القرآن الكريم تاج اللغة وحارسها (2)
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
فى شمال شرقى الدلتا توجد آثار مدينة عدا عليها الزمن، وطمرتها السنوان والقرون، وهى مدينة (تنيس) تلك التى قامت بدور كبير فى مجال علوم القرآن والحديث، والكتابة والرواية، والحضارة، وهى من الأماكن فى مصر التى طمرت وأزيلت، ونسيها الناس. بينما يذكر المؤرخون ازدهار علوم القرآن والحديث الشريف فيها، وهى مدينة (تنيس) كما وصفها ياقوت الحموى فى كتابه (معجم البلدان) بقوله: «البر المستطيل الحائل بين البحيرة والبحر الأعظم يفصلها عن البحر»، ويقصد بالأعظم: البحر الأبيض المتوسط، ويسمى البحيرة.
وفى اللسان: قال الأزهرى إنها مدينة فى بحر الروم قرب دمياط مشهورة بالثياب الفاخرة، ووصفها المسعودى فى (مروج الذهب) قال: كانت أرضاً لم يكن بمصر مثلها استواء وطيب تربة، وكان بها الجنات والنخيل والكروم والشجر والمزارع، ومجار على ارتفاع من الأرض، وكان الماء منحدراً إليها لا ينقطع عنها صيفاً ولا شتاء، وسائره يصب فى البحر من جميع خلجانه، ومن الموضع المعروف بالأشتوم، وكان الفرع التنيسى يصب فى البحر الأبيض المتوسط بعد الأشتوم (الفتحة) المعروفة فى العصور القديمة باسم بوغاز تنيس، وسميت بعد ذلك باسم أم فرج، نسبة إلى قلعة كانت موجودة، آنذاك، ومدن أخرى مثل: تونة، وصارت تعرف بابن سلام، نسبة لعبدالله بن سلام.
وحكم الهكسوس- أثناء وجودهم بمصر(1660ـ 1580ق.م)- تلك المناطق حتى صان الحجر(تل بوباسطة بالشرقية)، وفى سخا، وفى أفاريس(حات أورات) فى سيناء جوار الفرما، حتى تمكن الفرعون سكنن رع من طردهم من مصر.
وقال المسعودى: «ولم ير الناس أحسن منها ولا أحسن اتصالاً من جناتها وكرومها»، ويذكر أن بها مائة باب، ومن آثار الأوائل، وأهلها مياسير، وأكثرهم حاكة، وبها تحاك ثياب الشروب، المصبوغة بالألوان، وكانت تصنع بها كسوة الكعبة، وللسلطان بها مناسج.
وفى كتاب (نشق الأزهار) حديث عن طيب هوائها، وندرة الأمراض بها، حتى قيل إن من يدفن بها لا يبلى جسده، إلا بطيئاً، وطولها من الجنوب إلى الشمال 3227 ذراعاً كبيرة، وعرضها من الشرق إلى الغرب 3085 ذراعاً كبيرة، وطول سورها 3270 ذراعاً، ولها تسعة عشر باباً مصفحة بالحديد الثقيل، وبها جامع كبير، ويوقد فيه كل ليلة 1800 قنديل، و160 جامعاً ذات منائر، و72 كنيسة، و36 حماماً، و100 معصرة زيت، و166 طاحوناً، ومخبزاً، و5000 منسج لنسج الأقمشة، وكان بها مساجد وأسواق وصناعات، وصناعة السلاح، وقد حولها صلاح الدين إلى مدينة حربية سنة 588هـ/1192م، وأخلاها الملك الكامل محمد بن العادل سنة 624هـ/1227م تحت تهديد الصليبيين.
وذكر محمد بن أحمد بن إياس الحنفى فى (بدائع الزهور فى وقائع الدهور)، الذى أرخ لمصر حتى الفتح العثمانى 1517:» ولم تزل المدينة عامرة إلى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة من الهجرة، حتى جاء إليها نحو أربعين مركباً مسبوقة بجماعة من الفرنج فحاصروا أهلها.. وهرب أهلها إلى ثغر دمياط، وتركوا المدينة فاستولى عليها الفرنج ونهبوا ما فيها، ثم ألقوا فيها النار فاحترقت كلها..».
اجتمع فيها، أو وفد إليها العلماء من أقطار عربية شتى، ومن علمائها وشعرائها العلوى الإمام التنسى صاحب (الطراز على ضبط الخراز)، وله قصيدة فى الفاطميين، ونعود إلى ياقوت الذى يذكر من علمائها «أبا الحسن على بن منصور الطينى»، وقد روى عنه الكثيرون.
عضو المجمع العلمى
وأستاذ النقد الأدبى
بجامعة عين شمس
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بجامعة عين شمس لغتنا العربية جذور هويتنا مدينة
إقرأ أيضاً:
كيف نستشعر الإخلاص في حفظ القرآن الكريم؟.. الشيخ أحمد طلبة يجيب
كتب- حسن مرسي:
أكد الشيخ أحمد طلبة، المتخصص في القراءات العشر الكبرى والصغرى، أن الإخلاص هو السر وراء بركة العلم وأثره في حياة الإنسان، خاصة عندما يتعلق الأمر بحفظ القرآن.
وأوضح الشيخ طلبة، خلال حواره ببرنامج "الجلال والجمال في القرآن" المذاع على قناة الناس، أن الحافظ يجب أن يجعل هدفه الأساسي هو وجه الله تعالى، وليس طلب الشهرة أو الثناء من الناس، واستشهد بقوله تعالى: "قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى"، مؤكداً أن الإخلاص هو أساس قبول الأعمال.
وأضاف الشيخ طلبة أن من علامات الإخلاص في حفظ القرآن أن يكون الحافظ حريصاً على العمل بما يحفظه ونقله إلى الآخرين دون انتظار أي مقابل دنيوي.
وأشار إلى أن العالم الحقيقي يسعد عندما يرى تلاميذه يتفوقون عليه، لأن هذا هو جوهر الإخلاص الذي سار عليه الأنبياء والمشايخ العظماء.
وأكد أن الإخلاص في طلب العلم وحفظ القرآن يجعل الطالب متمكناً لدرجة أنه قد يراجع أستاذه ويصحح له بعض المواضع، وهو ما يراه الشيخ طلبة في تلاميذه الذين يراجعون معه تسجيلاته في القراءات ويصححون له بعض الأخطاء.
وشدد الشيخ طلبة على أن الحفظ الحقيقي للقرآن لا يكون مجرد تكرار للحروف، بل يجب أن يصاحبه فهمٌ وإتقانٌ وعملٌ بما فيه. ودعا كل من يسلك طريق حفظ القرآن إلى استشعار النية الخالصة لله تعالى، حتى يكون القرآن نوراً في حياته وحياة من حوله، وشفيعاً له يوم القيامة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
القرا?ن الكريم حفظ القرآن أحمد طلبةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
كيف نستشعر الإخلاص في حفظ القرآن الكريم؟.. الشيخ أحمد طلبة يجيب
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
23 13 الرطوبة: 39% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك