النظام السوري يدمج أجهزة الاستخبارات العسكرية.. ما علاقة روسيا؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
كشفت مصادر إخبارية موالية للنظام السوري، عن قرار بدمج اثنين من أجهزة المخابرات التابعة لجيش النظام في جهاز واحد، في خطوة يبدو أن الهدف منها ترتيب بنية النظام.
وفي التفاصيل، قالت المصادر إن رئيس مكتب الأمن الوطني في مخابرات النظام السوري، كفاح ملحم، أصدر قرارا بدمج "شعبة الاستخبارات العسكرية" و"إدارة المخابرات الجوية" في جهاز واحد يحمل اسم "مخابرات الجيش والقوات المسلحة"، بتوجيهات من رئيس النظام بشار الأسد.
وفي وقت أرجعت فيه مداولات الخطوة إلى الخطة الروسية الهادفة إلى إعادة هيكلة أجهزة مخابرات النظام للحد من الصراعات فيما بينها، نفى الكاتب والمحلل السياسي المقرب من موسكو رامي الشاعر لـ"عربي21" ذلك.
وأضاف أن "قنوات الاتصال بين أجهزة المخابرات والاستطلاع الروسية والسورية مختصة بالقضايا الأمنية وخاصة فيما يخصّ أمن القوات الروسية ومهام الشرطة العسكرية الروسية ودورياتها على الأراضي السورية".
وتابع الشاعر، بأن "روسيا لا تتدخل أبداً ببنية الأجهزة الأمنية السورية وهذا يعود للسوريين، وروسيا لا تعطي الأوامر في سوريا، ومن الممكن فقط أن تقدم نصائح أو استشارات في حال احتاجت سوريا لذلك".
ويعتقد المحلل السياسي أن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية هي مبادرة من المسؤولين الأمنيين الذين تم تعيينهم مؤخراً، وقال: "لكن في الحقيقة لن تغير الخطوة في الأوضاع الأمنية والاجتماعية، والوضع سيستمر في التدهور طالما لم يُبادر في عملية الانتقال السياسي السلمي والانتهاء من الاعتماد على السيطرة الأمنية للحفاظ على الحكم بوضعه الحالي، وأهم خطوة يجب أن تبادرها دمشق اليوم هي التجاوب مع جهود بدء الحوار السوري التركي المباشر".
من جانبه، يقول الباحث في القضايا الأمنية المقدم عبد الله النجار، "في البداية يمكن القول إن الحديث عن دمج الأجهزة الأمنية بالأمر غير الجديد، فقد سبق أن تم طرح الموضوع قبل انطلاق الثورة السورية بسنوات إلا أن ذلك لم يحصل لعدم قناعة النظام به أصلا، وتحديدا لأن توزيع الصلاحيات على مراكز متعددة وعدم تركيزها في جهة واحدة إحدى الاحتياطات التي أسسها نظام حافظ الأسد".
أجهزة أمنية متعددة الولاءات
وأضاف لـ"عربي21" أن الحديث عن دمج الأجهزة الأمنية من المفترض أن يندرج ضمن إطار الإصلاح الأمني الذي يستلزم بالضرورة حصر الصلاحيات الأمنية بالأجهزة الوطنية بداية وهو غير موجود في سوريا حاليا، التي تنتشر على أرضها أجهزة أمنية عديدة تابعة لـ"حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني و"الحشد الشعبي" العراقي، والاستخبارات العسكرية الروسية، لذلك فإن أي حديث عن الإصلاح في ظل وجود كل هذه الأجهزة الأمنية يتنافى مع روح الإصلاح.
وبهذا المعنى، يعتقد النجار أن كل ما يجري ليس أكثر من دعاية إعلامية، هدفها تخدير حاضنة النظام أولاً وإيهام الخارج بأن النظام يجري إصلاحات كبيرة.
وبما يخص روسيا قال: "لا أعتقد أن ما يهم روسيا الآن إصلاح الأجهزة الأمنية للنظام في ظل فشلها في إقناعها بتحقيق أدنى شروط الاستجابة لملف اللاجئين واللجنة الدستورية ومكافحة المخدرات والعلاقات مع دول الجوار"، مشددا على أن "أي إصلاح أمني لابد أن يبدأ بمحاكمة كل مجرمين الحرب وفي مقدمتهم بشار الأسد، وتشكيل لجنة رقابية وطنية ذات صلاحيات كاملة تقوم بالإصلاح، في إطار الانتقال السياسي الذي يشكل الخطوة الأولى في كل ذلك".
التحكم بالمخابرات الجوية والعسكرية
وفي السياق ذاته، يشير مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، إلى ولاء رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء كفاح ملحم لرئيس النظام بشار الأسد.
ويرى في حديثه لـ"عربي21"، أن الخطوة تزيد من اعتماد الأسد على ملحم، مبيناً أن "ملحم الذي يتواجد دائماً في القصر الجمهوري، يستطيع الآن من خلال قناة مركزية التحكم بالمخابرات الجوية والعسكرية".
من جانب آخر، يريد الأسد، بحسب الأسعد، تجميع الأجهزة المخابراتية العسكرية في جهاز واحد، بسبب توزع الولاءات داخل جيش النظام، بين روسيا وإيران.
وأوضح أن "الأسد يريد إعادة التحكم بالفرق الجوية والبرية"، معتبراً أن "الخطوة يائسة لأن الأسد فقد القرار لصالح روسيا جوا، وإيران برا".
كفاح ملحم
وفي مطلع العام 2024، تسلم اللواء كفاح ملحم منصب مدير "مكتب الأمن الوطني" بدلاً من اللواء علي مملوك الذي جرى تعيينه كمستشار أمني لبشار الأسد.
وتتهم مصادر المعارضة ملحم بممارسة عمليات التعذيب في السجون، وتقول إنه من أوائل الضباط السوريين الذين دعوا إلى ضرب المناطق الخارجة عن سيطرة النظام بعد اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011.
وتم إدراج اسمه في قوائم العقوبات البريطانية، والأوروبية، والكندية، بصفته مسؤولاً عن عدد كبير من الجرائم، وعلى رأسها تعذيب المعتقلين، وممارسة عمليات الخطف بحق شخصيات المعارضة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية النظام السوري بشار الأسد سوريا سوريا بشار الأسد النظام السوري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأجهزة الأمنیة
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال تكشف عن التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات الأسد
تقول وول ستريت جورنال إنها اطلعت على وثائق تم التخلي عنها على عجل تظهر كيف كافح جهاز الاستخبارات الضخم التابع للنظام السوري المخلوع لفهم ما يقع على الأرض ووقف التقدم السريع "للمتمردين".
وتذكر الصحيفة الأميركية أن تقريرا مقلقا مكونا من 5 صفحات وصل إلى مكاتب ضباط الاستخبارات العسكرية في دمشق بعد أيام من هزيمة الجيش السوري في حلب بالشمال على يد قوات المعارضة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شهادات ناجين من هجوم الغوطة الكيميائيlist 2 of 2احتياجات الذكاء الاصطناعي من المياه العذبة هائلةend of listوتنسب لتلك الوثائق أن القوات النخبوية التي أرسلت لتعزيز دفاعات المدينة اضطرت إلى الانسحاب حيث تراجع الجيش بطريقة جنونية وفرّ الجنود بشكل هستيري تاركين خلفهم أسلحة ومركبات عسكرية.
وتقول إن كنزا يتضمن آلافا من وثائق الاستخبارات السرية للغاية -التي اكتشفها مراسلو صحيفة وول ستريت جورنال في أحد المباني في ديسمبر/كانون الأول- يوثق الانهيار السريع بشكل ملحوظ للنظام الاستبدادي الذي حكم سوريا بقبضة من حديد عقودا من الزمن.
وتشير الصحيفة إلى أن نظام بشار الأسد حاول عبر تصريحاته الرسمية التقليل من مكاسب قوات المعارضة لكن الاتصالات الداخلية بين القوات الموالية للنظام عكست حالة من الذعر المتزايد.
ومن بين ما كشفته تلك الوثائق أن جهاز الاستخبارات حذر من أن "المتمردين" سوف يتنكرون في هيئة قوات النظام من خلال حمل صور الأسد ورفع العلم السوري، كما ارتفعت في تلك الأثناء مخاوف التدخل الأجنبي مع ضعف قبضة النظام.
إعلانوفي تقرير صدر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، حذر الجهاز من أنه "تلقى معلومات عن اتصالات وتنسيق بين الجماعات الإرهابية في شمال سوريا وخلايا نائمة إرهابية في المنطقة الجنوبية ومحيط دمشق"، داعيا إلى تشديد المراقبة والتدابير الأمنية.
ومع تقدم قوات المعارضة، اقترح أحد تقارير الاستخبارات أن يشن الجيش السوري هجوما مفاجئا على مؤخرة جيش هيئة تحرير الشام ويضرب قاعدتهم في إدلب، متوقعا أن تزرع هذه العملية الفوضى وتخفف الضغط على القوات السورية حول حماة، لكن ذلك لم يتم، حسب الصحيفة.
ومع استمرار قوات المعارضة في الضغط، ركزت أجهزة الاستخبارات بشكل متزايد على الأمن في العاصمة، حتى إنها ركزت على ما بدا كأنه تفاصيل دقيقة، إذ أفاد أحد فروع الاستخبارات بأن العديد من الأشخاص انتقلوا مؤخرًا من الأراضي التي يسيطر عليها "المتمردون" في الشمال الغربي إلى إحدى ضواحي دمشق، محذرين من أنهم قد يكوّنون خلايا نائمة، كما أصدرت هيئة تحرير الشام تعليمات لعملائها في ريف دمشق بالاستعداد للتحرك، وفقًا لتقرير آخر.
وتبين الصحيفة أن تقريرا أرسل في 5 ديسمبر/كانون الأول 2025 كشف أن مصدرا من "المتمردين" المدعومين من الولايات المتحدة والمتمركزين بالقرب من الحدود الأردنية أبلغ الاستخبارات السورية أن الولايات المتحدة أصدرت لهم تعليمات بالتقدم نحو ريف درعا الشرقي ومدينة تدمر التاريخية.
ومع اقتراب قوات المعارضة من دمشق، قدم المخبرون -وفقا لوول ستريت جورنال- طوفانًا من المعلومات الاستخبارية عن أماكن وجود "الإرهابيين" المفترضة، وأشار أحدهم إلى أن 20 "إرهابيا" ودبابتين موجودون في مزرعة دواجن بينما لفت آخر إلى أن هيئة تحرير الشام تستخدم كهفًا في ريف إدلب مقرا لها.
وعشية انهيار النظام، توقعت وثيقة اطلعت عليها الصحيفة وصول قوات المعارضة إلى ضواحي دمشق في غضون يومين والاستيلاء على سجن صيدنايا، وكان التوقيت خاطئًا، لكن التنبؤ الأخير أثبت صحته إذ اقتحمت تلك القوات السجن وأطلقت سراح المعتقلين بعد ساعات من فرار الأسد من البلاد، وفقا للصحيفة.
إعلانوختمت وول ستريت بالقول إن موظفي جهاز الاستخبارات السوري ظلوا أوفياء حتى آخر لحظة لنظامهم وحاولوا حمايته من السقوط وهو ما يشي به آخر سطر في آخر وثيقة: "للمراجعة والقيام بما يلزم".