بوابة الوفد:
2024-12-26@01:44:49 GMT

استقالة رئيس وزراء

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

«استقالة رئيس وزراء أيرلندا».. كان مجرد عنوان لخبر عادى تناقلته الصحف.. وكان من الممكن أن يمر كغيره.. لكنى بعقلية مواطن من العالم الثالث «الترسو».. بكل انتماءاته الأفريقية والعربية والمصرية.. تساءلت ما الذى يدفع مثل هذا الرجل للتنازل طواعية عن أعلى درجات السلم الوظيفي.. تاركا خلفه راتبا ضخما وامتيازات لا تعد ولا تحصى «ماظهر منها وما بطن».

.  شهرة ومكانة و»هيلمان» و»يغمة» لا أول لها ولا آخر.. هل أجبره أحد.. كلا وحاشا.. هل ارتكب جرائم فى حق شعبه.. أو عجز عن إدارة اقتصاد وطنه وألقى بالملايين تحت خط الفقر، وبات إصلاح ما أفسده ذلك الفاشل يحتاج لعشرات السنين.. لا.. وقبل الاسترسال فى هذا النوع من الأسئلة.. جاءت الإجابة  الصادمة فى متن الخبر.. فالسيد ليو فارادكار قال «عندما توليت المنصب كنت أدرك أن جزءا من القيادة هو إدراك متى يحين الوقت للرحيل»..! 

وبينما كنت ألعن هذا «الجحود» قائلا.. بهذه البساطة قرر فارادكار رفس النعمة.. وترك السلطة فجأة.. ليصبح مواطنا عاديا فى قاع السلم لا يأبه له!.. تداعت إلى ذهنى عشرات الأخبار المماثلة.. استقالة وزير الدفاع البريطانى بن والاس.. استقالة وزير النقل فى سنغافورة إس إيسواران، بعد أن وُجهت له تهم فساد.. استقالة وزير الصحة الفرنسى أوريليان روسو.. استقالة وزير الهجرة البريطانى روبرت جينريك.. وامتدت التداعى إلى الرئيس الفيتنامى فو فان ثونغ واستقالته بعد ثبوت انتهاكه لأنظمة الدولة تاركا منصبه طواعية.. ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن التى تقرر الاستقالة بحجة أنها لم تعد تمتلك الطاقة لتولى المسؤولية أربع سنوات أخرى.

ومن الاستقالة إلى الإقالة.. فالرئيسة البرازيلية ديلما روسيف قبلت بالعزل بعد ثبوت تلاعبها بالحسابات العامة.. والرئيس الفنزويلى كارلوس اندرس بيريز بتهم الإثراء غير المشروع.. والاكوادورى عبد الله بوكرم بتهمة الاختلاس.. وإقالة الرئيس لوسيو غوتيريز لتعيينه اقرباء له فى المحكمة العليا.. وفى ليتوانيا أقيل الرئيس رولانداس باكساس لمنحة الجنسية لرجل أعمال أجنبى فى شبهة محاباة.

أما فى كوكب اليابان.. فللمسئولية والمناصب الرسمية مفهوم أكبر منه فى غيرها من الدول.. فالمسئول فى اليابان يعتبر نفسه «مسئولا بالفعل».. والأغرب أنه يعتبر أن عليه عمل يجب القيام به بنجاح!.. وأن وجوده لابد أن ينعكس إيجابيا على المنصب.. وبالتالى فكرامته كإنسان تأبى عليه الفشل.. وشعوره بالمسئولية يأبى عليه البقاء فى مكتبه بعد أى إخفاق.. فتأتى الأخبار من اليابان على شاكلة.. انتحار وزير الزراعة توشيكاتسو ماتسوكا.. انتحار مسئول كبير فى اللجنة الأوليمبية.. أما ماكوتو يامادا وهو مدير لأحد الفنادق فى محافظة فوكوكا.. فقرر معاقبة نفسه لعدم حفاظه على البيئة وصحة رواد فندقه.. وارتفاع نسبة بكتيريا الليجيونيلا  فى مياه الينابيع الساخنة.. تاركا خلفه رسالة يوضح فيها أن انتحاره أقل اعتذار عن ذلك الفشل والتقصير.

والواقع أن مفهوم هؤلاء للمسئولية.. يعود إلى ميثاق المجتمعات البشرية من قبل التاريخ.. والقاضى بتفويض بعض الأفراد للقيام بمهام محددة لخدمة المجتمع والرقى به.. فوجود فرد ما فى موقع ما يتعلق مباشرة بنجاحه فى المهمة المكلف بها وليس شخصه أو «جمال عيونه».. وبالتالى فعليه الرحيل فورا بعد إنجاز المهمة، أو عند ظهور بوادر للفشل.. وعلى العكس، فى المجتمعات المؤمنة بطبيعتها.. لا يرحل المسئولون مهما فشلوا وأفسدوا.. فهم مصطفون وليسوا مسئولون..  ولأنهم مؤمنون بطبعهم لا يكفرون بنعمة العز والجاه.. أو يخلعوا قميصا ألبسهم الله إياه.. «فالكفر والإيمان لايجتمعان».. وعندهم الموقع للشخص وليس المهمة.. لذاعلى الجميع أن يسلم بالقدر.. ويدفع الثمن راضيا بقضاء الله «ولا حول ولا قوة إلا بالله».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استقالة رئيس وزراء لوجه الله استقالة وزیر

إقرأ أيضاً:

كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الحمد قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان، وقد يكون بالأركان.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن َمِنْ حمد اللسان: الذكر بصريح الحمد (الحمد لله).

وَمِنْ حمد اللسان: أن تنزهه، وأن تطهره، كما طهرته بالماء في الوضوء؛ استعدادًا لمناجاة الله، وكما طهرته بالسواك، تطييبًا له؛ استعدادًا لملاقاة الله في الصلاة. وكان النبي ﷺ يحب السواك، حتى إنه طلبه من السيدة عائشة عندما دخل أخوها في حالة انتقاله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، فنظر إليه، فعرفت أنه يريد السواك ﷺ، فبللته بريقها وأعطته لسيدنا رسول الله ﷺ فاستاك.

وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تفتخر بأن الله تعالى جعل ريقها مع ريقه الشريف آخر شيء، فقد فاضت روحه الكريمة الشريفة إلى ربها بعد هذا.

فاللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد، الذي علمنا الأدب مع الله، والحمد قد يكون أيضًا بالجنان؛ فالقلب يشكر ربه.

ومن وسائل هذا الشكر أن يتعلق قلبك بالمسجد؛ شوقًا إلى الصلاة:

«ورجلٌ قد تعلق قلبه بالمساجد». والمساجد هنا هي مواطن السجود، وليست فقط الجوامع.

فقلبه معلقٌ بصلاة الظهر، ينتظرها ليصليها في وقتها، فإن انتهت تعلق قلبه بالعصر، ثم تعلق قلبه بالمغرب، تعلق قلبه بمواطن السجود؛ شوقًا لله.

وكان النبي ﷺ إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، ضاقت به الحال، ضاقت به نفسه من نكد الدنيا، فإنه يفزع إلى الصلاة، فيجد راحته فيها. وكان يقول لبلال: «أرحنا بها يا بلال».

بعض الناس يصلي على نمط: (أرحنا منها)، يؤدي الواجب فقط، ويصلي ولكنه يريد أن ينتهي من الفرض.

لابد أن تأتي العبادة بشوق، وهذا نوعٌ من أنواع الحمد: تعلق القلب بالله، تعلق القلب بالمساجد للقاء الله، تعلق القلب بلقاء الله عن طريق الصلاة، وهكذا، تعلق القلب بالله هو حقيقة الحمد بالقلب.

والحمد قد يكون بالأركان، وفي ذلك يقول سيدنا رسول الله ﷺ شيئًا غريبًا، يقول: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».

وكأنه يأمرك أن تشكر الناس على ما قدموه من معروف؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أجرى المعروف على يد أخيك إليك، فكأنه أمرك أن تقول له: "جزاك الله خيرًا".

«وَمَنْ قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ له في الثناء».

فإذا أنكرت عليه المعروف، فكأنك أنكرت على الله سبحانه وتعالى إجراء ذلك المعروف على يديه. ولذلك لا تشكر الله هكذا، عندما تنكر إجراء المعروف على يد أخيك إليك، كأنك تكذب. عدم الاعتراف هنا كأنه كذب. بل يجب عليك أن تشكر مَنْ أجرى الله المعروف على يديه؛ اعترافًا بفضل الله أنه خَصَّهُ بذلك.

فإن أنكرت، فأنت تتكلم عن حسد، عن حقد، عن غيرة، وهي قلة ديانة.

ولذلك الحديث واضح: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».

إذن، فالحامدون لا يتم حمدهم لله رب العالمين إِلَّا إذا شكروا أهل المعروف من البشر؛ حيث ساق الله المعروف إليهم، فهو نعمةٌ مسداة من قبل الرحمن على يد هذا الذي أصبح واسطةً للخير. و«الدال على الخير كفاعله».

لا يَكْمُل الحامد، ولا يبلغ مبلغ الكمال، إِلَّا إذا شكر الناس.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • استقالة رئيس وأعضاء «الاتحاد السوري لكرة القدم»
  • استقالة رئيس وأعضاء الاتحاد السوري لكرة القدم
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • وزير خارجية اليابان يزور الصين ويبحث التحديات بين البلدين
  • وزير الصحة يوجّه بتسريع تنفيذ برنامج OjT لتدريب الأطباء في اليابان
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • وزير خارجية اليابان يزور الصين ويبحث التحديات والهواجس
  • كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح