بيروت- خطفت زيارة وصفت بأنها تاريخية لرئيس وحدة الارتباط والتنسيق بحزب الله، وفيق صفا، إلى الإمارات، يوم 19 مارس/آذار الحالي، الأنظار في لبنان، وتصدرت قراءة دلالاتها وأبعادها المشهد السياسي، لتتجاوز حدود المهمة الرسمية المعلنة، وهي البحث في ملف نحو 7 موقوفين لبنانيين في الإمارات منذ سنوات، بتهمة التخابر والتعامل مع الحزب.

وليس حدثا عاديا، وفق مراقبين، أن تنقل طائرة خاصة مسؤولا كبيرا بالحزب من مطار بيروت إلى أبو ظبي، وهو المدرج لديها على قائمة الإرهاب منذ 2014 وتتهمه بالعبث بأمنها، بينما لحزب الله تاريخ في توجيه اتهامات قاسية للإمارات حول علاقتها مع إسرائيل.

في السنوات السابقة، كان يتولى مدير الأمن العام السابق، اللواء عباس إبراهيم، دور الوسيط بين الإمارات وحزب الله، للبحث في قضية الموقفين وأبعادها الأمنية والإنسانية.

وتم إطلاق سراح نحو 11 موقوفا سنة 2021. ومنتصف 2023، أعلنت الخارجية اللبنانية عن إطلاق سراح قرابة 10 لبنانيين بعد توقيفهم لمدة شهرين، بعد أسابيع من نبأ وفاة الموقوف اللبناني بالسجون الإماراتية غازي عز الدين.

اسم صفا لمع بملفات داخلية وخارجية حساسة مع خصوم حزب الله (التواصل الاجتماعي) دور صفا

أما حاليا، ولأول مرة، تنطلق مباحثات مباشرة وعلنية بين الطرفين دون وسيط. وفي بيان رسمي مقتضب، قال حزب الله أمس الخميس "زار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا دولة الإمارات ‏في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملف عدد من المعتقلين اللبنانيين هناك، حيث التقى ‏عددا من المسؤولين المعنيين بالملف، والأمل معقود أن يتم التوصل إلى الخاتمة ‏المطلوبة".

ومنذ توليه، مطلع التسعينيات، منصب رئيس وحدة التنسيق والارتباط في الحزب، لمع اسم صفا بملفات داخلية وخارجية حساسة مع خصوم الحزب، كما لعب دورا بارزا بملفات تبادل الأسرى السابقة مع إسرائيل.

وكان أبرزها سنة 2008، حين تمت صفقة تبادل جثتي الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى الحزب بوساطة ألمانية -بعدما أشعل أسرهما فتيل حرب يوليو/تموز 2006- مقابل إطلاق تل أبيب سراح 5 أسرى لبنانيين أبرزهم سمير القنطار، ورفات نحو 199 لبنانيا وفلسطينيا.

فما دلالات زيارة أحد أبرز مسؤولي حزب الله للإمارات بالشكل والتوقيت؟

يصف الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم زيارة صفا بـ"اللافتة جدا" كونها جاءت بين الإمارات "أبرز المطبعين مع إسرائيل" وحزب الله أشد المعارضين للتطبيع.

لكنه يعتبر -عبر الجزيرة نت- أن الحزب لا يخطو خطوة كهذه دون دراسة مختلف جوانبها، ويرجح أن تكون بمباركة إيرانية ووساطة سورية، مؤكدا التزام الحزب بعنوانها العريض، وهو الإفراج عن الموقوفين.

ويقول بيرم "قد تكون زيارة صاحب المهمات الصعبة لدى حزب الله بداية مرحلة جديدة تتجاوز علاقته مع الإمارات لعلاقته مع المنظومة الخليجية عموما وخصوصا السعودية".

من جانبه، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة، في حديث للجزيرة نت، أن وصول طائرة خاصة من الإمارات لنقل صفا كانت أبرز الرسائل على مستوى الزيارة وأهميتها.

لكنه يرى أن الإمارات ثابتة على مواقفها الإقليمية، بينما الحزب هو المتغير بتموضعه بهذه الزيارة. ويقول "ربما أدرك الحزب أهمية أن يكون براغماتيا وتصفير عداواته مع دول خليجية، بعد استشعار خطر يهدده دوليا وإقليميا، منذ انخراطه في مواجهة إسرائيل عقب حرب غزة".

