نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن قضية دارفور في السودان والتحديات التي تواجه جهود إحلال السلام والعدالة هناك.

وسردت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، "قصة طيبة حسن آدم التي شاهدت مجموعة من الرجال يرشون البنزين على منزلها الصغير المبني من الطوب والعشب، فيما أبقى رفاقهم بنادقهم موجهة نحوها وكان أطفالها الثلاثة، وهم محمد البالغ من العمر 10 سنوات، وعوادية البالغ من العمر 8 سنوات، وفايز البالغ من العمر 7 سنوةت، عالقين في الداخل".



وقبل لحظات، قام المسلحون بتحريك الكراسي لإغلاق الباب المعدني الوحيد للمنزل ثم أسقطوا أعواد الثقاب في البنزين. 

وكانت طيبة تأمل أن يوفر المنزل مأوى لأسرتها من موجة الهجمات في منطقة دارفور بالسودان والآن كانت النار مشتعلة، وكل ما استطاعت فعله هو الدعاء من أجل أن يجد أطفالها طريقة للخروج.

وقالت إن الرجال صرخوا عليها وعلى البالغين الآخرين: "سنطلق النار عليكم إذا حاولتم الدخول". ومع انطلاق صرخات أطفالها وسط النيران، بدأ الرجال، على حد تعبير طيبة، في الثرثرة والضحك.

وقالت الصحيفة، إن قصة طيبة حسن آدم هي مجرد واحدة من نمط قاتم من الفظائع التي ارتكبها مقاتلون معظمهم من العرب ضد مجتمعات السكان الأصليين السود في دارفور على امتداد الأشهر الـ 11 الماضية. 

وقال المسؤولون إن هذه الأعمال هي استمرار لعمليات القتل الجماعي التي وقعت قبل عقدين من الزمن والتي أثارت احتجاجات في جميع أنحاء العالم وغضبا شديدا من المشاهير مثل جورج كلوني ودون تشيدل، ويتم إحياؤها وسط حرب أوسع نطاقا للسيطرة على السودان - ثالث أكبر دولة في أفريقيا - بين أقوى جنرالين في البلاد.



ووفق الصحيفة فهذه المرة، يلفتون انتباها أقل؛ حيث قال مسؤولون ومحللون سابقون إن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإنهاء القتال وحماية المدنيين قد تخلفت عن أولويات السياسة الخارجية الأكبر مثل الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب الإسرائيلية في غزة.
ومن خلال مقابلات مع أكثر من أربعين لاجئًا في مخيمات مؤقتة بالقرب من الحدود التشادية السودانية، بالإضافة إلى عمال الإغاثة والدبلوماسيين والخبراء الدوليين الذين يراقبون العنف في دارفور، وثقت صحيفة "وول ستريت جورنال"  الانتهاكات ضد المدنيين على نطاق صناعي.

وذكرت قصة سليمة إبراهيم فضل، 27 سنة، التي أصيبت بالرصاص أثناء فرارها من كمين نصبه القناصة، وكانت ابنتها البالغة من العمر سنة واحدة مقيدة إلى ظهرها وطفلان آخران يمسكان بيديها. 

وقالت نعيمة قمر عبد الكريم، 22 سنة، إن المسلحين ضربوها بالعصي وهي تحمل طفلها حديث الولادة. 

وقد شاهد شريف آدم، وهو ميكانيكي سيارات يبلغ من العمر 33 سنة، عمليات الإعدام بإجراءات موجزة بحق 12 من أصدقائه، وأيديهم مقيدة إلى ظهورهم.

وقال ناجون آخرون إنهم تعرضوا للاغتصاب على أيدي عدة رجال، وأضرمت النيران في منازلهم أو دمرتها المدفعية. 

وقال العديد من الناجين للصحيفة، إن مهاجميهم وجهوا إليهم إهانات عنصرية، واصفين إياهم بـ "العبيد" أو "الكلاب" وأخبروهم أن أرضهم لم تعد ملكا لهم. 

واستهدفت العديد من الهجمات مجتمعات محلية كانت قد نزحت بالفعل بسبب موجات العنف السابقة في دارفور.

وذكر مسؤولو الأمم المتحدة والمراقبون الدوليون إن هذه الأفعال أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من سكان دارفور والنزوح القسري لنحو 3 ملايين شخص، أي أكثر من ربع سكان الإقليم المقدر. وتكافح وكالات الإغاثة لجمع الأموال لدعم الأشخاص الموجودين في دارفور وما حولها. ويواجه الكثيرون حاليًا خطر  المجاعة.

