بوابة الوفد:
2025-04-18@02:59:32 GMT

د. كريمة عودة تكتب.. مصابيح القلوب

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

يحيا الإنسان وهو يحاول التعايش بصفاء روحي في واقع مشحون بأعاصير من الاضطرابات، يتعثر وينهض، تارة يستلهم مصادر القوة ويتصالح مع مشاق الحياة، وأخرى يشعر بالتراجع وعدم القدرة على مواصلة السير، وهنا يحتاج لما ينير دربه ويسهل سيره، ويعينه على تخطى أهواء نفسه، والسبيل إلى ذلك التمسك بما كان عليه خير البريه ونورها ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ؛ حيث أرشدنا إلى مفاتيح العيش في الحياة بلا عنت، ووسائل تهدي القلوب وترشد البصائر، وسَنُعَرّج في هذه الكلمات حول بعض الوصايا النبوية التي تُضيء القلوب، وتُسعدها، وتُسَكِّنها عند ثورتها، وفي الالتزام بها دليل على حسن عبودية العبد لباريه.

البحوث الإسلامية يصدر عدد رمضان من مجلة الأزهر مع ملف خاص عن الشهر الفضيل مصابيح القلوب 

ومن مصابيح القلوب: تهذيبها من الشوائب التي تجعل الإنسان مشغولًا بغيره، ينظر لما في يده من نعمة، متناسيًا قَدَر الله في خلقه، الذي قسم الأرزاق بين عباده لحِكَم قد تخفى علينا، وفيها الخير لكلٍ منَّا، والمصباح الذي يزيل عن القلب ظلمته، ويعيده إلى فطرته التمسك بهدي المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ـــ في قوله: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ". (رواه الشيخان)، ففي هذا الحديث قاعدة إيمانية عظيمة؛ لو طبقها الإنسان في حياته بأن يحيا متمنيًا لغيره الخير، سعيدًا بما يحظى به؛ ستهدأ روحه، وتسكن نفسه، ويسعد بما قُسم له من رزق. 

ومن مصابيح القلوب: الرضا، ولا يقصد به الرضا بالنفس؛ لأن من رضي عن نفسه استحسن حالها، ولم يدافع المعاصي ويخالف هواه، ولكن المقصود هو الرضا بالرزق من مال وصحة وولد بعد الأخذ بأسباب السعي المشروعة، فقد نبهنا المصطفى ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ لذلك في قوله: "فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ" (سنن الترمذي)، بالرضى ينشرح الصدر وتهدأ النفس ولا تكترث بمصابها بشكل يعوقها عن القيام بدورها. قال أحد الصالحين في فضل الرضا: إنه عبادة لا ينقطع أجرها.
مع ملاحظة أن الرضا لا يتنافى مع حسن السعي، وليس المقصود به الرضا بالنقائص فقد قال الطيب المتنبي: ولم أر في عيوب الناس عيبًا ... كنقص القادرين على التمام. 

ويضيء القلب أيضا بالصبر عند الابتلاء، والقدرة على تخطي ما أصابه دون فزع، وكذلك الصبر على الطاعات بعدم الانقطاع عنها، ويدل على عظم أجر الصبر أن المولى عز وجل ذكره في القرآن في نحو سبعين موضعًا، وقال الإمام الغزالي ـــ رحمه الله ـــ: "فإن الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر". تذكر أجر الصبر يضيء القلب عند الجزع، ويعين الإنسان على التمسك بأسباب القوة النفسية والمادية التي يحتاج إليها ليواصل السير في دربه بتوازن وحِكمة.
فإذا رضي الإنسان برزقه، وصبر على ما ألمَّ به، ولم يقارن حاله بغيره، سينعم بنور في بصيرته، وسبيلًا للسير في الحياة بلا أسى، ولم تطغى عليه طِباع السوء.

بقلم د. كريمة عودة، باحثة بمجمع البحوث الإسلامية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التعايش

إقرأ أيضاً:

عبادة إذا فعلتها يديم الله عليك نعمه.. الإفتاء توضحها

كشفت دار الإفتاء المصرية عن عبادة تديم عليك نعم الله، وقالت: إن هناك عبادة عليك فعلها إذا أردت أن يديم الله عليك الإنعام، وهى المداومة على صلة الأرحام.

وأشارت الى، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك» (رواه البخاري). ومعنى أَصِلُ مَن وصلك: أَمْنُنْ عليه بالإنعام جزاء صلته لرحمه.

حكم التحايل بطريقة غير مشروعة لأخذ الحقوق.. دار الإفتاء تجيبهل يجب تبييت النية لصيام الأيام البيض ؟.. الإفتاء تجيبهل أقطع قراءة القرآن وأرد السلام؟ ..دار الإفتاء تحسم الجدل

صلة الرحم من أسباب البركة
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن صلة الأرحام من أهم أسباب البركة في الحياة واستمرار الرزق، مستشهدًا بقول الله تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم"، موضحًا أن قطيعة الرحم تؤدي إلى فساد الأرض وحرمان الإنسان من التوفيق والرحمة.

وأشار رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال تصريحات تلفزيونية،، إلى أن من أعظم صور الظلم أن يُحسن الإنسان إلى أقاربه فيقابلونه بالإساءة، ومع ذلك، فإن الإسلام يحث على مقابلة السيئة بالحسنة، كما جاء في قوله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".

وأضاف أن النبي ﷺ أكد على خطورة قطيعة الرحم حينما قال: "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله"، مبيّنا أن الرحم ستقف يوم القيامة لتشكو من قطعها، وسينال القاطع عقوبته من الله.

وتابع أن صلة الرحم لا تقتصر على الأقارب فقط، بل تمتد إلى الإحسان إليهم وكف الأذى عنهم، مشددًا على ضرورة مراجعة الإنسان لنفسه وعلاقته بأهله، حتى يعيش حياة طيبة مملوءة بالبركة والتوفيق.


عقوبة قطع الرحم
- عدم قبول الله تعالى عمل الفرد؛ حيث إنّ الله تعالى لا يرفع له عمله.
- تغلق أبواب السماء أمام قاطع الرحم.
- عدم نزول الرحمة على قومٍ فيهم قاطعٌ للرحم.
- تعجيل العقوبة لقاطع الرحم في الدّنيا قبل الآخرة.


صلة الرحم تكون ب:
١- تبادل الزيارات.
٢- مشاركة الأفراح والأحزان.
٣- ردّ الأذى والسوء عنهم.
٤-تفقّد أحوالهم.
٥- إصلاح ذات بينهم عند وقوع المشاحنات والخصامات والبغضاء.
٦- احترام الكبير والعطف على الصغير.
٧- مساعدتهم ماديًّا ومعنويًّا.

مقالات مشابهة

  • جهاز إسرائيلي.. شاهدوا بالصور ما عثر عليه الجيش في الجنوب (صور)
  • تأملات قرآنية
  • شركة كهرباء السودان: تأخر عودة الخدمة يعود إلى تكرار عمليات القصف التي استهدفت الشبكة
  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • الاتحاد الأوروبي يسمي سبع دول آمنة ضمن خطة لتسريع عودة المهاجرين
  • جواهر الجمال
  • عبادة إذا فعلتها يديم الله عليك نعمه.. الإفتاء توضحها
  • هل الدعاء يرد القضاء فعلا؟ اعرف هذه الكلمات التي لا ترد
  • الكلمة رونق‎
  • خبيرة طاقة: القلم والورقة من أعظم الطاقات التي يمتلكها الإنسان.. فيديو