المبعوث الأمريكي والتلويح بالعصى
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
بعد ما قام المبعوث الأمريكي توم بيرييلو بجولة في عدد من دول جوار السودان و ختمها بالسعودية، و التقى بعدد من السودانيين في تلك البلاد، قرر أن يبدأ مشروع وساطته في الحرب الدائرة في السودان برفع العصى القليظة، اعتقادا منه أنها الوسيلة التي سوف تجعل الكل يرضخ.. أن العقل الأمريكي حتى الآن لم يستوعب دروس أمريكا في فيتنام و في افغنستان و الفلبين و عدد من دول أمريكا الاتينية، يجب أن يستوعب بيرييلو أن إرادة الشعوب لا تقهر و لا تنكسر و تضعف لمثل هذا التهديد.
يأمل المبعوث الأمريكي للسودان، استئناف التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع في الثلث الأول من أبريل المقبل. و قال (أن أولويات الإدارة الأميركية في السودان تتمثل في التوصل لاتفاق يُنهي العنف بشكل فوري وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإعادة الانتقال المدني وبناء جيش محترف( لا اعتقد هناك من يرفض ذلك؛ و لكن بناء جيش محترف مسألة تخص الشعب السوداني و لا تقبل أي تدخل من دولة خارجية، و السودانيون قادرين على بناء مؤسساتهم الوطنية بالصورة التي تضمن لها الاحترافية و اداء مهامها بالصورة المطلوبة.
ذكرت صحيفة سودان تربيون أن توم بيرييلو طلب في مؤتمر صحفي (بأن تشمل جولة التفاوض المقبلة جميع الأطراف في المنطقة والاتحاد الأفريقي والسعودية والإمارات.ورفض المبعوث مشاركة النظام السابق في التفاوض بقوله: “يجب عدم السماح للمتطرفين والمتشددين للعودة للحكم عبر اتفاقيات تقاسم السلطة) هذه المقولة "رؤية أماراتية" و أن النفوذ الأماراتي بدأ يظهر بشكل واضح عند المبعوث الأمريكي الذي سوف يؤثر سلبا على أي محادثات يريد أن يقيمها، أن حضور دولة الأمارات التي تعتبر أكبر داعم عسكري للميليشيا في المحادثات سوف تكون سببا في إنهائها قبل أن تبدأ. كما أن دعوة عدد من الرؤساء الأفارقة و خاصة في منظمة الإيقاد هي الرغبة الأماراتية التي جعلتها تشتري العديد منهم بالمال... أن حديث المبعوث الأمريكي في مؤتمره الصحفي يبين الهدف من جولته التي قام بها في عدد من الدول، و هي جولة ليست لاستماع الأراء حول القضية بل هي جولة كانت من أجل الحشد و التعبيئة التي ترغب فيها دولة الأمارات. و عدم عودة المتطرفين و المتشددين للسلطة مسألة يقرر فيها الشعب السوداني و لا تفرض عليه من الخارج... السؤال إلي بيرييلو لماذا الولايات المتحدة بعد غزوها لافغانستان و المجيء بمجموعة مستجلبة من دول أوروبا و أمريكا قررت الانسحاب و عودة طالبان للحكم و عجزت أمريكا حتى أن تحمل معها اتباعها و جعلتهم معلقين على اجنحة طائراتها و يسقطوا جثث هامدة؟ كان الاعتقاد أن المبعوث الذي تم أختياره أن يذاكر في كتب التاريخ عن السودان و يقرأ عن الشخصية السودانية الأصلية و ليست المعدلة، و كان عليه أن يتفادى طريق غودفيري...