وأفادت الصحيفة أن تقريرا جديدا صدر عن محققي الأمم المتحدة يقدر أن القتال بين الميليشيات العربية وقوات الدفاع الذاتي سيئة التسليح من مجتمع المساليت السود في مدينة الجنينة بغرب دارفور أدى إلى مقتل ما يصل إلى 15 ألف شخص بين منتصف نيسان/ أبريل وحزيران/ يونيو من السنة الماضية. وقال التقرير إن مذبحة وقعت في مخيم للنازحين داخليا في دارفور في تشرين الثاني/ نوفمبر أودت بحياة ما يصل إلى 2000 شخص.

ولم يقم أحد بإحصاء ضحايا الفظائع الأخرى، مثل تلك التي وقعت في الأيام الأخيرة من شهر حزيران/يونيو عندما أشعل مسلحون النار في المنزل الذي كان يؤوي أطفال حسن آدم.

‌شراكة غير مستقرة
استقرت عائلة طيبة حسن آدم على مشارف بلدة مورني الزراعية الصغيرة بعد فرارها من قرية أخرى في دارفور خلال المذابح التي وقعت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وقد فقد نحو 300 ألف من سكان دارفور أرواحهم بين سنتي 2003 و2008 فيما وصفته الولايات المتحدة وآخرون بأنه أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين. وتوفي الكثير منهم نتيجة انهيار الزراعة المحلية والرعاية الصحية وسط عمليات القتل، فضلاً عن الحرمان المتعمد للمساعدات الإنسانية من قبل السلطات السودانية في ذلك الوقت.

وفي السنوات التي تلت ذلك، كانت حسن آدم، البالغة من العمر 38 سنة، تكسب لقمة عيشها المتواضعة من زراعة الذرة الرفيعة والمحاصيل الأخرى. وقالت: "لقد عشنا حياة جيدة".

وانتهى ذلك في نيسان/ أبريل من السنة الماضية، عندما انتهت شراكة غير مستقرة بين أكبر جنرالين في السودان، عبد الفتاح البرهان، الرئيس الفعلي للبلاد، ونائبه الثاني في القيادة الفريق محمد حمدان دقلو، في حرب مفتوحة، حيث دمرت معارك بالأسلحة النارية والقصف الجوي شوارع العاصمة الخرطوم.

وكانت مشوار كلا الرجلين مرتبطا بشكل وثيق بسفك الدماء في دارفور في وقت سابق. 

وقد كان دقلو، المعروف بلقبه حميدتي، أحد قادة ميليشيا الجنجويد سيئة السمعة، وهي ميليشيا تركب الخيول وكانت مسؤولة عن العديد من عمليات القتل في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. 

وكان الدكتاتور السوداني عمر البشير قد اتهم الجنجويد بقمع انتفاضة المجتمعات غير العربية في دارفور.

وكان البرهان، الزعيم الحالي للسودان، قائدا إقليميا في دارفور للقوات المسلحة السودانية، التي كانت تدعم الجنجويد في ذلك الوقت بغارات جوية وعمليات عسكرية أخرى.

وعلى امتداد العقدين الماضيين، قام حميدتي بتحويل الجنجويد إلى مجموعة شبه عسكرية أكثر قوة، تسمى الآن قوات الدعم السريع. 

واستعد مقاتلوها الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف مقاتل لدعم البشير والقضاء على المعارضين ودعم الحلفاء في الداخل والخارج. 

كما بنى حميدتي تحالفات مربحة مع الإمارات العربية المتحدة، التي استأجرت لعدة سنوات قوات الدعم السريع للقتال في اليمن، ومع مجموعة فاغنر الروسية لاستغلال مناجم الذهب في دارفور.

وفي خضم احتجاجات واسعة النطاق ضد حكم البشير الذي دام 30 سنة في سنة 2019، تعاون حميدتي والبرهان للإطاحة به في انقلاب. وتعهد الجنرالات في البداية بالانتقال التدريجي إلى الديمقراطية، وفي أيلول/ سبتمبر 2020، وقعت الحكومة المدنية السودانية قصيرة الأجل اتفاق سلام مع العديد من الجماعات المسلحة في البلاد.

وفي دارفور، منحت الصفقة المزيد من السلطة لمجتمعات السود في المنطقة، بما في ذلك المساليت، الذين كانوا تقليديا مزارعين. 

وأثار ذلك غضب العرب البدو، الذين تعتمد حيواناتهم في كثير من الأحيان على نفس الأرض للرعي. 

ومن المهم أيضا أنها منحت النازحين في دارفور حق العودة إلى الأراضي التي استوطنتها في كثير من الحالات أو استخدمت لاستخراج الذهب والمعادن الأخرى.

وفي نهاية ذلك السنة، بدأت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في سحب قوة لحفظ السلام قوامها 10 آلاف جندي كانت تتولى حماية المدنيين في دارفور منذ سنة 2007.

وفي الخرطوم، تصاعدت التوترات بين البرهان وحميدتي بشأن دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية ومن منهما سيتولى زمام الأمور في نهاية المطاف. وفي غضون أيام من اندلاع الحرب في نيسان/ أبريل من السنة الماضية، امتد العنف إلى دارفور. وتحالفت قوات الدعم السريع مع الزعماء العرب في المنطقة، الذين شعروا بالتهديد بسبب صعود المساليت والمجتمعات السوداء الأخرى.

وقال ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي لمختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل، الذي يتتبع أعمال العنف في السودان جزئياً من خلال صور الأقمار الصناعية والصور ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت: "لقد رأوا في الحرب فرصة لإنهاء المهمة".



لا وقت للعمل
مع انتشار الأخبار في أواخر حزيران/ يونيو عن الهجمات ونهب مستوطنات المساليت، نقلت حسن آدم أطفالها إلى منزل ابنتها الكبرى كريمة. وظل البالغون مستيقظين طوال الليل يستمعون إلى أصوات الطلقات النارية. وكانوا مستعدين  للفرار في أي لحظة.

لكن عندما اقتحمت مجموعة من المقاتلين على دراجات نارية وخيول المنزل الصغير في أحد الأيام حوالي الساعة العاشرة صباحا، لم يكن هناك وقت للهرب. وقالت حسن آدم إن بعض الرجال كانوا يرتدون الزي العسكري المموه لقوات الدعم السريع، وآخرون يرتدون ملابس مدنية.

وانتقل المسلحون إلى المنازل المجاورة، بما في ذلك منزل توفي فيه ثلاثة أطفال آخرين بسبب النيران، بحسب حسن آدم وابنتها صفية. واستنادًا إلى الصور التي تم التقاطها في 28 حزيران/ يونيو بواسطة نظام عالمي لرصد الحرائق تديره وكالة الفضاء الوطنية الأمريكية، قدر الباحثون في مختبر ييل أن الحرائق التي اندلعت في مورني أثرت على مساحة تعادل حوالي 280 ملعبًا لكرة القدم.



‌الهواتف المسروقة
وقالت الصحيفة إنه ردا على مجازر دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق ستة رجال قالت إنهم مسؤولون عنها. وكان من بينهم الرئيس البشير آنذاك، وهو أول رئيس دولة تتهمه محكمة لاهاي، ومقرها هولندا، وأول شخص تتهمه بجريمة الإبادة الجماعية. وقد نفى البشير، المعتقل في السودان منذ الإطاحة به سنة 2019، هذه الاتهامات.

وقال الخبراء الذين يراقبون الصراع إن التداعيات الدولية لعمليات القتل السابقة هذه قد أبلغت القادة الذين يقفون وراء الفظائع الحالية. وقال ريموند من مختبر أبحاث جامعة ييل إنه يبدو أن قوات الدعم السريع وحلفائها قد استفادوا في عدة مناسبات من الغطاء السحابي قبل مهاجمة المناطق المدنية، ربما لتجنب التقاط صور الأقمار الصناعية لأعمالهم.

وأفاد جميع الناجين تقريبًا الذين قابلتهم الصحيفة أن قوات الدعم السريع وحلفائها سرقت هواتفهم أثناء فرارهم من الجنينة وبلدات أخرى في غرب دارفور. ويعتقد الخبراء الذين يحققون في أعمال العنف أن ذلك كان جزءًا من إستراتيجية تهدف إلى منع وصول لقطات الفظائع ومرتكبيها إلى العالم الخارجي.

‌وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في كانون الأول/ ديسمبر، إن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها مسؤولة عن جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي في دارفور، وإن قوات الدعم السريع والجيش السوداني ارتكبوا جرائم حرب.

‌وقال المدعي العام الحالي للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في كانون الثاني/ يناير، إن قوات الدعم السريع والسلطات السودانية تعرقل جهوده للتحقيق في الانتهاكات في دارفور التي يمكن أن تقع ضمن اختصاص المحكمة.

‌وخلص تقرير الأمم المتحدة الأخير إلى أن القوات المسلحة السودانية فشلت في حماية المدنيين في دارفور من هجمات قوات الدعم السريع وحلفائها، واستخدمت الغارات الجوية لاستهداف المدن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، بما في ذلك الأحياء المدنية المكتظة بالسكان.

ونفى حميدتي تعمد مقاتلي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين في دارفور، وألقى باللوم في المجازر على "العنف القبلي" الذي لا علاقة له بحملته. وفي مؤتمر صحفي عُقد في آب/ أغسطس نُشر على فيسبوك، نفت مجموعة من الزعماء العرب في غرب دارفور ارتكاب فظائع وألقت باللوم على المساليت في بدء أعمال العنف.

ونفى الجيش السوداني ارتكاب جرائم حرب وقال إنه يحقق في تقارير عن مخالفات فردية ارتكبتها قواته.



تضاؤل المساعدات الغذائية
وقالت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى إن طرفي الحرب منعوهم من الوصول إلى العديد من السودانيين البالغ عددهم 25 مليون نسمة، الذين يعتمدون حاليا على المساعدات الإنسانية.

وقد قدرت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية الشهر الماضي أنه في مخيم واحد فقط للنازحين في شمال دارفور، يموت 13 طفلاً كل يوم بسبب آثار سوء التغذية ومياه الشرب غير الصحية.

وفي المناطق التي يمكن الوصول إليها، بما في ذلك تشاد وجنوب السودان المجاورتين، قالت جماعات الإغاثة إنها لا تملك التمويل اللازم لدعم اللاجئين المتدفقين إلى البلدان التي تعد من بين أفقر البلدان على وجه الأرض. وتفتقر المخيمات المؤقتة – التي بني بعضها في رمال صحراء الساحل – إلى ما يكفي من المياه والخيام والمراحيض لإعالة أكثر من مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد خفض بالفعل حصص الإعاشة للاجئين السودانيين في جنوب السودان، وحذر الأسبوع الماضي من أنه بدون تمويل إضافي، فإنه سيضطر إلى تعليق المساعدات الغذائية للاجئين في تشاد في نيسان/ أبريل.

ومن بين حوالي 560 ألف من سكان دارفور الذين فروا إلى تشاد منذ بداية الحرب، وصل نصفهم تقريبا إلى بلدة أدريه التي تضاعف عدد سكانها خمسة أضعاف تقريباً في غضون أشهر.

وفي مستشفى ميداني تديره منظمة أطباء بلا حدود، أمضت حُسن آدم الأشهر السبعة الماضية نائمة على الأرض بجوار سرير محمد. وفي عمليتين جراحيتين، سعى الأطباء إلى زرع جلد من فخذه إلى يديه وذراعيه المتضررتين. وكل يوم، يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بثني أصابعه بعناية، في محاولة لاستعادة قدرتها على الحركة.

لكن ذكريات الحريق، الذي أودى بحياة إخوته، لا تزال تطارد محمد، على حد تعبير حُسن آدم. وقالت: "سيظل صوت صراخهم في رأسي حتى يوم وفاتي"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية دارفور السودان الانتهاكات الجنجويد الدعم السريع جرائم السودان جرائم انتهاكات دارفور الجنجويد سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القرن الحادی والعشرین قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی السودان بما فی ذلک العدید من دارفور فی فی دارفور من العمر حسن آدم

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي

السودان – أعلن الجيش السوداني، امس الأحد، سيطرته على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم، ليضيق الحصار على قوات “الدعم السريع” في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة.

وقال الجيش السوداني في بيان، إن “قوات سلاح المدرعات دحرت مليشيا الدعم السريع في محور نادي الأسرة (في حي الخرطوم 3)، وجسر المسلمية وأبراج النيلين وموقف شروني (محطة مواصلات) وسط الخرطوم”.

وأضاف البيان، أن “قوات الجيش تتقدم بثبات مسنودة بالشعب السوداني في وسط الخرطوم”.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله في بيان مقتضب: “قواتنا تحرز تقدما مهما بوسط الخرطوم”.

ونشر الجيش مقاطع مصورة عبر صفحته على فيسبوك، لقواته وهي تنصب كمينا لعناصر من قوات الدعم السريع.

