وكالة الصحافة المستقلة:
2025-03-21@01:43:57 GMT

الخطأ الذهبي

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

مارس 22, 2024آخر تحديث: مارس 22, 2024

أمجد توفيق

 

نقطة واحدة .. يمكن أن تحوي نقيضين ..

نقطة واحـــــدة .. جــــد صغيرة يمكن أن تنفتح على اتجاهات غاية في التعقيد والتضاد والاختلاف ..

أليست أعلى نقطة يصلها طائر هي بالضبط نقطة انحداره ؟ وأعلى نقطة تصلها رصاصة أو قذيفـــة هي بالضبط نقطة سقوطها ؟

وأعلى نقطة شر هي بالضبط نقطة انتهائه وتنازله ؟

ألا يعني ذلك أن النقطة التي تحدد أعلى ارتفاع أو بعد أو عمق تحمل نقيضها ، ومبرر موتها أو انتهائها ؟

لم يكن ممكنا أن نفهم الحياة ونتحسس معناها لولا الموت .

.

فالموت أصبح بشكل ما تعريفا للحياة أو سببا لفهمها ، ودونه لا تصبح الحياة سوى خرافة أو وهم ..

ولم يكــــــــن ممكنا أن نفهم النهار لولا الليل ..

ولا الكــــرم لـــولا البخـــــــــــــــل ..

ولا الرجـــل لــــــولا المــــــــــرأة ..

ولا الشجاعة لولا الجبن ..

ولا الشاب لولا العجوز ..

 

ولا البارد لولا الحار ..

ولا الجمال لولا البشاعة ..

هي مترادفات يمكن لإحساس متوقد صادق أن ينير طياتها ، ويضيء مسالكها أملا في رؤية ليست مطعونة بعجــــز الحواس أو بغرور العقل ..

إننا نسرع .. نسرع كثيرا ، ولا نغفل في سرعتنا أن نتخلى عن فضائل السرعة ، لنحصد وجهها القبيح خالـيا من مساحيق التجميل ..

نسرع في تكوين القناعات ، وتوجيه الأحكام ..

ولا نمنح أنفسنا فرصة للتمتع بالجمال والإحساس به ، فالجمال يترنح ويسقط في مواجهة موج عجلتنا ..

وعندما لا نحصد عبر تاريخ من سرعة وعجلة غير اللهاث ، وألم الصدر ، ودوار الرأس ، يحق لنا أن نقترح على أنفسنا أولا أن نمضي في زمننا دون أن نسمح لبوصلة لا تلمس حركتها نبض قلوبنا ، بممارسة وصاية على حركتنا ..

الشجاعة كلمة ، والكلمة موقف ، والموقف إنسان ذو ذاكرة ، فلا يعقل أن يطالب حيوان أو طير أو شجرة بموقف لأنهم ليسوا بشرا أو أنهم لا يتذكرون ..

وإذا ما ارتبط الموقف بالإنسان ، فلا شيء يزينه أكثر من الصدق ، وعندها سيكون امتيازا عظيما أن يتمتع الموقف الإنساني بصدق حيوان أو طير أو شجرة ، ذلك أنــــــهم لا يعرفون غيره ـ غيـر الصدق ـ ويتمتعون بإعفاء مطلق عــن موجبات الحركة أو الثبات ..

إنها محاولة للفهم ، والفهم ليس قرارا يتخذ أو وعـدا يتم الالتزام به ، إنه استعدادات وقدرة ، فالإنسان قد يفاجئ نفسه بسلوك أو تصرف أو قول ، ويخفق في فهم المغزى أو الدوافع، فكيف له أن يحيط بحركة شخوص ، ويتغلغل في البحر السري للحياة دون أن يكون الرهان صعبا وشاقا، بل إنه أشبه ما يكون بالشروط التي تفرض على أبطال القصص القديمة للفوز بقلب الأميرة ، والتمتع بمفاتنها ..

والفهم يقود إلى اكتشاف خيط التعارض فيما هو متطابق ، ويكتشف مساحة التشابه أو التطابــــق فيما هـــــو متعارض ومتناقض ..

قد تكون في حالة مثل هذه مرشحا للغلط والخطأ ، لا بأس ، فعندما تخطئ فليكن الخطأ كبيرا وأصيلا وعميقا .. خطأ يشبه أخطاء أولئك الرجال العظام الذين توحدوا مع قدرهم ، وقرروا أن يمضوا في طريقهم دون إسناد أو محطات راحة ..

