وكالة الصحافة المستقلة:
2025-04-14@22:59:26 GMT

الخطأ الذهبي

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

مارس 22, 2024آخر تحديث: مارس 22, 2024

أمجد توفيق

 

نقطة واحدة .. يمكن أن تحوي نقيضين ..

نقطة واحـــــدة .. جــــد صغيرة يمكن أن تنفتح على اتجاهات غاية في التعقيد والتضاد والاختلاف ..

أليست أعلى نقطة يصلها طائر هي بالضبط نقطة انحداره ؟ وأعلى نقطة تصلها رصاصة أو قذيفـــة هي بالضبط نقطة سقوطها ؟

وأعلى نقطة شر هي بالضبط نقطة انتهائه وتنازله ؟

ألا يعني ذلك أن النقطة التي تحدد أعلى ارتفاع أو بعد أو عمق تحمل نقيضها ، ومبرر موتها أو انتهائها ؟

لم يكن ممكنا أن نفهم الحياة ونتحسس معناها لولا الموت .

.

فالموت أصبح بشكل ما تعريفا للحياة أو سببا لفهمها ، ودونه لا تصبح الحياة سوى خرافة أو وهم ..

ولم يكــــــــن ممكنا أن نفهم النهار لولا الليل ..

ولا الكــــرم لـــولا البخـــــــــــــــل ..

ولا الرجـــل لــــــولا المــــــــــرأة ..

ولا الشجاعة لولا الجبن ..

ولا الشاب لولا العجوز ..

 

ولا البارد لولا الحار ..

ولا الجمال لولا البشاعة ..

هي مترادفات يمكن لإحساس متوقد صادق أن ينير طياتها ، ويضيء مسالكها أملا في رؤية ليست مطعونة بعجــــز الحواس أو بغرور العقل ..

إننا نسرع .. نسرع كثيرا ، ولا نغفل في سرعتنا أن نتخلى عن فضائل السرعة ، لنحصد وجهها القبيح خالـيا من مساحيق التجميل ..

نسرع في تكوين القناعات ، وتوجيه الأحكام ..

ولا نمنح أنفسنا فرصة للتمتع بالجمال والإحساس به ، فالجمال يترنح ويسقط في مواجهة موج عجلتنا ..

وعندما لا نحصد عبر تاريخ من سرعة وعجلة غير اللهاث ، وألم الصدر ، ودوار الرأس ، يحق لنا أن نقترح على أنفسنا أولا أن نمضي في زمننا دون أن نسمح لبوصلة لا تلمس حركتها نبض قلوبنا ، بممارسة وصاية على حركتنا ..

الشجاعة كلمة ، والكلمة موقف ، والموقف إنسان ذو ذاكرة ، فلا يعقل أن يطالب حيوان أو طير أو شجرة بموقف لأنهم ليسوا بشرا أو أنهم لا يتذكرون ..

وإذا ما ارتبط الموقف بالإنسان ، فلا شيء يزينه أكثر من الصدق ، وعندها سيكون امتيازا عظيما أن يتمتع الموقف الإنساني بصدق حيوان أو طير أو شجرة ، ذلك أنــــــهم لا يعرفون غيره ـ غيـر الصدق ـ ويتمتعون بإعفاء مطلق عــن موجبات الحركة أو الثبات ..

إنها محاولة للفهم ، والفهم ليس قرارا يتخذ أو وعـدا يتم الالتزام به ، إنه استعدادات وقدرة ، فالإنسان قد يفاجئ نفسه بسلوك أو تصرف أو قول ، ويخفق في فهم المغزى أو الدوافع، فكيف له أن يحيط بحركة شخوص ، ويتغلغل في البحر السري للحياة دون أن يكون الرهان صعبا وشاقا، بل إنه أشبه ما يكون بالشروط التي تفرض على أبطال القصص القديمة للفوز بقلب الأميرة ، والتمتع بمفاتنها ..

والفهم يقود إلى اكتشاف خيط التعارض فيما هو متطابق ، ويكتشف مساحة التشابه أو التطابــــق فيما هـــــو متعارض ومتناقض ..

قد تكون في حالة مثل هذه مرشحا للغلط والخطأ ، لا بأس ، فعندما تخطئ فليكن الخطأ كبيرا وأصيلا وعميقا .. خطأ يشبه أخطاء أولئك الرجال العظام الذين توحدوا مع قدرهم ، وقرروا أن يمضوا في طريقهم دون إسناد أو محطات راحة ..

أما الأخطاء الصغيرة التافهة ، فلا يليق برجل ذي نفس كبيرة أن يرتكبها ، إنها حصة أولئك الذين يكملون المشهد ، ولا يتركون بصمة أو أثرا يميز دورهم أو فعلهم ..

إنه الفرق بين الخطأ الذهبي ، والأخطاء الترابية التي تنفضها هبة ريح ..

الخطأ الذهبي نقطة عليا ، ولأنه كذلك فهو ينفتح ( قياسا إلى الفهم الذي يمنحه التناقض ) على مساحة غير محسوبة من صحة واقعية أو مفترضة .. إنه يتضمن كسر حاجز الاعتياد ، وحاجز السكون ، وحاجز المنطق الذي يرعاه العقل المغرور ..

وقع كثيرون في أخطاء ترابية كثيرة ، تلك الأخطاء التي لا تشرف النفس العظيمة بل إنها تتضع بها ، وتقتل أية نقطة تألق فيها ، وآن لنا أن ننفض التراب ، ونبحث عن المعدن النفيس ، عن الروح المعتدة الممتلئة التي تخضب الخطأ الذهبي ..

وفي الطريق إليه ، لا بأس في الكثير من الاحتقار والبغض لكل ما يثقل الحركة ، ويقيد الانطلاق ، ويوهن الإرادة ..

 

إنه البحث عن تضحية أو معنى ..

فكما تبحث المعركة عن شهداء أو قتلى ..

وكما يبحث النهر عن مصب في بحر ..

وكما يبحث الحب عن عشاق ..

فإن السر يصرخ في الإنسان ، كما يصـرخ الظمأ في صحراء ملتهبة ..

إنه يطالب بالتضحية التي لا تعترف بالعزاء ، ولا تتعكـز على العجز ، ولا تنتظر شهودا لتنتزع الإعجـــــــــــــاب والاعتراف بالشجاعة ..

لقد ولى عصر البطولة ..

وسقط عصر الأبطال ..

وليس ثمة سوى صوت الإنسان الفرد يلاحق تلك الحرباء المتلونة المخادعة التي يسمونها الحقيقة.. يلاحقـها ، فيقع في خديعة إثر أخرى ، لكنه لا ييأس ، إنه ينتظر ملاحقتها إلى أعلى أو أبعد أو أعمق نقطة ، عندها سيكون لصوته قــدرة إرغامها على الاستسلام ..

أهو حلم ، أم محض خطأ ؟

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

نابولي يكتسح إمبولي بثلاثية نظيفة ويواصل الزحف نحو المربع الذهبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حقق فريق نابولي فوزًا مستحقًا بثلاثة أهداف دون رد على حساب ضيفه إمبولي، في المباراة التي جمعت بينهما مساء اليوم الإثنين، ضمن منافسات الجولة 32 من الدوري الإيطالي، على ملعب "دييغو أرماندو مارادونا".

وظهر نابولي بصورة مميزة منذ الدقائق الأولى، حيث افتتح التسجيل مبكرًا عبر لاعب الوسط الأسكتلندي سكوت ماكتومناي في الدقيقة 18 بعد تمريرة رائعة من المهاجم روميلو لوكاكو، الذي تألق بشكل لافت خلال اللقاء.

لوكاكو يضيف 

وفي الشوط الثاني، واصل أصحاب الأرض ضغطهم الهجومي، ليضيف لوكاكو الهدف الثاني في الدقيقة 56 من تمريرة مميزة من الظهير الأيسر ماثياس أوليفيرا، قبل أن يعود ماكتومناي مجددًا ويسجل الهدف الثالث الشخصي له والثاني في المباراة في الدقيقة 61، بعد جملة جماعية أنهاها لوكاكو بصناعة الهدف الثاني له.

ويُعد هذا الفوز دفعة معنوية قوية للمدرب ومجموعة اللاعبين، خاصة مع الأداء المميز الذي قدمه الفريق جماعيًا وفرديًا، وتألق بعض العناصر الجديدة مثل ماكتومناي الذي سجل هدفين، إلى جانب لوكاكو الذي صنع هدفين وسجل هدفًا.

ومن المنتظر أن يواصل نابولي مشواره في الجولات القادمة من الدوري على أمل تحسين مركزه وضمان تواجده ضمن المراكز المؤهلة أوروبيًا، بينما يحتاج إمبولي إلى تدارك الموقف سريعًا للهروب من شبح الهبوط.

مقالات مشابهة

  • نابولي يكتسح إمبولي بثلاثية نظيفة ويواصل الزحف نحو المربع الذهبي
  • وفاة الروائي ماريو يوسا آخر عمالقة الجيل الذهبي للأدب اللاتيني
  • روجينا: لولا أشرف زكي مكنش هيبقى فيه روجينا
  • شام الذهبي وزوجها مع ابنتهما في أول يوم حضانة ..صور
  • آل السيف يزفون فيصل للقفص الذهبي
  • احذر هذا الخطأ الكارثي.. برمجية خبيثة تسرق بياناتك وصورك على واتساب
  • عبد المحسن سلامة: «أسعى لعودة الصحافة إلى عصرها الذهبي.. والخدمات ستشمل الجميع»
  • الطب الشرعي يكشف مفاجأة في قضية الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة حفيدة رئيس الوزراء الأسبق
  • إطلاق سراح قاتل خطير “عن طريق الخطأ” يثير الذعر في الولايات المتحدة
  • 13 نيسان في يوبيله الذهبي: عُشّاق الحروب نحن... والاستقرار المستحيل!