أطلقت شركة ميرسك (Maersk) النرويجية أكبر سفينة حاويات في العالم تعمل بالميثانول الأخضر، وهي سفينة “آني ميرسك” في رحلتها الأولى بين عدد من المواني العالمية؛ إذ وصلت السفينة إلى مجمع ميناء طنجة المتوسط في المغرب.

يأتي ذلك في حين تواصل شركة ميرسك تقدمها في تسيير ناقلات الحاويات العملاقة العاملة بالميثانول الأخضر، في خطوة تعكس التزامها بالتحول نحو استعمال الطاقة النظيفة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وإلى جانب أكبر سفينة حاويات في العالم تعمل بالميثانول الأخضر، كانت الشركة النرويجية قد كشفت -في شتنبر 2023- عن السفينة “لورا ميرسك” وهي أول سفينة حاويات في العالم تعمل بالميثانول الأخضر.

تجدر الإشارة إلى أن الميثانول هو مُركّب هيدروكربوني يتألّف من الكربون والهيدروجين والأكسجين، ويصبح أخضر عند إنتاجه باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.

وتُعَد سفينة “آني ميرسك” Ane Maersk أكبر سفينة حاويات في العالم تعمل بالميثانول الأخضر، وفقًا لما نشره موقع “أوفشور إنرجي” (Offshore Energy)، في 22 مارس/آذار 2024.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

رسائل السلام والهيدروجين الأخضر

هلال بن عبدالله العبري

تشهد سلطنة عُمان في الآونة الأخيرة نهضة متكاملة الأبعاد، تضعها على مشارف مكانة عالمية متميزة، ليس فقط في مجال الطاقة النظيفة، بل في ميادين السياسة والدبلوماسية أيضًا. فمن جهة، باتت السلطنة قاب قوسين أو أدنى من أن تتصدر قائمة الدول المصدِّرة للهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط، بل وعلى رأس قائمة الدول على مستوى العالم، لما تمتلكه من إمكانيات طبيعية واستراتيجية تؤهلها لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في مستقبل الطاقة المستدامة.

الهيدروجين الأخضر، هذا الوقود النظيف الذي يُنتَج عبر استخدام مصادر متجددة للطاقة، يمثل بارقة أمل للعالم في سعيه نحو تقليل الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغير المناخي. وقد خطت سلطنة عُمان خطوات واثقة في هذا المجال، عبر مشاريع طموحة تستقطب الاستثمارات الدولية وتؤكد التزامها العميق بقضايا البيئة والتنمية المستدامة.

وفي موازاة هذا التقدم التقني والاقتصادي، تلعب عُمان دورًا لا يقل أهمية في الساحة السياسية الإقليمية والدولية، حيث تُعرف بدبلوماسيتها الهادئة ومبادراتها الفاعلة لنزع فتيل الأزمات. فقد كرّست السلطنة مكانتها كوسيط موثوق يسعى إلى مدّ جسور الحوار بين الفرقاء، ويعمل على تثبيت أسس السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.

إن الجمع بين الريادة في الطاقة النظيفة والنهج الدبلوماسي المتزن، يرسل من عُمان إلى العالم رسائل متعددة: رسائل سلام، ورسائل أمل، ورسائل تؤكد أن التنمية الحقيقية هي التي تجمع بين الحفاظ على البيئة وتحقيق التوازن السياسي. وهكذا، تكتب السلطنة فصولًا جديدة في سجل نهضةٍ متجددة، وهي تمضي بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة.

وحين نتأمل في التوجهات الاستراتيجية التي تتبناها سلطنة عُمان، سواء في سعيها نحو تصدير الهيدروجين الأخضر كمصدرٍ نظيف ومستدام للطاقة، أو في جهودها الحثيثة لإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة، يتجلى أمامنا خيط ناظم يجمع بين هذه المساعي المتنوعة، ألا وهو الإنسان.

فالرؤية العُمانية، بوعيها العميق ومسؤوليتها الأخلاقية، تنطلق من إدراكٍ بأن أمن الإنسان وسلامته، وحقه في العيش في بيئة نقية ومستقبل آمن، هو جوهر كل مشروع تنموي أو تحرك دبلوماسي. وهي بذلك تسعى إلى بناء عالمٍ يتصالح فيه الإنسان مع بيئته، وتزول فيه أسباب الصراع، لتسود روح التعاون والتكامل.

وفي مبادراتها البيئية، تضع السلطنة بصمتها في خريطة الطاقة النظيفة العالمية، لتؤكد أن حماية الكوكب مسؤولية جماعية تتطلب رغبة في التغيير واستشراف المستقبل. وفي مساعيها السياسية، تثبت أن الحوار هو السبيل الأجدر لحل النزاعات، وأن السلام ليس خيارًا هامشيًا، بل ركيزة للتنمية المستدامة.

هكذا تتكامل الأدوار وتتعاضد الجهود، في سبيل إنسانٍ يعيش بكرامة، على أرضٍ تحفظ حق الأجيال القادمة، تحت سماء يسودها السلام.

مقالات مشابهة

  • ميناء الإسكندرية يستقبل سفينة حاويات صديقة للبيئة
  • المغرب.. استقالات جماعية في شركة “ميرسك” بسبب إسرائيل
  • المغرب: استقالات جماعية في شركة (ميرسك) بسبب إسرائيل
  • رؤساء أرامكو.. عقول شكّلت ملامح أكبر شركة نفط بالعالم
  • رسائل السلام والهيدروجين الأخضر
  • اتخاذ الإجراءات القانونية حيال شركة سياحة تعمل دون ترخيص
  • ميناء الإسكندرية يستقبل أكبر سفينة حاويات في تاريخه بحمولة 155 ألف طن
  • بحمولة 155 ألف طن.. ميناء الإسكندرية يستقبل أكبر سفينة حاويات في تاريخه
  • شركة “ميرسك” تعترف بنقل قطع “أف 35” للعدو الصهيوني
  • بنكيران يطالب ملك المغرب بمنع رسو أي سفينة تدعم الاحتلال الإسرائيلي