الحشاشون هى طائفة شيعية إسماعيلية نزارية باطنية، انفصلت عن العبيد بين الفاطميين فى أواخر القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى، أسسها حسن الصباح الذى اتخذ من قلعة ألموت فى فارس مركزاً لنشر دعوته وترسيخ أركانه، واسمه بالكامل حسن بن على بن محمد الصباح الجميرى.
لفتت طائفة الحشاشين الأنظار تزامناً مع عرض مسلسل الحشاشين هذه الأيام ضمن الدراما الرمضانية الذى يتناول قصة طائفة الحشاشين الإسماعيلية بزعامة حسن الصباح وتاريخها الدموى القائم على تنفيذ العديد من جرائم القتل والاغتيالات.
وكلمة «حشاش» تعنى فى اللغة الإنجليزية قاتل بأجر وفرقة الحشاشين معادية للخلافة العباسية، ومعادية للخلافة الفاطمية التى انشقت عنها، بل ضد الحكم بصفة عامة.
«تلتقى هذه الطائفة - الحشاشين» فى دمويتها وطريقة تفكيرها مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث كانت هذه الطائفة تقوم بعمليات اغتيالات وقتل للمسئولين، وبالتالى نُظِر إلى هؤلاء على أنهم قتلة.
وهناك رواية عن هذه الطائفة، حيث كان زعيمهم «الصباح» يريد إقناعهم بتنفيذ عمليات الاغتيال، فكان يأخذهم من أماكنهم ويجعلهم يتعاطون الحشيش حتى يغيبوا عن الوعى، ثم يضعهم فى حديقة، «على اعتبارها الجنة».
وعندما يستيقظون يقنعهم بأنهم قد كانوا فى الجنة، وإذا ما أراد أن ينقلهم مرة ثانية يجعلهم يتعاطون الحشيش حتى لا يستيقظوا إلا فى أماكنهم لأنهم ردوا إلى الدنيا مرة ثانية وهذا كان نوعاً من محاولة إقناعهم بالقيام بأعمال الاغتيالات كأن معه مفاتيح الجنة.
احتلت طائفة الحشاشين «مساحة جدلية فى التاريخ الإسلامى، ودار المؤرخون فى فلك روايات مشوشة، إذ يصف بعضهم الطائفة بـ«المدمنيين المتعطشين للقتل والدماء، ويراهم آخرون فرقة دينية قاومت السلطة العباسية والسلاحقة والفاطميين.
قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة فى بلاد فارس عام 1256 حيث قاموا بمهاجمة الحشاشين واستطاعوا أن يستولوا على قلعة ألموت وعلى أكثر من 100 قلعة من قلاعهم، وتهاوت الطائفة فى الشام على يد الظاهر بيبرس سنة 1273.
الكتائب الإلكترونية للإخوان تحركت ضد مسلسل الحشاشين لأنها لا تريد التقليب فى الماضى وكشف أوجه الشبه بين جماعة الإخوان التى أسسها حسن البنا وطائفة الحشاشين التى أسسها حسن الصباح، فالاسمان حسن ولكن السلوك إرهابى قاتل، المرشد فى الجماعتين سواء الحشاشين أو الإخوان يفتح طريق الجنة للأعضاء بحسب معتقداتهم، ورغم أن أحداث المسلسل تكشف نهج الجماعة التى أرعبت العالم ونشرت الظلام والضلال والقتل والاغتيالات باسم الدين، فإن جماعة الإخوان اعتبرت أن المسلسل يستهدفها ويستهدف أفكارها، خاصة أن حسن الصباح، زعيم الحشاشين، منهجه مبدأ السمع والطاعة الذى سار عليه أنصاره، ونجح فى إقناعهم بأفكار خاطئة لتبرر جرائمهم.
