زنقة 20 | الرباط

غاب نور الدين رئيس فريق حزب الإستقلال بمجلس النواب، يوم أمس الخميس، عن وفد الحزب الذي قام بزيارة لضريح محمد الخامس بمسجد حسان بالرباط للترحم على روح الملك الراحل محمد الخامس بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لوفاته.

الوفد الاستقلالي الذي قاده الأمين العام للحزب ، بحضور جميع أعضاء اللجنة التنفيذية ووزراء الحزب ، شهد غياب نور الدين مضيان الذي يواجه اتهامات خطيرة من قبل زميلته في الحزب رفيعة المنصوري البرلمانية السابقة و نائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة.

في المقابل، فإن الوفد الاستقلالي عرف حضور يوسف أبطوي بطل واقعة صفع البرلماني منصف الطوب ، وهو ما اعتبره كثيرون رسالة قوية من تيار ولد الرشيد الذي يسيطر على الحزب تماما.

يشار إلى أن الشرطة القضائية بطنجة، استمعت الأسبوع الماضي إلى رفيعة المنصوري، على خلفية الشكاية التي وضعتها ضد نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، وعضو اللجنة التنفيذية بالحزب.

وأحال وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بطنجة، الشكاية على فرقة الشرطة القضائية المكلفة بالجرائم الإلكترونية بولاية أمن طنجة، للاختصاص، وأمر بتعميق البحث والاستماع إلى الشهود في القضية.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

الظل الهادئ في عاصفة السياسة.. فاضل معلة كما لم يُكتب من قبل

15 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:كان فاضل معلة واحدًا من أولئك الرجال الذين لا تكتمل صورة التاريخ من دونهم. رجلٌ لم يكن مجرد اسم في سجلات المحاكم، بل علامة فارقة في معركة العراقيين نحو الاستقلال والكرامة.

من النجف، حيث تتجاور الحوزات والمدارس، خرج شابٌ نحيلٌ يحمل همّ العدالة على كتفيه، ويرى في القانون طريقًا للنهضة، لا مجرد مهنة.

لم يكن المحامي في نظره مترافعًا فحسب، بل مشروع زعيم، وصوت فئة مهمشة تعلّمت أن تكتب أسماءها في دفاتر النخبة السياسية.

وفي عراق الأربعينات، حيث كانت العروش تتزلزل تحت أقدام المستعمر، كان معلة ومَن حوله يحلمون بوطن يُبنى بالعقل لا بالسلاح، وبالدستور لا بالولاء.

و صدر كتاب عن “المحامي فاضل معلة ودوره السياسي في العراق (1920–1979).. أحد رجالات العهد الملكي” من تأليف الدكتور صالح الكعبي وصدر عن مؤسسة دلتا للطباعة والنشر – بيروت – لبنان، واستعرض الكتاب سيف الدين الدوري.

وصدر الكتاب بتكليف من الدكتور حسنين فاضل معلة، نجل المحامي فاضل معلة، حيث أهداه إلى روح والده العطرة، عرفانًا ووفاءً له، بوصفه نبراسًا ومنهجًا في حياته.

الكتاب عن فاضل معلة هو أكثر من مجرد الحديث عن سيرة شخصية، بقدر ما هو توثيق لمرحلة اجتماعية وسياسية في عراق جديد، تجاوز فيها أبناء العرب الشيعة أكثر من أربعة قرون من الهيمنة العثمانية التي همّشتهم. فهذه الشريحة الاجتماعية استطاعت، خلال أقل من أربعة عقود، أن تحقق ما لم يُتح لها طيلة قرون السيطرة العثمانية.

سيرة المرحوم فاضل معلة تُعد نموذجًا لهذا التحوّل. فقد نشأ وتلقى تعليمه في النجف، وينتمي إلى عشيرة عربية عريقة.

التحق بكلية الحقوق، وتخرج فيها عام 1943، ليمارس مهنة المحاماة في النجف، قبل أن ينخرط في العمل السياسي. وساهم في تأسيس “حزب الاستقلال” في 16 حزيران 1946. وكان الحزب يمثل نموذجًا للاندماج الاجتماعي، إذ ضمّ شخصيات من اتجاهات ومناطق متعددة.

ضمّت قائمة المؤسسين الشيخ محمد مهدي كبة، إلى جانب فائق السامرائي، وصديق شنشل، وفاضل معلة، وإبراهيم الراوي، وداود السعدي، وخليل كنه، وإسماعيل الغانم، ورزوق شماس، وعبد الرزاق الظاهر. وقدّم هؤلاء طلب تأسيس الحزب إلى وزارة الداخلية بتاريخ 13 آذار 1946.

كان من بين الأسماء المقدمة في الطلب كلّ من فائق السامرائي وصديق شنشل، لكن وزير الداخلية آنذاك، السيد سعد صالح، أشار إلى ضرورة استبعادهما، خشية إثارة السلطات العليا، لكونهما من غير المرغوب بهم من قبل البلاط الملكي والإنجليز، بسبب اشتراكهم في حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941.

ورغم ذلك، صادقت وزارة الداخلية على النظام الأساسي للحزب، وعلى نظامه الداخلي، بموجب كتابها الصادر بتاريخ 2 نيسان 1946.

في مذكراته، يتحدث الشيخ محمد مهدي كبة عن مرحلة الإعداد لتأسيس الحزب، قائلاً:
“اتصل بي فريق من الشباب المثقف، ممن أسهموا في كثير من الحركات الوطنية، وطلبوا إليّ الاشتراك معهم في تأسيس حزب وطني قومي، يعمل على استكمال سيادة البلاد واستقلالها وتحررها من كل نفوذ أجنبي، ويدعو إلى الإصلاح في مختلف نواحي الحياة، على أسس ومبادئ تقدمية اشتراكية. كما يسعى إلى تحرير البلاد العربية من الاستعمار، وتحقيق أمنية العرب الكبرى في توحيد البلاد العربية التي جزّأها الاستعمار وشتّت شملها.”

وحول بدايات فكرة تأسيس الحزب، يقول محمد صديق شنشل:
“بدأ التفكير في تأسيس حزب الاستقلال أيام كان القوميون أعضاءً في (نادي المثنى) في المعتقل، إثر فشل حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941. وكان فائق السامرائي صاحب الفكرة والداعي لها، وعلى ما يبدو فإن السامرائي، وشنشل، وكبة، والغانم، والسعدي، وكنه، كانوا أكثر أعضاء الهيئة التحضيرية نشاطًا من أجل التأسيس، ودعوا شخصيات قومية عديدة للانضمام والمساهمة في المشروع السياسي.”

وفي مقابلة مع العميد طه الهاشمي، عُرض عليه الانضمام إلى هذا المشروع، إذ كانت النواة الأولى للحزب من العناصر الوطنية المتطرفة، كما كانت تُصنّفها السلطات الحكومية والإنجليز، وهم شباب مثقفون خرج معظمهم من المنافي والسجون بسبب مناهضتهم للاستعمار وعملائه.

انتمى للحزب عدد من أعضاء “التنظيم القومي العربي السري”، ومجموعة من أعضاء نادي المثنى المغلق، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الشباب القومي من طلبة الكليات والمعاهد والمدارس الثانوية. وبلغ عدد أعضاء الحزب في فترة من الفترات نحو (38) ألف منتسب، كما أكّد ذلك محمد صديق شنشل في مقابلة أجراها معه عادل غفوري خليل بتاريخ 13/10/1977.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • النيابة العامة بهامبورغ لـ"اليوم 24": إجراءات تسليم بودريقة مستمرة وملفه يدرس كل شهرين
  • رئيس دينية الشيوخ: حب الشعب المصري لآل البيت يتفق مع صحيح الدين
  • بعد التفتيش.. إجراءات صارمة ضد عيادة ابنة أصالة بسبب مخالفات التراخيص
  • بحضور الأمين العام.. أول اجتماع تنظيمي لحزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء
  • رئيس وزراء الأردن: لا لميليشيات تعبث بأمن المملكة واستقرارها
  • أزمة الطائرة الخاصة تفجّر الخلافات بين محمد رمضان والجهاز الفني واللاعبين.. والأهلي يدرس الإطاحة بالمدير الرياضي
  • مصادر إسرائيلية: حرب غزة مستمرة في إشعال الغضب داخل الجيش
  • الخلافات تعصف بالكيان الصهيوني حزب نتنياهو يتّهم رئيس “الشاباك” بتحويل الجهاز إلى مليشيا خاصة للدولة العميقة
  • الظل الهادئ في عاصفة السياسة.. فاضل معلة كما لم يُكتب من قبل
  • مجرد اجتهادات.. الأهلي يكشف حقيقة الخلافات بين كولر وشوقي