بوابة الوفد:
2025-01-30@05:20:09 GMT

القرآن الكريم تاج اللغة وحارسها (2)

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

فى شمال شرقى الدلتا توجد آثار مدينة عدا عليها الزمن، وطمرتها السنوان والقرون، وهى مدينة (تنيس) تلك التى قامت بدور كبير فى مجال علوم القرآن والحديث، والكتابة والرواية، والحضارة، وهى من الأماكن فى مصر التى طمرت وأزيلت، ونسيها الناس. بينما يذكر المؤرخون ازدهار علوم القرآن والحديث الشريف فيها، وهى مدينة (تنيس) كما وصفها ياقوت الحموى فى كتابه (معجم البلدان) بقوله: «البر المستطيل الحائل بين البحيرة والبحر الأعظم يفصلها عن البحر»، ويقصد بالأعظم: البحر الأبيض المتوسط، ويسمى البحيرة.

.. «بحيرة تنيس»، ويصف الجزيرة: قريبة من البر بين الفرما من الشرق ودمياط من الغرب، وفيها تصنع الثياب الملونة، ويتحدث عن سورها الذى بدئ فى إنشائه فى شهر ربيع الأول سنة 230 هـ زمن الواثق بن المعتصم، وتم بناؤه سنة 239هـ زمن المتوكـل، وازدهرت فى عهد الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيوب، وقيل كان بها خمسمائة صاحب محبرة (أى كاتب)، يكتبون الحديث الشريف، وحين فتحت مصر سنة 20هـ كانت تنيس فى يد الروم، وبها خصاص من قصب، وقد قاتل الروم عمرو بن العاص، واستشهد بعض المسلمين ودفنوا بها، ويصف ياقوت قبورهم بأنها معروفة بقبور الشهداء، وأنها عند الرمل فوق مسجد غازى، وأن تنيس ظلت تعرف بأنها ذات الأخصاص حتى أوائل العصر الأموى، وأن أهلها بنوا قصوراً. وقد دخلها ابن طولون سنة 269هـ فبنى فيها عدة صهاريج وحوانيت فى السوق، ويذكر أنواع طيورها، وهو ما نعرف بعضه الآن، ويذكر أسماء كثير من أعلامها وعلمائها من رواة الحديث الشريف، ومنهم من قدم من دمشق، أو بغداد، أو الموصل، أو بيروت، أو الشام، ومنهم من انتقل لرواية الحديث الشريف ببيت المقدس، ومنهم من مات، ودفن بتنيس.

 وفى اللسان: قال الأزهرى إنها مدينة فى بحر الروم قرب دمياط مشهورة بالثياب الفاخرة، ووصفها المسعودى فى (مروج الذهب) قال: كانت أرضاً لم يكن بمصر مثلها استواء وطيب تربة، وكان بها الجنات والنخيل والكروم والشجر والمزارع، ومجار على ارتفاع من الأرض، وكان الماء منحدراً إليها لا ينقطع عنها صيفاً ولا شتاء، وسائره يصب فى البحر من جميع خلجانه، ومن الموضع المعروف بالأشتوم، وكان الفرع التنيسى يصب فى البحر الأبيض المتوسط بعد الأشتوم (الفتحة) المعروفة فى العصور القديمة باسم بوغاز تنيس، وسميت بعد ذلك باسم أم فرج، نسبة إلى قلعة كانت موجودة، آنذاك، ومدن أخرى مثل: تونة، وصارت تعرف بابن سلام، نسبة لعبدالله بن سلام. 

وحكم الهكسوس- أثناء وجودهم بمصر(1660ـ 1580ق.م)- تلك المناطق حتى صان الحجر(تل بوباسطة بالشرقية)، وفى سخا، وفى أفاريس(حات أورات) فى سيناء جوار الفرما، حتى تمكن الفرعون سكنن رع من طردهم من مصر.

 وقال المسعودى: «ولم ير الناس أحسن منها ولا أحسن اتصالاً من جناتها وكرومها»، ويذكر أن بها مائة باب، ومن آثار الأوائل، وأهلها مياسير، وأكثرهم حاكة، وبها تحاك ثياب الشروب، المصبوغة بالألوان، وكانت تصنع بها كسوة الكعبة، وللسلطان بها مناسج.

