سودانايل:
2025-03-04@12:47:14 GMT

التحديات البيئية والصحية في ظل الحرب السودانية

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

أمجد شرف الدين المكي

يشكل الصراع الحالي بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني أحد العناصر المحورية السياسية الهامة في القارة الإفريقية. حيث يمزق النزاع أوصال البلاد، مخلفًا وراءه دمارًا واسع النطاق ليس فقط في البنية التحتية، ولكن أيضًا في النسيج الاجتماعي والبيئي للسودان. هذا الصراع العنيف ينذر بتداعيات ممتدة على المجتمع والبيئة، حيث يؤدي إلى تفاقم مشكلات مثل إزالة الغابات، تدهور جودة المياه، وفقدان التنوع البيولوجي، مما يضع ضغوطًا إضافية على الموارد الطبيعية والبشرية الهشة في البلاد.


وقد تناول بعض الباحثين والكتاب مؤخراً، عن الأخطار البيئية التي بدأت في الظهور. واحدة من النتائج المأساوية لهذا الصراع، والتي بدأت تأخذ نطاقاً واسعاً في النقاش، هي الجثث المنتشرة في الشوارع، التي تتحلل تحت أشعة الشمس الحارقة، مشكلةً مشاهد مروعة تشهدها المناطق الحضرية والريفية على حد سواء. وتساهم هذه الواقعة في تفشي الأمراض، وتؤدي إلى ظواهر بيئية وصحية خطيرة، مثل انتشار الكلاب الضالة التي تنهش هذه الجثث، مما يزيد من خطر انتقال الأمراض البكتيرية والفيروسية إلى البشر. بالإضافة إلى ذلك، فإن دفن الجثث بطرق عشوائية، بما في ذلك داخل المنازل، وفي الأماكن العامة، يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، ما ينذر بأزمة بيئية قد تتفاقم مع مرور الوقت.
تتعدد الآثار البيئية السلبية الناجمة عن هذه الممارسات، حيث تترك بصماتها على حياة الناس اليومية وقد تستمر لسنوات طويلة حتى بعد انتهاء النزاع. التلوث الناتج عن تحلل الجثث والدفن غير اللائق يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشكلات الصحة العامة ويعيق جهود إعادة الإعمار والتعافي في مرحلة ما بعد الحرب. لذا، تصبح الحاجة ملحة للتعامل مع هذه القضايا بشكل علمي فوري وفعال، لتجنب تدهور الوضع البيئي والصحي ولضمان سرعة استعادة الاستقرار والتنمية المستدامة في البلاد.
يعكس النزاع الجاري في السودان، المتمثل في الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ليس فقط خلافات في السلطة والسياسة، بل إمتد ليضيف بُعداً جديداً للمشاكل البيئية والاقتصادية الموجودة من قبل. فقبل الصراع، كانت البيئة بالفعل في حالة سيئة، والآن تجد الموارد الطبيعية، وخاصة الماء والتربة، نفسها تحت ضغط هائل نتيجة للأضرار الجسيمة التي لحقت بها من جراء الحرب.
فتأثر مصادر المياه، والتي كانت تعاني أساسًا من المشاكل مثل التلوث، وعدم وجود البنية الصحية والرقابية، والاستهلاك المفرط، بانخفاض كبير في الجودة والكمية. هذا التدهور ذات تأثيرات مباشرة على الزراعة والأمن الغذائي، خصوصاً مع تعطيل البنية التحتية المائية خلال الحرب، مما جعل الحصول على المياه الصالحة للشرب أصعب بكثير للعديد من السكان.
على الصعيد الاقتصادي، أثرت هذه الحرب اللعينة بشكل كبير على العمود الفقري للاقتصاد السوداني، الزراعة. ونتج عن التدمير الواسع النطاق للأراضي الزراعية وتشريد السكان تراجع حاد في الإنتاج الزراعي، الأمر الذي أضعف الاقتصاد الوطني وفاقم من مشكلات الفقر والجوع.
أما البنية التحتية، التي كانت تواجه بالأساس تحديات بسبب الإهمال والعيوب قبل الحرب، فقد تعرضت لتخريب شامل. فتدمير الطرق، والجسور والمرافق الصحية، وشبكات الطاقة، أدي الي عرقلة وبشكل كبير أي مساعي للتجديد والتأهيل، وأدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والبيئية التي نشاهدها كل يوم.
في أعقاب الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، واجهت البلاد تحديات بيئية وصحية هائلة ناجمة عن الحرب. التأثير البيئي كان مدمراً، حيث أدى إلى تدهور كبير في البيئة الطبيعية من خلال قطع الأشجار وتدمير الموائل، مما أثر على النظام البيئي بأكمله. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الجثث التي لم تُدفن بشكل صحيح في تلوث مصادر المياه، مما أدى إلى انتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا والدوسنتاريا. الآثار الصحية لهذه البيئة المتدهورة استمرت لسنوات، حيث واجهت ومازالت بعض المناطق تحديات بالأمراض الناتجة عن الظروف البيئية حتى الآن، خاصة في الأماكن التي تفتقر إلى الخدمات الصحية الكافية.
رغم هذه التحديات الهائلة، بدأت جهود إعادة الإعمار والتحسينات البيئية في رواندا مباشرة بعد النزاع. تضمنت هذه الجهود إعادة تحريج المناطق المتضررة وتحسين إدارة الموارد المائية لمحاولة معالجة الضرر الذي لحق بالبيئة. على الرغم من صعوبة تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لمحو آثار الحرب البيئية، إلا أن البلاد استطاعت تحقيق تقدم كبير في هذا المجال.
تُعلمنا رواندا، ومن خلال الدعم الدولي، كيف تعيد بناء نظامها الاجتماعي والاقتصادي والبيئي بطريقة مستدامة، مما يوفر دروسًا قيمة لبلدان أخرى تواجه تحديات مماثلة. في هذا السياق، يمكن للسودان الاستفادة من تجربة رواندا في إعادة تأهيل البنية التحتية، تحسين إدارة الموارد الطبيعية وإعادة الإعمار الاقتصادي والاجتماعي. الدروس المستفادة من رواندا، جنبًا إلى جنب مع تجارب بلدان آسيوية وأمريكا اللاتينية التي واجهت تحديات مشابهة، يمكن أن تشكل أساسًا لتطوير استراتيجيات فعالة تعزز من قدرة السودان على التعافي والتطور بعد نهاية الصراع، ولو جزئياً.
عودة سكان السودان وأم درمان القديمة بشكل خاص، إلى مناطقهم ومنازلهم في ظل الأوضاع الحالية قد تحمل مخاطر بيئية وصحية هائلة. الجثث المتحللة في الطرقات وانتشار الكلاب الضالة، التي قد تسكن المنازل وتنهش في الجثث، تشكل خطراً بيولوجياً كبيراً. هذه الأوضاع قد تؤدي إلى انتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا، الحمى الصفراء، وأمراض أخرى يمكن أن تنتقل عبر الحيوانات أو بسبب تلوث المياه والتربة. ومع عدم وجود بنية تحتية صحية قادرة على التعامل مع هذه الأوضاع يزيد من صعوبة الوضع، حيث قد لا تتوفر المياه النظيفة، نظم الصرف الصحي، أو الخدمات الطبية الضرورية لمواجهة هذه التحديات. الحرب التي ما زالت على وضع كر وفر، وعدم الاستقرار الأمني المصحوب بعمليات النهب والسلب، تجعل من الصعب إجراء أي تدخلات فعالة لمعالجة هذه المشكلات.
هذه الظروف تتطلب استجابة متعددة الأبعاد تشمل ليس فقط إعادة البناء الفيزيائي للبنية التحتية، بل أيضاً برامج صحية عامة للتعامل مع المخاطر البيولوجية، تأمين المياه النظيفة، وتوفير الرعاية الطبية الطارئة. الدروس المستفادة من تجارب الدول التي مرت بصراعات مشابهة قد تقدم بعض الإرشادات حول كيفية التعامل مع هذه التحديات بفعالية.