الحاج وفيق صفا في الامارات لاطلاق الموقوفين، وفي لبنان في ناس انجلطت من الخبرية #لبنان #الامارات #بيروت #وفيق_صفا #حزب_الله #دبى #ابو_ظبي pic.twitter.com/0p1KGckskY

— abdallah chamseldeen (@chamseldeen) March 20, 2024

خرق سياسي

أما الكاتب والمحلل السياسي حسين أيوب، فيعتبر، في حديث للجزيرة نت، أن زيارة صفا تعني، بتوقيتها وشكلها ومضمونها، خرقا سياسيا كبيرا في جدار المقاطعة الخليجية للبنان والتي كانت الإمارات جزءا لا يتجزأ منها، وجاءت على خلفية اتهام الحزب بالانخراط بعدد من أزمات الإقليم كسوريا واليمن.

وهذه الزيارة، برأي أيوب، لا يمكن حصولها في مناخ من الاشتباك الإقليمي، وبالتالي "تستظل بمناخ الانفراج الأميركي الإيراني من جهة، والخليجي الإيراني، وخصوصا السعودي الإيراني، من جهة ثانية، وحتما تتأثر بمناخ الانفتاح الخليجي على دمشق والمساعي الهادفة إلى حل أزمة اليمن".

ويعود بشارة فيعتبر أن عودة العلاقات الإماراتية السورية، مع احتفاظ طهران بعلاقة دافئة اقتصاديا مع أبو ظبي حيث زادت استثماراتها هناك بعد التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، قد يعني أن هذين الطرفين، أي إيران وسوريا، لهما اليد الأولى بزيارة صفا.

ويؤكد الكاتب إبراهيم بيرم ربط الزيارة بما جاء في بيان الحزب لجهة السعي للإفراج عن الموقوفين، ويجد فيها بداية تنازل إماراتي كبير عن وضع حزب الله على قائمة الإرهاب، والاعتراف به كلاعب قوي وأساسي بالمنطقة.

ويقول "إن توتر العلاقات اللبنانية الخليجية كان محورها حزب الله، ويبدو أن ثمة إعادة نظر بحالة العداء مع الحزب بمسار انفتاحي بدأ منذ أشهر بالكواليس".

وفي حال إفراج الإمارات عن الموقوفين، يرجح بيرم أن الثمن الأقصى الذي سيدفعه حزب الله هو تهدئة هجماته بخطابه السياسي على بعض الدول الخليجية فحسب، خصوصا مع الإمارات والسعودية، وأن يشكل الانفتاح الإماراتي على الحزب انزعاجا وتحديا لإسرائيل.

بينما يعتقد أيوب أن وظيفة الزيارة محددة، وهدفها حل قضية الموقوفين، لكن أصل الموضوع لم يبدأ هكذا.

ويقول "لقد طرق الإماراتيون أبواب حزب الله قبيل أكثر من سنتين، وتحديدا قبيل إنجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وجاء بالتزامن مع إعلان أبو ظبي عن استثمارات ضخمة بحقول النفط شرق المتوسط بينها حوالي المليار دولار بأحد الحقول شمال إسرائيل".

الثمن

ويضيف أيوب أن الإماراتيين حاولوا عبر قنوات عدة فتح حوار مباشر مع حزب الله، وكان جواب الحزب تكليف اللواء عباس إبراهيم بنقل رسالة للإماراتيين مفادها أن لا حوار قبل الإفراج عن الموقوفين.

وبالفعل نجح إبراهيم -وفق الكاتب- حينذاك بالإفراج عن لبنانيين من طوائف عدة، جميعهم ممن لم تصدر أية أحكام بحقهم، إلا أن الملف ظل مفتوحا بسبب وجود أكثر من 10 موقوفين آخرين، ممن صدرت بحقهم أحكام بعضها يصل للمؤبد.

وهؤلاء، بحسب معلومات أيوب "من الذين تجري الآن محاولة للإفراج عنهم قبل عيد الفطر أو خلاله أو بعده بفترة بسيطة بموجب قرارات عفو يصدرها رئيس الدولة محمد بن زايد، بدل سلوك المسار القضائي الذي يحتاج لسنوات". لذا، يؤكد المتحدث ذاته أن الزيارة بداية، ولكنها ستفتح أبواب الحوار السياسي بين حزب الله وأبو ظبي.

