الامم المتحدة (الولايات المتحدة) "أ ف ب": طرحت واشنطن الجمعة على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعم وقفاً "فورياً" لإطلاق النار في غزة ربطاً بالإفراج عن الرهائن، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، لكن إقراره يبقى موضع تساؤل مع مطالبة روسيا بـ"دعوة" أكثر وضوحا لإنهاء القتال.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، استخدمت الولايات المتحدة حليفة الدولة العبرية، حق النقض (الفيتو) غير مرّة لإسقاط مشاريع قرار في مجلس الأمن تدعو لوقف إطلاق النار، معتبرة أن ذلك سيصبّ في صالح الحركة الفلسطينية.

ويذكر مشروع القرار، وفق الترجمة بالعربية للموقع الالكتروني للأمم المتحدة، "الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستديم لإطلاق النار" لحماية المدنيين من جميع الأطراف والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة، ويؤيد "تحقيقا لهذا الغرض" الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين التوصل لوقف إطلاق النار هذا "فيما يتصل بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين".

وكان بلينكن كشف عن مشروع القرار في تصريحات لقناة "الحدث" السعودية الأربعاء خلال جولة إقليمية هي السادسة له منذ اندلاع الحرب، شملت السعودية ومصر وإسرائيل التي وصلها الجمعة.

وأعرب عن ثقته بأن مشروع القرار "سيبعث برسالة قوية، بمؤشر قوي"، آملا في أن يلقى دعم بقية الدول، خصوصا منها الدائمة العضوية في مجلس الأمن (وهي إضافة للولايات المتحدة، روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة).

ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل سياسيا وعسكريا منذ اندلاع الحرب. الا أن واشنطن بدأت في الآونة الأخيرة توجيه انتقادات للدولة العبرية على خلفية القيود على إدخال المساعدات الإنسانية وارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في القطاع المحاصر.

وتواجه إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن انتقادات دولية متزايدة تحضّها على دفع إسرائيل لوقف الحرب التي أودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

واندلعت الحرب إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل، تسبب بمقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا لأرقام رسمية إسرائيلية.

روسيا غير راضية

وعلى رغم أن الولايات المتحدة تذكر للمرة الأولى في مشروع القرار الوقف الفوري لإطلاق النار، الا أنها لم تقرن ذلك بعبارات مثل "يدعو" أو "يطلب"، ما أثار حفيظة روسيا التي تملك بدورها حق النقض في مجلس الأمن.

وقال نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي للصحفيين "لسنا راضين حيال أمر (مشروع قرار) لا يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار"، معتبرا أن "أحدا يتلاعب بالمجتمع الدولي"، في إشارة ضمنية لواشنطن.

بدورها، قالت الصين إنها تدعم جهود مجلس الأمن لوقف القتال، من دون أن تكشف ما اذا كانت ستؤيد المشروع الأميركي.

وبحسب الباحث في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوا "فالولايات المتحدة ما زالت لا تطلب وقفا غير مشروط لإطلاق النار" في قطاع غزة.

الا أن "هذا التغيير المحدود في (موقف) الولايات المتحدة سيثير قلق الإسرائيليين، لأن (رئيس الوزراء بنيامين) نتانياهو يريد إبقاء الأمم المتحدة مبعدة بالكامل عن الدبلوماسية المتعلقة بهذه الحرب".

وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة ضمنت عدد الأصوات اللازم لإقرار المشروع (تسعة من الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن)، لكن العقبة الوحيدة المحتملة هي استخدام روسيا للفيتو.

وأعربت المندوبة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد عن "تفاؤل" بشأن صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي.

ويتضمن المشروع الأمريكي كذلك إدانة "دعوات وزراء حكوميين إلى إعادة استيطان غزة ويرفض أي محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي أو إقليمي في غزة"، ويدين "كل الأعمال الإرهابية، بما فيها هجمات حماس في السابع من أكتوبر" ضد جنوب إسرائيل.

وفي حال إقراره، ستكون هذه المرة الأولى يتبنى مجلس الأمن قرارا يدين الهجمات التي أدت لاندلاع الحرب.

الحرب "يجب أن تتوقف"

ولم يذكر قراران سابقان طابعهما إنساني تبناهما المجلس، إضافة الى قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهو ما انتقدته إسرائيل.

