بوابة الوفد:
2025-01-31@00:29:41 GMT

د. ريهام صفوت تكتب.. «قطار الفائزين في رمضان»

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

لقد امتنّ الله علينا ببلوغ هذه الأيام المباركات، الأيام التي نستمتع فيها بلذة الابتهال والمناجاة، الأيام التي نستريح فيها من هموم الحياة، ويرفع الله فيها عن أعيننا وقلوبنا حجب الغفلة فنتخلص من أسر الشهوات وأدران المعاصي، لذلك كان لزاما على كل مسلم ومسلمة الاستعداد لهذه النفحات الربانية والتهيؤ لها وحسن التعرض لها.

أمين البحوث الإسلامية: الأزهر مؤسسة فريدة حمى الله بها البلاد والعباد أمين البحوث الإسلامية: هناك ربط عجيب في القرآن والسنة بين الإيمان والتقوى

ولعل أهم هذه الاستعدادات هو الوقوف على مقاصد هذا الشهر الكريم شهر الصوم، ففي الشريعة الإسلامية نجد أن تمام العبودية يستلزم إتقان ما يتعلق بالمقاصدية وما يتعلق بالآلية، فالإنسان مجبول على أنه كلما زادت لديه مساحة إدراك الحكمة والمقاصدية؛ زادت لدية مساحة جودة وديمومة العبودية، لكننا اليوم نجد إهمالًا كبيرًا للمقاصدية وعناية كبيرة للآلية، حتى أضحى الأمر أشبه بالطقوسية، والممارسات الروتينية، التي لا يدرك المرء لها حكمة أو أهمية، ولربما لم تكن له في ممارستها أي نية.

فقد طالت الطقوسية (الصلاة) فأصبحت حركة للجوارح فقط دون أن يتبعها أثر في القلب أو تفاعلا مع ذكر الرب، قال تعالى:" وأقم الصلاة لذكري "( طه: ١٤)، واعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي لم يخشع في صلاته ولم يطمئن فيها أنه لم يصل، فقال للرجل:" اذهب فصل فأنك لم تصل" (صحيح البخاري:٣/ ٢٧٦).

كما طالت الطقوسية (الصوم) فأصبح عبارة عن إمساك عن المفطرات المباحات، وغاب مقصوده الرئيس الإمساك عن المؤذيات والمحرمات، قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "(البقرة: ١٦٣)، وقال صلى الله عليه وسلم: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "(صحيح البخاري:٧/ ١٨٥)، وقال صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش"،(مسند احمد، ط الرسالة: ١٤/ ٤٤٥).

كما طالت الطقوسية -أيضًا- التعامل مع (القرآن الكريم)، فأصبحت القراءة لمجرد القراءة والسماع فضلا من أن يكون له أثر تطويري أو تطهيري جراء تدبر. قال تعالى: كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "(ص: ٢٩).

العبادات والنسك في الإسلام ليست طقوسًا

ومن هنا أيها القارئ الكريم لابد وأن تعرف أن العبادات والنسك في الإسلام ليست طقوسًا، وإنما شرعت لأغراض ومقاصد نبيلة، وأهداف سامية تنفع الناس في معاشهم ومعادهم وفي دنياهم وآخراتهم ،لذا فنحن في حاجة ماسّة إلى أن نصحح سبيل الرجوع إلى الله، وأن ننطلق في عبادتنا نحو المقاصد والغايات المنشودة، حتى نستطيع تحقيق المقصود ونتحرر من أثر الطقوسية المعهود وتحقيق المفقود والوصول إلى الأحر والثواب المنشود.

بقلم الدكتورة ريهام صفوت، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رمضان الأيام المباركات الصوم الإسلام القران الكريم

إقرأ أيضاً:

المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}

قالت دار الإفتاء المصرية إنه ورد في فضل ليلة النصف من شعبان كثيرٌ من الأحاديث النبوية الشريفة، وهذه الليلة لها فضل عظيم، وقد كان السلف الصالح يعظّمون هذه الليلة ويتأهبون للعبادة فيها، ولكن اختلف العلماء في المقصود بالليلة في الآية المذكورة؛ وأحد القولين على أنها ليلة النصف من شعبان، والقول الآخر وهو المشهور: أنها ليلة القدر، فعلى المسلم أن يبادر باغتنام هذه الليلة؛ ليلة النصف من شعبان لما فيها من الفضل والخير.