ثم لوح المبعوث الأمريكي بالعصى عندما تطرق بالحديث عن الحرب، مستهدفا الجيش بالقول ( أن هناك إتهامات تلاحق الجيش بتعمد شن غارات جوية على أهداف مدنية الحقت أضرارًا واسعة بالمدنيين، فيما تُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية والعنف الجنسي المتصل بالنزاع واحتلال منازل المواطنين وقتلهم وتعذيبهم( مقولة بيرييلو هي نفسها المقولات التي تقول بها قيادات "قحت المركزي و تقدم" الأمر الذي يؤكد أن المبعوث الأمريكي يحاول أن ينجز فكرة السفير الأمريكي جون غوديفري التي فشلت، و هي التي تسببت في الحرب الدائرة، و التي يريد إطفائها، أن التهديد الذي بدأ به المبعوث الأمريكي جولته قبل أن يلتقي بقيادة الجيش و القوى السياسية داخل السودان سوف يعقد مهمته، كان عليه أن يسمع من الكل و يتعامل مع الكل بدرجة واحدة، و مادام فضل الانحياز عليه ان يستعد أن يجرجر وراءه اثواب الفشل. نسأل الله حسن الخاتمة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المبعوث الأمریکی عدد من
إقرأ أيضاً:
ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ، اليوم الخميس 30 يناير 2025 ، عن ضابط كبير في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ، قوله إن المسألة ليست غزة فقط وليست حماس فقط"، في الحرب على غزة التي وسعتها إسرائيل إلى الضفة الغربية، وأن "التحدي الحقيقي" موجود في الضفة.
وألمح الضابط إلى مخططات إسرائيلية لاجتياح واسع للضفة الغربية، وقال إن "يهودا والسامرة هي الحدث الذي أمامنا، وهذا حدث ضخم ونحن ندرك هذا جيدا".
وأعلن وزير الأمن، يسرائيل كاتس، من داخل مخيم جنين أن "إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات اللاجئين" في الضفة الغربية، بادعاء القضاء على المجموعات المسلحة.
وتابع الضابط أنه "نعمل بقوة شديدة في طولكرم وجنين، وسنستمر بهذا الشكل. وهذه المنطقة معقدة أكثر بأضعاف، وأصبحنا نعمل هناك بشكل مختلف. وعموما، أعتقد أنه بعد 7 أكتوبر ينبغي تقويض المفاهيم التي كانت لدينا، ولديّ أيضا".
وأضاف "نحن نقول إن حماس هي العدو في يهودا والسامرة، وأن أجهزة الأمن (الفلسطينية) تساعدنا. من قال أن هذا الوضع سيستمر؟ ومن قرر أن حماس تعني الحرب و فتح تعني السلام؟ لقد واجهنا مفاجأة إستراتيجية واحدة في 7 أكتوبر في غزة، وليس بإمكاننا السماح بتكرارها في يهودا والسامرة. وكنا عالقين في مفهوم وقد انهار، ويحظر أن ينهار مفهوم آخر في يهودا والسامرة".
ووصف الضابط أقوال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول تهجير سكان من قطاع غزة، من خلال "نقل" أكثر من مليون فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة، بأنها "فكرة ممتازة".
واعترف بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أن إسرائيل لم تحقق هدف الحرب بالقضاء على حماس، مشيرا إلى أنه "نتواجد في وضع معقد للغاية، لم يُهزم فيه الذراع العسكري لحماس بعد، وكذلك الذراع السلطوي. واقتراح ترامب إيجابي".
ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، صرحوا مرارا وتكرارا حول تهجير سكان القطاع، إلا أن الضابط زعم أنه "حتى تحدث ترامب عن ذلك، في إسرائيل خافوا من التحدث عن فصل سكان عن المنطقة".
وحسب الصحيفة، فإن الانطباع في إسرائيل هو أن "الأميركيين جديون في هذا الموضوع، وأقوال ترامب لم تكن عفوية". ويبدو أن إسرائيل تتجاهل رفض مصر والأردن لأقوال ترامب.
وقال الضابط إنه "نعمل في غزة بشدة بالغة، لكن القضية الإنسانية، الأسرى والمفقودين وتقييدات المساعدات الأميركية تطلبت منا تعديلات صعبة. وعلينا أن نسأل أنفسنا إلى أين نستمر من هنا".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الاحتلال يستعد لتضييق الخناق لمنع الاحتفالات بتحرير الأسرى الجيش الإسرائيلي يقرّ بتنفيذه خروقات في غزة مبعوث ترامب بحث في إسرائيل مخططات ترحيل سكان غزة الأكثر قراءة قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الضفة بالفيديو: قوات الاحتلال تُجبر أهالي مخيم جنين على النزوح قسرا تفاصيل أول مكالمة بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي الجديد المجدلاوي: العمل على إنشاء مستشفيات ومراكز صحية جديدة في قطاع غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025