بوابة الوفد:
2025-01-30@06:01:34 GMT

خريطة النجاة

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

تمر سنوات العمر فى غفلة وتظهر تأثيرات الأيام على الوجوه لتأخذ من نضارتها وترسم ملامح الشيب على الرأس وتحفر التجاعيد خطوطها العريضة دون استئذان، وتكفى لحظات أمام المرآة لتخبر صاحبها بأن ما فات أكثر مما هو آت، وأن لحظات الحياة المتبقية مربوطة بعدد الأنفاس، فلا تدرى نفس ما بين طرفة عين وإفاقتها هل ستبقى على قيد الحياة.

 

فلسفة الحياة يا سادة أننا جميعاً راحلون وأن بيوتنا الحقيقية نشيدها بأعمالنا وصدقاتنا، وأن أموالنا نرسلها للآخرة مغلفة بما اقترفت أيدينا لنبنى بها منازل الخلد عند مليك مقتدر «إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير» لقمان (34). 

من هذا المنطلق ومن خلاصة تجربة الحياة لا شىء يبقى إلا الأثر، وكل إلى زوال، ولو كان لبشر أن يخلد لخلد الله الأنبياء والرسل، فما استطاع فرعون الذى ملك الدنيا وقال أنا ربكم الأعلى أحيى وأميت على البقاء، وما لحقه الجبابرة والأكاسرة على من التاريخ. 

نحن لا نناقش فكرة الخلود والبقاء «إنك ميت وإنهم ميتون» الزمر (30)، ولكنها فرصة فى تلك الأيام المباركة لتذكر أنفسنا وكل من تقع عيناه على كلماتنا أن الحياة أقصر من أن نقضيها فى معصية الله ورضاء شيطان النفس لنعيم زائل، والأصل أن الإنسان خلق لعبادة الله وتنفيذ فرائضه ووصايا رسله لينعكس الدين على أخلاقنا ومعاملاتنا ومراعاة قواعده وأحكامه السامية فى كل أمور حياتنا فننعم وينعم غيرنا تنفيذاً لوصية رسولنا الكريم «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». 

نعم ما أحوجنا إلى العودة لأصول ديننا الذى وضع أحكاماً ثابتة لتنظيم أمور حياتنا فى أبسط صورها لتعود لأمتنا هيبتها وكرامتها وقوتها بدلاً من الفرقة والضعف والهوان ليصدق علينا قول الرسول الكريم «توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن». فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت». 

إصلاح النفس هو البداية.. ابدأ بنفسك ومن تعول سيصلح الله حال المجتمع كله لتتسع الدائرة، ويصلح الله حال الأمة كلها فقد بدأت الدولة الإسلامية قوتها من دعوة فى الخفاء للنبى المختار، ثم بدأت عملية الإصلاح تنتقل إلى مجموعة معدودة على أصابع اليد ثم إلى مجموعات تكبر وتكبر لتنتشر الدعوة الربانية حتى سادت العالم بقوانين لا تفرق بين غنى ولا فقير تحت دستور ربانى شعاره «والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». 

الآن وقد بلغ عدد المسلمين حول العالم أكثر من 2 مليار مسلم يملأون بقاع الأرض مسلمين اسمياً دون وجود فعلى للإسلام قولاً وعملاً، فهانت علينا أنفسنا وهان علينا ديننا، فتكالبت علينا الأمم قتلاً وتجويعاً وتشريداً وسلباً ونهباً واعتداء على المقدسات والحرمات، واكتفينا بالشجب ومصمصة الشفاه ودعاء الغلابة والمقهورين ومسلوبى الإرادة. 

 باختصار.. النجاة فى العودة إلى الدين والتمسك بأصوله وثوابته وإفراغ النفس من شهواتها، واليقين أن العمل الخالص هو أساس النجاح والتوكل على الله فى كل أمورنا والبعد عن التواكل الذى يفتح الباب على مصرعيه للشيطان ليأتى على ما تبقى منا ويزيد ضعفنا ويهزم إرادتنا وتخور عزائمنا، فتتكالب علينا الأمم، فنخسر دنيانا وآخرتنا. 

تبقى كلمة.. ما يشهده عالمنا الإسلامى ووطننا العربى من صراعات وتناحرات وفرق وشيع مرجعه الأساسى هو التكالب على الدنيا، والبعد عن الأسس والقواعد التى وضعها الدين الحنيف، والتى ترسم خريطة النجاة المبنية على العدل والقواعد الربانية ولا أمل لدينا سوى العودة إلى الحق وتعديل المسارات الخربة قبل فوات الأوان. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار سنوات العمر الحقيقية

إقرأ أيضاً:

أهالي جنوب لبنان يواصلون العودة إلى منازلهم وأراضيهم

الثورة نت/وكالات يواصل أهالي القرى الحدودية في جنوب لبنان العودة إلى منازلهم وأراضيهم، لليوم الثاني على التوالي، بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا لانسحاب جيش العدو من المنطقة. وأثارت هذه العودة، التي حملت معها مشاهد لافتة تعبّر عن تمسّك الجنوبيين بخيار المقاومة، جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام الصهيونية، التي أجمعت على وصف المشهد بـ”المقلق”. وتناولت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية التطورات في تقرير مطوّل، أكّدت فيه أنّ حزب الله لم يُهزم خلال جولات القتال الأخيرة.. مشيرةً إلى أنّ الحزب يعمل على الحفاظ على الهدوء والاستفادة من اتفاق وقف إطلاق النار. وبينما زعمت الصحيفة أنّ الاتفاق يهدف إلى تقليص تهديدات الحزب، أقرّت في الوقت نفسه بأنّ حزب الله “يستعيد نشاطه”، ما يشكّل تحديًا لـ”إسرائيل”. وعلى صعيد المستوطنات الشمالية، تزايدت الانتقادات الموجهة لرئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، حيث وصف رئيس مجلس مستوطنة “المطلة”، دافيد أزولاي، الاتفاق بأنه “استسلام لصالح حزب الله”. وقال أزولاي: “سكان القرى الجنوبية في لبنان سيعودون، وسيعيدون بناء منازلهم، وسيتعاظمون من جديد”.. وذهب إلى حدّ التحذير من تنفيذ ما وصفه بـ”سيناريو السابع من أكتوبر” على الحدود الشمالية. ولم يخفي الإعلام الصهيوني قلقه من الصور التي أظهرت اللبنانيين وهم يعودون حاملين أعلام حزب الله. وعلق مراسل قناة (آي 24 نيوز)، أوريه كيشت، على هذه المشاهد قائلًا: “إنها تعزز مخاوف مستوطني الشمال، وتشكل تحديًا أمنيًا لقوات الجيش الصهيوني”. أما صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فنقلت على لسان مراسلها يائير كراوس، القول: إنّ “هذه الصور تمثل الكابوس الذي لطالما خشيته “إسرائيل”، بعد عام ونصف العام من القتال”. من جهته، علّق موقع “حدشوت بزمان” على مشهد عودة اللبنانيين بالقول: “مرةً أخرى، ستخسر “إسرائيل” تحقيق النصر الكامل عندما تنسحب من جنوبي لبنان”.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مئات آلاف الفلسطينيين انتقلوا بالفعل من جنوبي غزة إلى الشمال مرورا بشارع صلاح الدين
  • دعاء رؤية هلال شعبان 2025.. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان (فيديو)
  • تنظيم القاعدة يحل حرّاس الدين في سوريا.. دعا إلى التمسك بالسلاح
  • كيف وصل مشروعُ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى العالمية؟
  • أهالي جنوب لبنان يواصلون العودة إلى منازلهم وأراضيهم
  • دعاء الرزق والفرج والستر وقضاء الدين.. ردده كل صباح
  • عاجل- من النزوح إلى العودة.. آلاف الفلسطينيين يعيدون الحياة لشمال غزة بدموع وفرح
  • من القرآن إلى الحياة.. كيف نحيي قيم التسامح؟
  • وزير الأوقاف السابق: التشكيك في الإسراء تشكيك في ثوابت الدين
  • «العش وجراديشار» طوق النجاة للخطيب في الميركاتو الشتوي