 وفى كتاب (نشق الأزهار) حديث عن طيب هوائها، وندرة الأمراض بها، حتى قيل إن من يدفن بها لا يبلى جسده، إلا بطيئاً، وطولها من الجنوب إلى الشمال 3227 ذراعاً كبيرة، وعرضها من الشرق إلى الغرب 3085 ذراعاً كبيرة، وطول سورها 3270 ذراعاً، ولها تسعة عشر باباً مصفحة بالحديد الثقيل، وبها جامع كبير، ويوقد فيه كل ليلة 1800 قنديل، و160 جامعاً ذات منائر، و72 كنيسة، و36 حماماً، و100 معصرة زيت، و166 طاحوناً، ومخبزاً، و5000 منسج لنسج الأقمشة، وكان بها مساجد وأسواق وصناعات، وصناعة السلاح، وقد حولها صلاح الدين إلى مدينة حربية سنة 588هـ/1192م، وأخلاها الملك الكامل محمد بن العادل سنة 624هـ/1227م تحت تهديد الصليبيين.

وذكر محمد بن أحمد بن إياس الحنفى فى (بدائع الزهور فى وقائع الدهور)، الذى أرخ لمصر حتى الفتح العثمانى 1517:» ولم تزل المدينة عامرة إلى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة من الهجرة، حتى جاء إليها نحو أربعين مركباً مسبوقة بجماعة من الفرنج فحاصروا أهلها.. وهرب أهلها إلى ثغر دمياط، وتركوا المدينة فاستولى عليها الفرنج ونهبوا ما فيها، ثم ألقوا فيها النار فاحترقت كلها..».

اجتمع فيها، أو وفد إليها العلماء من أقطار عربية شتى، ومن علمائها وشعرائها العلوى الإمام التنسى صاحب (الطراز على ضبط الخراز)، وله قصيدة فى الفاطميين، ونعود إلى ياقوت الذى يذكر من علمائها «أبا الحسن على بن منصور الطينى»، وقد روى عنه الكثيرون.

 

عضو المجمع العلمى 

وأستاذ النقد الأدبى 

بجامعة عين شمس

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بجامعة عين شمس لغتنا العربية جذور هويتنا مدينة

إقرأ أيضاً:

انطلاق المرحلة الثانية لمسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم بمنطقة بورسعيد الأزهرية

انطلقت اليوم الثلاثاء، فاعليات اختبارات المرحلة الثانية لمسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم، بمعهد بنين بورسعيد الأزهرية، وتستمر حتى يوم الاثنين 3 فبراير لسنة 2025

من جانبه تفقد فضيلة الشيخ السعيد الصباغ، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة بورسعيد الأزهرية، لجان اختبار مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم، لطلاب المعاهد، والرواق الأزهري، ومكاتب تحفيظ القرآن، وقد رافقه الشيخ محمد زرنبه مدير التعليم النوعي وقائم بعمل مدير شئون القران الكريم، و صابرين ابراهيم، مدير الكمبيوتر التعليمي، و ايمن صبري، شيخ المعهد، حيث أكد فضيلته على ضرورة مراعاة التعليمات المنظمة للمسابقة، وتوفير الهدوء والاستقرار والانضباط التام داخل اللجان، بما يسهم فى إنجاح المسابقة وتحقيق أهدافها.

كما أشاد فضيلته، بالتعاون القائم بين إدارتي شئون القرآن الكريم، والكمبيوتر التعليمي، فى توثيق الاختبارات إلكترونيا، حرصاً على الشفافية و إعطاء كل طالب حقه.

جدير بالذكر أن مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم وتجويده، تضم أربعة مستويات وهى:

المستوى الأول: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع إتقان التجويد وأحكام التلاوة. والمستوي الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملاً. والمستوى الثالث: حفظ عشرون جزءًا. أما المستوى الرابع: حفظ عشرة أجزاء.

مقالات مشابهة

  • عبد الشافي الشيخ: القرآن الكريم ثابت لكن فهم التفسير يتغير طبقا للتغيرات الحديثة
  • أستاذ بجامعة الأزهر: تفسير القرآن الكريم لا يعارض الحقائق العلمية
  • أستاذ بجامعة الأزهر: تفسير القرآن الكريم لا يتعارض مع الحقائق العلمية
  • الأزهر يطلق مبادرة لتكريم كبار محفظي القرآن الكريم
  • أستاذ تفسير بجامعة الأزهر: فهم القرآن الكريم يتجدد حسب ظروف كل عصر
  • وفد أزهري يتابع مسابقة حفظ القرآن الكريم السنوية للإمام الأكبر
  • رئيس منطقة الإسكندرية الأزهرية يتفقد اختبارات نهاية المستوى برواق القرآن الكريم
  • انطلاق المرحلة الثانية لمسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم بمنطقة بورسعيد الأزهرية
  • إحتفالية لتكريم حفظة القرآن الكريم بمركز أبو المطامير
  • رئيس منطقة الإسكندرية يتابع فعاليات التصفيات الثانية لمسابقة "حفظ القرآن الكريم السنوية"