سودانايل:
2025-03-04@04:45:11 GMT

المبعوث الأمريكي والتلويح بالعصى

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
بعد ما قام المبعوث الأمريكي توم بيرييلو بجولة في عدد من دول جوار السودان و ختمها بالسعودية، و التقى بعدد من السودانيين في تلك البلاد، قرر أن يبدأ مشروع وساطته في الحرب الدائرة في السودان برفع العصى القليظة، اعتقادا منه أنها الوسيلة التي سوف تجعل الكل يرضخ.. أن العقل الأمريكي حتى الآن لم يستوعب دروس أمريكا في فيتنام و في افغنستان و الفلبين و عدد من دول أمريكا الاتينية، يجب أن يستوعب بيرييلو أن إرادة الشعوب لا تقهر و لا تنكسر و تضعف لمثل هذا التهديد.

. بل التهديد سوف يعقد المشكلة أكثر، و بدلا من التفاهمات حول القضية المطروحة تتحول الجلسة لتحديات، يريد بيرييلو أن يسير في ذات المسار الذي بدأه السفير الأمريكي السابق جون غودفري و الذي بعناده قاد البلاد إلي الحرب.. و أيضا يريد بيرييلو أن تستمر الحرب، على أن يكون تهديدها باق باستمرار في يمنعها من الاستقرار و التنمية.
يأمل المبعوث الأمريكي للسودان، استئناف التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع في الثلث الأول من أبريل المقبل. و قال (أن أولويات الإدارة الأميركية في السودان تتمثل في التوصل لاتفاق يُنهي العنف بشكل فوري وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإعادة الانتقال المدني وبناء جيش محترف( لا اعتقد هناك من يرفض ذلك؛ و لكن بناء جيش محترف مسألة تخص الشعب السوداني و لا تقبل أي تدخل من دولة خارجية، و السودانيون قادرين على بناء مؤسساتهم الوطنية بالصورة التي تضمن لها الاحترافية و اداء مهامها بالصورة المطلوبة.
ذكرت صحيفة سودان تربيون أن توم بيرييلو طلب في مؤتمر صحفي (بأن تشمل جولة التفاوض المقبلة جميع الأطراف في المنطقة والاتحاد الأفريقي والسعودية والإمارات.ورفض المبعوث مشاركة النظام السابق في التفاوض بقوله: “يجب عدم السماح للمتطرفين والمتشددين للعودة للحكم عبر اتفاقيات تقاسم السلطة) هذه المقولة "رؤية أماراتية" و أن النفوذ الأماراتي بدأ يظهر بشكل واضح عند المبعوث الأمريكي الذي سوف يؤثر سلبا على أي محادثات يريد أن يقيمها، أن حضور دولة الأمارات التي تعتبر أكبر داعم عسكري للميليشيا في المحادثات سوف تكون سببا في إنهائها قبل أن تبدأ. كما أن دعوة عدد من الرؤساء الأفارقة و خاصة في منظمة الإيقاد هي الرغبة الأماراتية التي جعلتها تشتري العديد منهم بالمال... أن حديث المبعوث الأمريكي في مؤتمره الصحفي يبين الهدف من جولته التي قام بها في عدد من الدول، و هي جولة ليست لاستماع الأراء حول القضية بل هي جولة كانت من أجل الحشد و التعبيئة التي ترغب فيها دولة الأمارات. و عدم عودة المتطرفين و المتشددين للسلطة مسألة يقرر فيها الشعب السوداني و لا تفرض عليه من الخارج... السؤال إلي بيرييلو لماذا الولايات المتحدة بعد غزوها لافغانستان و المجيء بمجموعة مستجلبة من دول أوروبا و أمريكا قررت الانسحاب و عودة طالبان للحكم و عجزت أمريكا حتى أن تحمل معها اتباعها و جعلتهم معلقين على اجنحة طائراتها و يسقطوا جثث هامدة؟ كان الاعتقاد أن المبعوث الذي تم أختياره أن يذاكر في كتب التاريخ عن السودان و يقرأ عن الشخصية السودانية الأصلية و ليست المعدلة، و كان عليه أن يتفادى طريق غودفيري...
ثم لوح المبعوث الأمريكي بالعصى عندما تطرق بالحديث عن الحرب، مستهدفا الجيش بالقول ( أن هناك إتهامات تلاحق الجيش بتعمد شن غارات جوية على أهداف مدنية الحقت أضرارًا واسعة بالمدنيين، فيما تُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية والعنف الجنسي المتصل بالنزاع واحتلال منازل المواطنين وقتلهم وتعذيبهم( مقولة بيرييلو هي نفسها المقولات التي تقول بها قيادات "قحت المركزي و تقدم" الأمر الذي يؤكد أن المبعوث الأمريكي يحاول أن ينجز فكرة السفير الأمريكي جون غوديفري التي فشلت، و هي التي تسببت في الحرب الدائرة، و التي يريد إطفائها، أن التهديد الذي بدأ به المبعوث الأمريكي جولته قبل أن يلتقي بقيادة الجيش و القوى السياسية داخل السودان سوف يعقد مهمته، كان عليه أن يسمع من الكل و يتعامل مع الكل بدرجة واحدة، و مادام فضل الانحياز عليه ان يستعد أن يجرجر وراءه اثواب الفشل. نسأل الله حسن الخاتمة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المبعوث الأمریکی عدد من

إقرأ أيضاً:

الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان

بورت سودان (السودان)"أ ف ب": يحل شهر رمضان الذي يتسم عادة بكرم الضيافة والتجمعات العائلية للعام الثاني في السودان حيث حجبت الحرب المدمرة هذه التقاليد جراء الصعوبات الاقتصادية الحادة وتفشي الجوع.

