خطيب المسجد النبوي: هذا العمل من صفات أهل الجنة في رمضان
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم عن فضائل شهر رمضان، وما خصّ الله به هذا الشهر العظيم من فضائل ينالها العبد بالعبادات من ثواب الصيام، وأداء الصلوات المفروضة في وقتها، وقيام الليل، والذكر، وتلاوة القرآن، والعمرة، والصدقة، والتوبة الصادقة، والاستغفار.
هذا العمل من صفات أهل الجنة في رمضان.. خطيب المسجد النبوي يوضحه
وأوضح الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة من المسجد النبوي أن الله فضّل الأيام والليالي بعضها على بعض، واصطفى من الشهور شهراً جعله قرّة شهور العام، وخصّه بمزيد من الفضل والإكرام، ففي شهر رمضان أنزل القرآن، وفيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق أبواب النيران، وتصفّد الشياطين، وتكفّر فيه الخطايا إذا اجتُنبت الكبائر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر" رواه مسلم
وقال خطيب المسجد النبوي: إن صيام رمضان يقي من الآثام والنار، وأما ثوابه فالذي يتولّاه فهو الربّ الكريم، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – قال الله عزّ وجلّ "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" متفق عليه
وأضاف: أن العمل الصالح يشرُفُ في الزمن الفاضل، وأن أفضل القربات توحيد الله، وإخلاص العمل له، وبهذا أُمر جميع الخلق، مبيناً أن الأعمال الصالحة لا تُقبل إلا بمتابعة سُنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وطاعته موجبة للجنة، لقوله عليه الصلاة والسلام "من أطاعني دخل الجنة" رواه البخاري
وأوضح الشيخ عبدالمحسن القاسم، أن الصلاة عمود الدين، وعهدٌ على الله من حافظ عليه دخل الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن لم يضيّع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهدٌ أن يدخله الجنة" رواه أحمد
وبين أن القرآن الكريم مما امتنّ الله به على هذه الأمة، لقوله جلّ وعلا " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ"
وذكر أن تلاوة القرآن تزيد في الإيمان، وآياته أبكت العظماء، وامتدح الله من تلاه وعمل به، ووعده بالزيادة والوفاء، مبيناً أن أفضل ما يُتلى القرآن في الشهر الذي نزّل فيه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن" متفق عليه
خطيب المسجد الحرام: صوم رمضان وقيامه سبب لغفران الذنوب والآثام بحضور الرئيس السيسي.. خطيب مسجد المشير: نصر العاشر من رمضان أثبت أن زمن المعجزات لم ينتهِوأشار خطيب المسجد النبوي إلى أن قيام الليل من صفات أهل الجنة، فقال الله تعالى " كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" داعياً إلى المحافظة على صلاة القيام في رمضان مع الإمام حتى ينصرف، ليتعرّض لنفحات الله، مبيناً فضائل رمضان، مذكّراً بفضل الدعاء، إذ قال الله سبحانه "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "، مؤكداً فضل الدعاء بطلب الهداية، وصلاح الذرية، والسعادة، والفلاح، والرزق الحلال من الله عزّ وجلّ، والدعاء بطلب المغفرة ودخول الجنة.
كما أوضح الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم فضل الصدقة في رمضان، مبيناً أنها برهان على الإيمان وأفضلها في رمضان، وأن إنفاق المال خير للنفس، إذ تدعو الملائكة للمنفق كل يوم بالخُلف عمّأ أنفق، إذ قال عليه الصلاة والسلام " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعطْ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً. متفق عليه .
وبيّن أن مما يُندم عليه عند الممات، ترك الصدقة، قال تعالى " وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِي أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ".
وذكر فضل العمرة في رمضان وعظيم ثوابها، مستدلاً بقول النبي – صلى الله عليه وسلم – " إن عمرة في رمضان حجة" رواه البخاري.