أما الأخطاء الصغيرة التافهة ، فلا يليق برجل ذي نفس كبيرة أن يرتكبها ، إنها حصة أولئك الذين يكملون المشهد ، ولا يتركون بصمة أو أثرا يميز دورهم أو فعلهم ..

إنه الفرق بين الخطأ الذهبي ، والأخطاء الترابية التي تنفضها هبة ريح ..

الخطأ الذهبي نقطة عليا ، ولأنه كذلك فهو ينفتح ( قياسا إلى الفهم الذي يمنحه التناقض ) على مساحة غير محسوبة من صحة واقعية أو مفترضة .. إنه يتضمن كسر حاجز الاعتياد ، وحاجز السكون ، وحاجز المنطق الذي يرعاه العقل المغرور ..

وقع كثيرون في أخطاء ترابية كثيرة ، تلك الأخطاء التي لا تشرف النفس العظيمة بل إنها تتضع بها ، وتقتل أية نقطة تألق فيها ، وآن لنا أن ننفض التراب ، ونبحث عن المعدن النفيس ، عن الروح المعتدة الممتلئة التي تخضب الخطأ الذهبي ..

وفي الطريق إليه ، لا بأس في الكثير من الاحتقار والبغض لكل ما يثقل الحركة ، ويقيد الانطلاق ، ويوهن الإرادة ..

 

إنه البحث عن تضحية أو معنى ..

فكما تبحث المعركة عن شهداء أو قتلى ..

وكما يبحث النهر عن مصب في بحر ..

وكما يبحث الحب عن عشاق ..

فإن السر يصرخ في الإنسان ، كما يصـرخ الظمأ في صحراء ملتهبة ..

إنه يطالب بالتضحية التي لا تعترف بالعزاء ، ولا تتعكـز على العجز ، ولا تنتظر شهودا لتنتزع الإعجـــــــــــــاب والاعتراف بالشجاعة ..

لقد ولى عصر البطولة ..

وسقط عصر الأبطال ..

وليس ثمة سوى صوت الإنسان الفرد يلاحق تلك الحرباء المتلونة المخادعة التي يسمونها الحقيقة.. يلاحقـها ، فيقع في خديعة إثر أخرى ، لكنه لا ييأس ، إنه ينتظر ملاحقتها إلى أعلى أو أبعد أو أعمق نقطة ، عندها سيكون لصوته قــدرة إرغامها على الاستسلام ..

أهو حلم ، أم محض خطأ ؟

مرتبط

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

حسام حسن يسعى لتكرار تاريخه الذهبي مع "الفراعنة"

 تتعلق آمال الجماهير المصرية على الهداف التاريخي للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم ومدربه الحالي حسام حسن الذي اعتاد التألق داخل منطقة الجزاء سواء محلياً أو قارياً، لكن هذه المرة سيتطلع لتكرار نجاحه الباهر من المنطقة الفنية عندما يسعى لقيادة محمد صلاح ورفاقه للقب أفريقي جديد يعتقد المدرب أنه حان الوقت لكي يتوج به هداف ليفربول.

وسيعود لكأس الأمم الأفريقية، التي فاز بلقبها ثلاثة مرات كلاعب، لكن هذه المرة كمدرب للفريق الملقب بـ"الفراعنة" من أجل حصد اللقب لأول مرة منذ 2010.
وبلغت مصر نهائي البطولة مرتين في آخر أربع نسخ لكنها خسرت أمام الكاميرون عام 2017 وأمام السنغال في فبراير شباط 2022.
وقال المدرب حسن "حان الوقت أن يرفع صلاح كأس أفريقيا وهو يستحق ذلك. المنافسة صعبة مع المنتخبات الأخرى لكن منتخب مصر قادر على التتويج بها.
"إنه لاعب كبير ويستحق مكانته الحالية. وجوده معنا أمر رائع.. الجميع في المنتخب وعلى رأسهم صلاح يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري الذي يعول على النجوم الموجودين للظفر باللقب والتأهل لكأس العالم".
وتولى حسن (58 عاماً) تدريب مصر في فبراير (شباط) 2024، خلفاً للبرتغالي روي فيتوريا فور الخروج من دور الستة عشر لكأس الأمم الأفريقية.
ومنذ ذلك الحين نجح في قيادة مصر لبلوغ البطولة القارية التي ستقام في المغرب بنهاية العام الحالي وساهم في صدارة المجموعة الأولى للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 برصيد عشر نقاط.
ومر 15 عاماً على التتويج الأخير للمنتخب باللقب، ويأمل حسن في تكرار ما فعله عام 1998 كلاعب عندما سجل سبعة أهداف ليقود مصر للفوز بالبطولة بعد غياب دام 12 عاماً، خاصة أنه كان العامل المشترك في نسختي 1986 و1998.
وقال المهاجم السابق "نبذل قصارى جهدنا لتحقيق البطولة مجدداً بعد فترة من الغياب. البطولات التي حققتها كلاعب أقل شيء أقدمه لمنتخب بلادي مع كوكبة مميزة من اللاعبين الكبار وقتها.
"نجحنا كجهاز فني في التأهل لبطولة 2025 بعدما تصدرنا مجموعتنا وفزنا في أربع مباريات وتعادلنا في مباراتين شهدتا الاعتماد على وجوده جديدة لإعدادهم للمرحلة المقبلة.
"أتمنى التتويج بالبطولة لإسعاد الشعب المصري والعودة لمنصات التتويج، وطبعا لأتوج بها كمدرب وأواصل كتابة التاريخ مع المنتخب وهذا أقل ما نقدمه لبلادنا".
وتبدو تشكيلة مصر المحتملة في كأس أفريقيا المقبلة مثالية، بوجود القائد صلاح إلى جانب عمر مرموش المنتقل حديثا إلى مانشستر سيتي إضافة لثنائي الدوري الفرنسي محمد عبد المنعم مدافع نيس ومصطفى محمد مهاجم نانت.

* خبرة صلاح ومرموش
كان العامل الأساسي لتحقيق ثلاثية كأس الأمم 2006 و2008 و2010 الاعتماد على لاعبين من الدوري المحلي، ويعي حسن ذلك جيدا، إذ كان قائداً للمنتخب خلال فوزه بأول كأس ضمن هذه الثلاثية.
لكن في 2025 ستدخل مصر البطولة وهي لديها تشكيلة قوية من المحترفين في أوروبا بقيادة صلاح ومرموش.
ووجود الثنائي في الفريقين اللذين سيطرا على الدوري الإنجليزي الممتاز سيجعل الجماهير تطالبهما بالعودة من المغرب بكأس البطولة، ما يضع عليهما مزيدا من الضغط لكن حسن يثق في قدرتهما على التعامل مع الأمر.
وقال "وجود صلاح ومرموش في أكبر أندية العالم وظهورهما بأداء مميز أمر رائع ويمنح المنتخب قوة أكبر. بالطبع سيواجهان صعوبة كبيرة في أمم أفريقيا بسبب الضغط الذي سيقع عليهما لكنهما أصبحا أكثر خبرة في التعامل مع هذه الضغوط.
"مرموش لاعب مميز وانتقاله لسيتي خطوة رائعة. بذل مجهودا كبيرا خلال مسيرته في أوروبا استحق عليه الانتقال لفريق من أكبر أندية العالم. أثق في نجاحه خلال الفترة المقبلة، لقد سجل ثلاثية أمام نيوكاسل يونايتد ما منحه ثقة أكبر".
ويقدم صلاح أداءً مذهلاً مع ليفربول وسجل 27 هدفاً وقدم 17 تمريرة حاسمة في الدوري الإنجليزي ليكون أكثر من ساهم في أهداف بالبطولات الخمس المحلية الكبرى في أوروبا هذا الموسم. ويليه مرموش الذي ساهم في 28 هدفا، إذ سجل 15 هدفاً في 17 مباراة بالدوري الألماني مع إينتراخت فرانكفورت قبل الانضمام لسيتي في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ولا يخشى مدرب الأردن السابق من تأثر صلاح بعدم تمديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي مع ليفربول.
وقال "سأكون أول المساندين والداعمين لأي خطوة سيتخذها صلاح. أعلم أن الأمر ليس سهلاً لكنه لاعب كبير وسيجيد التصرف في هذا الموقف وأتمنى له التوفيق في أي مكان فهو خير سفير لمصر".

* "مصلحة المنتخب"
يمتلك حسن تاريخياً فريداً مع المنتخب فهو الهداف التاريخي برصيد 68 هدفا كما سجل هدف التأهل لكأس العالم 1990 وذلك في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989 أمام الجزائر، إلى جانب الفوز بكأس الأمم أعوام 1986 و1998 و2006.
واقترب المنتخب من التأهل لكأس العالم 2026، إذ يبتعد بصدارة المجموعة بفارق أربع نقاط عن غينيا بيساو قبل ست مباريات من نهاية التصفيات. وسيواجه إثيوبيا وسيراليون الأسبوع المقبل من أجل الاقتراب خطوة لبلوغ البطولة التي ستقام في أمريكا الشمالية.
وبسؤاله عن إنجازه المفضل بين تسجيل هدف التأهل في شباك الجزائر أو قيادة المنتخب لكأس العالم 2026، أجاب ضاحكاً "سؤال صعب، لكن الفرحة واحدة لأن النتيجة هي رفع اسم مصر عالياً وهذا الأهم بالنسبة لي".
وأضاف "فرحة تسجيل هدف الصعود لكأس العالم 1990 كانت بعد غياب 56 عاما، أما الفرحة الآن فستكون كمدرب. لكن لطالما كانت الرغبة هي الوجود في البطولة الأهم والأقوى لكرة القدم".
وبنهاية رحلة الوصول لكأس العالم، قد يصبح صلاح الهداف التاريخي للمنتخب إذ أحرز نجم ليفربول 57 هدفاً دولياً ويحتاج لتسجيل 12 هدفاً لتحطيم رقم مدربه.
وقال "أتمنى (لصلاح) التوفيق لأن هذا يُصب في مصلحة المنتخب. أتمنى أن يحقق أكثر من ذلك هو وغيره من اللاعبين. أتمنى أن يكون أفضل هداف للمنتخبات لاعب مصري فنحن نستحق ذلك.. هذا شيء يسعدني".
ورفض حسن الاختيار بين الفوز بكأس الأمم أو التأهل لكأس العالم، ساعيا لتكرر ما فعله مع المنتخب كلاعب.
وقال "الهدفان مهمان للغاية. الفوز بكأس أفريقيا بعد غياب أمر رائع للمنتخب وللاعبين، خاصة لهذا الجيل المميز الرائع الذي يستحق ذلك.
"أيضا بلوغ كأس العالم والوصول لأدوار متقدمة سيكون أكثر روعة وسيوثق أداء هذا الجيل والجهاز الفني وبالطبع إسعاد الجماهير المصري التي تستحق الكثير".

* إنجاز نادر
يستهدف مهاجم الأهلي والزمالك السابق الدفع بالوجوه الشابة لتنضج إلى جوار عناصر الخبرة للحصول على تشكيلة مثالية في الفترة المقبلة.
وقال "لدينا مجموعة من اللاعبين الكبار، ولابد من المزج بين الخبرة والشباب وهو ما نجحنا فيه خلال الفترة الماضية عندما أتيحت لنا الفرصة بعد حسم التأهل لبطولة أفريقيا.
"أمام الرأس الأخضر وبوتسوانا دفعنا بوجوه شابة وظهروا بأداء جيد وأقول دائماً إن باب المنتخب مفتوح لجميع اللاعبين المجتهدين والمميزين".
ويطمح حسن في الفوز باللقب حتى يكون ثاني مصري يحصد اللقب لاعبا ومدربا بعد محمود الجوهري، الذي يعتبره "والده الروحي".
وقال "(الجوهري) كان مدرباً وأباً يجيد التعامل مع الجميع، وله أفضال كثيرة عليّ في مسيرتي وعلى العديد من أبناء جيلي، وشرف لي السير على خطاه في تحقيق البطولات".
لكنه يدرك جيداً صعوبة المهمة لأن "الكرة الأفريقية تطورت للأفضل والمستويات أصبحت متقاربة".
واستشهد بما حدث في كأس الأمم السابقة قائلاً "نشاهد منتخبات صغيرة تتطور، النتائج والمفاجآت التي شهدتها البطولة السابقة دليل على ذلك، إذ غادرت منتخبات كبرى من دور المجموعات مثل الجزائر".

مقالات مشابهة

  • جسيم وعادي.. عقوبات الخطأ الطبي أمام البرلمان الأسبوع المقبل.. تفاصيل
  • ضوابط جديدة للتدخل الجراحي أمام البرلمان.. تفاصيل
  • ننشر أبرز ما جاء بمشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض
  • حسام حسن يسعى لتكرار تاريخه الذهبي مع "الفراعنة"
  • دون ليبرون جيمس.. ليكرز يحقق انتصاره الثالث توالياً
  • نصر عبده: لولا انتصار أكتوبر ما عادت طابا .. والإحتلال الإسرائيلي لا يعترف إلا بالقوة
  • الحد الأدنى للأجور: ما هي الدول الأوروبية التي شهدت أعلى الزيادات؟
  • المؤشر نيكي الياباني يغلق عند أعلى مستوى في نحو 3 أسابيع
  • واقعة اعتداء في مدرسة بشفرة حلاقة يتحول لقضية.. إيه اللي حصل بالضبط؟
  • دقيقة حداد على لاعب لا يزال على قيد الحياة في الدوري البلغاري.. فيديو