يشهد السودان منذ أبريل 2023، نزاعا داميا بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص وخلف أزمة إنسانية كارثية مع انتشار المجاعة في عدة مناطق.

وفي مدينة بورتسودان (شرق) التي بقيت نسبيا بمنأى عن أعمال العنف، لا تزال السلع الغذائية منتشرة في الأسواق، لكن أسعارها الباهظة تجعلها بعيدة المنال.

وبلغ سعر كيلو السكر، المكون الأساسي لمشروبات وحلويات رمضان، 2400 جنيه سوداني (دولار واحد).

كما ارتفعت أسعار اللحوم بشكل كبير، فوصل سعر كيلو لحم العجل إلى 24 ألف جنيه سوداني (10 دولارات)، وكيلو لحم الضأن إلى 28 ألف جنيه سوداني (11,6 دولارا)، بحسب مستهلكين.

وقال محمود عبد القادر لوكالة فرانس برس "نعاني من توفير السلع الرمضانية. الأسعار في السوق متفاوته، فثمن بعضها مرتفع وبعضها الآخر باهظ جدا".

وعبر عن شعور مماثل بالاحباط حسن عثمان بقوله إن "الأسعار مرتفعة للغاية".

في يناير، بلغ معدل التضخم 145% ، مقابل 136% في الشهر نفسه من عام 2024، بحسب المكتب المركزي للإحصاء، في حين يناهز متوسط الأجر الشهري الآن 60 دولارا فقط.

وعلاوة على ذلك، لم يتسلم موظفو القطاع العام في بعض المناطق رواتبهم منذ أبريل 2023.

والوضع أسوأ بكثير في المناطق التي تشهد معارك مدمرة.

ففي أجزاء من دارفور (غرب) وكردفان (جنوب)، انقطعت طرق ايصال المواد الغذائية وانتشرت المجاعة.

وتم الابلاغ عن المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين في شمال دارفور، بالإضافة إلى أجزاء من جبال النوبة (جنوب).

ومن المتوقع أن تطال خمس مناطق أخرى بحلول مايو، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وفي بعض مناطق دارفور، تعيش الأسر على قشور الفول السوداني وأوراق الأشجار، بحسب سكان.

وتواجه منظمات الإغاثة صعوبات جمة للوصول إلى هذه المناطق، مما سرع انتشار الجوع.

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنّه اضطرّ إلى تعليق عملياته في مخيّم للنازحين ومحيطه في شمال دارفور في السودان، بسبب تصاعد العنف.

وقال عمر مناقو، أحد عمال الإغاثة في شمال دارفور، إن "الوضع هنا صعب جدا، هناك صعوبة في (ايجاد) مياه الشرب والطعام، لا يوجد شيء في الاسواق".

حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الخميس من أن السودان يواجه خطر السقوط في "الهاوية" ما لم تنته الحرب المدمرة في البلاد وتتدفق المساعدات.

وتابع المسؤول الأممي "نحن ننظر إلى الهاوية. تحذّر الوكالات الإنسانية من أنه في غياب جهود إنهاء الحرب ... فإن مئات الآلاف من الناس قد يموتون".

وفي المناطق المتضررة من الحرب، تعرضت الأسواق للنهب وأنخفضت بالتالي إمدادات الغذاء بشكل هائل.

وقال عمر مناقو إن معظم الأسواق في شمال دارفور لم تعد موجودة.

واوضح "كلها أحرقها الجنجويد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وفي العاصمة الخرطوم حيث اشتدت حدة القتال بين الجيش وقوة الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة، يقوم متطوعون بتوزيع المساعدات التي تمكنوا من جمعها، لكن الاحتياجات هائلة.

واشارت صابرين زروق (30 عاما) المقيمة في أم درمان، إحدى ضواحي الخرطوم، إلى أنه "من قبل كان ثمة مبادرات في الشوارع لتوزيع وجبات الإفطار على أولئك الذين لم يصلوا إلى منازلهم" في الوقت المحدد.

واضافت بحسرة "هذا لم يعد متوفرا".وينتاب العديد من السودانيين الحزن على فقدان التقاليد التي تميز شهر رمضان.

ففي السنوات السابقة، كانت العائلات تقوم بإعداد وجبات إفطار شهية، وتتقاسم الطعام مع الجيران، بينما تزدان الشوارع بالأضواء الاحتفالية.

ويقول محمد موسى، وهو طبيب يبلغ 30 عاما ويقضي أياما طويلة في أحد آخر المستشفيات العاملة في أم درمان، بحسرة "الفطور مع الاهل والاصدقاءوزينة رمضان أيضا، من الأشياء التي افتقدها".

مقالات مشابهة

  • هيئة البث الإسرائيلية: محادثات إطلاق سراح المحتجزين متوقفة حتى وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان
  • إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات
  • تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان