وكالة الصحافة المستقلة:
2025-02-12@01:22:03 GMT

الخطأ الذهبي

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

مارس 22, 2024آخر تحديث: مارس 22, 2024

أمجد توفيق

 

نقطة واحدة .. يمكن أن تحوي نقيضين ..

نقطة واحـــــدة .. جــــد صغيرة يمكن أن تنفتح على اتجاهات غاية في التعقيد والتضاد والاختلاف ..

أليست أعلى نقطة يصلها طائر هي بالضبط نقطة انحداره ؟ وأعلى نقطة تصلها رصاصة أو قذيفـــة هي بالضبط نقطة سقوطها ؟

وأعلى نقطة شر هي بالضبط نقطة انتهائه وتنازله ؟

ألا يعني ذلك أن النقطة التي تحدد أعلى ارتفاع أو بعد أو عمق تحمل نقيضها ، ومبرر موتها أو انتهائها ؟

لم يكن ممكنا أن نفهم الحياة ونتحسس معناها لولا الموت .

.

فالموت أصبح بشكل ما تعريفا للحياة أو سببا لفهمها ، ودونه لا تصبح الحياة سوى خرافة أو وهم ..

ولم يكــــــــن ممكنا أن نفهم النهار لولا الليل ..

ولا الكــــرم لـــولا البخـــــــــــــــل ..

ولا الرجـــل لــــــولا المــــــــــرأة ..

ولا الشجاعة لولا الجبن ..

ولا الشاب لولا العجوز ..

 

ولا البارد لولا الحار ..

ولا الجمال لولا البشاعة ..

هي مترادفات يمكن لإحساس متوقد صادق أن ينير طياتها ، ويضيء مسالكها أملا في رؤية ليست مطعونة بعجــــز الحواس أو بغرور العقل ..

إننا نسرع .. نسرع كثيرا ، ولا نغفل في سرعتنا أن نتخلى عن فضائل السرعة ، لنحصد وجهها القبيح خالـيا من مساحيق التجميل ..

نسرع في تكوين القناعات ، وتوجيه الأحكام ..

ولا نمنح أنفسنا فرصة للتمتع بالجمال والإحساس به ، فالجمال يترنح ويسقط في مواجهة موج عجلتنا ..

وعندما لا نحصد عبر تاريخ من سرعة وعجلة غير اللهاث ، وألم الصدر ، ودوار الرأس ، يحق لنا أن نقترح على أنفسنا أولا أن نمضي في زمننا دون أن نسمح لبوصلة لا تلمس حركتها نبض قلوبنا ، بممارسة وصاية على حركتنا ..

الشجاعة كلمة ، والكلمة موقف ، والموقف إنسان ذو ذاكرة ، فلا يعقل أن يطالب حيوان أو طير أو شجرة بموقف لأنهم ليسوا بشرا أو أنهم لا يتذكرون ..

وإذا ما ارتبط الموقف بالإنسان ، فلا شيء يزينه أكثر من الصدق ، وعندها سيكون امتيازا عظيما أن يتمتع الموقف الإنساني بصدق حيوان أو طير أو شجرة ، ذلك أنــــــهم لا يعرفون غيره ـ غيـر الصدق ـ ويتمتعون بإعفاء مطلق عــن موجبات الحركة أو الثبات ..

إنها محاولة للفهم ، والفهم ليس قرارا يتخذ أو وعـدا يتم الالتزام به ، إنه استعدادات وقدرة ، فالإنسان قد يفاجئ نفسه بسلوك أو تصرف أو قول ، ويخفق في فهم المغزى أو الدوافع، فكيف له أن يحيط بحركة شخوص ، ويتغلغل في البحر السري للحياة دون أن يكون الرهان صعبا وشاقا، بل إنه أشبه ما يكون بالشروط التي تفرض على أبطال القصص القديمة للفوز بقلب الأميرة ، والتمتع بمفاتنها ..

والفهم يقود إلى اكتشاف خيط التعارض فيما هو متطابق ، ويكتشف مساحة التشابه أو التطابــــق فيما هـــــو متعارض ومتناقض ..

قد تكون في حالة مثل هذه مرشحا للغلط والخطأ ، لا بأس ، فعندما تخطئ فليكن الخطأ كبيرا وأصيلا وعميقا .. خطأ يشبه أخطاء أولئك الرجال العظام الذين توحدوا مع قدرهم ، وقرروا أن يمضوا في طريقهم دون إسناد أو محطات راحة ..

أما الأخطاء الصغيرة التافهة ، فلا يليق برجل ذي نفس كبيرة أن يرتكبها ، إنها حصة أولئك الذين يكملون المشهد ، ولا يتركون بصمة أو أثرا يميز دورهم أو فعلهم ..

إنه الفرق بين الخطأ الذهبي ، والأخطاء الترابية التي تنفضها هبة ريح ..

الخطأ الذهبي نقطة عليا ، ولأنه كذلك فهو ينفتح ( قياسا إلى الفهم الذي يمنحه التناقض ) على مساحة غير محسوبة من صحة واقعية أو مفترضة .. إنه يتضمن كسر حاجز الاعتياد ، وحاجز السكون ، وحاجز المنطق الذي يرعاه العقل المغرور ..

وقع كثيرون في أخطاء ترابية كثيرة ، تلك الأخطاء التي لا تشرف النفس العظيمة بل إنها تتضع بها ، وتقتل أية نقطة تألق فيها ، وآن لنا أن ننفض التراب ، ونبحث عن المعدن النفيس ، عن الروح المعتدة الممتلئة التي تخضب الخطأ الذهبي ..

