سودانايل:
2024-12-26@02:35:22 GMT

المبعوث الأمريكي والتلويح بالعصى

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
بعد ما قام المبعوث الأمريكي توم بيرييلو بجولة في عدد من دول جوار السودان و ختمها بالسعودية، و التقى بعدد من السودانيين في تلك البلاد، قرر أن يبدأ مشروع وساطته في الحرب الدائرة في السودان برفع العصى القليظة، اعتقادا منه أنها الوسيلة التي سوف تجعل الكل يرضخ.. أن العقل الأمريكي حتى الآن لم يستوعب دروس أمريكا في فيتنام و في افغنستان و الفلبين و عدد من دول أمريكا الاتينية، يجب أن يستوعب بيرييلو أن إرادة الشعوب لا تقهر و لا تنكسر و تضعف لمثل هذا التهديد.

. بل التهديد سوف يعقد المشكلة أكثر، و بدلا من التفاهمات حول القضية المطروحة تتحول الجلسة لتحديات، يريد بيرييلو أن يسير في ذات المسار الذي بدأه السفير الأمريكي السابق جون غودفري و الذي بعناده قاد البلاد إلي الحرب.. و أيضا يريد بيرييلو أن تستمر الحرب، على أن يكون تهديدها باق باستمرار في يمنعها من الاستقرار و التنمية.
يأمل المبعوث الأمريكي للسودان، استئناف التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع في الثلث الأول من أبريل المقبل. و قال (أن أولويات الإدارة الأميركية في السودان تتمثل في التوصل لاتفاق يُنهي العنف بشكل فوري وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإعادة الانتقال المدني وبناء جيش محترف( لا اعتقد هناك من يرفض ذلك؛ و لكن بناء جيش محترف مسألة تخص الشعب السوداني و لا تقبل أي تدخل من دولة خارجية، و السودانيون قادرين على بناء مؤسساتهم الوطنية بالصورة التي تضمن لها الاحترافية و اداء مهامها بالصورة المطلوبة.
ذكرت صحيفة سودان تربيون أن توم بيرييلو طلب في مؤتمر صحفي (بأن تشمل جولة التفاوض المقبلة جميع الأطراف في المنطقة والاتحاد الأفريقي والسعودية والإمارات.ورفض المبعوث مشاركة النظام السابق في التفاوض بقوله: “يجب عدم السماح للمتطرفين والمتشددين للعودة للحكم عبر اتفاقيات تقاسم السلطة) هذه المقولة "رؤية أماراتية" و أن النفوذ الأماراتي بدأ يظهر بشكل واضح عند المبعوث الأمريكي الذي سوف يؤثر سلبا على أي محادثات يريد أن يقيمها، أن حضور دولة الأمارات التي تعتبر أكبر داعم عسكري للميليشيا في المحادثات سوف تكون سببا في إنهائها قبل أن تبدأ. كما أن دعوة عدد من الرؤساء الأفارقة و خاصة في منظمة الإيقاد هي الرغبة الأماراتية التي جعلتها تشتري العديد منهم بالمال... أن حديث المبعوث الأمريكي في مؤتمره الصحفي يبين الهدف من جولته التي قام بها في عدد من الدول، و هي جولة ليست لاستماع الأراء حول القضية بل هي جولة كانت من أجل الحشد و التعبيئة التي ترغب فيها دولة الأمارات. و عدم عودة المتطرفين و المتشددين للسلطة مسألة يقرر فيها الشعب السوداني و لا تفرض عليه من الخارج... السؤال إلي بيرييلو لماذا الولايات المتحدة بعد غزوها لافغانستان و المجيء بمجموعة مستجلبة من دول أوروبا و أمريكا قررت الانسحاب و عودة طالبان للحكم و عجزت أمريكا حتى أن تحمل معها اتباعها و جعلتهم معلقين على اجنحة طائراتها و يسقطوا جثث هامدة؟ كان الاعتقاد أن المبعوث الذي تم أختياره أن يذاكر في كتب التاريخ عن السودان و يقرأ عن الشخصية السودانية الأصلية و ليست المعدلة، و كان عليه أن يتفادى طريق غودفيري...
ثم لوح المبعوث الأمريكي بالعصى عندما تطرق بالحديث عن الحرب، مستهدفا الجيش بالقول ( أن هناك إتهامات تلاحق الجيش بتعمد شن غارات جوية على أهداف مدنية الحقت أضرارًا واسعة بالمدنيين، فيما تُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية والعنف الجنسي المتصل بالنزاع واحتلال منازل المواطنين وقتلهم وتعذيبهم( مقولة بيرييلو هي نفسها المقولات التي تقول بها قيادات "قحت المركزي و تقدم" الأمر الذي يؤكد أن المبعوث الأمريكي يحاول أن ينجز فكرة السفير الأمريكي جون غوديفري التي فشلت، و هي التي تسببت في الحرب الدائرة، و التي يريد إطفائها، أن التهديد الذي بدأ به المبعوث الأمريكي جولته قبل أن يلتقي بقيادة الجيش و القوى السياسية داخل السودان سوف يعقد مهمته، كان عليه أن يسمع من الكل و يتعامل مع الكل بدرجة واحدة، و مادام فضل الانحياز عليه ان يستعد أن يجرجر وراءه اثواب الفشل. نسأل الله حسن الخاتمة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المبعوث الأمریکی عدد من

إقرأ أيضاً:

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟

بقلم: إبراهيم سليمان

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
عند الحديث عن خسارة أمرٍ ما، لابد من توضيح الحساب بكافة المعطيات، ورصد الناتج والمحصلة النهائية التي لا تقبل الجدل، ورغم ذلك هنالك تقديرات، يمكن النظر إليها من زوايا مختلفة، ولا يحمد السوق إلا من ربح. وقديما قيل، "الجمرة بتحّرق واطيها" وقيل أيضا "من يده في الماء ليس كمن يده في النار"

يبدو أن حكومة بورتسودان، بقيادة الجنرال البرهان، تشمر، للتعري من ثيابها، وتستعد للخروج عن طورها، من خلال اتخاذها عدة إجراءات تعسفية، تنم عن اليأس وعدم المسؤولية الوطنية، منذ اندلاع الحرب الحالية، قطعت خدمات الاتصالات عن أقاليم غرب السودان، وحرمت مواطنين على الهوية من الأوراق الثبوتية، حظرت عليهم خدمات السجل المدني، وأخيراً عمدت الإتلاف الإجمالي للعملة والوطنية في حوالي أكثر من ثلثي أقاليم البلاد، من خلال تغيرها في مناطق سيطرة الجيش على ضآلتها، حرمان الآخرين منها، وأخراً الإصرار على إجراء امتحانات الشهادة السودانية لحوالي مائتي ألف طالب طالبة، وحرمان حوالي أربعمائة آخرين في بقية أرجاء البلاد!

بهذه الخطوات المتهورة، وغير المسؤولة، لم تترك حكومة بورتسودان، للمستهدفين من أبناء الشعب السوداني، الذين يمثلون الغالبية العظمي، سوى المضي قدماً ودون التردد أو الالتفات إلى الوراء، في المناطق التي تقع خارج سيطرة الجيش، والمحررة من عنف وظلم دولةـــ 56 لتضلع بمهام توفير الخدمات الضرورية لحياتهم اليومية والملحة لأن يعيشوا بكرامة وعدالة. وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للذين يستحقونها، بدلاً من المتاجرة فيها من قبل تجار الحرب في بورتسودان.

لماذا يدفع أبناء الولايات، التي يستهدفها الطيران الحرب لحكومة بورتسوان، وتحرمها من حقوقها الإنسانية والدستورية، تكاليف بقاء السودان موحداً؟ طالما أن هذه الحكومة غير الشرعية تدفع بعنف وإصرار لتمزيق وحدة البلاد!، وما هي قيمة الوحدة الوطنية، التي تزهق أرواح عشرات الملايين من مكونات بعينها؟ وطالما أن هنالك خمس ولايات فقط، بإدارة مواطنيها أو بغيرها، غير مباليين، بهموم وآهات بقية الإقليم، فلينفصلوا هم إن أرادوا ويتركوا الآخرين وشأنهم.

