دمشق-سانا

“الحرب والاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين والتحديات الدولية والأسلحة المستقبلية أي طموح لفرنسا؟” للباحث كريستان ماليس وترجمة الدكتور علي حبيب، كتاب جديد من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب يسلط الضوء على تداعيات احتلال البلدان وما خلفته الحروب السابقة والأشكال الجديدة لها مستقبلاً.

وفي الكتاب يستعرض الباحث عدداً من المعارك والحروب وممارسات الجيش الصهيوني في الأراضي المحتلة والتي واجهت قوة لم يتوقعها من الفلسطينيين سببت له صدمة نفسية وثقافية، مشيراً إلى الآثار التي خلفتها المعارك الأخرى في المنطقة مثل معركة بنت جبيل في لبنان ومعركة الفلوجة، وما سلكه الجيش الأمريكي حينها.

ويرى الباحث أن الجيش الفرنسي استفاد من تجربة أمريكا فقلدها في اجتياح “إيزبين” في أفغانستان عام 2008، وما شهدته المعركة من قتل وجرائم بما يتشابه مع ما حدث في ليبيا ثم في مالي.

هذا التطرف في العنف حسب المترجم في مقدمته ليس إلا إحدى العلامات التي ترافق عودة الحرب، وقد شكل مفاجأة لأن العالم كان يعتقد بسلام تاريخي في الشؤون الدولية، وذلك في ظل نمو التجارة التي سهلتها العولمة.

ويبين الكتاب أن نهاية الحرب الباردة عام 1990 لم تشكل إلا نقطة انطلاق نحو نظام عالمي جديد يخيم عليه السلام، ونحو عصر جديد يخف فيه تهديد الرعب وأكثر قوة فيما يتعلق بالبحث عن العدالة وأكثر ضماناً في السعي من أجل السلام حسب ما اعترف به جورج بوش الأب.

ويتطرق الكتاب إلى.. كيف شهد العصر الجديد زيادة مذهلة في عدد التدخلات العسكرية من قبل القوى الغربية خارج حدودها، وكيف دفعت فرنسا خارج حدودها وحدها منذ 25 سنة جنوداً بلغ مجموعهم ستمئة ألف، ما يعادل جيشاً كبيراً.

ويدعو الكتاب إلى الغوص المستقبلي في عالم الحرب والصراع المسلح المنظم الذي هدفه سياسي، وإلى فهم تحولات هذا الصراع وكيف يمكن للإستراتيجية أن تتأقلم معه للحفاظ على السيطرة عليه.

ويبين الكتاب أن جغرافيا الحرب ستتغير وستخاض في الخطوط الخلفية للخصم عن طريق الإرهاب أو العمليات الخاصة، ويمتد النزاع إلى الفضاء وستضرب القوى العظمى نفسها عبر الفضاء وسيتلاشى مفهوم الجبهة الموروث وتضخم الأعداد البشرية على أرض المعركة ويصبح الفرد نفسه أمام جهاز حاسوبه على خط التماس في الفضاء السيبراني.

ويرى الكتاب أنه إذا كان الأمل قائماً في احتواء انفلات زمام الأمور فإن تسوية النزاعات تفترض وجود توافق غير موجود اليوم بين القوى العظمى، وإنما على العكس من ذلك ستزداد حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند ويصبح العالم عبارة عن مسرح لسباقات تسلح عدة في الشرق الأوسط وفي جنوب غرب آسيا وفي الشرق الأقصى.

ويدعو الباحث في كتابه إلى التفكير بالحرب المستقبلية وتحولات شكلها الخارجي ومخططاتها الإستراتيجية ومعرفة سبب ما فعلته القوى الغربية من القيام بمخططات وحروب جيدة.

الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 244 صفحة من القطع الكبير، ومترجمه يحمل دكتوراه في اللغة الفرنسية وآدابها.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الكشف عن الوحدة السرية الجديدة التي ستقود حرب الظل الروسية ضد الغرب

 

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن قيام أجهزة الاستخبارات الروسية بإنشاء وحدة سرية جديدة مهمتها قيادة حرب الظل ضد الغرب عبر استهدافه بهجمات سرية في جميع أنحاء أوروبا وأماكن أخرى.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين غربيين القول إن مهمات الوحدة الجديدة تشمل التخطيط لعمليات اغتيال وتخريب واستهداف طائرات بعبوات حارقة.

