د. ريهام صفوت تكتب.. «قطار الفائزين في رمضان»
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
لقد امتنّ الله علينا ببلوغ هذه الأيام المباركات، الأيام التي نستمتع فيها بلذة الابتهال والمناجاة، الأيام التي نستريح فيها من هموم الحياة، ويرفع الله فيها عن أعيننا وقلوبنا حجب الغفلة فنتخلص من أسر الشهوات وأدران المعاصي، لذلك كان لزاما على كل مسلم ومسلمة الاستعداد لهذه النفحات الربانية والتهيؤ لها وحسن التعرض لها.
ولعل أهم هذه الاستعدادات هو الوقوف على مقاصد هذا الشهر الكريم شهر الصوم، ففي الشريعة الإسلامية نجد أن تمام العبودية يستلزم إتقان ما يتعلق بالمقاصدية وما يتعلق بالآلية، فالإنسان مجبول على أنه كلما زادت لديه مساحة إدراك الحكمة والمقاصدية؛ زادت لدية مساحة جودة وديمومة العبودية، لكننا اليوم نجد إهمالًا كبيرًا للمقاصدية وعناية كبيرة للآلية، حتى أضحى الأمر أشبه بالطقوسية، والممارسات الروتينية، التي لا يدرك المرء لها حكمة أو أهمية، ولربما لم تكن له في ممارستها أي نية.
فقد طالت الطقوسية (الصلاة) فأصبحت حركة للجوارح فقط دون أن يتبعها أثر في القلب أو تفاعلا مع ذكر الرب، قال تعالى:" وأقم الصلاة لذكري "( طه: ١٤)، واعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي لم يخشع في صلاته ولم يطمئن فيها أنه لم يصل، فقال للرجل:" اذهب فصل فأنك لم تصل" (صحيح البخاري:٣/ ٢٧٦).
كما طالت الطقوسية (الصوم) فأصبح عبارة عن إمساك عن المفطرات المباحات، وغاب مقصوده الرئيس الإمساك عن المؤذيات والمحرمات، قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "(البقرة: ١٦٣)، وقال صلى الله عليه وسلم: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "(صحيح البخاري:٧/ ١٨٥)، وقال صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش"،(مسند احمد، ط الرسالة: ١٤/ ٤٤٥).
كما طالت الطقوسية -أيضًا- التعامل مع (القرآن الكريم)، فأصبحت القراءة لمجرد القراءة والسماع فضلا من أن يكون له أثر تطويري أو تطهيري جراء تدبر. قال تعالى: كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "(ص: ٢٩).
العبادات والنسك في الإسلام ليست طقوسًاومن هنا أيها القارئ الكريم لابد وأن تعرف أن العبادات والنسك في الإسلام ليست طقوسًا، وإنما شرعت لأغراض ومقاصد نبيلة، وأهداف سامية تنفع الناس في معاشهم ومعادهم وفي دنياهم وآخراتهم ،لذا فنحن في حاجة ماسّة إلى أن نصحح سبيل الرجوع إلى الله، وأن ننطلق في عبادتنا نحو المقاصد والغايات المنشودة، حتى نستطيع تحقيق المقصود ونتحرر من أثر الطقوسية المعهود وتحقيق المفقود والوصول إلى الأحر والثواب المنشود.
بقلم الدكتورة ريهام صفوت، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رمضان الأيام المباركات الصوم الإسلام القران الكريم
إقرأ أيضاً:
كيفية ختم الصلاة بالأذكار.. الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي جاء مضمونه كالتالي: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يختم الصلاة المكتوبة؟ وهل كان دعاؤه بعدها سرًّا أو جهرًا؟.
ختم الصلاة بالأذكار
وقالت دار الإفتاء إنه ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جملة أذكار وأدعية بعد السلام يُسَنُّ للمصلي أن يأتي بها بعد الصلاة المكتوبة، ولا بأس أن تكون جهرًا بشرط ألا يُشَوِّش على المُصَلّين.
وأضافت الإفتاء أنه روي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ المعوذات عقب كل صلاة [قل هو الله أحد، الفلق، الناس] رواه الإمام أحمد في "المسند" وأبو داود والنسائي في "سننهما".
وعن علي كرم الله وجهه أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ فِي ذِمَّةِ اللهِ إِلَى الصَّلَاةِ الْأُخْرَى» رواه الطبراني في "المعجم الكبير" بإسناد حسن، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» متفق عليه.
أذكار بعد إتمام الصلاة
أَسْـتَغْفِرُ الله، أَسْـتَغْفِرُ الله، أَسْـتَغْفِرُ الله.
اللّهُـمَّ أَنْـتَ السَّلامُ ، وَمِـنْكَ السَّلام ، تَبارَكْتَ يا ذا الجَـلالِ وَالإِكْـرام .
لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْد، وهوَ على كلّ شَيءٍ قَدير، اللّهُـمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَـيْت، وَلا مُعْطِـيَ لِما مَنَـعْت، وَلا يَنْفَـعُ ذا الجَـدِّ مِنْـكَ الجَـد.
لا إلهَ إلاّ اللّه, وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحَمد، وهوَ على كلّ شيءٍ قدير، لا حَـوْلَ وَلا قـوَّةَ إِلاّ بِاللهِ، لا إلهَ إلاّ اللّـه، وَلا نَعْـبُـدُ إِلاّ إيّـاه, لَهُ النِّعْـمَةُ وَلَهُ الفَضْل وَلَهُ الثَّـناءُ الحَـسَن، لا إلهَ إلاّ اللّهُ مخْلِصـينَ لَـهُ الدِّينَ وَلَوْ كَـرِهَ الكـافِرون.
سُـبْحانَ اللهِ، والحَمْـدُ لله ، واللهُ أكْـبَر.
لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحْـدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحَمْد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَـدير.
أذكار بعد الصلاة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ، مَلِكِ ٱلنَّاسِ، إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ، مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ، ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ، مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ.