المناطق_أ ش أ

أكدت جامعة الدول العربية في الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيسها أن قضية فلسطين تظل عنواناً مركزياً للعمل العربي المشترك أجمعت عليه الشعوب العربية.

جاء ذلك في بيان صدر اليوم /الجمعة/ عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في ذكرى تأسيسها بعنوان “الطريق ما زال طويلاً وقضية فلسطين تظل العنوان الأهم”.

أخبار قد تهمك استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في مدينة أريحا 22 مارس 2024 - 1:40 مساءً بريطانيا وأستراليا تدعوان إلى “وقف فوري للقتال “في قطاع غزة 22 مارس 2024 - 11:23 صباحًا

وقال البيان “تحل في هذا اليوم 22 مارس 2024، الذكرى التاسعة والسبعون لتأسيس جامعة الدول العربية والتوقيع على ميثاقها في 22 مارس عام 1945”.

وأضاف “تسترجع هذه الذكرى مسيرة طويلة وطريقاً صعبة قطعتها الدول والشعوب العربية من أجل توثيق علاقاتها وتنسيق مواقفها لمواجهة التحديات الهائلة من الداخل والخارج”.

وأكد البيان أن الأمانة العامة للجامعة العربية تنظر إلى التاريخ الطويل من العمل العربي المشترك، وما انطوى عليه من لحظات مفصلية، بشكل عملي يعترف بوجود نجاحات تحققت وإخفاقات لازالت تقف أمام تجسيد حلم توحيد الكلمة العربية وتحقيق الأهداف القومية العزيزة للشعوب العربية.

وقالت الجامعة “لقد اختارت الدول العربية منذ التأسيس نهج العمل التدريجي المؤسسي لتحقيق التنسيق بينها والتعاون بين حكوماتها، في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولا زالت الجامعة العربية هي الإطار الوحيد الذي يضم في داخله مختلف المسارات المؤسسية للعمل العربي، بما يجعل السعي إلى الوحدة العربية واقعاً ملموساً وليس مجرد شعار سياسي أو هدف خال من المضمون.

وفي هذه الذكرى المهمة، فإن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تذكر مجدداً بأن التحديات المحدقة بمنطقتنا لا يُمكن مواجهتها سوى بعمل جماعي وجهد تنسيقي، وأنه لا قبل للدول العربية في هذا العصر بالذات بالتحرك فرادى في عالم يتجه إلى التكتل، ولا يعترف سوى بالكيانات الكبرى. لا يزال أمام الدول العربية الكثير مما يُمكن تحقيقه على صعيد العمل المشترك من أجل حشد الإمكانيات الهائلة للأمة، العربية وتوجيه طاقاتها المتنوعة، سواء على صعيد الموارد الطبيعية والبشرية أو الإمكانيات الاقتصادية وغيرها، بهدف خدمة الشعوب وتحقيق رفعتها.

وقالت الأمانة العامة “غني عن البيان أن القضية الفلسطينية تظل – مع الاسف – عنواناً مركزياً للعمل العربي.. عنوان طالما اجتمعت عليه الشعوب العربية من أقصى الأمة إلى أقصاها منذ عام 1948. وقد أسهمت حرب غزة الأخيرة التي كشفت بشاعة الاحتلال التي تفوق التصور واختلال المعايير العالمية على نحو فادح وفاضح في إعادة الاعتبار إلى مركزية هذه القضية، لدى الشعوب والدول العربية على حدٍ سواء، بما يدفع إلى بذل المزيد من الجهد المتضافر والعمل على كل الأصعدة السياسية والشعبية من أجل إسناد الفلسطينيين وتعزيز صمودهم على أرضهم وتضميد جراحهم وإغاثتهم في مواجهة بربرية الاحتلال ووحشيته، وتجسيد حقهم في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: غزة فلسطين الأمانة العامة الدول العربیة للعمل العربی العربیة فی

إقرأ أيضاً:

بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟

نكتب ساخرين رغم آلام غزة، وحُق لنا أن نسخر من النظام الرسمي العربي، وخاصة ما كان يسمى بالدول المؤثرة أو ذات الثقل، ولا نظنه بعد الطوفان إلا ثقل شحوم ودهون (ونحفظ للمقال رائحة طيبة). سقطت إلى الأبد مؤسسة كانت تسمى الجامعة العربية، وتلك الجملة التي تليها في نشرات الأخبار مؤسسات العمل العربي المشترك.

يحق لنا طرح السؤال، فقد عشنا طيلة أكثر من نصف قرن بوهم تحرير فلسطين عبر العمل العربي المشترك، فإذا بالأنظمة العربية تشترك كلٌّ بما استطاعت من وسائل في تأبيد احتلال فلسطين، وفوق ذلك لا يستحون أن يفضح العدو تحريضهم إياه على تدمير المقاومة.