⁠ويتحدث عن 3 دول مواكبة للحوار: هي إيران "بفعل علاقاتها الوثيقة مع الإمارات، والسعودية التي لم يكن بإمكان أبو ظبي أن تخوض هكذا قضية" لولا الضوء الأخضر السعودي "وسوريا التي شجعت الجانبين فقط دون أن يكون لها دور مباشر".

⁠أما الثمن المقابل، فيتصل -وفق المحلل السياسي أيوب- بسؤال أساسي: لماذا يريد الإماراتيون فتح حوار مع حزب الله وهل سيقومون بهذا الحوار دون ضوء أخضر أميركي وإسرائيلي؟

ويجيب "ثمة مصالح إماراتية كبيرة جدا بالمنطقة، خصوصا بقطاعي النقل البحري (المرافئ وحقول الغاز) وأعتقد أنها تراكم بهذا الاتجاه على صعيد منطقة شرق المتوسط". ومع ذلك، لا يربط الكاتب بين زيارة صفا للإمارات واشتعال جبهة الجنوب "بدليل أن الإسرائيلي ينقل رسائله عبر الأميركيين والأوروبيين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات عن الموقوفین زیارة صفا وفیق صفا حزب الله أبو ظبی

إقرأ أيضاً:

500 مسؤول حكومي يشاركون في النسخة الـ2 من «ملتقى الإمارات للمستقبل»

عقدت في مدينة إكسبو دبي النسخة الثانية من «ملتقى الإمارات للمستقبل» تحت عنوان «هل نحن جاهزون للمستقبل»، وبحث «متغيرات المستقبل» و«الاقتصاد» و«البنية التحتية الذكية» و«الصحة»، بمشاركة وزارية وأكثر من 500 مسؤول حكومي من 50 جهة اتحادية ومحلية، وخبراء عالميين في مجال المستقبل وبمشاركة واسعة من تجارب مستقبلية ناجحة من الجهات الاتحادية والمحلية والشباب.
يهدف الملتقى إلى تعزيز ثقافة وقدرات الجاهزية للمستقبل في دولة الإمارات، وتعزيز التكامل والارتقاء بجهود الاستعداد للمتغيرات بين الجهات الحكومية في مختلف القطاعات. 
افتتحت الملتقى معالي عهود بنت خلفان الرومي وزير دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، واستضاف معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، بحضور معالي سلطان النيادي وزير دولة للشباب ومشاركة نورة الغيثي وكيل دائرة الصحة في حكومة أبوظبي.

وقالت معالي عهود بنت خلفان الرومي، إن التاريخ يصنعه الذين يستعدون للمستقبل.. وفي دولة الإمارات، المستقبل منهج أساسي وقرار استراتيجي وأضافت أن قيادة دولة الإمارات الرشيدة تؤمن بأن الاستعداد للمستقبل بعد استراتيجي للدولة ورؤية ثاقبة وتصميم خلاق وتنفيذ عملي.
ونوهت إلى أن زخم المستقبل في دولة الإمارات أدى إلى معجزة تنموية نتجت عن الجاهزية وتصميم مشاريع منذ الآن لأجيال المستقبل وأكدت أن الاستعداد للمستقبل نموذج عمل مستمر لحكومة دولة الإمارات. 
وركزت عهود الرومي على أهمية الجاهزية للمستقبل من قبل العالم وللحكومات والدول الآن أكثر من أي وقت مضى، وذكرت أن الحكومات أدركت أن المستقبل اليوم يفوق التوقعات، وذلك لثلاثة أسباب: أولها فرص النمو الاقتصادي غير المسبوقة التي يتجاوز حجمها 45 تريليون دولار في السنوات الخمس القادمة، والثاني أن المستقبل مفتاح تغيير والتحولات، وستكون التكنولوجيا المتقدمة مفتاح نماذج تنموية مستقبلية وهو ما يجعل الحكومات تتسابق وتتنافس لتكون قوة عالمية في تكنولوجيا المستقبل ولتستفيد من التغيير القادم، فعلى سبيل المثال سينضم الذكاء الاصطناعي إلى فرق العمل الحكومية ويزيد إنتاجيتها وجودة صناعة السياسات بنسبة 30%، والسبب الثالث هو دوره بجاهزية الحكومات للمتغيرات بعدما أصبحت الجاهزية ثقافة حكومية، وأدى تسارع المتغيرات وثقافة المستقبل إلى اتخاذ الحكومات خطوات جادة للجاهزية نتج عنها نماذج حكومية جديدة، فيما خصصت الأمم المتحدة قمة للمستقبل لأول مرة في تاريخها، نتج عنها إعلان أجيال للمستقبل وميثاق المستقبل والاتفاق الرقمي العالمي.
وأشارت إلى أن الملتقى في دورته القادمة سيركز على عرض تجارب ونماذج جديدة للمستقبل.

أخبار ذات صلة الإمارات ترسخ مكانتها كقوة دافعة للتحول نحو الطاقة النظيفة زخم إماراتي قياسي في «دافوس» يعزز الشراكات الدولية

 وشارك معالي سهيل المزروعي، في جلسة بعنوان «هل البنية التحتية جاهزة للمستقبل؟» تناول خلالها الرؤية المستقبلية للبنية التحتية في الدولة، والتحديات والمخاطر، وجاهزية القطاع للتغيرات المناخية والتحولات التقنية. وأكد معاليه أن الإمارات تسعى لتطوير بنية تحتية مستدامة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، مستشهدًا بمشروع
أبوظبي للطاقة الشمسية الذي يعد الأكبر من نوعه عالميًا، ويجمع بين الطاقة الشمسية وبين بطاريات التخزين، مما يسهم في إنتاج 1 جيجاواط يوميًا من الطاقة المتجددة. 
وأشار معاليه إلى جهود الدولة في تعزيز كفاءة الطاقة والمياه في المباني الحكومية، من خلال تقنيات حديثة توفر 27% من استهلاك الكهرباء و20% من التكاليف التشغيلية موضحاً أن الوزارة أطلقت مشاريع مثل منصة التوأمة الرقمية ثلاثية الأبعاد ومنظومة البيانات الضخمة لتحسين التخطيط والإدارة في قطاعي الطاقة والبنية التحتية.
وناقش معاليه أبرز التحديات، ومنها التمدن السريع، والنمو السكاني المتزايد، وارتفاع معدلات امتلاك المركبات، الذي يتجاوز المعدل العالمي بأربعة أضعاف، إضافة إلى تأثيرات التغير المناخي، مؤكداً أن الوزارة تعمل بخطوات استباقية للتغلب على التحديات.
وشدد على التزام الإمارات برؤية متكاملة لمستقبل البنية التحتية والنقل مستندة إلى شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص، وضمان جاهزية الدولة لمواكبة التغيرات المستقبلية.
وفي جلسة «إماراتي تيك: كيف ستغير التكنولوجيا الرعاية الصحية»، أشارت نورة الغيثي وكيل دائرة الصحة - أبوظبي إلى بدء عصر جديد في مجال الرعاية الصحية، تخطط أبوظبي للاستفادة من فرصه، وتسخر البيانات والذكاء الاصطناعي لتتصدر طليعة هذا التغيير، وتتعاون مع قادة عالميين في أحدث التقنيات والابتكارات لجلب التطورات وتسخيرها لبناء نظام صحي أكثر ذكاءً وكفاءة، وتعزيز مجتمعات أكثر صحة، مع إعطاء الأولوية للرعاية الشخصية والوقائية، وتطرقت إلى المخاطر والاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بالاعتماد الواسع النطاق للتكنولوجيا في الرعاية الصحية، وكيف تواجه وزارة الصحة هذه التحديات.
وفي جلسة «أصول المستقبل الرقمية»، استكشفت ديبا راجا كاربون المدير العام ونائب رئيس مجلس إدارة سلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي (فارا)، التحديات والفرص الرقمية الهائلة، ودور«VARA» الرائد في تحقيق رؤية دبي المتمثلة في تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي، وتأكيد التزام دبي بإيجاد اقتصاد بلا حدود يسعى إلى تمكين نظام بيئي مالي فعال ومرن، بالتعاون مع الهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم. ومن خلال وضع معايير دولية للأصول الافتراضية، تساعد سلطة تنظيم الأصول الافتراضية على تعزيز وضمان احتفاظ إمارة دبي بمكانتها الرائدة عالمياً في عالم التمويل الرقمي.
