهج للبنية التحتية الحيوية، في مسعى لخلط الأوراق وشحن الرأي العام ضد الجيش، عقب خسائرها المتتالية في الخرطوم مؤخرًا.
وفيما شهدت الفاشر هدوءًا حذرًا وسط استمرار التراشق المدفعي أمس الثلاثاء، أوضح قائد الفرقة السادسة مشاة، اللواء محمد أحمد الخضر، أن الهجوم الأخير للميليشيا استُخدمت فيه طائرات مسيّرة، ومدفعيات ثقيلة، وعربات مدرعة، مشيرًا إلى أن الجيش كان على أتم الجاهزية للتصدي له. وأضاف أن الهجوم انتهى بالقضاء على التقدم المعادي، مؤكدًا أن القوات المسلحة في موقع قوة، ومستعدة لحسم أي محاولة مماثلة.
وخلّف الهجوم الذي وقع الاثنين 40 قتيلًا مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، نتيجة القصف العشوائي للميليشيا على أحياء سكنية. وقد أعلنت قوات الدعم السريع لاحقًا سيطرتها على ستة أحياء داخل الفاشر، موجّهة نداءً إلى عناصر الجيش لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة، متعهدة بضمان سلامة من يستجيب. غير أن مصادر ميدانية أكدت تراجع المهاجمين تحت ضربات الجيش والمقاومة الشعبية، في حين أشار حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى أن الهجوم قاده عبد الرحيم دقلو، وانتهى بانسحاب القوات المهاجمة بعد تصدي القوات المشتركة لها.
ويرى خبراء أن التحوّل في تكتيكات الدعم السريع، عبر استهداف منشآت البنية التحتية الحيوية، بهدف إثارة السخط الشعبي وتشتيت تركيز الجيش عن تقدّمه في دارفور. يعكس حالة يأس ميداني للميليشيا بعد خسائر بشرية كبيرة وفقدان كميات كبيرة من العتاد العسكري.
وفي هذا السياق، قصفت الميليشيا بطائرات مسيّرة مصفاة الجيلي شمال الخرطوم، ومحطة بربر التحويلية للكهرباء، ومحطة عطبرة للمرة الرابعة خلال أسبوع، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة، وزاد من معاناة المدنيين في ظل وضع إنساني متدهور.
وعلى صعيد الانتهاكات، طالب المرصد السوداني لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي في مجزرة مروعة وقعت بمنطقة الصالحة جنوب أم درمان، حيث تم إعدام 31 مدنيًا ميدانيًا، بينهم أطفال. وأكد المرصد أن الضحايا كانوا مدنيين عُزّل، وأن قوات الدعم السريع نفذت الجريمة بدافع “الانتقام”. وقد اعترف بذلك قادة في الميليشيا بمقاطع مصوّرة، ما يُشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي السياق، قال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن قتل ميليشيا الدعم السريع للمواطنين في منطقة صالحة جنوبي أم درمان ينم عن كراهيتهم للشعب السوداني، وأضاف في كلمة أمس الثلاثاء أن الحرب الدائرة حاليا ضد ميليشيا الدعم السريع وليست ضد قبيلة، مشيرا إلى أن المرجفين يروجون أن الحرب ضد أعراق محددة، بهدف تحشيد الناس وجرهم للقتل، وتابع بأن “حربنا ضد كل من يحمل السلاح ضد الدولة، وتمرد رئيس القبيلة لا يعني تمرد كل القبيلة، مؤكدًا أنه “لا تفاهم مع هؤلاء المرتزقة بعد كل ما فعلوه وسيذهبون في هذه المعركة حتى الانتصار”.
ويُثبِت المشهد الميداني أن الميليشيات لم تجلب للسودان والمنطقة سوى الدمار والدم، فيما يتجدد الأمل مع صمود الجيش السوداني في التأسيس لمستقبل تستقر فيه البلاد على قاعدة الدولة الوطنية والجيش الواحد.