وتابع فضيلته قائلاً: إن أكثر الناس لا يدركون فضل التوبة وحقيقتها، فالتوبة الصادقة من أفضل العبادات، ولا يكملُ عبدٌ ولا يحصل له كمال قربٍ من الله إلا بها، وقد أمر الله جميع المؤمنين بالتوبة لينالوا الفلاح، فقال الله تعالى " وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" وخير يوم في عمر العبد يومٌ يتوبُ فيه إلى الله.
وبيّن خطيب المسجد النبوي فضل الاستغفار على المرء من محو الذنوب والآثام ودفع العذاب، كما أن الاستغفار يرفع الدرجات ويجلب الغيث، ويكثر الأموال والبنين، ويُنبت الثمار، ويجلي الأنهار، وبه تتنزّل الرحمات لقوله تعالى " وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" وقوله جلّ وعلا "ولولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون".
واختتم الخطبة مذكّراً أن المرأة مأمورة بما يؤمر به الرجال من العبادات من تلاوة القرآن والدعاء والصدقة والذكر والاستغفار والتوبة وقيام الليل، إلا أن صلاتها في دارها خير لها من صلاها في المسجد.
وأوصى باستغلال أيام وليالي رمضان، وأن العاقبة لمن اغتنمها، وتدارك ما فات من العمر، والعمل والتوكّل على الله واستبشار الخير بفضله عزّ وجلّ، مبيناً أن المغبون من انصرف عن طاعة الله أو تكاسل عنها، والمحروم من حُرم الخير في رمضان، والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات، والأعمال بالخواتيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي فضائل شهر رمضان خطبة الجمعة صيام رمضان قيام الليل فضل الدعاء فضائل رمضان فضل الاستغفار خطیب المسجد النبوی صلى الله علیه وسلم فی رمضان قال الله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: القرآن الكريم أثبت نورانية النبي
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن نورانية النبي العدنان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فكان سيدنا محمد بن عبد الله هو ذلك النور الذي ظهر فجأة في جزيرة العرب بمكة ذلك الموضع الذي ضم أول بيت وضع للناس في الأرض، فكان سيدنا محمد هو النور المبين الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، وجاء ليحقق المدينة الفاضلة، فدعا أولاً لتوحيد مصدر تلقي التعليمات.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه أقام النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الدلائل والبراهين على صدق دعوته، تلك الدعوة التي لا يختلف عليها عقلاء الأرض وهي أن الصانع واحد، وينبغي أن يفرد بالعبادة وحده، كما انفرد بالخلق والإيجاد، بنى الاعتقاد السليم في الله والكون والإنسان، كون النظام الاجتماعي الفريد، كون الدولة الإسلامية تنشر الإسلام في شتى بقاع الأرض، أقام حضارة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا تباهي حضارات العالم بكمالها ونزاهتها.
وقد أثبت القرآن نورانية النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ } ، وقال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}.
فهو صلى الله عليه وسلم نور ومنير، ولا شيء في أن يعتقد المؤمن بأنه صلى الله عليه وسلم نورًا طالما أن الله عز وجل قد وصفه بذلك وسماه نورًا، ولقد ثبت في السنة أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون : إنه وجهه صلى الله عليه وسلم كالقمر [رواه النسائي في الكبرى]، وقدر أخبر صلى الله عليه وسلم أنه عندما حملت فيه أمه: «رأت نورًا أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام » [ذكره الطبري في تاريخ، وابن هشام، وصاحب حلية الأولياء].
وأكد أصحابه رضوان الله عليهم أن : «النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة أضاء منها كل شيء، وعندما مات أظلم منها كل شيء» [أحمد والترمذي وابن ماجه] إلى غير ذلك من آثار وأحاديث تبين أنه صلى الله عليه وسلم كان نورًا، ولا ينبغي أن ننفي أن ذلك النور كان حسياً، فليس هناك ما يتعارض مع أنه ﷺ كان نورا ومنيرًا، وأنه ﷺ له نور حسي مع أصل العقيدة، كما أنه لا يعارض طبيعته البشرية التي أخبر بها القرآن.