القدس – (رويترز) – قالت المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم الأربعاء إنها ستنظر في طعن على قانون جديد يحد سلطاتها مما يضعها في مواجهة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية التي تسعى إلى تعديل النظام القضائي. وجاء في قرار نشرته المحكمة على موقعها الإلكتروني إنه من المقرر تحديد جلسة لنظر الطعن في سبتمبر أيلول.
ولم تصدر المحكمة أي أمر قضائي ضد القانون الجديد الذي دخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء. وقدمت جماعة مراقبة سياسية ونقابة المحامين في إسرائيل طلبا للمحكمة للتدخل. ويقول منتقدون إن التعديلات ستفتح الباب أمام الفساد وإساءة استخدام السلطة عبر إلغاء الضوابط الرقابية الفعالة على السلطة التنفيذية الحاكمة. وتسببت خطة التعديلات القضائية في إحداث صدع كبير داخل المجتمع الإسرائيلي وقوبلت باحتجاجات غير مسبوقة مستمرة منذ شهور. كما أثارت قلق الحلفاء في الخارج بما في ذلك واشنطن، الداعم الرئيسي لإسرائيل، فيما يتعلق بسلامة الحياة الديمقراطية، وزعزعت ولاء بعض جنود الاحتياط في الجيش. لكن الأزمة حول التعديلات القضائية شهدت وقوف المواطنين العرب، الذين يشكلون خمس سكان إسرائيل، موقف المتفرجين لخيبة أملهم مما يقولون إنه تمييز منهجي أضر بأوضاعهم. ويقولون إنه لا مكان لهم في الجدل حول هوية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. ووجه استطلاعان للرأي ضربة قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ووفقا للاستطلاعين اللذين نشرتهما محطتان إخباريتان رئيسيتان في إسرائيل، فإنه إذا خاض نتنياهو انتخابات الآن فسيتراجع عدد مقاعد ائتلافه الحاكم من 64 إلى 52 أو 53 في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. وذكر استطلاع نشرته قناة إن12 نيوز الإسرائيلية أن المقاعد التي حصل عليها حزب ليكود بزعامة نتنياهو (73 عاما) ستتراجع من 32 إلى 28، وتوقع استطلاع نشرته القناة 13 في وقت متأخر مساء أمس الثلاثاء أن مقاعد الحزب ستتراجع إلى 25. وأقر الائتلاف، المكون من أحزاب قومية ودينية بعد انتخابات جرت في نوفمبر تشرين الثاني، تشريعا يوم الاثنين يحد من بعض صلاحيات المحكمة العليا. وكان ذلك بمثابة إقرار لأول مشروع قانون في خطة التعديلات القضائية التي أعلنتها الحكومة في يناير كانون الثاني والتي يقول نتنياهو إنها ضرورية لتحقيق التوازن بين السلطات. ويقول معارضو التعديلات القضائية إنها تهدد المبادئ الديمقراطية لإسرائيل واستقلال المحاكم، ربما مع التركيز على قضية فساد يواجهها هو نفسه، وينفي نتنياهو ذلك. وتأتي الأزمة الداخلية في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف في الضفة الغربية. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم الأربعاء أن شابا يبلغ من العمر 23 عاما قُتل برصاص القوات الإسرائيلية خلال مواجهات في مدينة نابلس بالضفة الغربية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ألقى القبض على شخص يشتبه بضلوعه في “نشاط إرهابي”، مضيفاً أن “مهاجما مسلحا أطلق النار على الجنود الذين ردوا بإطلاق الرصاص الحي، وجرى تحديد إصابة. ونقل المشتبه به إلى قوات الأمن ليخضع لمزيد من الاستجواب. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي”. ومع انخفاض الشيقل بنحو عشرة بالمئة منذ أن أعلنت الحكومة عن خططها في يناير كانون الثاني وتزايد الضغط على نتنياهو، يتطلع خصومه إلى المعسكر الأكثر اعتدالا في حزب ليكود لإثنائه عن المضي قدما في المزيد من التشريعات. * هل التوافق ممكن؟ وجه الرئيس إسحق هرتسوج، الذي حاول التوسط للتوصل إلى أرضية مشتركة، رسالة مفتوحة يدعو فيها إلى الوحدة قبل يوم صيام يهودي حدادا على تدمير المعابد القديمة في القدس. ووضع هرتسوج فيها بالمسؤولية فيما يبدو على عاتق نتنياهو. وجاء في الرسالة “كما أكدت من قبل فإن المسؤولية الأكبر، إن لم تكن الوحيدة، لإيجاد حلول مفيدة للدولة والمجتمع ككل، ستكون دوما مع الذين لديهم سلطة وبيدهم مقاليد الحكومة”. ورد أوفير كاتس زعيم كتلة الائتلاف في الكنيست والنائب عن حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو قائلا إن تصريحات هرتسوج مؤسفة. وقال كاتس في بيان نقلته وسائل إعلام محلية “بدلا من بعث رسالة مصالحة والانضمام إلى دعوات الائتلاف لاستئناف الحوار، فهو (هرتسوج) يوجه أصابع الاتهام إلى الائتلاف”. وعبرت الولايات المتحدة عن أسفها إزاء تصويت الكنيست وحثت على التوصل إلى توافق لكنها لم تقدم أي تلميح إلى أن حكومة نتنياهو قد تواجه عواقب فعلية، مما يكشف حدود نفوذ الرئيس جو بايدن على الزعيم اليميني الذي شغل منصبه لفترة طويلة. ودعا الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء إلى التوصل إلى حل وسط مقبول للجميع. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية “العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تقوم على القيم المشتركة التي تتضمن فصل السلطات وسيادة القانون ويمثل القضاء المستقل عنصرا أساسيا لضمان رقابة وتوازن فعال” بين السلطات. وانتهى إضراب الأطباء، الذي استمر يوما واحدا، كما تراجعت الاحتجاجات في الشوارع إلى حد كبير بحلول اليوم الأربعاء مع اقتراب الكنيست من عطلة صيفية طويلة اعتبارا من 30 يوليو تموز. ويجتمع المشرعون مجددا في منتصف أكتوبر تشرين الأول، وحدد نتنياهو نوفمبر تشرين الثاني موعدا للتوصل إلى توافق مع أحزاب المعارضة. وهدد الاتحاد العام للنقابات العمالية في إسرائيل (هستدروت)، الذي حاول التوسط لتحقيق تسوية بين ائتلاف نتنياهو وأحزاب المعارضة، بالإضراب إذا واصلت الحكومة إقرار المزيد من التشريعات دون اتفاق. ووسط مخاوف من احتمال أن تصرف الأزمة انتباه إسرائيل عن القضايا الأمنية، اعترف الجيش بحدوث زيادة طفيفة في طلبات جنود الاحتياط للإعفاء من تأدية الخدمة وحذر قادة كبار في الجيش من أن ذلك قد يعرض جاهزية إسرائيل لخوض حرب للخطر. ويقول زعماء الاحتجاج إن أعدادا متزايدة من جنود الاحتياط لن يمتثلوا لأوامر الاستدعاء للخدمة لو مضت الحكومة قدما في خططها. وقالت مصادر مطلعة لرويترز إن أعداء لإسرائيل عقدوا اجتماعات على مستويات رفيعة للنظر في الاضطرابات وكيف يمكنهم الاستفادة منها. وتأتي الأزمة في وقت يتصاعد فيه العنف بين إسرائيل والفلسطينيين لا سيما في الضفة الغربية المحتلة كما يتصاعد العداء مع جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران، العدو اللدود لإسرائيل.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
التعدیلات القضائیة
الیوم الأربعاء
إقرأ أيضاً:
تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
بينما تبدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لإكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة والانخراط في المرحلة الثانية، تواصل إسرائيل مماطلتها بمحاولة فرض شروط جديدة للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وبرأي الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فإن حركة حماس تقدم ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.
وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية -في كلمة له أمس الثلاثاء- قد أعلن عن عزم الحركة تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي غدا الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت القادم، وذلك في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويرى الحيلة أن حماس قدمت خطوة "استباقية ذكية" بالتوافق مع القاهرة وحتى مع حركة التحرير الوطني (فتح)، من خلال الموافقة على الذهاب إلى لجنة تكنوقراط مستقلة تأخذ شرعيتها من التوافق الفلسطيني الداخلي، ليصبح عنوان اليوم التالي "فلسطينيا" ويلبي رغبة من يقولون إنهم لا يريدون رؤية حماس في السلطة.
وأشار الحيلة إلى أن حماس وافقت فنيا على ربط هذه اللجنة بالحكومة في رام الله، وأن تشكل بمرسوم رئاسي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و"بالتالي فهذه الخطوة تقدم حلا للإشكال المطروح بشأن حكم غزة".
إعلان
وبحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فقد بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإشارتين مهمتين، الأولى تتعلق بما قاله وزير خارجيته جدعون ساعر في تصوره لليوم التالي من أن إسرائيل لا تريد رؤية حماس داخل غزة، والثانية في تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لقيادة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو الرجل المقرب من الأميركيين.
وقال جبارين إن ديرمر سوف يقود المفاوضات مع إدارة الرئيس ترامب بشكل مباشر، وهو ما يعكس أن هناك ضغوطا أميركية تمارس على نتنياهو.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قال -في وقت سابق أمس- إن "إسرائيل ستبدأ هذا الأسبوع المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وإنها تطالب بإخلاء القطاع من السلاح تماما". وزعم أن حماس لديها خطة للدفع نحو تبني نموذج حزب الله في غزة، وأنها ستنقل الحكم المدني إلى السلطة الفلسطينية أو أي جماعة أخرى، لكنها ستظل القوة العسكرية المهيمنة في قطاع غزة".
وشدد الوزير الإسرائيلي على إصرار حكومة نتنياهو على نزع السلاح بشكل كامل من غزة. و"لن تقبل إسرائيل استمرار وجود حماس أو أي جماعة أخرى في غزة. ونطالب بآلية تنفيذية لضمان حدوث ذلك".
ولفت جبارين إلى أن إسرائيل لا تتحدث عن تواجدها في غزة، ولكنها تماطل وتناور بأن يأتي البديل من الولايات المتحدة الأميركية التي يرى – أي جبارين- أنها رمت بالكرة إلى دول الإقليم العربية كي تطرح البديل، مشيرا إلى أن أي بديل تطرحه الدول العربية ستقبل به إسرائيل.
وفي تصور الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن البديل الذي ستطرحه الدول العربية سيحظى بدعم أميركي، ولذلك لن ترفضه إسرائيل، وهو "المطب الذي وقع به نتنياهو"، مشيرا إلى أن السؤال الأهم يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستوقع على وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل حكومة بديلة تتولى إعادة الإعمار.
إعلان
وأشار الحيلة إلى أن أحد استحقاقات المرحلة الثانية هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار المستدام، في مقابل تسليم حماس لجميع الأسرى الإسرائيليين،" لكن الإشكال أن الطرف الإسرائيلي يواصل المماطلة من خلال إعادة النقاش والجدل حول قضايا أخذت جهدا من الوسطاء طوال عام كامل.
ويذكر أن خليل الحية أوضح في كلمته أن حماس جاهزة للتفاوض الفوري حول بنود المرحلة الثانية، والتي تشمل "وقفا تاما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإتمام صفقة تبادل أسرى شاملة في رزمة واحدة"، مع ضرورة تحصين ذلك بضمانات دولية ملزمة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2735.