وليس هناك ما هو أغلى من أرواح الأبرياء، والحفاظ عليها، وحقن دماء أبناء الشعب السوداني مقدم على أي اعتبارات أخرى بما فيها والوحدة الوطنية القسرية. لذا نرى أن تشكيل حكومة مدنية في المناطق المحررة والتي هي الآن خارج سيطرة الجيش، وهي المناطق التي لا تعني شيئا لحكومة بورتسودان الانقلابية، ضرورة حياتية، ويعتبر التقاعس عنه، أو التردد فيه حماقة، وخذلان في حق عشرات الملايين المستهدفين، من قبل الحكومة العنصرية في بورتسودان، وجيشها القاتل.

المنوط بالحكومة المدنية المرتقبة، توفير خدمات التربية والتعليم، وخدمات السجل المدني والأوراق الثبوتية، وفتح معابر تجارية لتصدير المنتجات واسترداد كافة الضروريات المنقذة للحياة، وطباعة عملة وطنية مبرأة للذمة، استباقاً للكارثة الاقتصادية التي تلح في الأفق، ونزع الشرعية من حكومة بورتسودان التي تصر على استمرار الحرب، وترفض كافة النداءات الوطنية الدولية للجلوس للتفاوض بشأن وقف الحرب وإحلال السلام في البلاد، وتقول أنها مسعدة لمواصلة الحرب مائة عام!

وطالما أن هنالك صراع بين قوتين عسكريتين، فليكن هنالك تنازع بين حكوميتين، لتتعادل الكفتتين، وربما يسرع ذلك إيجاد حلول للحكومتين، لكن لا ينبغي أن تتوقف حياة أغلبية الشعب السوداني، من أجل خاطر الحفاظ على وحدة البلاد، التي لم يحرص عليها دعاة الحرب.

ولا نظن أن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة في الخرطوم، ستضر بوحدة البلاد، أكثر حرب كسر العظام الدائرة حالياً، وتأجيج نيران خطاب الكراهية الممنهجة، من دعاة دويلة النهر والبحر، الذين يعادون كافة مكونات البلاد، يرفضون المساواة بين مكوناتها!

ليس هناك ما يمكن خسارته، من تشكيل حكومة موازية مرتقبة بالخرطوم، حتى إن لم يعترف بها أحد، يكفي أن المأمول منها، فك ارتهان مصير غالبة مكونات الشعب السوداني، لمزاج ورعونة حكومة بورتسودان غير المسؤولة. ومما لا شك فيها أن الأوضاع الإنسانية في ليبيا واليمن، وحتى جمهورية أرض الصومال، أفضل ألف مرة منها في معظم أرجاء البلاد. تمزيق وحدة السودان المسؤول عنه حكومة بورتسودان بإجراءاتها التعسفية وقائد الجيش، الذي أعلن على رؤوس الأشهاد، استهداف حواضن قوات الدعم السريع، ويظل يمطرهم بالبراميل المتفجرية بشكل يومي.

وفي الحقيقة، فإن حكومة بورتسودان المعزولة دولياً، قد مزّقت وحدة البلاد فعلياً، بالتصعيد المنتظم من قبلها بشأن اتخاذ إجراءات مست جوهر قومية الدولة السودانية، وأن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة ما هو إلا تحصيل حاصل.
والغريق لا يخشى البلل.
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 181//  

مقالات مشابهة

  • السودان: رمطان لعمامرة يشدد على أهمية تغليب روح الحل، ويتمنى للسودانيين عاما سلميا
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • الطائرات المسيّرة الصينية.. الحلول الفعالة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي
  • هل يؤثر القصف الأمريكي الذي استهدف صنعاء على قدرات أنصار الله؟
  • قوة الردع اليمني..الأسطورة التي هزمت المشروع الأمريكي
  • رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام يلتقي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة
  • المبعوث الأممي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمساعدة الشعب السوداني
  • اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