وشدد المندوب الفرنسي نيكولا دو ريفيير على أنه في حال تمّ رفض المشروع الأميركي "عندها سيصل مشروع الدول المنتخبة (في مجلس الأمن) الى الطاولة وسيتمّ طرحه على التصويت وآمل في أن يتمّ إقراره".

وأكد أن "الوقت حان لإنقاذ حياة الناس"، وأن الحرب "يجب أن تتوقف".

وتداولت دول في المجلس من غير الخمس الدائمة العضوية، مشروع قرار خاصا بها في الأيام الأخيرة "يحض على وقف نار إنساني فوري لشهر رمضان" والافراج الفوري عن كل الرهائن المحتجزين، وفق النسخة التي اطلعت عليها فرانس برس.

وفي ظل انقسامه منذ أعوام بشأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، تبنى مجلس الأمن قرارين فقط بشأن الحرب الراهنة، طابعهما إنساني.

الا أن القرارين لم يغيّرا الكثير على الأرض، اذ لا تزال كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع شحيحة.

في المقابل، فشل المجلس في إصدار قرارات ذات طابع سياسي، في ظل الاستخدام المتبادل لحق النقص من قبل الولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، أو لعدم نيلها العدد الكافي من الأصوات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة منذ اندلاع الحرب فی مجلس الأمن مشروع القرار لإطلاق النار الا أن

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تسمح لتركيا بنشر منظومة إس- 400

قال يشار غولر، وزير الدفاع التركي، إن الولايات المتحدة لم يعد لديها اعتراض على استخدام تركيا لمنظومة إس - 400 الدفاعية الروسية.

تركيا: تعليق عمليات الهبوط بمطار أنطاليا بعد اشتعال حريق بطائرة روسية حماس تنفي خروج قياداتها من قطر إلى تركيا


وأفاد موقع "T24" الإخباري، أن يشار غولر أكد أن الجانب التركي رفض "ما أراده الأمريكيون" في شأن منظومة "إس -400" الروسية خلال اجتماعات الطرفين الأخيرة، كما أشار إلى أنهم (الأمريكيون) ليس لديهم الآن اعتراضات في هذا الصدد.

وأضاف وزير الدفاع التركي أنه تم تحديد المناطق التي يمكن فيها استخدام "إس - 400"، وسيتم نشرها وتجهيزها للاستخدام، خلال 12 ساعة، حسب المصدر.
وعلى صعيد آخر، قال جو بايدن، الرئيس الأمريكي، مساء الثلاثاء، إن إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف إطلاق النار، على أن يسري مفعوله خلال ساعات، فجر الأربعاء
وقال بايدن في مؤتمر صحفي من واشنطن، إن اتفاق وقف إطلاق النار سيسري مفعوله في الساعة 4 صباحا الأربعاء بتوقيت لبنان وإسرائيل.
وأضاف: " إسرائيل لم تشن الحرب، والشعب اللبناني لم يكن يريد الحرب.. حزب الله منظمة إرهابية مدعومة من إيران وأقدمت على مهاجمة إسرائيل".
وأكد الرئيس الأميركي خلال حديثه أن بلاده "ستقدم الدعم لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان بالتعاون مع فرنسا.

مقالات مشابهة

  • بغداد وجهة إسرائيل الجديدة.. مخاوف عراقية شعبية وسياسية من وقف النار في لبنان
  • بغداد وجهة إسرائيل الجديدة.. مخاوف عراقية شعبية وسياسية من وقف النار في لبنان - عاجل
  • الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يرحبان بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
  • عاجل - إسرائيل تطلب تعهدات من الولايات المتحدة بتبليغها أي معلومات حال خرق الاتفاق من جانب حزب الله
  • الولايات المتحدة تسمح لتركيا بنشر منظومة إس- 400
  • النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحزب الله اللبناني
  • للمرة الأولى.. إسرائيل تصدر تحذيراً لسكان بيروت قرب الجامعة الامريكية
  • الخارجية اللبنانية: الاستهدافات الإسرائيلية تقوض الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار
  • واشنطن: الولايات المتحدة تضغط بكل ما بوسعها للتوصل لحل في لبنان
  • أستاذ علوم سياسية: قرار إنهاء الحرب في غزة ولبنان بيد إسرائيل وأمريكا