في قلب الصراعات الدائرة في العالم اليوم تظل غزة مركزا للانتهاكات الإنسانية والمعاناة الشديدة بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم والحصار الذي فرضه على مدار 5 أشهر ليواجه السكان، وخاصة النساء، وضعا صعبا حيث يتعرضن للعديد من المخاطر والتحديات، بما في ذلك الحوامل منهن اللاتي يواجهن تهديدات جسيمة للسلامة الشخصية بسبب نقص الرعاية الطبية، والمواد الغذائية.

 

فلسطينية تروي معاناة أقرانها بسبب الحرب

«آلاء أبو دقة» هي سيدة أعمال فلسطينية عاشت شهورا تحت وطأة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى خرجت منه إلى مصر مرافقة لوالدتها مريضة السرطان لتلقي العلاج، وخلال تلك الأشهر التي عاصرت فيها الحرب، عاشت أشهرا من الألم، تحت جحيم العدوان الإسرائيلي علاوة على تدمير كل مشاريعها، وأحلامها.

وفي حديثها مع «الوطن»، روت آلاء جانبا من قصة مأساتها ومأساة أقرانها من النساء، ووصفت الأوضاع القاسية التي يعيشها النساء في ظل الحرب المستمرة، وقالت: لم يقتصر الإجرام الإسرائيلي على قصفنا وتشردينا فقط بل تجاوزت ذلك إلى اعتقال النساء بحجة الوصول إلى أي معلومات عن الفصائل خلال يتم تعريضهن للتعذيب والاعتداء الجنسي.

معاناة النساء الحوامل

تناولت «آلاء» معاناة النساء الحوامل، اللاتي يعانين من نقص الرعاية الطبية، نتيجة الظروف القاسية التي يفرضها الحصار عليهن، حيث يجدن أنفسهن مجبرات على إجراء عمليات قيصرية دون توفر المسكنات اللازمة، ويلدن تحت ظلام الكهرباء وبدون وسائل الراحة الضرورية.

وتستمر «آلاء» في سردها وتوضح لنا ما تتجرعه السيدات الفلسطينيات من مآسٍ بعد الولادة لتوضح لنا إنه في حال نجاة السيدة الفلسطينية خلال وضعها، فإن مصير الأطفال الرضع يكون سوداويا وغير أمنا ففي معظم الأحوال لا تستطيع الأمهات إطعام أطفالهم لما سببه الحصار ونقص الغذاء في أجسادهم التي ضعفت بسبب الحمل، والجوع لتعجز الأمهات على الإرضاع بطرق طبيعية.

أما الخيار البديل هو الحليب الصناعي  أصبح أمراً نادر بسبب الحصار الذي أمعن فيه الاحتلال الإسرائيلي  كثيرا ليصبح يشكل خطر أكبر من القصف، والعدوان معبراَ عن مدي إجرامه، ووحشيته.

وأضافت «أبو دقة» قائلة: «هناك أمهات اضطررن إلى مشاهدة أطفالهم وهم يصرخون ويبكون من الجوع بلا حول ولا قوة عاجزات تماما عن فعل أي شيء لأطفالهم حتى يستشهدوا أمام أعينهم» .

آلاف الأرامل بسبب الحرب

وبينما تتجول «أبو دقة» في مشهد الفناء الفلسطيني المحطم، تسلط الضوء على معاناة آلاف النساء الأرامل اللواتي وجدن أنفسهن مسؤولات عن أسرهن في ظل العدوان والحصار، يحاولن بصعوبة توفير الحياة لأطفالهن وحمايتهم من ويلات الحرب.

وأردفت «أبو دقة» أنه من ضمن الظروف الصعبة التي تعيشها النساء هي حياة النزوح، التي تعاني فيها من مشقة التنقل من مكان إلى آخر في ظل استهداف الاحتلال لمدارس الإيواء، وحتى المستشفيات التي بات اقتحامها متكررا، وأمرا معتادا.