التجارب الدولية في التعافي من الآثار البيئية للصراعات تقدم رؤى قيمة يمكن تطبيقها في السودان، الذي يواجه تحديات مماثلة نتيجة الحرب الجارية. من فيتنام والكونغو إلى العراق وأفغانستان، وكذلك في دول أمريكا اللاتينية مثل كولومبيا، شهدت البيئة والصحة العامة ضربات قاسية بسبب الحروب. ومع ذلك، قدمت هذه الدول أمثلة على كيفية التعافي وإعادة البناء.
في السودان، يمكن أن تتركز الجهود على تحسين إدارة الموارد الطبيعية وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة بطرق مستدامة، مع التركيز على تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التحديات البيئية. على غرار ما تم في دول أخرى، يمكن للسودان العمل على إعادة التحريج وحماية الموارد المائية لمواجهة التصحر وفقدان التنوع البيولوجي، مما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر دعم الزراعة المستدامة وتحسين البنية التحتية الصحية أساسيين للتخفيف من الأمراض التي يمكن أن تنجم عن الآثار البيئية للحروب، مثل الأمراض المنقولة عبر المياه والمشاكل الصحية الناجمة عن التلوث، ودفن الجثث.
من الضروري أيضًا اعتماد نهج شامل يشمل المجتمع المحلي في جهود الحفاظ على البيئة وإعادة الإعمار، لضمان تبني الحلول بطريقة مستدامة وتحقيق السلام الدائم. كما يمكن للسودان الاستفادة من المعرفة والخبرات الدولية، والشراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية، لتعزيز قدراته في مجالات الحفاظ على البيئة وإدارة الموارد الطبيعية بفعالية.
في هذا السياق، تصبح الدروس المستفادة من دول أخرى مرت بتجارب مماثلة في التعافي من الآثار البيئية للصراعات أساسية للتخطيط الفعال وتنفيذ استراتيجيات تعزز الاستقرار والتنمية المستدامة في السودان.
لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية في السودان، من المهم وضع استراتيجية شاملة مستلهمة من دروس الدول الأخرى التي خاضت صراعات. ينبغي أولاً إعادة بناء البنية التحتية الأساسية والمرافق العامة مثل الطرق، المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء بأسلوب يراعي الاستدامة وقدرة التحمل للكوارث.
من الضروري أيضاً تنفيذ برامج لتنقية المياه وإعادة تأهيل الأراضي لضمان توافر موارد طبيعية نظيفة وأراضٍ صالحة للزراعة. يتضمن ذلك تحسين إدارة النفايات والحد من التلوث. دعم المجتمعات المحلية عبر برامج التعليم والتدريب، خصوصاً في المناطق الريفية، سيعزز الممارسات الزراعية المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية.
إشراك السكان المحليين في عملية صنع القرار سيضمن الاستخدام المستدام للموارد ويعزز بناء السلام والاستقرار. كما أن التعاون الدولي والإقليمي مهم لتبادل المعرفة والموارد، مما يسهم في تسريع عملية الإعمار ودعم التنمية المستدامة.
رغم الصعوبات الجمة التي يعيشها السودان، يبقى الأمل موجوداً في إمكانية تجاوز هذه التحديات من خلال تبني نهج شامل يجمع الحلول البيئية، الاقتصادية، والاجتماعية. التجارب المستفادة من الدول الأخرى التي واجهت مواقف مماثلة يمكن أن تشكل مرشداً لإعادة البناء والتطوير في السودان، نحو مستقبل ينعم بالإشراق والاستدامة.

أمجد شرف الدين المكي
جامعة سالفي – أمريكا

amgadss@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إدارة الموارد الطبیعیة البنیة التحتیة الآثار البیئیة إعادة الإعمار المستفادة من هذه التحدیات فی السودان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟

طرحت فرنسا والمملكة المتحدة فكرة إرسال قوات إلى الميدان كضمان أمني بعد اتفاق السلام. ولكن حتى الآن، يبدو أن قلة من الدول توافق على ذلك.

اعلان

خلال قمة عُقدت في لندن يوم الأحد، طرحت فرنسا والمملكة المتحدة، مقترحًا لتطوير "تحالف الراغبين"، بهدف تعزيز الدفاع عن أوكرانيا والمساهمة في أي خطة سلام مستقبلية، في إطار الجهود الغربية المستمرة لدعم كييف في مواجهة التحديات الأمنية.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التحالف بأنه مجموعة من الدول "المستعدة لدعم أوكرانيا بقوات على الأرض وبطائرات في الجو، والعمل مع الآخرين ".

لا تزال طبيعة المهمة العسكرية المحتملة للقوات الغربية في أوكرانيا غير واضحة، وسط تساؤلات استراتيجية حول نطاق وأهداف هذا التدخل. ويطرح فيليب بيرشوك، مدير "معهد البحوث الاستراتيجية" في المدرسة العسكرية في أوروبا، سلسلة من التساؤلات الجوهرية حول السيناريوهات المحتملة لنشر القوات.

ويشير بيرشوك ليورونيوز إلى أن هناك فارقًا جوهريًا بين إرسال قوات إلى غرب أوكرانيا للسماح للجيش الأوكراني بإرسال وحدات محلية للقتال على الجبهة، وبين نشر قوات لحفظ السلام، حيث يتطلب هذا الأخير تمركز قوات عند خطوط التماس لمنع استمرار القتال، وهو نهج يختلف تمامًا عن التدخل العسكري التقليدي.

Relatedأوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلةرئيس وزراء السويد السابق" يصف مفاوضات ترامب للسلام حول أوكرانيا بأنها مباحثات "هواة" ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب

ويقدر الخبراء أن تنفيذ مهمة حفظ سلام موثوقة يتطلب نشر عدة آلاف من الجنود. وفي هذا السياق، صرّح سفين بيسكوب، الباحث في "معهد إيغمونت" في بروكسل، لقناة يورونيوز قائلاً: "قد يكون من الضروري إرسال فيلق عسكري يضم 50 ألف جندي، لإيصال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أننا جادون للغاية في هذا الأمر."

ورغم أن باريس ولندن تبديان استعدادًا لاستكشاف هذا الخيار، إلا أن المواقف الأوروبية لا تزال منقسمة بشكل كبير حيال هذه الخطوة الحساسة، إذ تتحفظ بعض الدول على التصعيد العسكري المباشر، ما يضع مستقبل هذا المقترح أمام اختبار سياسي ودبلوماسي معقد.

الدول المترددة

ويبدو أن بعض الدول الأوروبية تتجه نحو تأييد المبادرة الفرنسية-البريطانية، لكنها لم تحسم موقفها بعد بشأن مسألة نشر جنود على الأرض في أوكرانيا.

ففي البرتغال، تعهدت الحكومة بدعم الخطة التي ستضعها لندن وباريس، لكنها ترى أن الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار عملية حفظ السلام لا يزال سابقًا لأوانه. وأكد الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا أن أي قرار يتعلق بنشر قوات برتغالية يجب أن يُعرض على المجلس الأعلى للدفاع الوطني، المقرر اجتماعه في 17 مارس للنظر في الأمر.

أما في هولندا، فقد أوضح رئيس الوزراء ديك شوف أن بلاده لم تقدم أي التزامات ملموسة بعد، لكنه أكد انضمام هولندا إلى الجهود العسكريةالفرنسية-البريطانية للمساهمة في وضع حلول ممكنة.

بدورها، قد تنضم إسبانيا إلى المبادرة في مرحلة لاحقة، إذ صرّح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد "ليس لديها مشكلة" في إرسال قوات إلى الخارج، لكنه شدد على أن التركيز الحالي بشأن أوكرانيا لا يزال سياسيًا ودبلوماسيًا بالدرجة الأولى. ومع ذلك، يبدو أن الرأي العام الإسباني يدعم هذا التوجه، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة "لا سيكستا" أن 81.7% من الإسبان يؤيدون نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.

إيطاليا وبولندا: المتشككون

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تُعد من أكثر القادة الأوروبيين تحفظًا بشأن فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، حيث وصفتها بعد اجتماع لندن بأنها "حل معقد للغاية وربما أقل حسمًا من الخيارات الأخرى". وأكدت في تصريحاتها أن إرسال قوات إيطالية لم يكن مطروحًا على جدول الأعمال في هذه المرحلة.

وترى ميلوني أن أفضل ضمان أمني لأوكرانيا يكمن في تفعيل المادة 5 من ميثاق الناتو، التي تلزم جميع أعضاء الحلف بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لهجوم. ومع ذلك، يظل تطبيق هذه المادة غير واضح في ظل عدم عضوية أوكرانيا في الحلف، مما يجعل مقترح ميلوني غير محدد المعالم في الوقت الحالي.