وضمن «جلسات خبراء المستقبل العالميين»، تحدث فيشن لاكياني مؤسس شركة مايندفالي عن العام 2025 باعتباره آخر سنة اعتيادية في تاريخ الإنسانية. وقال إن ما يميز دولة الإمارات طريقة تصميمها الأعمال والمشاريع للجاهزية للمستقبل على نطاق واسع لضمان نجاحها القادم، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي سيغير كل شيء بسرعة كبيرة لم يشهدها التاريخ من قبل. واعتبر أن التغيرات التكنولوجية، التي يشهدها العالم بين العامين 2022-2026، تعادل المائة سنة السابقة، وهو ما يغير مفهوم الزمن والمستقبل لا سيما مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى الساحة، والذي سينعكس على حياتنا من نواحٍ كثيرة أحدها التوازن بين العمل والحياة الشخصية خاصة مع التوقعات بأن نعمل 3 أيام أسبوعياً فقط بحلول العام 2030.
وفي جلسة بعنوان «المستقبل: ما وراء التوقعات»، تطرق روهيت باجافا الكاتب العالمي ومؤسس شركة «Future Non-obvious» إلى ضرورة تحديد ما سيكون اعتيادياً في المستقبل بدل التركيز على رسم ملامح سيناريوهات المستقبل وتناول أفكاراً جديدة حول مفاهيم عملية للتعامل مع المستقبل، داعيا إلى تبني التفكير العملي للتمكن من بلوغ ما يتجاوز توقعاتنا.
واستعرض الملتقى مجموعة من التجارب التنفيذية الناجحة للجاهزية للمستقبل التي حققت نتائج، وتحدث الدكتور أحمد الجنيبي المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية الرقمية الحكومية والتحول والحوكمة في «دائرة التمكين الحكومي» في أبوظبي حيث قام بعرض مشروع «جي بي تي الحكومي» (GovGPT) لبناء حكومة معززة بالذكاء الاصطناعي، وتبسيط العمليات اليومية وتعزيز إنتاجية الإدارات والوصول بسرعة إلى الموارد والمعلومات، بالاعتماد على ميزات الخدمة الذاتية وحزمة واسعة من أدوات الذكاء الاصطناعي، وتبسيط عملية اتخاذ القرار وتعزيز الكفاءة التشغيلية داخل القطاع العام مع التركيز على تحسين الكفاءة ورضا المستخدمين من المواطنين والمقيمين من خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
وعرض خالد العوضي مدير إدارة أنظمة المواصلات في هيئة الطرق والمواصلات في دبي مشروع «التاكسي الجوي» الذي سيجعل دبي أول مدينة في العالم تتمتع بالنقل الجوي في المناطق الحضرية، باستخدام مركبات مستدامة صديقة للبيئة، تعمل بالطاقة الكهربائية، ولا تتسبّبُ بأية انبعاثات وبمستوى ضجيج منخفض وتمتاز بالأمان والراحة والسرعة وسهولة التنقل لعدد من المواقع الحيوية في مدينة دبي، تماشياً مع مستهدفات الخطة الاستراتيجية لهيئة الطرق والمواصلات 2024 - 2030 الهادفة للريادة العالمية في التنقل السلس والمستدام لجعل كل رحلة في دبي تجربة عالمية المستوى تتميز بأعلى معايير الصحة والسلامة والأمن وتحقق سعادة العملاء. 
بينما سلط الدكتور أحمد سعيد خميس المزروعي مدير بلدية مدينة كلباء الضوء على مشروع «مزرعة الزيتون - جبل ديم» الأول من نوعه في إنتاج الزيتون الجبلي في مدينة كلباء بإمارة الشارقة، والذي يهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي ومواكبة توجه الحكومة الاتحادية لتشجيع الزراعة وتوفير بيئة مستدامة في الدولة وتحفيز التنمية الاقتصادية المحلية، وتعزيز التنوع البيئي وزيادة المساحات الخضراء، انطلاقًا من رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق التنمية المستدامة. وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلق المشروع في جبل الديم وفي عام 2024 تم حصاد 29 نوعاً من 3,165 شجرة زيتون، وإنتاج مشتقاته، متوقعاً زيادة الإنتاجية بنسبة 50%. 
وشارك في جلسة «تشخيص استباقي: تكنولوجيا المستقبل الدقيقة» الدكتورة أمينة الجسمي مدير إدارة الأشعة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وتطرقت إلى مشروع «التشخيص الدقيق بالذكاء الاصطناعي» من خلال توظيفه للكشف الاستباقي المبكر عن الأمراض المستعصية والمعدية وحماية صحة الأفراد والمجتمع، تحقيقًا لرؤية دولة الإمارات في التحول الرقمي وتعزيز الابتكار في القطاعات الحيوية.
فيما عرض الدكتور رمضان البلوشي مستشار المدير العام- هيئة الصحة بدبي، نظام الإنذار المبكر «إنذار» للكشف عن الأمراض المعدية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز منظومة الوقاية من الأوبئة والأمراض المعدية وضمان استدامة الأمن الصحي لأفراد المجتمع.
وتحدث عن أهمية أنظمة الإنذار المبكر في الجاهزية للكوارث والأزمات الصحية والتي تؤدي دوراً حيوياً في الكشف المبكر عن الأوبئة والأمراض المعدية، وتقديم تنبؤات للمساعدة في الاستجابة السريعة للحد من انتشار المرض وحماية المجتمعات.
وشارك في جلسة «فرص المستقبل بمجهود الشباب» شركتان من ضمن مبادرة 100 شركة من المستقبل حيث استعرض كل من مطر المهيري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ميرانا» للتكنولوجيا، والمتخصصة بتطوير حلول ذكية مبتكرة تعيد تعريف التخطيط والعمليات التجارية، حيث تعمل «ميرانا» على تمكين المؤسسات من التقنيات التحويلية وأفضل الممارسات من خلال الجمع بين الاستشارات المتخصصة والمنتجات المصممة خصيصًا والخدمات المدارة المتطورة.
وشاركت في الجلسة أيضاً لطيفة بن حيدر رائدة الأعمال ومؤسسة مبادرة «بيتكم» المتخصصة بالتكنولوجيا المالية، التي تسعى من خلال مشروعها لمعالجة التحديات المرتبطة بالاستثمار العقاري وتبسيطه وإتاحته للجميع معتمدة مبدأ التمكين من خلال التعليم، حيث يعمل «بيتكم» على تثقيف المستثمرين على جميع المستويات، لتمكينهم من اتخاذ قرارات استثمارية عقارية مستنيرة وواثقة.
يعتبر «ملتقى الإمارات للمستقبل» منصة وطنية وحلقة وصل رئيسة بين القيادات والمختصين بالجاهزية للمستقبل في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية لتبادل الخبرات والتجارب العملية بما يعكس روح الجاهزية المتكاملة للمستقبل بين سائر القطاعات، تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.
ويبرز الملتقى روح الجاهزية المتكاملة للمستقبل والاهتمام الذي توليه الإمارات للجاهزية واستشراف وتصميم المستقبل وإيمانها بدوره الحيوي، وأهمية دعم الجهود التنموية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الفارسي: العراقيل في غرب ليبيا تعيق تقدم الحوار السياسي والعسكري
  • زيارة تهنئة من حركة التوحيد الإسلامي والجماعة الإسلامية: انتصار كبير للبنان وفلسطين
  • عبد العزيز عشر : المركز العالمي للدراسات السياسية والإستراتيجية يساهم في تعزيز الوعي السياسي لتوسيع دائرة الحوار
  • لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان تناقش التقرير الدوري الثاني للإمارات
  • محمد خليل أمينًا مساعدًا لأمانة الشباب المركزية بحزب الشعب الجمهوري
  • عبد الله النجار: على الزوجين التغافل عن المقارنات التي تفسد العلاقة بينهما
  • 500 مسؤول حكومي يشاركون في النسخة الـ2 من «ملتقى الإمارات للمستقبل»
  • لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان تناقش غدا التقرير الدوري الثاني للإمارات
  • نائب رئيس مصر أكتوبر : هناك اهتمام بقضايا الوعي السياسي بين أعضاء الأحزاب
  • مشرعان أميركيان يتعهدان بالسعي لمنع بيع أسلحة للإمارات لتورطها في حرب السودان