خطيب الجامع الأزهر يطالب أمة الإسلام ألا تترك عزها ومجدها
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
قال خطيب الجامع الأزهر الأستاذ الدكتور عبدالفتاح العوارى، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن نعمة نزول القرآن في رمضان جعلت هذا الشهر ينال منزلة كبري عند الله عزّ وجلَّ حتي سجل الله اسمه في كتابه وصار اسمه قرآناً يتلي إلي يوم القيامة ويُتعبد به، مؤكدا أن هذا شرف ما بعده شرف خص الله به أمة رمضان لأن أمة رمضان هي أمة القرآن، وبين القرآن ورمضان علاقة وطيدة لانفصام لها، أمة استحقت هذا الشرف حري بها أن تحرص علي بقائه وأن تبتعد عن عوامل ضياعه، وأن تعمل جاهدة علي بقاء عزها وشرفها وكرامتها واستقلالها كلما استمسكت به، وأن تؤمن بأنه العروة الوثقي، حبل الله المتين الذي هو سبب لكل خير.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بالجامع الأزهر دار موضوعها حول "رمضان شهر القرآن".
وبين فضيلته ان الله تعالى قد ذكَّر الله نبيه ﷺ بهذه النعمة فقال له: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾. شرف للرسول، وعز وفخر لقومه سواء أكانوا أمة الدعوة، أي البشرية جمعاء، أم أمة الإجابة، الذين اتبعوا محمداً، فهو شرف للجميع وسوف يُسألون عن هذا الشرف وهذا الذكر، حفظوه أم ضيعوه، ويقول في موضع آخر: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾. فيه شرف الأمة وعزها وسعادتها، وبقاؤها وامتداد حياتها، به الحياة الطيبة في الدنيا والفوز بالنعيم المقيم في الآخرة. فعليهم أن يعقلوا الأمر لأنها أمة أكرمها الله بالقرآن ليكون نبراساً وهديً للعالمين،
وأضاف خطيب الجامع الأزهر أن هناك ارتباط وثيق بين شهر الصيام الذي يحقق الله به التقوي لمن صامه حق صيامه وبين االقرآن ذالكم الكتاب الذي أنزله رب العالمين ليهتدي به كل تقي. قال تعالي: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾، وفي رمضان وفي الصيام يقول تعالي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، مشددا على ضرورة التأمل في هذا الربط، وأن نعمل جاهدين علي ألا نفرط في كتاب ربنا قراءة وتدبراً، ووقوفاً علي حدوده حتي ننال منزلة عند الله، ويتحقق لنا كل خير فنأمن أعدائنا، وتسلم لنا دنيانا، ونفوز بالنعيم المقيم في أُخرانا. فالقرآن يهدي التي هي أقوم قال تعالي: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾
وأوضح فضيلته أنه حري بأمة هذا قدرها وتلك منزلتها عند من اختارها وشرفها بهذا الشرف أن تكون علي مستوي المسئولية مع أنفسها ومع الناس ومع ربها لأنها ستعود إليه، وسوف يسألهم هل أقاموا حدود القرآن كما أقاموا حروفه؟ هل تخلقوا بأخلاقه؟ هل تجملوا وتزينوا بأدبه؟ هل طبقوا تشريعاته وأحكامه؟ فعليهم أن يتدبروه ويقرأوه لينالوا أعلي الدرجات. قال ﷺ: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ). فلا يمكن لأحد حصر الأجر ولا إحصاء الدرجات، ومن هنا يقال لقاريء القرآن يوم القيامة: إقرأ وارتقي ورتل، يرتقي في الدرجات، كلما ازداد في القراءة، علت درجته وسمت مرتبته. (عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله ﷺ قال: يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها).
القرآن شفيع يوم القيامة
وأكد الدكتور العواري أن في ذلك العطاء الذي ما له من نفاد، بل إن القرآن الذي نزل في شهر القرآن سيكون لك شفيعاً يوم القيامة كما أخبرنا بذلك سيد البشر الذي يقول في الحديث: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أى رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعنى فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعنى فيه، فيشفعان). تُقبل شفاعتهما فيمن يحافظ علي الصيام والقرآن. فكونوا أهلاً للصيام والقرآن، استمسكوا بكتاب ربكم، وتأملوا قول نبيكم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي).
طالب فضيلته أمة الإسلام بألا تترك عزها ومجدها، وألا تفرط فيه، فإن فرطت خانت وإن خانت استحقت أن يكتب الله عليها الذلة والمسكنة، والهوان والفقر والشر وغير ذلك بسبب تفريطها فيما خصها الله به
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر رمضان القرآن علاقة وطيدة یوم القیامة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز قراءة الفاتحة في السجود أو الركوع؟.. الإفتاء توضح
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن قراءة سورة الفاتحة أثناء الركوع أو السجود يتوقف على نية القارئ.
فإن كانت النية هي تلاوة القرآن، فإن ذلك يُكره، استنادًا لحديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "ألا وإني نُهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم".
وأضافت الدار، في ردها على سؤال حول حكم قراءة الفاتحة في الركوع أو السجود بقصد الدعاء، أن قراءة الفاتحة بهذه النية لا تُكره، لأنها حينها تُعد من باب الدعاء والثناء على الله، وليس تلاوة للقرآن.
وقد أوردت الدار ما جاء في كتاب "تحفة المحتاج في شرح المنهاج" للإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي: "تُكره القراءة في غير القيام للنهي عنها"، كما علّق العلامة الشرواني على ذلك بقوله: "الزركشي ذكر أن الكراهة تكون فقط إذا قصد بها القارئ القرآن، أما إذا قصد الدعاء والثناء فحكمها كمن قنت بآية من القرآن، فلا تكون مكروهة".
ويتضح من ذلك أن النية هي الفيصل في الحكم، فإذا كانت القراءة بقصد الدعاء، فلا كراهة فيها، أما إن كانت بنية تلاوة القرآن، فتُعد مكروهة في الركوع والسجود.
دعاء الركوع مأثور عن النبي
قالت دار الإفتاء إن الدعاء في الركوع مستحب، فعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" أخرجه البخاري في صحيحه.
وأوضحت الإفتاء فى فتوى لها، أن الخطيب الشربيني ذكر في كتابه "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 366): «وَيُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ فِي الرُّكُوعِ؛ لِأَنَّهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي».