السفيرة أم حمد التي هبرت وعبرت.. حديث في مأساة الجيش والحركة الإسلامية
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
ياسر عرمان
إذا ذهبنا خلف الغضب وقلة حياء الإسلاميين والجماعة وقوة عينهم على طريقة على عينك يا تاجر، فإن حديث السفيرة أم حمد هو أهم حديث منذ قيام الحرب بالصوت والصورة في تأكيد اختطاف مؤسسات الدولة وتسيسها وعلى رأسها القوات المسلحة.
ينطوي حديث السفيرة أم حمد على مأساة عميقة ومعقدة تتلخص في أن الإنقاذ دولة وليس حكومة عابرة والسفيرة أم حمد تحت ظلال النظارات لا تحت ظلال القرآن، تتطاول على الشعب وثورته وعلى الجيش، وبدت في حديثها وحركتها الإسلامية كساعة الحائط المعطوبة تصيب مرتين كل أربعة وعشرين ساعة وإن توقفت عن العمل فهي في المرة الأولى أصابت الهدف بدقة، فقد أرادت أن تقول بزهو وطاؤوسية وانتفاش أوداج أنها هبرت وعبرت، وهي اليوم ذات سطوة ونفوذ، حققت مع كبار ضباط القوات المسلحة في الخدمة والمعاش بمن فيهم الأعمام والأخوال كما ذكرت! وبإمارة من الحركة الاسلامية، كما حاولت الانتصار لنفسها (النفس أمارة بالسوء) وقدمت نفسها (بقشرة جديدة) وتقمصت شخصية قيادي من الطراز الأول فات الكبار والقدرو، والعجيب لجنة تحقيق الشخص الواحد مثل مسرح الرجل أو المرأة الواحدة، وقد تفوقت على علي عثمان والجاز ونافع وربما تخيلت إنها حسن الترابي لهذا الزمان وإنها أصبحت من المراجع العليا وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام.
في المرة الثانية أصابت السفيرة ام حمد وأقرت دون مواربة أن الجيش مسيس وتحت قبضة الجماعة الإسلامية من ناحية ومن الناحية الأخرى أقرت أن الحركة الإسلامية تنظيم معسكر وليس مدنيا بل له جناح عسكري بعرض وطول القوات المسلحة.
الإصابة الدقيقة التي أحرزتها السفيرة أم حمد في المرة الثانية أوضحت أيضاً بجلاء أن الحركة الإسلامية داخلة (بصرفتين) مرة بنافذة الجيش وأخرى بنافذة (غندور المعتدل!!) مع ادعاء عرضه السموات والأرض بأن المؤتمر الوطني تنظيم مدني والقوات المسلحة جناحه العسكري، والحقيقة إنهم سيدخلون بثلاث (صرفات) أو أربع أو خمس، فهنالك الدرديري محمد أحمد للحركة الإسلامية وأميرة الفاضل لجماعة تِرك وجمال عنقرة للحراك الوطني وواجهات تناهز المية غير المنسية والحمد لله رب العالمين.
حينما استمعت لحديثها في المرة الأولى غضبت وتذكرت محاربي الجيش الأشداء في الأراضي الساخنة مثل العقيد عبدالرحمن بلاع والعميد فرح آدم فرح والعميد عثمان عبد الرسول الضو والمقدم سالم سعيد، وسرحت قليلاً ماذا لو شاهد السفيرة أم حمد وهي تتحدث كل من الفريق أحمد محمد أول قائد للجيش وأحمد عبدالوهاب وحسن بشير نصر وأبو كدوك والمقبول وعوض خلف الله وعبد الماجد حامد خليل وغيرهم، كيف سيكون رد فعلهم؟
التقيت للمرة الأولى بالسفيرة أم حمد خلال مفاوضات السلام في ٢٠٠٤، كانت مسؤولة عن مجلة الاتجاه الإسلامي للطلاب في الجامعات وأجرت معي مقابلة وقدمت نفسها على إنها من جيل جديد يسعى للحوار والديمقراطية وها هي الآن تحقق مع كبار ضباط الجيش! فكل شيء محتمل وحتى العودة إلى سنار، فهي مجذوبة للسلطة ومنسية من الفكرة.
دعنا نكون إيجابيين ونقول إن السفيرة أم حمد “أول أمراة سودانية” تحقق مع كبار ضباط الجيش الذين لا يسلمون السلطة إلا لحكومة منتخبة! ولا يعترفون بثورة غير منتخبة! ويقبلون بتحقيق السفيرة أم حمد غير المنتخبة!! بل يوقعون على إفاداتهم بإذعان!!
أخيراً السفيرة أم حمد تدرك مأزق الحركة الإسلامية ومأزق الجيش، فالجماعة لا جيش قومي ومهني أبقت ولا لمشروع اسلامي اتجهت، فهي أفسدت الجيش وخربت الجماعة وأساءت للإسلام، فالجماعة اليوم مجرد عصابة أمنية مستندة على بندقية الاستبداد وبقاعدة اجتماعية ضيقة وتوجهات إثنية ترفع الرؤوس بداعشية على أسنة الرماح وتنبش القبور ولا تجلب سوى الحروب والقمع وسيقاومها الشعب على طريق الثورة، ومشروعها غير قابل للاستدامة سيما بعد ثورة ديسمبر الجيل الجديد الذي يرنو نحو غدِ أكثر إشراقاً.
الوسومابن عوف اللجنة الأمنية حرب السودان سناء حمد ياسر عرمان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: اللجنة الأمنية حرب السودان سناء حمد ياسر عرمان الحرکة الإسلامیة فی المرة
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع يتفقد منظومة التدريب القتالي لأحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني
تفقد الفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، منظومة التدريب القتالي لأحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني، للاطمئنان على سير العملية التدريبية للمقاتلين.
يأتي ذلك في إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على المتابعة الميدانية لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة.
ومر وزير الدفاع على ميادين التدريب التخصصية المختلفة، وناقش عددًا من المقاتلين في أساليب تنفيذهم لمهامهم وفقًا لتخصصاتهم المختلفة، مشيدًا بما شاهده من مستوى راق في التدريب وكفاءة قتالية عالية، تمكنهم من تنفيذ مهامهم بكل كفاءة واقتدار.
وأكد الفريق أول عبدالمجيد صقر، حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التطوير الدائم لخطط وبرامج التدريب القتالي، وفقًا لأسس علمية مدروسة تسهم في الارتقاء بمنظومة إعداد وتأهيل الفرد المقاتل، والذي يُعد الثروة الحقيقية للقوات المسلحة، وركيزتها الأساسية في الدفاع عن الوطن وصون مقدساته.
كما نقل لهم تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالتدريب الجاد والواقعي، والمحافظة على الأسلحة والمعدات، لتكون القوات المسلحة في أعلى درجات الجاهزية والاستعداد القتالي، من أجل حماية أمن مصر في ظل ما تموج به المنطقة من تحديات خلال الفترة الحالية.
وشارك القائد العام للقوات المسلحة عددًا من مقاتلي الجيش الثاني الميداني تناول وجبة الغذاء.
حضر الجولة التفقدية عددًا من قادة القوات المسلحة.