بعد العودة من مستشفيات غزة.. الأطباء المتطوعون يضغطون على واشنطن لوقف فوري لإطلاق النار
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
طوفان من العائلات الصارخة تحمل أحباءها المضرجين بالدماء عبر أبواب المستشفى الذي غمرته المياه بالفعل. طفل صغير يحاول إنعاش قرينا له لا يبدو أكبر منه بكثير. وآخر يبلغ من العمر 12 عاماً مصاب بشظايا في رأسه وبطنه، ويتم توصيل الأنابيب الطبية له وهو ملقى على الأرض.
يظل يوم 21 من يناير/كانون الثاني في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب غزة -في أعقاب هجوم صاروخي على موقع لتوزيع المساعدات- راسخا في ذاكرة الدكتور زاهر سحلول، وهو أخصائي رعاية حرجة أميركي يتمتع بسنوات من الخبرة في علاج المرضى بمناطق الحرب، بما في ذلك مناطق الحرب في سوريا وأوكرانيا.
ونقل سحلول وأمثاله من المتطوعين الذين عادوا من المستشفيات المحاصرة في غزة رواياتهم المباشرة عن المذبحة -إلى واشنطن- هذا الأسبوع، على أمل أن ينقلوا إلى إدارة الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين أن هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لتوفير الرعاية الطبية المنقذة للحياة.
وذكر تقرير بصحيفة نيويورك تايمز أن من بين الأدلة التي أخذها سحلول ليعرضها على المسؤولين -بما في ذلك أعضاء الكونغرس ومسؤولون من البيت الأبيض والخارجية والدفاع ووكالة التنمية الدولية- صورة صبي يبلغ من العمر 12 عاما وشهادة وفاته.
وقال الطبيب إن هذا الطفل لم يخرج من الجراحة حيا بعد توصيل الأنابيب الطبية، ولم يتمكن المستشفى من الوصول إلى أسرته وسط انقطاع شبه كامل للاتصالات.
تدمير متعمد للرعاية الصحيةوقال طبيبان آخران في الوفد هما أمبر عليان نائبة مدير برنامج أطباء بلا حدود، والجراح البريطاني نيك ماينارد، إن التقدم الطبي القوي الذي حققه الأطباء المحليون في غزة قد مُحي بسبب الحرب الإسرائيلية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال الدكتور ماينارد، الذي التقى في وقت سابق هذا العام وزير خارجية بلاده ديفيد كاميرون، إنه يأمل أنه إذا غيرت الولايات المتحدة لهجتها بشأن دعم ما تفعله القوات الإسرائيلية في غزة، فإن بريطانيا ستحذو حذوها.
وتحدث عن إجراء العمليات الجراحية لإصابات الصدر الناجمة عن الانفجارات باستخدام القليل من أدوية التخدير أو المضادات الحيوية بمستشفى الأقصى في دير البلح وسط غزة، في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني. وقال "كان الافتقار إلى مسكنات الألم مقلقا بشكل خاص لأننا رأينا الكثير من الأطفال يعانون من حروق فظيعة" واعتبر أن ما يحدث في غزة بمثابة "التدمير المتعمد لنظام الرعاية الصحية بأكمله".
وكان ضمن الوفد أيضا ثائر أحمد، وهو طبيب طوارئ أميركي فلسطيني عمل مع الدكتور سحلول نفس الفترة عندما طوقت القوات الإسرائيلية خان يونس وبدأت في إغلاق مستشفى ناصر.
وقال أحمد في مقابلة إنه كان لديه طفل صغير ورضيع يبلغ من العمر شهرين بالمنزل في شيكاغو عندما سافر إلى غزة. وقارن بين تجربة زوجته في القدرة على الولادة بمستشفى آمن ومزود بالموارد الجيدة مع طبيبة توليد تعرفها جيدا، وبين محنة الحوامل في غزة اللاتي يتضورن جوعا ويضعن مواليدهن بالملاجئ.
وذكر أنه مع ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى ما يقارب 32 ألفا في 5 أشهر، وفقا لوزارة الصحة في غزة، فإن الأميركيين الفلسطينيين "يصرخون بملء حناجرهم، و(لكن) لا حياة لمن تنادي".
وأضاف أنه "من الواضح أن الأرقام لا تحدث فرقا. وأخشى أن يصل عدد الشهداء إلى 40 أو 50 ألفا، وسنكون على نفس الحال. ماذا سأفعل وقتها؟".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يشن أول غارة جوية على البقاع اللبناني منذ وقف إطلاق النار
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، أول غارة جوية على محافظة البقاع شرق لبنان، ضمن خروقاته اليومية لوقف إطلاق النار.
ومنذ فجر 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يسود اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، أنهى قصفاً متبادلاً بدأ في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة بداية من 23 أيلول/سبتمبر الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على المنطقة بين بلدتي طليا وحزين في البقاع، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
ولم تتحدث الوكالة الرسمية عن تداعيات الغارة على الأراضي اللبنانية.
296 خرقاً لوقف إطلاق النار
بزعم التصدي لـ "تهديدات من حزب الله"، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 296 خرقاً لوقف إطلاق النار حتى صباح الأربعاء، ما أسفر عن 32 قتيلاً و38 جريحاً، وفقاً لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
جدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء، دعوته لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط على الاحتلال لوقف خروقاتها للاتفاق والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
تم تشكيل هذه اللجنة بموجب الاتفاق، وتضم كلاً من لبنان والاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل).
ومن أبرز بنود الاتفاق، انسحاب الاحتلال تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
كما ينص الاتفاق على أن يكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن استشهاد 4 آلاف و63 شخصاً وإصابة 16 ألف و663 شخصاً آخرين، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص، وفق الإحصائيات التي رُصدت بعد تصعيد العمليات الإسرائيلية في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وفي رده على العدوان، أعلن حزب الله تنفيذ ألف و666 عملية عسكرية بين 17 أيلول/ سبتمبر الماضي و27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 130 إسرائيلياً وإصابة ما يزيد على ألف 250 آخرين، إضافة إلى تدمير 76 آلية عسكرية.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يحتل منذ عقود أراضي في لبنان وسوريا وفلسطين، ويرفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس.