نساء غزة بين أنقاض الحرب وأوجاع الحصار.. سيدة فلسطينية تروي معاناة المرأة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
في قلب الصراعات الدائرة في العالم اليوم تظل غزة مركزا للانتهاكات الإنسانية والمعاناة الشديدة بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم والحصار الذي فرضه على مدار 5 أشهر ليواجه السكان، وخاصة النساء، وضعا صعبا حيث يتعرضن للعديد من المخاطر والتحديات، بما في ذلك الحوامل منهن اللاتي يواجهن تهديدات جسيمة للسلامة الشخصية بسبب نقص الرعاية الطبية، والمواد الغذائية.
«آلاء أبو دقة» هي سيدة أعمال فلسطينية عاشت شهورا تحت وطأة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى خرجت منه إلى مصر مرافقة لوالدتها مريضة السرطان لتلقي العلاج، وخلال تلك الأشهر التي عاصرت فيها الحرب، عاشت أشهرا من الألم، تحت جحيم العدوان الإسرائيلي علاوة على تدمير كل مشاريعها، وأحلامها.
وفي حديثها مع «الوطن»، روت آلاء جانبا من قصة مأساتها ومأساة أقرانها من النساء، ووصفت الأوضاع القاسية التي يعيشها النساء في ظل الحرب المستمرة، وقالت: لم يقتصر الإجرام الإسرائيلي على قصفنا وتشردينا فقط بل تجاوزت ذلك إلى اعتقال النساء بحجة الوصول إلى أي معلومات عن الفصائل خلال يتم تعريضهن للتعذيب والاعتداء الجنسي.
معاناة النساء الحواملتناولت «آلاء» معاناة النساء الحوامل، اللاتي يعانين من نقص الرعاية الطبية، نتيجة الظروف القاسية التي يفرضها الحصار عليهن، حيث يجدن أنفسهن مجبرات على إجراء عمليات قيصرية دون توفر المسكنات اللازمة، ويلدن تحت ظلام الكهرباء وبدون وسائل الراحة الضرورية.
وتستمر «آلاء» في سردها وتوضح لنا ما تتجرعه السيدات الفلسطينيات من مآسٍ بعد الولادة لتوضح لنا إنه في حال نجاة السيدة الفلسطينية خلال وضعها، فإن مصير الأطفال الرضع يكون سوداويا وغير أمنا ففي معظم الأحوال لا تستطيع الأمهات إطعام أطفالهم لما سببه الحصار ونقص الغذاء في أجسادهم التي ضعفت بسبب الحمل، والجوع لتعجز الأمهات على الإرضاع بطرق طبيعية.
أما الخيار البديل هو الحليب الصناعي أصبح أمراً نادر بسبب الحصار الذي أمعن فيه الاحتلال الإسرائيلي كثيرا ليصبح يشكل خطر أكبر من القصف، والعدوان معبراَ عن مدي إجرامه، ووحشيته.
وأضافت «أبو دقة» قائلة: «هناك أمهات اضطررن إلى مشاهدة أطفالهم وهم يصرخون ويبكون من الجوع بلا حول ولا قوة عاجزات تماما عن فعل أي شيء لأطفالهم حتى يستشهدوا أمام أعينهم» .
آلاف الأرامل بسبب الحربوبينما تتجول «أبو دقة» في مشهد الفناء الفلسطيني المحطم، تسلط الضوء على معاناة آلاف النساء الأرامل اللواتي وجدن أنفسهن مسؤولات عن أسرهن في ظل العدوان والحصار، يحاولن بصعوبة توفير الحياة لأطفالهن وحمايتهم من ويلات الحرب.
وأردفت «أبو دقة» أنه من ضمن الظروف الصعبة التي تعيشها النساء هي حياة النزوح، التي تعاني فيها من مشقة التنقل من مكان إلى آخر في ظل استهداف الاحتلال لمدارس الإيواء، وحتى المستشفيات التي بات اقتحامها متكررا، وأمرا معتادا.
العدوان الإسرائيلي فرض ظروفا قاسية على النساء لا تتناسب مع الطبيعة الأنثويةنقلت «أبو دقة» ما تعانيه النساء في ظل هذه الحرب لتروي لنا كيف تحملت المرأة الفلسطينية مهاما كثيرة، ومنها أعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتها كأنثى أولهم قطع الأخشاب للطهي والجلوس أمام أفران من الطين يخرج منها أدخنة سامة تسبب كثيرا من الأمراض في الجهاز التنفسي، علاوة على مشاركتها في رحلات البحث عن الماء، والطعام التي صعبها الاحتلال على أهالي قطاع غزة لا سيما مع تدميره كل شيء يمكن لسكان القطاع أن يعتاشوا عليه.
وينتهي حديث سيدة الأعمال الفلسطينية، آلاء أبو دقة، بصورة مؤثرة عن آخر مظاهر المعاناة، كشفت فيها عن لجوء بعض النساء إلى تناول حبوب منع الحمل لوقف الدورة الشهرية، نظرًا لنقص المستلزمات الصحية الأساسية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة العداون الإسرائيلي نساء غزة معاناة نساء غزة العدوان الإسرائیلی أبو دقة
إقرأ أيضاً:
الإعلامية روان أبوالعينين تشارك في المؤتمر الدولي لدور المرأة في التعليم والقيادة
شاركت الإعلامية روان أبوالعينين، مقدمة برنامج "تريندينج البلد"، في فعاليات المؤتمر الدولي لدور المرأة في التعليم والقيادة، الذي نظمته كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA) اليوم الإثنين 28 إبريل 2025.
شهد المؤتمر حضور نخبة من الشخصيات العامة والأكاديمية، إلى جانب عدد من القيادات النسائية البارزة من مختلف المجالات، وتم التركيز خلال المؤتمر على أهمية تعزيز دور المرأة في مجالات التعليم وصنع القرار القيادي، مع استعراض عدد من قصص النجاح الملهمة لسيدات تمكنَّ من ترك بصمات واضحة في مجتمعاتهن.
وأعربت روان أبوالعينين عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث، مشيرة إلى أن المؤتمر يُعد فرصة هامة لتسليط الضوء على دور المرأة في تطوير المجتمعات وتغيير الممارسات التقليدية.
وأضافت أنه من الضروري أن تُمنح النساء الفرص المناسبة لتولي المناصب القيادية في كافة المجالات، وخاصة في الإعلام والتعليم، حيث يمكنهن تقديم حلول مبتكرة تساهم في بناء مجتمعات أكثر تطورًا.
أشارت روان إلى أن المرأة اليوم تواجه تحديات عديدة، لكن مع ذلك، هناك نماذج نسائية كثيرة أثبتت قدرتها على النجاح والتأثير في مجالات متعددة، مؤكدة أن الوقت قد حان لإعطاء النساء في كافة المجالات الفرصة للمشاركة الفاعلة في صنع القرار.
وقالت: إنه "من المهم أن نُدرك أن تمكين المرأة ليس خيارًا، بل ضرورة، لخلق مجتمعات قائمة على العدالة والمساواة، لافتة إلى أن النساء قادرات على التغيير في شتى المجالات، وليس فقط في السياسة، بل في الاقتصاد والإعلام والتعليم والفن."
وتابعت روان، بالحديث عن أهمية الإعلام في دعم قضايا المرأة، مشددة على أن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل هو أداة حيوية لتشكيل الوعي العام وتحفيز المجتمع على قبول التغيير.
وأكدت أن الإعلام يمكنه أن يلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي حول حقوق المرأة والتحديات التي تواجهها، وأهمية تمكينها في مختلف المجالات.
وتابعت: أن الإعلام اليوم يمثل أداة قوية في دعم المرأة وإبراز قصص النجاح التي تحققها النساء في مختلف المجالات، إذا تم تسليط الضوء على هذه القصص وتوسيع دائرة الحديث حول دور المرأة في المجتمع، فسوف يتحقق التحول الذي نحتاجه جميعًا، مؤكدة أنه من الضروري أن نحتاج إلى إعلام يشجع النساء على السعي وراء طموحاتهن ويعزز من مكانتهن في المجتمع."
كما أضافت روان أن الإعلام عليه مسؤولية كبيرة في تحدي الصور النمطية التي قد تُشكل حول دور المرأة في المجتمع، وأنه لا بد من التركيز على النموذج النسائي الرائد الذي يُظهر قدرات النساء ويعزز الثقة في أنفسهن، مشيرة إلى أن الإعلام يجب أن يكون صوتًا للمرأة، يروج للأفكار المبدعة التي تقدمها، ويؤكد على أن قدرة المرأة على القيادة والابتكار لا تقل عن الرجل، بل في بعض الأحيان تتفوق عليه."
وفي ختام المؤتمر، تم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين، وسط إشادة واسعة بالتجربة التنظيمية والمحتوى العلمي والنقاشات المثمرة التي دارت على مدار اليوم.