هل يجوز تكرار العمرة في نفس الرحلة الواحدة؟.. احذر من خطأ شائع
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
هل يجوز تكرار العمرة في نفس الرحلة الواحدة؟، سؤال يشغل ذهن الكثيرين خاصة مع فضل أداء العمرة في رمضان، فهل يجوز تكرار العمرة في نفس الرحلة الواحدة؟، هذا ما سنوضحه في التقرير التالي.
هل يجوز تكرار العمرة في نفس الرحلة الواحدة؟العمرة في رمضان لها منزلة عظيمة في نفوس المسلمين، حيث روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم :" إن عمرة في رمضان حجة "، إلا أن هناك أخطاء شائعة ينبغي الحذر منها لمن أراد أداء العمرة في رمضان.
وقال الدكتور أسامة خياط إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعتمر عمرةً واحدة في رمضان من عُمَرَه الأربع، ويُحتمل أن يكون سبب ذلك كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يشتغل في رمضان من العبادة بما هو أهم من العمرة، وخشي من المشقة على أمته، إذ لو اعتمر لبادروا إلى ذلك مع ما هم عليه من المشقة بالجمع بين العمرة والصوم، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يترك العمل وهو يحب أن يعمله، خشية أن يُفرض على أمته، وخوفًا من المشقة عليهم" انتهى كلامه -رحمه الله-.
وأكد خطيب المسجد الحرام أنَّ هذا الأجر والجزاء الكريم، يحصل إن شاء الله، لمن اعتمر عمرةً واحدة في رمضان، ويُخطئ كثير من الناس، بتعمدهم تكرار هذه العمرة مرات ومرات خلال هذا الشهر، فيعتمر مرة كل عشرة أيام، أو مرة كل أسبوع، أو مرة كل ثلاثة أيام، فيشق على نفسه مشقةً بالغة، ويُدخل عليها الحرج، ويزداد الأمر حين يترتب على ذلك: تضييقٌ على إخوانه، أو إيذاءٌ لهم، لا سيما عند شدة الزحام وكثرة المعتمرين.
في حين ذكر خطيب المسجد النبوي عبدالمحسن القاسم، خلال خطبة الجمعة اليوم، فضل العمرة في رمضان وعظيم ثوابها، مستدلاً بقول النبي – صلى الله عليه وسلم – " إن عمرة في رمضان حجة" رواه البخاري.
مشروعية العمرة وفضلهاالعمرة من شعائر الإسلام التي تقرَّرت مشروعيتها وفضلها بالكتاب والسُّنَّة والإجماع؛ فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: 196]، ووجه الدلالة من الآية أنَّه إذا جاء الأمر بالتمام، فإنه يدلّ على المشروعية من باب أولى.
وأخرج البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ».
ويُبَيِّنُ فضلَها أيضًا ما أخرجه ابن ماجه في "سننه" عن عمر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ».
آراء الفقهاء في الأوقات التي يجوز فيها العمرةونقل الإمام ابن رشد المالكي اتفاق العلماء على مشروعية العمرة وجوازها في أيام السَّنَة كلها.
قال الإمام ابن رشد في "بداية المجتهد" (2/ 90، ط. دار الحديث): [وأما العمرة؛ فإن العلماء اتفقوا على جوازها في كلِّ أوقات السَّنَة] اهـ.
وذهب الحنفية والإمام أحمد في رواية إلى كراهة العمرة في يوم عرفة ويوم النَّحر وأيام التشريق الثلاثة، مع صحتها لمَن أتى بها في هذه الأيام غير حاجٍّ.
وقال الإمام السَّرَخْسِي الحنفي في "المبسوط" (4/ 178، ط. دار المعرفة): [جميع السَّنَة وقت العمرة عندنا، ولكن يكره أداؤها في خمسة أيام يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق.. ولكن مع هذه الكراهة لو أدى العمرة في هذه الأيام صح] اهـ.
وقال الإمام شمس الدين ابن قُدَامَة الحنبلي في "الشرح الكبير" (3/ 224، ط. دار الكتاب العربي): [فأما العمرة فكلُّ الزمان ميقات لها، ولا يكره الإحرام بها في يوم النحر وعرفة وأيام التشريق في أشهر الروايتين، وعنه: يكره] اهـ.
والأصل في ذلك ما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تكره العمرة في هذه الأيام الخمسة.
وأكد الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (2/ 227، ط. دار الكتب العلمية): [والظاهر أنها قالت سماعًا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه بابٌ لا يدرك بالاجتهاد] اهـ.
كما أنهم استدلوا بأنَّ الله تعالى سمَّى هذه الأيام أيام الحج؛ فيقتضي أن تكون متعينة للحج الأكبر، فلا يجوز الاشتغال فيها بغيرها، والعمرة فيها تشغلهم عن ذلك، وربما يقع الخلل فيه فيكره. ينظر: "المبسوط" للسَّرَخْسِي (4/ 178)، و"بدائع الصنائع" للكاساني (2/ 227).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمرة العمرة في رمضان صلى الله علیه وسلم العمرة فی رمضان عمرة فی رمضان خطیب المسجد هذه الأیام قال الإمام
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الجمع بين نية صيام الست من شوال وقضاء أيام رمضان؟
مع حلول عيد الفطر 2025 وانتهاء شهر رمضان المبارك، يكثر التساؤل حول حكم الجمع بين نية صيام الست من شوال وقضاء الأيام الفائتة من رمضان، وما إذا كان يجوز للمسلم أداء هاتين العبادتين بنيّة واحدة، بالإضافة إلى معرفة ثواب صيام هذه الأيام المباركة.
ويحرص المسلمون في مختلف أنحاء العالم على صيام ستة أيام من شوال، اتباعًا لحديث النبي ﷺ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» (رواه مسلم).
وبسبب ذلك، يتجدد السؤال سنويًا حول إمكانية الجمع بين نية القضاء وصيام الست من شوال، وأيهما أولى وأفضل في الأداء.
أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى رقم 3560 أن المسلم يمكنه الجمع بين نية صيام الست البيض وقضاء أيام رمضان، أي إذا صام قضاء ما فاته من رمضان خلال شهر شوال، فإنه ينال أيضًا ثواب صيام الستة من شوال. ومع ذلك، فإن الأكمل والأفضل أن يؤدي كلًّا منهما على حدة.
وأكدت الفتوى أن المرأة المسلمة يمكنها قضاء ما فاتها من رمضان في شوال، وسيُحتسب لها أيضًا ثواب الست من شوال، بشرط أن تنوي القضاء فقط، باعتبار أن الصيام وقع في الشهر ذاته، إلا أن الأفضل أن تفصل بين القضاء وصيام النافلة متى استطاعت ذلك.
حكم صيام يوم العيدوفي سياق متصل، أوضح الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بـدار الإفتاء، أن الإسلام يدعو إلى المداومة على العبادات، خصوصًا بعد انتهاء شهر رمضان، مشيرًا إلى أن زكاة الفطر تأتي بعد الصيام مباشرة، كنوع من التكامل في العبادات.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “هذا الصباح” المذاع عبر فضائية “إكسترا نيوز”، أن صيام أول أيام العيد محرم، لكن يُستحب صيام الست من شوال بدءًا من اليوم الثاني من شوال، لما في ذلك من فضل عظيم وثواب مضاعف.