بماذا سيحكمون شعوبهم الآن وقد انفضح تآمرهم على المقاومة وعلى من يناصرها ولو بالكلمة؟ ستكسب المقاومة الكثير من حربها، وهي الآن فاعل مركزي في المنطقة، فكيف ستفعل الأنظمة التي تكلمت ذات يوم باسم فلسطين وتحرير المقدسات؟

عشنا طيلة أكثر من نصف قرن بوهم تحرير فلسطين عبر العمل العربي المشترك، فإذا بالأنظمة العربية تشترك كل بما استطاعت من وسائل في تأبيد احتلال فلسطين، وفوق ذلك لا يستحون أن يفضح العدو تحريضهم إياه على تدمير المقاومة. بماذا سيحكمون شعوبهم الآن، وقد انفضح تآمرهم على المقاومة وعلى من يناصرها ولو بالكلمة؟ 
لم نعد نر إلا أجهزة القمع

منذ أول انقلاب عسكري عربي، كان خطاب الشرعية السياسية يقوم على معركة تحرير الأمة، بدءا بتحرير فلسطين، ولا نحصي كم حج خطباء الانقلابات إلى القدس الشريف. لكن بعد حرب الطوفان والتآمر على المقاومة، هل مازال يمكن تسويق هذا الخطاب للجمهور الذي عاش المعركة، ومُنع بكل السبل من المشاركة فيها، أو حتى التبرع لها بالدم؟

هذه الذريعة لبناء الشرعية سقطت، بل تعرت ككذبة وفضيحة، وصارت مطعنا في الشرعية السابقة؛ فقد صحح الطوفان إذن الأكاذيب السابقة، وسحب الأكاذيب الراهنة، ومنع أكاذيب في المستقبل. الأنظمة العربية إلا الاستثناء القطري، لم تعد تملك الكذب باسم فلسطين، ولن يمكنها إسناد كراسيها على المعركة القومية التي خذلوها. وما يسري على الأنظمة، يسري على الحركات السياسية القومية واليسارية، التي تدافع عن هذه الأطروحة وتبني عليها وجودها، ومن أجلها وقفت مع كل انقلاب حتى صارت مجرد حركات انقلابية.

وإذا أضفنا هذا الخذلان السياسي والعسكري للمقاومة إلى فشل الأنظمة العربية في كل معارك التنمية المعلنة، ودفعها بلدانها إلى درجات من التداين التي تكبلها الآن وفي المستقبل، فبماذا ستسند شرعيتها؟ علما أن لا أحد منها وصل إلى الحكم بانتخابات نزيهة أو تقف وراءه كتلة شعبية محترمة، أو خاض معركة حقيقة حتى ضد وباء كورونا. لم تبق إلا أجهزة القمع بكل عتادها، ونظنه العتاد الوحيد الصالح للاستعمال في ثكنات الأنظمة.

وتيرة القمع سترتفع

تآكل عناصر الشرعية لم يُبق للأنظمة العربية أسسا تحكم بها غير أن تغتصب إرادة شعوبها لمدة أخرى بوتيرة قمع أشد وأنكي. تقف معها الآن فئات من الطامعين في الفيء، ولكن هذا الفيء نفسه يتقلص باستمرار، ولن يكون بالإمكان رشوة أجهزة إعلامية عالمية ذات مصداقية للدفاع عنها. وحتى الصحف الغربية ذات الصيت التي كانت تنشر لها مقالات دعاية مدفوعة الأجر، فقدت مصداقيتها في حرب الطوفان، ولن يمكن ترويج المزيد من الأكاذيب عن نجاحات سياسية عربية أمام شعوبها أو أمام العالم. لقد مسح بها نظام جنوب أفريقيا البلاط.

وقد استعمل الكيانُ الأنظمةَ قبل الطوفان ثم استنزفها حتى العظم في هذه المعركة، وباركت الأنظمة الغربية دور هذه الأنظمة وأسندتها بالمال والسياسة. ولكن الأنظمة الغربية فقدت الكثير من المصداقية أمام شعوبها، وستناور في المدة القريبة -بمجرد الوصول إلى وقف إطلاق نار- من أجل ترميم علاقتها بشعوبها الثائرة، ومن أجل إعادة تسليك قنوات العمل لشركاتها التي تضررت بالمقاطعة. ومن أجل ذلك، ستتخلى عن كثير من دعم الأنظمة العربية وتمارس تمثيليات دعم الديمقراطية، وهي عادة تتقنها، ولهذا ثمن مالي وسياسي في مدى منظور.