Relatedردًّا على ترامب وبوتين: الدنمارك تُطلق صفقة تسليح ضخمة بـ6.7 مليار يوروفون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسياقمة أوروبية تناقش تعزيز تسليح أوكرانيا والحرب في غزة

أما في بولندا، أحد أبرز داعمي أوكرانيا منذ بداية الحرب، فلا يزال الموقف حاسمًا برفض إرسال قوات بولندية إلى الأراضي الأوكرانية. وأوضح رئيس الوزراء دونالد توسك أن بلاده تحملت بالفعل عبئًا كبيرًا باستقبال نحو مليوني لاجئ أوكراني خلال الأسابيع الأولى من الحرب، مما يجعلها غير مستعدة للانخراط عسكريًا بشكلٍ مباشر.

وبينما تبدو وارسو مستعدة لتقديم الدعم اللوجستي والسياسي، إلا أنها لا تعتزم نشر قوات على الأرض، ما يعكس الانقسامات داخل أوروبا بشأن هذا الخيار العسكري الحساس.

المجر وسلوفاكيا، غير مستعدتين على الإطلاق للقيام بذلك

تتخذ كل من المجر وسلوفاكيا موقفًا أكثر انتقادًا للدعم العسكري الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، إذ تدفعان باتجاه فتح حوارٍ مع روسيا لإنهاء الحرب بدلاً من تصعيد المواجهة العسكرية.

اعلان

وهاجم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القادة الأوروبيين المجتمعين في لندن، متهمًا إياهم بالسعي إلى "مواصلة الحرب بدلاً من اختيار السلام"، في إشارة واضحة إلى رفضه لاستراتيجية الدعم العسكري المستمر لكييف.

من جانبه، أعرب رئيس وزراء سلوفاكيا عن تحفظه الشديد تجاه مبدأ "السلام من خلال القوة"، معتبرًا أنه مجرد مبرر لاستمرار الحرب في أوكرانيا بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية حقيقية.

وبناءً على هذه المواقف، يُستبعد تمامًا أن تنضم بودابست وبراتيسلافا إلى أي مبادرة لنشر قوات أوروبية، إذ ترفض حكومتا البلدين بشكلٍ قاطعٍ الانخراط العسكري المباشر في النزاع الأوكراني.

موقف برلين

تتوجه الأنظار الآن إلى ألمانيا، حيث يجري تشكيل حكومة جديدة برئاسة المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس.

اعلان

وقد استبعد المستشار الألماني الحالي أولاف شولتز إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا، على الرغم من أن وزير دفاعه بوريس بيستوريوس ألمح إلى إمكانية نشر قوات حفظ السلام في منطقة منزوعة السلاح، في حال وقف إطلاق النار.

إلا أن هذا الموقف قد يتغير، حتى وإن كان من الصعب إقناع الرأي العام المحلي بقرار نشر الجنود الألمان في أوكرانيا.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة بعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادن ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب الغزو الروسي لأوكرانياالمملكة المتحدةالاتحاد الأوروبيقوات عسكريةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية يعرض الآنNext هجوم إسرائيلي على ميناء طرطوس شمال غربي سوريا يعرض الآنNext أوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلة يعرض الآنNext بسبب تهديد غامض.. إخلاء محطة القطارات الرئيسية في فيينا يعرض الآنNext من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة اعلانالاكثر قراءة فانس ذهب في رحلة تزلج فوجد المتظاهرين له بالمرصاد بسبب ما حدث مع زيلينسكي شروط دمشق الجديدة.. هل تغير مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا؟ جنود أوكرانيون عن المشادة بين ترامب وزيلينسكي: على الطرفين تقديم تنازلات إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلالحرب في أوكرانيا سورياروسياغزةفولوديمير زيلينسكيأوكرانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروباتيك توكالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • الزراعة السورية: نحتاج للتمور العراقية وهذه أبرز التحديات التي نواجهها
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • أمريكا: لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون مشاركة روسيا بالمفاوضات
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • الخارجية السودانية تعرب عن تقديرها لموقف مصر الرافض لتهديد سيادة ووحدة السودان
  • السوداني يوجه بتلبية احتياجات الرعاية الطبية والصحية للدور الإيوائية
  • إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى
  • أستاذ قانون دولي عن الحكومة الموازية السودانية: تعكس تحديات قانونية وسياسية
  • استشارية أسرية تكشف أبرز التحديات التي تواجه المقبلين على الزواج