العدوان الإسرائيلي فرض ظروفا قاسية على النساء لا تتناسب مع الطبيعة الأنثوية

نقلت «أبو دقة» ما تعانيه النساء في ظل هذه الحرب لتروي لنا كيف تحملت المرأة الفلسطينية مهاما كثيرة، ومنها أعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتها كأنثى أولهم قطع الأخشاب للطهي والجلوس أمام أفران من الطين يخرج منها أدخنة سامة تسبب كثيرا من الأمراض في الجهاز التنفسي، علاوة على مشاركتها في رحلات البحث عن الماء، والطعام التي صعبها الاحتلال على أهالي قطاع غزة لا سيما مع تدميره كل شيء يمكن لسكان القطاع أن يعتاشوا عليه.

وينتهي حديث سيدة الأعمال الفلسطينية، آلاء أبو دقة، بصورة مؤثرة عن آخر مظاهر المعاناة، كشفت فيها عن لجوء بعض النساء إلى تناول حبوب منع الحمل لوقف الدورة الشهرية، نظرًا لنقص المستلزمات الصحية الأساسية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة العداون الإسرائيلي نساء غزة معاناة نساء غزة العدوان الإسرائیلی أبو دقة

إقرأ أيضاً:

المرأة العربية تُشارك في طاولة مستديرة عقدتها منظمة العالم الإسلامي

شاركت منظمة المرأة العربية في الطاولة المستديرة  "المساواة بين الجنسين وتعزيز المرونة في مواجهة تحديات التغير المناخي" التي عقدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيكو ICESCO) صباح اليوم الجمعة الموافق 15 نوفمبر 2024  في إطار قمة المناخ (29 COP) بمدينة باكو، بأذربيجان.

أدارت أعمال الطاولة الدكتورة سالي مبروك من منظمة الإيسيسكو وشارك فيها كل من الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة، والدكتور معز دريد مدير المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وكل من   بهار مرادوفا رئيسة لجنة الدولة لشؤون الأسرة والمرأة والطفل في أذربيجان، والمهندسة مها علي الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وعضوة المجلس التنفيذي للمنظمة، ومن نيجيريا. 

 أمينة بيبي حرونة مديرة اللجنة الوطنية للتخطيط، ومن تركيا  الدكتورة ديدم دومان رئيسة قسم العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة ديمقراطية إزمير.

تناول المشاركون مختلف جوانب العلاقة بين السعي للمساواة بين الجنسين وتحديات التغيير المناخي وكيف أن تأثيرات التغييرات المناخية تكون أصعب على السكان أثناء الحروب والنزاعات المسلحة. وركز البعض على وقائع بالأرقام حول أوضاع النساء والفتيات في غزة وفي لبنان. وكانت دعوة متعددة لإيلاء هذا الموضوع  عناية خاصة من أصحاب القرار..

كما تم التركيز على أهمية اعتماد مقاربة شاملة والسعي لإدماج النساء والفتيات والوقوف على أهمية دورهن في مراحل المفاوضات لصنع السلام وإعادة البناء بعد الحروب.

كانت المشاركة افتراضية ومع ذلك كان الحضور كثيفًا والاهتمام واضحًا وقد علا التصفيق تقديرًا لكل المساهمات.

 

مقالات مشابهة

  • شح السيولة والحصار الإسرائيلي يعيدان غزة إلى عصر المقايضة
  • المرأة.. ذلك الكاىٔن المحير!!
  • تكنولوجيا في خدمة النساء.. منصات عربية للحد من العنف الرقمي المتزايد ضد المرأة
  • خارج السرب(خارج السرب)
  • معاناة النازحات مضاعفة.. خطر تحرّش وتحدّيات الحمل والولادة
  • من هي الربيبة؟ احذر 7 نساء يحرم الزواج منهن فلا تعرض نفسك لغضب الله
  • صحيفة ذاماركر:الحصار اليمني كلف العملاق الكيميائي الإسرائيلي (آي سي إل) خسائر فادحة
  • المرأة العربية تُشارك في طاولة مستديرة عقدتها منظمة العالم الإسلامي
  • 9 علامات تنذر بقرب انقطاع الدورة الشهرية
  • المعارضة في إيران ثمنها الاتهام بالجنون