استعمل الكيانُ الأنظمةَ قبل الطوفان ثم استنزفها حتى العظم في هذه المعركة، وباركت الأنظمة الغربية دور هذه الأنظمة وأسندتها بالمال والسياسة. ولكن الأنظمة الغربية فقدت الكثير من المصداقية أمام شعوبها، وستناور في المدة القريبة -بمجرد الوصول إلى وقف إطلاق نار- من أجل ترميم علاقتها بشعوبها الثائرة، ومن أجل إعادة تسليك قنوات العمل لشركاتها التي تضررت بالمقاطعة. ومن أجل ذلك، ستتخلى عن كثير من دعم الأنظمة العربية وتمارس تمثيليات دعم الديمقراطية.
سنسمع في منتديات الغرب السياسية حديث دعم الحريات والديمقراطية في مصر وتونس والجزائر، وحتى في حقول النفط السعودية، وتترجم هذه الخطابات بابتزاز وضغط، قد تفلح نخب مقموعة في الاستفادة منه والخروج إلى الشوارع (وإن كان هذا أملا ضعيفا). كل هذا سيدفع الأنظمة إلى المزيد من القمع والفشل الاقتصادي، بما يجعلها في مواجهة شوارع مفقرة ومقهورة، ترى في يحيى سريع بطلا قوميا، وتسخر من السيسي وتبون وسعيد.

شرعية المقاومة تعود وتوجه الشارع العربي

هذه نتيجة مباشرة وسريعة لمعركة الطوفان؛ فقد اتضحت الصفوف وتعمق الفرز، حتى لم يعد هناك مجال للتراجع. توقعاتنا -وهي متفائلة- أن لن تطير الطائرات فوق غزة وترجمها، فقد استقلت غزة، وستعاني إعادة الإعمار بالروح نفسها التي قاومت بها تسعة شهور (نرجح تواصل المناوشات حتى نهاية السنة). وستتكلم المقاومة وأنصارها في الشعوب عن مكاسب المقاومة وتبني عليها، وسيكون خطابها القادم: القدس محررة دون تدخل الأنظمة المتواطئة.

شرعية أخرى قامت على الأرض وخارج الخطاب القومجي المخادع للأنظمة وللحركات القومية التي تخلفت عن المعركة. لقد خاب ظننا وقت المعركة من درجة التعاطف الشعبي الضعيفة، وعدم تثوير الشوارع العربية مع المقاومة، ولكن هبة الأردنيين للتبرع بالدم عندما نادى المنادي بذلك، كشفت مقدار الإخلاص للمقاومة، وهذه أرصدة كامنة سيكون لها أثر وفعل في قادم الأيام.

ترك الربيع العربي أثرا في النفوس، وطعم الحرية لم يغب عن ألسنة تذوقته، وقد أعقبته مرارة الانقلابات والخيبة، ولكن رُب خيبة تعلم. سيخوض التونسيون انتخابات مغشوشة ويزداد وعيهم بالحرية، وستكون لأزمات الكهرباء وانقطاع مياه الشرب وتجميد الرواتب وإغلاق باب التشغيل، وحتى انعدام أعلاف الدواب؛ أثر في النفوس. وهذه التراكمات مضافة إلى انتصار غزة واستقلالها لن تكون بلا تأثير، إنما الأمر متعلق بقادم لا يمكن توقعه.

في انتظار هذا القادم المجهول، الذي قد يكون صفعة أمنية أخرى على وجه فقير مثل البوعزيزي، فإننا أيقنّا أن لا نظام من أنظمة الحكم العربية يملك شرعية البقاء وشرعية الحكم، لقد كشفتهم حرب الطوفان، فتعرّت بقية العورات التنموية والسيادية. نحن الآن محكومون بأجهزة قمعية تحمي أنظمة فاشلة ومعادية لشعوبها، وهذا وضع مؤقت كلما رفع من درجة القمع ليبقى، انكشف أكثر مثل ضرس أصابه سوس.

السياسي العربي المعارض الذي سيرتب جمله وأفعاله على نتائج حرب الطوفان، سيكون له الحق في قيادة شعبه نحو نصر ديمقراطي عظيم. متى ذلك؟ لقد علمتنا غزة الصبر.

مقالات مشابهة

  • ماذا تبقى من الشارع العربي؟
  • بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف الإبادة في غزة
  • تحرك من الجامعة العربية لتجميد مشاركة إسرائيل بالجمعية العامة للأمم المتحدة
  • اختتام المؤتمر العربي الحادي عشر للمسؤولين عن الأمن السياحي
  • اجتماع طارئ للجامعة العربية اليوم لبحث الانتهاكات الإسرائيلية
  • مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربيّة تشارك بالمؤتمر الاقليمي لاستعراض الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة
  • اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية غدا لبحث سبل مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • غدا .. اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث سبل مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • غدًا.. اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث سبل مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي