استطلاع لـ"يورونيوز": تزايد نفوذ اليمين المتطرف في الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
بعد أن كانت هذه الدول الست الداخلية، مهد مشروع التكامل الأوروبي، تحولت اليوم إلى بيئة خصبة للتيارات اليمينية المتطرفة، وذلك في ظل مخاوف متزايدة من مشكلة الهجرة.
أظهرت استطلاعات أجرتها شبكة "يورونيوز" ارتفاعًا في الدعم للتيارات اليمينية المتطرفة في بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ولوكسمبورغ، وهولندا.
وبعد أن كانت هذه الدول الست الداخلية، مهد مشروع التكامل الأوروبي، تحولت اليوم إلى بيئة خصبة للتيارات اليمينية المتطرفة، وذلك في ظل مخاوف متزايدة من مشكلة الهجرة.
وبحسب الأرقام، تشهد الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي، والتي تُعرف باسم "الدول الست الداخلية"، ارتفاعاً ملحوظاً في شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة والمحافظة.
وكان أبرز ما كشفه استطلاع "يورونيوز"، الذي شمل 26 ألف مقابلة (10 آلاف منها من الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي) في بلدان تمثل 96% من سكان الكتلة، ارتفاع شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة والمحافظة في هذه الدول.
ونظرًا لأن الدول الست الداخلية تُعتبر القلب النابض للاتحاد الأوروبي، فإنّ متابعة التطورات فيها ضرورية لفهم اتجاهات الاتحاد ككل.
ولكن من خلال تحليل توقعات المقاعد في البرلمان الأوروبي المقبل، يتضح أنّ هذه الدول تميل بشكلٍ ملحوظ نحو اليمين المتطرف.
ارتفاع أسهم اليمين المتطرف في أوروبا.. هل يتسبب في انقسامات وصراعات داخل دول الاتحاد؟وعلى الرغم من أنّ أحزاب يمين الوسط من حزب الشعب الأوروبي تحافظ على صدارتها في استطلاعات الرأي بألمانيا ولوكسمبورغ، إلا أنّ حزب إخوان إيطاليا اليميني يتوقع تحقيق أفضل أداء انتخابي له في تاريخه، حيث يُتوقع أن يزداد عدد مقاعده في البرلمان الأوروبي من 7 إلى 23 مقعدًا.
وأكثر ما يثير الإعجاب، هو تصدر ثلاثة أحزاب من المجموعة البرلمانية اليمينية المتطرفة "الهوية والديمقراطية" لاستطلاعات الرأي في فرنسا وهولندا وبلجيكا.
شاهد: مظاهرة في ألمانيا دعمًا للمهاجرين في وجه اليمين المتطرفالفشل في الهجرةوبشكل عام، يتوقع أن يزداد عدد أعضاء البرلمان الأوروبي من أحزاب يمين الوسط أو اليمين المتطرف في الدول الست من 135 إلى 153 عضوًا، وفقًا لاستطلاع يورونيوز.
وهذا يعني، أنه إذا تم إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في الوقت الحالي، فإن ائتلافًا يمينيًا قد يحصل بسهولة على ما يقرب من نصف إجمالي أعضاء البرلمان الأوروبي المنتخبين.
وبينما قد يُصيب الرعب الآباء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، مثل أديناور وشومان ودي جاسبيري، من نجاح بعض أشد خصوم التكامل الأوروبي، مثل خيرت فيلدرز أو مارين لو بان، فإنّ الآمال المؤيدة للاتحاد الأوروبي تعتمد على زواج المصلحة بين المحافظين وأحزاب يمين الوسط.
وقال مارغاريتيس شيناس، نائب رئيس المفوضية والعضو البارز في حزب الشعب الأوروبي، في لقاء مع "يورونيوز أون إير" يوم الثلاثاء (19 مارس): "لا أرى جيورجيا ميلوني كمحفز لبوتين، بل أراها بمثابة وابل من اليمين المتطرف".
يبدو أن التغييرات في المشهد السياسي ناتجة عن قضايا الهجرة، حيث يعتقد عدد كبير من الذين شملهم الاستطلاع في فرنسا (62%)، وألمانيا (53%)، وهولندا (50%)، وإيطاليا (54%)، وبلجيكا (48%) أن الاتحاد الأوروبي كان له تأثير سلبي على سياسة الهجرة.
ألمانيا: احتجاجا على خطة اليمين المتطرف ضد المهاجرين.. أكثر من 150 ألف شخص يحتشدون في برلينوتتصدر هولندا وألمانيا قائمة الدول التي تعتقد أن مكافحة الهجرة غير الشرعية يجب أن تكون أولوية قصوى، حيث يرى 70% من الهولنديين و 65% من الألمان ضرورة إعطائها الأولوية.
وتأتي بلجيكا وفرنسا وإيطاليا بعد ذلك، حيث يعتقد 62% من البلجيكيين و 59% من الفرنسيين و 54% من الإيطاليين أن مكافحة الهجرة غير الشرعية يجب أن تكون أولوية قصوى.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية استطلاع حصري يُظهر صعود الشعبويين واليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية المقبلة ضد اليمين المتطرف.. المسيرات تجتاح مدينة هامبورغ الألمانية رؤساء البلديات في فرنسا يواجهون تهديدات متزايدة من اليمين المتطرف الشعبوية اليمينية الاتحاد الأوروبي فرنسا لوكسمبورغ بلجيكا انتخاباتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية الاتحاد الأوروبي فرنسا لوكسمبورغ بلجيكا انتخابات إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف روسيا فلاديمير بوتين حركة حماس الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الشرق الأوسط المملكة المتحدة ضحايا السياسة الأوروبية إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف روسيا فلاديمير بوتين السياسة الأوروبية البرلمان الأوروبی الیمینیة المتطرفة الیمین المتطرف فی للاتحاد الأوروبی یعرض الآن Next هذه الدول الدول ا
إقرأ أيضاً:
أسباب تزايد حوادث التحـرش بالأطـفال.. ذكريات مؤلمة ومسؤولية مجتمعية تبدأ من البيت
في مشهد مؤلم أعاد إلى الأذهان أسوأ الكوابيس، انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بحالة من الغضب والحزن عقب الكشف عن قضية الطفل "ياسين"، الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره، بعد تعرضه لهتك عرض داخل مدرسته على يد محاسب مالي. القضية أثارت موجة عارمة من الصدمة، خصوصًا أن الجاني كان يشغل منصبًا يُفترض فيه الأمانة والثقة.
الحكم القضائي الذي صدر أمس الأربعاء بالسجن المؤبد لمدة 25 عامًا ضد الجاني، جاء كخطوة نحو العدالة وبلسم لقلوب الملايين وشعور بالراحة لهذا الحكم، يبقى السؤال.. لماذا تتكرر هذه الجرائم؟ وما الذي يدفع شخصًا بالغًا إلى ارتكاب جريمة بشعة كهذه بحق طفل بريء؟
دوافع مرضية وذكريات مؤلمة من الطفولةفي محاولة لفهم دوافع مثل هذا السلوك الإجرامي، تحدث الدكتور السيد جاد، أستاذ الطب النفسي والعصبي، مؤكدًا أن الجناة في مثل هذه القضايا غالبًا ما يكونون أشخاصًا مضطربين نفسيًا. وقال إن كثيرًا منهم عاشوا تجارب سلبية في طفولتهم، مثل الإهمال أو التعرض للاعتداء، مما يؤدي إلى خلل في الإدراك والسلوك لاحقًا.
وأوضح أن المتحرش عادة ما يعاني من غياب الشعور بالتعاطف، وضعف الضمير، ويقوده اضطرابه إلى الرغبة في السيطرة على الآخر، لا سيما على الفئات الأضعف كالأطفال. وأضاف أن تلك السلوكيات لا تُعالج إلا بالتدخل النفسي المتخصص، مشيرًا إلى أن الجاني لا يكون دائمًا شخصًا غريبًا، بل أحيانًا من داخل محيط الطفل، ما يجعل الجريمة أكثر بشاعة.
مسؤولية مجتمعية تبدأ من البيتتؤكد هذه القضية أن الحماية لا تبدأ من أسوار المدرسة أو مؤسسات الدولة فقط، بل من البيت أولًا. ويشدد المختصون على ضرورة أن تتعامل الأسر بوعي وهدوء مع أي إفصاح من الطفل عن تعرضه لتحرش، دون تخويف أو لوم. بل يجب احتضانه نفسيًا، والإشادة بشجاعته، مع سرعة اللجوء إلى طبيب نفسي مختص لتقليل آثار الصدمة المحتملة على المدى البعيد.
لماذا تتزايد حوادث التحرش بالأطفال؟أشار الدكتور جاد إلى أن تكرار هذه الحوادث في الآونة الأخيرة يرتبط بعدة عوامل، على رأسها غياب الرقابة الأسرية، وانشغال الأهل عن الأبناء، وغياب التوعية الجنسية المناسبة. كما نبه إلى أن المحتوى الإباحي المنتشر على الإنترنت يشكّل خطرًا كبيرًا، خاصة لمن يعانون من اضطرابات نفسية، حيث يشوه فهمهم للعلاقات ويزيد من احتمالية تقليدهم لمشاهد غير واقعية.
وأوضح أن التكنولوجيا الحديثة، مع ضعف الرقابة، فتحت أبوابًا واسعة لاستدراج الأطفال، ما يفرض على الجميع مؤسسات وأسر أن يتحركوا بشكل عاجل وفعال لحماية الصغار.
صوت ياسين يجب ألا يُنسىقضية "ياسين" ليست مجرد رقم في ملف الجرائم، بل جرس إنذار حقيقي يدعونا إلى إعادة النظر في منظومة الحماية المجتمعية للأطفال. على القانون أن يكون صارمًا، لكن الأهم أن يكون هناك وعي دائم، ودعم نفسي، وتعليم للأطفال حول أجسادهم وحدود الآخرين.
ياسين تحدث، وكشف، وواجه. وعلينا نحن الآن أن نكمل الطريق لحماية جميع الاطفال من أي خطر مشابه. فكل طفل يستحق طفولة آمنة، بعيدًا عن الخوف والخذلان.