فضل ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية

ورد في فضل ليلة النصف من شعبان كثيرٌ من الأحاديث النبوية الشريفة منها: ما رواه ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، والحديث صحَّحه الإمام ابن حبان. "صحيح ابن حبان" بترتيب ابن بلبان (12/ 481، ط. الرسالة)، وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 307، ط. دار الكتب العلمية): [إن إسناده لا بأس به] اهـ.

وروي أيضًا عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ». ونزول الله تعالى كنايةً عن نزول رحمته أو بعض ملائكته؛ لتعاليه تبارك وتعالى عن الجهة، والمكان، والجسم، والزمان.

وروى البيهقي في "شعب الإيمان" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ نَادَى مُنَادٍ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيَ، إِلَّا زَانِيَةٌ بِفَرْجِهَا أَوْ مُشْرِكٌ».

المقصود من الليلة في قوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾
واوضحت الإفتاء أن هناك قولين في قوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]، منها أنها ليلة النصف من شعبان؛ فقد روى الطبري هذا عن عكرمة حيث قال: في ليلة النصف من شعبان، يبرم فيه أمر السنة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ ولعل مستند ذلك القول ما رواه ابن جرير في "تفسيره" مرسلًا عن عثمان بن محمد بن المُغيرة بن الأخنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تُقْطَعُ الآجالُ مِنْ شَعْبان إلى شَعْبانَ، حتى إن الرَّجُلَ لَيَنْكِحُ وَيُولَدُ لَهْ، وَقَدْ خَرَجَ اسمُهُ فِي المَوْتَى» انظر: "تفسير الطبري" (22/ 10، ط. مؤسسة الرسالة).

وقال الشيخ أبو عبد الله بن الحاج العبدري الفاسي المالكي في كتابه "المدخل" (1/ 299، ط. دار التراث): [ولا شكَّ أنها ليلة مباركة عظيمة القدر عند الله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4].

وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم هل هي هذه الليلة، أو ليلة القدر؟ على قولين؛ المشهور منهما: أنها ليلة القدر، وبالجملة فهذه الليلة، وإن لم تكن ليلة القدر، فلها فضل عظيم وخير جسيم، وكان السلف رضي الله عنهم يعظمونها ويشمِّرون لها قبل إتيانها، فما تأتيهم إلا وهم متأهبون للقائها، والقيام بحرمتها، على ما قد علم من احترامهم للشعائر على ما تقدم ذكره، هذا هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة] اهـ.

وقال العلامة الغماري في "حسن البيان" (ص: 23-24، ط. عالم الكتب): [ولك أن تسلك طريقة الجمع -يعني بين القولين-؛ بما رواه أبو الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "إن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر"، وحاصل هذا: أن الله يقضي ما يشاء في اللوح المحفوظ ليلةَ النصف من شعبان، فإذا كان ليلة القدر سلَّم إلى الملائكة صحائف بما قضاه، فيسلم إلى ملك الموت صحيفة الموتى، وإلى ملك الرزق صحيفة الأرزاق، وهكذا إلى كل ملك يتسلم ما نيط به، وفي قوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4] أشار إلى هذا -والله أعلم-؛ حيث قال ﴿يُفْرَقُ﴾، ولم يقل: يقضى، أو يكتب. والفرق: التمييز بين الشيئين؛ فالآية تشير إلى أن المقضيات تفرق ليلة القدر بتوزيعها على الملائكة الموكلين بها، أما كتابتها وتقديرها فهو حاصل في ليلة نصف شعبان كما في الأحاديث المذكورة، وبهذا يجمع شمل الأقوال المتضاربة في هذا الباب، ويرأب صدعها، والحمد لله رب العالمين] اهـ.

مقالات مشابهة

  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • تأملات قرآنية
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • كيفية استقبال واستغلال الأيام المباركة.. فضل شهر شعبان
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • رمضان 2025.. ريهام عبد الغفور تناقش الأعراف الصارمة في الأرياف بمسلسل ظلم المصطبة
  • «أمين الفتوى»: مصر بلد الأنبياء وصلى فيها سيدنا النبي ركعتين (فيديو)
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • الإسراء والمعراج
  • عدد ركعات صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك