أبوظبي: «الخليج»

أكد الدكتور عبد الله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد ورئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن الموارد المائية الموثوقة تشكل عاملاً حاسماً لأمن الأوطان والمجتمعات والزراعة، وفي ظل تفاقم أزمة المياه على مستوى العالم، تزداد الحاجة إلى تعزيز مرونة الدول في مجال المياه من خلال تشجيع الأبحاث والتكنولوجيا الجديدة، وبناء شراكات دولية فعالة تساهم في الحفاظ على هذا المورد الثمين.

وقال في كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للمياه: بينما نحتفل باليوم العالمي للمياه، نشهد اهتماماً عالمياً متنامياً بالإدارة الفعالة لموارد المياه، حيث باتت العديد من الدول تدرك مدى أهمية إدارة موارد المياه بكفاءة لتمكين مشاريع الري، وتأمين مياه الشرب النظيفة، وتطوير مصادر المياه المحلية، وتحسين إدارة الكوارث الطبيعية، وتطوير مشاريع الطاقة الكهرومائية. كما أصبح المجتمع الدولي يبحث عن حلول بديلة ومبتكرة لاستخدام المياه بكفاءة وبطريقة مستدامة وعادلة، بما يحقق التوازن بين احتياجات الإنسان، والحفاظ على البيئة، وفي حين أن حلولاً، مثل تحلية المياه وإعادة تدوير المياه الرمادية، تعد خيارات قابلة للتطبيق، إلا أن واقع التحديات البيئية يفرض علينا ضرورة إيجاد حلول أكثر فاعلية لتعزيز هطول الأمطار، وزيادة تغذية المياه الجوفية.

وأضاف: مع تصاعد مخاطر تغيّر المناخ، وتفاقم أزمة نقص المياه التي تهدد حياة ملايين البشر، تبرز حلول مبتكرة كتكنولوجيا الاستمطار لتشكل بارقة أمل لمستقبل أكثر استدامة، ويواصل المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ريادته في هذا المجال، عبر إجراء أبحاث استمطار متطورة تسهم في تحقيق الأمن المائي المستدام لشعوب العالم، وتوفر تكنولوجيا الاستمطار، والمعروفة أيضاً بتلقيح السحب، حلاً مستداماً لتحقيق الأمن المائي من خلال تسخير عمليات هطول الأمطار لزيادة كميات الأمطار في المناطق التي تواجه ندرة المياه، وتستفيد هذه التكنولوجيا من الدورة الطبيعية لتكثيف بخار الماء وتشكّل السحب، ما يتيح خياراً آمناً بيئياً، وقابلاً للتكيف، وفعالاً من حيث الكلفة لمواجهة تحديات الأمن المائي، وباعتبارها من الدول التي تقع في المناطق القاحلة، وضمن سعيها الحثيث لإيجاد حلول فعالة لمواجهة ندرة المياه، تبنت دولة الإمارات تكنولوجيا الاستمطار، من منطلق حرصها على ضمان إمدادات مستمرة من المياه العذبة.

وتابع: أطلقت دولة الإمارات مؤخراً، مبادرة محمد بن زايد للماء بهدف مواجهة التحدي العاجل لندرة المياه، وتعزيز الوعي بخطورة هذه الأزمة، وتسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة، وتعزيز التعاون الدولي، وتجسد مبادرة محمد بن زايد للماء التزام دولة الإمارات بقيادة الجهود الدولية لتحقيق الأمن المائي، فضلاً عن الدعم الذي قدمته الدولة ولا تزال تقدمه للنهوض بأبحاث الاستمطار من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الذي يمثل نهجاً استباقياً لمواجهة تحديات ندرة المياه من خلال توفير الموارد والخبرات اللازمة لتطوير حلول صديقة للبيئة، تسهم في تحقيق الاستدامة المائية على المدى الطويل.

وأشار إلى أن عمليات الاستمطار في دولة الإمارات بدأت في تسعينيات القرن الماضي، وقطعت الدولة خلال العقود التالية أشواطاً مهمة في هذا المضمار، حيث تمتلك اليوم شبكة حديثة تضم أكثر من 60 محطة أرصاد جوية، ومنظومة رادار متكاملة، وخمس طائرات متخصصة لعمليات التلقيح، ومع إطلاق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار تحت إشراف المركز الوطني للأرصاد في عام 2015، خطت الدولة خطوة كبيرة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية في مجال الأمن المائي، حيث يواصل البرنامج تحقيق إنجازات علمية ملموسة على صعيد تطوير التقنيات والابتكارات الجديدة التي تواكب التحديات البيئية المتغيرة، من خلال دعم وتمويل المشاريع البحثية المتطورة وتعزيز التعاون الدولي في مجال أبحاث الاستمطار، وقام البرنامج منذ دورته الأولى بتمويل 14 مشروعاً فريداً في مجال الاستمطار، وتم التعاون مع أكثر من 85 دولة وتخصيص 22.5 مليون دولار من الاستثمارات في أبحاث الاستمطار.

وشارك البرنامج، خلال الشهر الماضي، في المعرض والمؤتمر الدولي لإدارة المياه المعروف ب«أسبوع باكو للمياه»، تأكيداً على التزامه بتعزيز الحوار وتعميق التعاون الدولي في مواجهة تحديات المياه، لا سيما وأن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يتطلع إلى مشاركة أوسع في أعمال مؤتمر الأطراف COP29 الذي ستستضيفه جمهورية أذربيجان في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المركز الوطني للأرصاد أبوظبي برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار دولة الإمارات الأمن المائی فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: المباحثات مع ماكرون تناولت التطورات الخاصة بملف الأمن المائي

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن المباحثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تناولت التطورات الخاصة بملف الأمن المائي الخاص بمصر.

وأكد الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الاتحادية على موقف مصر الراسخ، الذى يؤمن بأن نهر النيل، رابط تاريخي جغرافي، يجمع دول الحوض ومن ثم تعمل مصر على الحفاظ على التعاون بين دول الحوض، وتتمسك بالالتزام بقواعد القانون الدولي، وتحقيق المنفعة للجميع مع ضرورة مراعاة خصوصية الاعتماد المصري التام، على مياه نهر النيل، كونه شريان الحياة لمصر وشعبها.

الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي لمصر

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين بقصر الاتحادية، رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، وذلك في إطار زيارة رسمية رفيعة المستوى يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى مصر.

وعقد الرئيسان لقاءً ثنائيًا عقبه جلسة مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، فضلا عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

وشهد الرئيسان توقيع مذكرة تفاهم صحية جديدة بين القاهرة وباريس تهدف إلى المساعدة في علاج الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم من غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.

كما شهد الرئيسان توقيع 10 اتفاقيات مؤسسية بين الحكومتين المصرية والفرنسية، و12 اتفاقية اقتصادية خلال منتدى الأعمال تشمل مجالات الصحة، النقل، المياه، والطاقة المتجددة.

اقرأ أيضاًمراسم استقبال الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي بقصر الاتحادية (بث مباشر)

اليوم.. الرئيس السيسي يجري مباحثات مع نظيره الفرنسي ويشهدان توقيع عدد من الاتفاقيات

مقالات مشابهة

  • «نخبة المتسابقين» يشاركون في «الفلاي بورد» و«الدرّاجات المائية»
  • دولة الإمارات تطلق مركزاً للتميز في الأمن السيبراني بالتعاون مع «جوجل كلاود»
  • مسؤولون وخبراء: القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات فعالية تبرز مكانة الإمارات دولياً
  • الأمن المائي في الخليج التحدي الأكبر
  • قمة الطوارئ والأزمات 2025 تبرز دولة الإمارات نموذجاً عالمياً في الجاهزية لمواجهة التحديات
  • اجتماع خليجي يناقش الاستراتيجية الموحدة لتحقيق الأمن المائي
  • وفاة 145 عاملًا في تركيا خلال مارس
  • أسامة سعد استقبل المدير الجديد لأمن الدولة في الجنوب
  • استعراض أحدث الابتكارات والتوجهات في إدارة الموارد المائية بافتتاح فعاليات "أسبوع عمان للمياه"
  • الرئيس السيسي: المباحثات مع ماكرون تناولت التطورات الخاصة بملف الأمن المائي