لا شك أن المقاربة الأساسية بين جماعتى الحشاشين والإخوان كان المبدأ الأول فيها هو الولاء والبراء، فإذا قامت الجماعة على هذا المبدأ وبايعت الأمير أو المسئول أو مكتب الإرشاد حسب التوصيات التى تطلقها أى جماعة على قادتها، فإن العضو فى الحشاشين أو الإخوان يُمنح تفويضاً للأمير بحكمه كيفما شاء، وليس له أى حقوق، بل عليه السمع والطاعة، والمرشد فى الجماعتين يفتح طريق الجنة للأعضاء حسب معتقداتهم، وبيده مفتاح الآخرة، ولذلك فهذه الجماعات هى الأخطر لأنها تعتمد على شخص واحد يحكم مجموعة من البشر بتفويض إلهى. ووجه الشبه الآخر بين الحشاشين والإخوان هو الاغتيالات التى يقومون بها من خلال العمليات الانتحارية بتوجيه من المرشد فالحشاشون قتلوا عدداً من القادة فى الجيوش الإسلامية وهو ما قام الإخوان بتنفيذه بعد ثورة 30 يونيو حيث استهدفوا قادة عسكريين وأمنيين بعمليات اغتيال، فالحشاشون اغتالوا الوزير السلجوقى نظام الملك، وفشلوا فى اغتيال صلاح الدين الأيوبى، والإخوان اغتالوا رئيس وزراء مصر فى العهد الملكى محمود فهمى النقراشى، والقاضى المصرى الخازندار، واغتالت الجماعة أيضاً الشهيد النائب العام هشام بركات والعديد من العسكريين والأمنيين بعد إزاحتهم عن السلطة.
شكراً للكاتب الكبير عبدالرحيم كمال، مؤلف مسلسل الحشاشين، الذى كشف عن بعض جوانب هذه الطائفة الإرهابية وتحية للفنان المصرى كريم عبدالعزيز الذى قام بدور حسن الصباح، مؤسس طائفة الحشاشين ولباقى زملائه فى العمل الفنى وللمخرج بيتر ميمى، وسحقاً للإرهاب والإرهابيين فى كل زمان ومكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الحشاشون طائفة الحشاشین هذه الطائفة حسن الصباح
إقرأ أيضاً:
رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد العرض المسرحي "الميلاد" بمسرح قصر النيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حضر الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، العرض الأول للعمل المسرحي "الميلاد"، الذي أقيم مساء اليوم الخميس على مسرح قصر النيل بوسط القاهرة، تحت رعاية وتنظيم هيئة الخدمة الروحية بالتعاون مع مؤسسة القوى الناعمة ، وعدد من شركات الانتاج الفني والتوزيع .
ألقى الدكتور القس أندريه زكي كلمة افتتاحية قبل العرض قال فيها: "ولد السيد المسيح في ظروف وتوقيت صعب. كان هناك خطاب كراهية وتقليل من الآخر، وكان هناك فقر وجوع واضطرابات وقلق. لكن وسط كل ذلك، جاء الرجاء وجاء الأمل. نصلي اليوم من أجل أن تسود روح الميلاد، ونتذكر دائمًا أننا قد لا نعلم ماذا نفعل، ولكن نحوك، أعيُننا. رسالة الميلاد هي رسالة سلام وطمأنينة للعالم كله."
حضر العرض الشيخ عصام عطية، مدير عام هيئة الخدمة الروحية بمصر، والدكتورة منى زكي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة القوى الناعمة ، كما شهد العرض حضور جماهيري كبير بجانب عدد من قيادات الطائفة الإنجيلية والشخصيات البارزة.
قدمت المسرحية، التي أخرجتها رينا أندراوس وكتبتها داليا فريد وإبراهيم موريس، قصة ميلاد السيد المسيح من خلال مزيج موسيقي واستعراضي مميز. كما استعرضت المسرحية نبوات العهد القديم التي تحققت بمجيء المسيح، وجسدت رسالة المحبة والسلام التي جاء بها إلى العالم.
ومن المقرر أن تستمر العروض يوميًّا حتى 26 ديسمبر، مقدمًة تجربة فنية تدمج بين الرسالة الروحية والابتكار الفني.
348bd961-569d-46ea-ae0b-4c282bc93530 d6d1e1bd-ee82-414a-8cb9-02fc6acd93bd e81640cb-8b82-4b97-978c-411e04758037 a6ce8914-1ddc-4778-9f33-fadc628053a8 fed59e71-886b-4235-b545-38d9de0a663b