وفي الطريق إليه ، لا بأس في الكثير من الاحتقار والبغض لكل ما يثقل الحركة ، ويقيد الانطلاق ، ويوهن الإرادة ..

 

إنه البحث عن تضحية أو معنى ..

فكما تبحث المعركة عن شهداء أو قتلى ..

وكما يبحث النهر عن مصب في بحر ..

وكما يبحث الحب عن عشاق ..

فإن السر يصرخ في الإنسان ، كما يصـرخ الظمأ في صحراء ملتهبة ..

إنه يطالب بالتضحية التي لا تعترف بالعزاء ، ولا تتعكـز على العجز ، ولا تنتظر شهودا لتنتزع الإعجـــــــــــــاب والاعتراف بالشجاعة ..

لقد ولى عصر البطولة ..

وسقط عصر الأبطال ..

وليس ثمة سوى صوت الإنسان الفرد يلاحق تلك الحرباء المتلونة المخادعة التي يسمونها الحقيقة.. يلاحقـها ، فيقع في خديعة إثر أخرى ، لكنه لا ييأس ، إنه ينتظر ملاحقتها إلى أعلى أو أبعد أو أعمق نقطة ، عندها سيكون لصوته قــدرة إرغامها على الاستسلام ..

أهو حلم ، أم محض خطأ ؟

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يبحث مع رئيس المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي فرص الاستثمار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، المهندس محمد عبادى رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي والوفد المرافق له، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، وتم عقد اجتماعا بحضور الدكتور احمد مهينة وكيل أول الوزارة للتخطيط الاستراتيجي، لبحث سبل التعاون وكيفية توفير التغذية الكهربائية اللازمة لخطة التنمية واستغلال الموارد الطبيعية التى تتميز بها المنطقة في ضوء المستهدفات القومية الخاصة بالمثلث، وكذلك الفرص الاستثمارية المتاحة وإمكانية إقامة مشروعات صناعية بمنطقة المثلث الذهبي والموقف الحالي لخطة التنمية في المرحلة الاولى للمنطقة الصناعية بسفاجا والقدرات الكهربائية التي تحتاجها.

أكد وزير الكهرباء، أهمية منطقة المثلث الذهبي فى ضوء اهتمام الدولة بتحفيز وتشجيع الاستثمار وتعظيم العائد من الموارد الطبيعية والتوجه نحو إقامة الصناعات التحويلية لتوفير احتياجات السوق المحلية والتصدير، مشيرا إلى خطة التنمية الشاملة التي يتم تنفيذها في جنوب مصر وإمكانية إقامة الصناعات الخاصة بالمهمات الكهربائية اللازمة لمشروعات الطاقة المتجددة فى المنطقة الصناعية الأولى بسفاجا، موجهًا ببدء الدراسات اللازمة لتوفير 28 ميجاوات للمرحلة الأولى بالمنطقة الصناعية الأولى.

وقال “عصمت” إن "المثلث الذهبي" لديه كافة المقومات كمنطقة اقتصادية واعدة خاصة في مجال التعدين لاحتوائها على ثروات تعدينية قادرة على تحقيق قيمة مضافة عالية للاقتصاد عبر إقامة صناعات تعتمد على تلك الخامات، لاسيما في ظل الاستثمارات الضخمة لتطوير ميناء سفاجا والذى يوفر سهولة نقل الخامات التعدينية من مواقع الاستخراج إلى السوق الخارجية، وأن الهيئة تم إنشاؤها طبقا لقوانين المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة وحوافز الاستثمار الأخرى التي أقرتها الدولة، الأمر الذى يشجع على إقامة بعض صناعات المهمات الكهربائية بها.

من جانبه، أوضح المهندس محمد عبادى رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، أن قرار إنشاء المنطقة جاء بهدف تحقيق تنمية شاملة عبر إقامة مجموعة متنوعة من الأنشطة، إذ تتميز المنطقة الواقعة بين محور سفاجا – قنا شمالا ومحور القصير - قفط جنوبا بالعديد من الثروات التعدينية ومساحات الأراضي الصالحة لكافة الاستخدامات والأنشطة الاستثمارية في ظل الموقع الجغرافي الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن المثلث الذهبي يستهدف تحسين استخدام الموارد التعدينية ورفع قيمتها المضافة وتنمية الأنشطة السياحية وقطاعات الزراعة و الاستصلاح في الشريط الصحراوي الشرقي من محافظات الصعيد.

مقالات مشابهة

  • من وحي مسلسل عقبال عندكم.. قواعد تأهيل العرسان لدخول القفص الذهبي
  • وزير الكهرباء يبحث مع رئيس المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي فرص الاستثمار
  • عصام صاصا على الأسفلت خلال ساعات بعد انتهاء فترة حبسه رسميا
  • تاجيل محاكمة المتهمة بقتل طفله لسرقة قرطها الذهبي بالفيوم
  • بورصة مينا البصل.. كنز معماري يحكي التاريخ الذهبي لتجارة القطن في مصر
  • عشاق فيلم تيتانيك يكتشفون خطأ في الفيلم بعد مرور 28 عاما على عرضه
  • بعد دفع دية القتل الخطأ.. عبد العزيز مخيون يتصدر التريند
  • غنتوت يكسب «الإمارات» بـ«الهدف الذهبي» في كأس البولو
  • نزوى وأهلي سداب يتأهلان للمربع الذهبي بدرع الوزارة للسلة
  • شرطة دبي تُعيد حقيبة لمسافر مصري تحوي 7000 دولار خلال نصف ساعة