وقال إن “العناصر كانت تحاول الهروب من حصار وسط الخرطوم، وتمكنت قوات الجيش من تحييد كل العناصر الهاربة حيث لم ينج منهم أحد”.

** محور ولاية الخرطوم:

وبتقدم الجيش وسط الخرطوم، يضيق الخناق ويفرض على قوات الدعم السريع التي تسيطر على القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية بوسط الخرطوم حصارا من جميع الاتجاهات.

وبسيطرة الجيش على محطة شروني وأبراج النيلين وجسر المسلمية، تكون قواته قد أغلقت الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم جنوبا، واقتربت من القصر الرئاسي بمسافة لا تتجاوز 1.4 كيلو متر، وفق مراسل الأناضول.

وكانت قوات الجيش سيطرت في الأيام الماضية على محطة جاكسون وكبري (جسر) الحرية عند المدخل الجنوبي الغربي لوسط الخرطوم.

كما اقتربت قوات الجيش من الوصول إلى قيادة الجيش من الناحية الغربية لوسط الخرطوم، حيث باتت تبعد عنها مسافة كيلو متر.

وحتى الساعة 18:05 (ت.غ)، لم يصدر تعليق من الدعم السريع بهذا الخصوص، إلا أن قائد قواتها محمد حمدان دقلو “حميدتي” أكد، في تسجيل مصور السبت، أن قواته لن تخرج من العاصمة الخرطوم أو من القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب.

وفي وقت سابق الأحد، أفاد سلاح المدرعات للجيش السوداني، عبر صفحته على فيسبوك، بأن “قواته دخلت أبراج النيلين (بنايات سكنية تجارية شاهقة)، وقد استلمت جسر المسلمية وسط الخرطوم”.

وأضاف أن “قوات سلاح المدرعات أحكمت سيطرتها أيضاً على موقف شروني (أكبر محطة مواصلات) وسط الخرطوم”.

** محور ولاية سنار:

وأعلن الجيش السوداني، الأحد سيطرته على منطقة أبو عريف المهمة بولاية سنار (جنوب شرق) بعد معارك مع قوات الدعم السريع.

وأفاد الجيش السوداني في بيان، بأن قواته “استعادت السيطرة على منطقة أبو عريف بولاية سنار، ودحرت مليشيا الدعم السريع، وكبدتها خسائر كبيرة، وتطارد الفلول الهاربة”.

ومنطقة “أبوعريف” تقع أقصى الجنوب الغربي لولاية سنار، ويحدها من الجنوب ولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان.

واستطاع الجيش استعادة سيطرته على معظم ولاية سنار وعاصمتها سنجه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الازرق.

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على “مدينة بحري” شمالا، ومعظم أنحاء “مدينة أم درمان” غربا، و75 بالمئة من عمق “مدينة الخرطوم” التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال قوات “الدعم السريع” في أحياء شرق المدينة وجنوبها.

ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

 

الأناضول

Previous الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء العدوان الأمريكي على اليمن Related Posts الجيش السوداني يسيطر على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم عربي 16 مارس، 2025 بلدية غزة تحذر من أزمة عطش كبرى حال قطعت إسرائيل خط المياه الرئيسي عربي 16 مارس، 2025 أحدث المقالات الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء العدوان الأمريكي على اليمن ويتكوف: الولايات المتحدة تجري مناقشات مع “الدول المعنية” في أوروبا بشأن أوكرانيا نائب وزير الخارجية الروسي يوضح الهدف من الشائعات حول نشر قوات أجنبية في أوكرانيا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يناقشون التسوية السلمية في أوكرانيا

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • الجيش يتقدم وسط الخرطوم و10 قتلى بقصف الدعم السريع أم درمان
  • طوارئ الخرطوم: أرقام صادمة لعدد القتلى المحتجزين من قبل الدعم السريع
  • مقتل «8» مدنيين و إصابة «4» آخرين في قصف لـ «الدعم السريع» استهدف أم درمان
  • قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش
  • رائحة الموت تنبعث من أحد أحياء الخرطوم على وقْع المعارك بين الجيش و«الدعم السريع»
  • مقتل 6 وإصابة العشرات في هجوم لـ الدعم السريع ضد مدنيين
  • مقتل وجرح العشرات بقصف لـ«قوات الدعم السريع» في السودان
  • الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي
  • السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته
  • الكشف عن بئر استخدمتها الدعم السريع للتخلص من جثث الضحايا