تداعيات الاحتلال وما خلفته الحروب والأشكال الجديدة لها مستقبلاً في كتاب جديد للهيئة السورية للكتاب
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
دمشق-سانا
“الحرب والاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين والتحديات الدولية والأسلحة المستقبلية أي طموح لفرنسا؟” للباحث كريستان ماليس وترجمة الدكتور علي حبيب، كتاب جديد من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب يسلط الضوء على تداعيات احتلال البلدان وما خلفته الحروب السابقة والأشكال الجديدة لها مستقبلاً.
وفي الكتاب يستعرض الباحث عدداً من المعارك والحروب وممارسات الجيش الصهيوني في الأراضي المحتلة والتي واجهت قوة لم يتوقعها من الفلسطينيين سببت له صدمة نفسية وثقافية، مشيراً إلى الآثار التي خلفتها المعارك الأخرى في المنطقة مثل معركة بنت جبيل في لبنان ومعركة الفلوجة، وما سلكه الجيش الأمريكي حينها.
ويرى الباحث أن الجيش الفرنسي استفاد من تجربة أمريكا فقلدها في اجتياح “إيزبين” في أفغانستان عام 2008، وما شهدته المعركة من قتل وجرائم بما يتشابه مع ما حدث في ليبيا ثم في مالي.
هذا التطرف في العنف حسب المترجم في مقدمته ليس إلا إحدى العلامات التي ترافق عودة الحرب، وقد شكل مفاجأة لأن العالم كان يعتقد بسلام تاريخي في الشؤون الدولية، وذلك في ظل نمو التجارة التي سهلتها العولمة.
ويبين الكتاب أن نهاية الحرب الباردة عام 1990 لم تشكل إلا نقطة انطلاق نحو نظام عالمي جديد يخيم عليه السلام، ونحو عصر جديد يخف فيه تهديد الرعب وأكثر قوة فيما يتعلق بالبحث عن العدالة وأكثر ضماناً في السعي من أجل السلام حسب ما اعترف به جورج بوش الأب.
ويتطرق الكتاب إلى.. كيف شهد العصر الجديد زيادة مذهلة في عدد التدخلات العسكرية من قبل القوى الغربية خارج حدودها، وكيف دفعت فرنسا خارج حدودها وحدها منذ 25 سنة جنوداً بلغ مجموعهم ستمئة ألف، ما يعادل جيشاً كبيراً.
ويدعو الكتاب إلى الغوص المستقبلي في عالم الحرب والصراع المسلح المنظم الذي هدفه سياسي، وإلى فهم تحولات هذا الصراع وكيف يمكن للإستراتيجية أن تتأقلم معه للحفاظ على السيطرة عليه.
ويبين الكتاب أن جغرافيا الحرب ستتغير وستخاض في الخطوط الخلفية للخصم عن طريق الإرهاب أو العمليات الخاصة، ويمتد النزاع إلى الفضاء وستضرب القوى العظمى نفسها عبر الفضاء وسيتلاشى مفهوم الجبهة الموروث وتضخم الأعداد البشرية على أرض المعركة ويصبح الفرد نفسه أمام جهاز حاسوبه على خط التماس في الفضاء السيبراني.
ويرى الكتاب أنه إذا كان الأمل قائماً في احتواء انفلات زمام الأمور فإن تسوية النزاعات تفترض وجود توافق غير موجود اليوم بين القوى العظمى، وإنما على العكس من ذلك ستزداد حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند ويصبح العالم عبارة عن مسرح لسباقات تسلح عدة في الشرق الأوسط وفي جنوب غرب آسيا وفي الشرق الأقصى.
ويدعو الباحث في كتابه إلى التفكير بالحرب المستقبلية وتحولات شكلها الخارجي ومخططاتها الإستراتيجية ومعرفة سبب ما فعلته القوى الغربية من القيام بمخططات وحروب جيدة.
الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 244 صفحة من القطع الكبير، ومترجمه يحمل دكتوراه في اللغة الفرنسية وآدابها.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الملك فاروق والعلاقات الخارجية.. كيف تعامل مع القوى العالمية؟
يصادف اليوم ذكرى وفاة الملك فاروق الأول (1936-1952) ملك مصر، كانت فترة حكمه فترة حرجة من تاريخ العالم، حيث شهدت فترة حكمه الحرب العالمية الثانية، وبداية الحرب الباردة.
تميزت علاقاته الدولية بالاضطراب والتقلب، حيث حاول الموازنة بين القوى العظمى، لكنه في النهاية وقع في دائرة النفوذ البريطاني حتى الإطاحة به في ثورة يوليو 1952.
فاروق وبريطانيا: علاقة معقدةكانت مصر تحت الاحتلال البريطاني منذ 1882، ورغم استقلالها الشكلي في 1936، إلا أن بريطانيا احتفظت بنفوذ قوي داخل البلاد.
عندما تولى فاروق الحكم، حاول أن يبعد بنفسه عن الهيمنة البريطانية، لكنه لم يكن قادرًا على مواجهتهم بشكل مباشر.
خلال الحرب العالمية الثانية، سعى فاروق إلى تبني موقف الحياد، وهو ما أغضب البريطانيين الذين كانوا يريدون دعمًا مصريًا واضحًا ضد دول المحور.
في 1942، أجبرت بريطانيا الملك فاروق على تعيين مصطفى النحاس باشا رئيسًا للوزراء، فيما عرف بـ “حادثة 4 فبراير”، حيث حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين وأجبرت الملك على الامتثال.
أدى ذلك إلى فقدان فاروق جزءًا كبيرًا من شعبيته، حيث اعتبر ملكًا ضعيفًا خضع للإملاءات الأجنبية.
العلاقات مع ألمانيا وإيطاليا:رغم التزام مصر الرسمي بالحلفاء في الحرب العالمية الثانية، أبدى فاروق تعاطفًا مع ألمانيا وإيطاليا، على أمل التخلص من النفوذ البريطاني.
تشير بعض الوثائق إلى أن فاروق كان على اتصال بالسفارة الألمانية، وكان يأمل في انتصار الألمان لطرد البريطانيين من مصر.
علاقته بالولايات المتحدة:مع نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الولايات المتحدة تبرز كقوة عالمية، وحاول فاروق تعزيز علاقاته بها لموازنة النفوذ البريطاني.
في أواخر الأربعينيات، قدمت مصر طلبًا للحصول على أسلحة أمريكية، لكن واشنطن لم تكن راغبة في تحدي النفوذ البريطاني في المنطقة.
بعد اندلاع حرب فلسطين 1948، وجهت الولايات المتحدة انتقادات لأداء الجيش المصري، وهو ما زاد من توتر العلاقات بين الطرفين.
فاروق والعالم العربيسعى فاروق إلى لعب دور قيادي في العالم العربي، خاصة بعد تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، لكنه فشل في توحيد العرب خلال حرب فلسطين.
واجه انتقادات بسبب سوء إدارة الحرب، حيث اتهمت حكومته بعدم توفير الأسلحة الكافية للجيش المصري، مما أدى إلى الهزيمة أمام إسرائيل.