 

وتُعرف الوحدة باسم “إدارة المهام الخاصة”، ويقع مقرها داخل مبنى الاستخبارات العسكرية الروسية في ضواحي موسكو.

 

وجرى تأسيس الوحدة في عام 2023 ردا على الدعم الغربي لأوكرانيا، وتضم قدامى المحاربين الذين نفذوا بعض العمليات السرية الأكثر جرأة لروسيا في السنوات الأخيرة، وفقا لاثنين من رؤساء أجهزة استخبارات أوروبية ومسؤولين أمنيين من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا.

 

ويعتقد هؤلاء أن الإدارة الجديدة، المعروفة اختصارا باسم “إس إس دي” تقف وراء مجموعة من الهجمات الأخيرة ضد الغرب، بما في ذلك محاولة قتل الرئيس التنفيذي لشركة أسلحة ألمانية زودت أوكرانيا بعتاد ومخطط لوضع أجهزة حارقة على طائرات تستخدمها شركة الشحن “دي إتش إل”.

 

ووفقا للمسؤولين الاستخباراتيين الغربيين فإن المهام الثلاثة الرئيسية للإدارة الجديدة تتمثل في تنفيذ عمليات اغتيال وتخريب في الخارج، واختراق الشركات والجامعات الغربية، وتجنيد وتدريب العملاء الأجانب.

 

ويشرف رجلان على عمل الإدارة الجديدة هما الجنرال كولونيل أندريه فلاديميروفيتش أفيريانوف ونائبه اللواء إيفان سيرجيفيتش كاسيانينكو.

 

ويُعتبر أفيريانوف، وهو محارب قديم شارك في حرب الشيشان، مطلوبا من قبل الشرطة التشيكية للاشتباه في دوره في عملية تفجير مستودع للذخيرة في عام 2014 وأسفرت عن مقتل شخصين.

 

ومنح الرئيس فلاديمير بوتين أفيريانوف أعلى وسام في روسيا، بعد مشاركته في عمليات احتلال وضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

 

ويعتقد مسؤولون استخباراتيون غربيون أن نائبه، كاسيانينكو، نسق عملية تسميم العميل البريطاني سيرغي سكريبال وابنته يوليا في المملكة المتحدة في عام 2018.

 

ويشمل دور كاسيانينكو الإشراف على العمليات السرية في أوروبا والسيطرة على عمليات مجموعة فاغنر شبه العسكرية في أفريقيا بعد مقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين في عام 2023.

 

ويتحدر كاسيانينكو (50 عاما) من كازاخستان، وانضم إلى الاستخبارات العسكرية الروسية، بعد خدمته في القوات الجوية الروسية.

 

يتحدث كاسيانينكو الفارسية، وكان قد عمل سابقا في طهران تحت غطاء منصب دبلوماسي.

 

ووفقا لمسؤولين استخباراتيين أوروبيين، شارك كاسيانينكو مؤخرا في تسهيل نقل المهارات والتكنولوجيا من روسيا إلى إيران

مقالات مشابهة

  • هذا ما نعرفه عن البروتوكولات الإنسانية في الحروب والنزاعات المسلحة
  • قرقاش: نعيش لحظة مصيرية مهمة في ظل تداعيات الحروب الممتدة
  • خارجية تركيا: الإدارة السورية الجديدة تأخذ الخطوات الصحيحة للتعامل مع المجموعات المسلحة
  • الكشف عن الوحدة السرية الجديدة التي ستقود حرب الظل الروسية ضد الغرب
  • إيران تؤكد تلقيها "رسائل" من الحكومة السورية الجديدة
  • هل تنجح الحكومة السورية المؤقتة في نزع سلاح الأكراد ودمجهم في الجيش؟
  • انقسام وشيك للسودان المنهك
  • أردوغان : أثق في الإدارة السورية الجديدة ونعمل معها بشكل وثيق
  • قطر ترحب بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة الجديدة في سوريا
  • وزير الخارجية التركي يؤكد ضرورة دعم الإدارة السورية الجديدة