عربي21:
2024-11-20@12:31:45 GMT

دوافع التدخل الفرنسي في أوكرانيا بين غزة وترامب

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده ارسال قوات إلى أوكرانيا؛ ليكشف رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين الأسبوع الفائت، أن القوات الفرنسية ستكون هدفا ذا أولوية للقوات الروسية.

القوات الفرنسية بحسب العديد من الخبراء الفرنسيين ستتمركز غرب نهر دنيبر حيث الخطوط الدفاعية الاخيرة للجيش الأوكراني، مؤكدين أن فرنسا لن تسمح بهزيمة أوكرانيا، لتتبعها بريطانيا بالإعلان عن إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، وأخيرا تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في تفاعل متأخر مع الحراك الأوروبي اكد فيه ان بلاده لن تسمح بهزيمة أوكرانيا، دون ان يوضح الأخير أن كان سيرسل قوات أمريكية إلى جانب القوات الفرنسية المتوقع أن يبلغ تعدادها 20 ألف جندي فرنسي.



لم تتأخر ألمانيا وبولندا عن فرنسا كثيرا، فبعد أن أعلن وزير الخارجية البولندي أنجي شيينا، عن موافقة بلاده نشر قوات ألمانية في أراضيها كانون الثاني/ يناير من العام الحالي؛ عاد البلدان ليكشفا نيتهما إنشاء قوة هجومية مشتركة للدفاع عن حدودهما في مواجهة أي تحد قادم من روسيا. الخطوة الألمانية والبولندية جاءت بمعزل عن حلف الناتو؛ أسوة بفرنسا التي باشرت استعداداتها لنقل القوات إلى أوكرانيا دون موافقة حلف الناتو وأعضائه الـ31، وهي خطوات لا تلزم الأعضاء الآخرين في الناتو للانضمام إلى هذه الجهودالخطوة الألمانية والبولندية جاءت بمعزل عن حلف الناتو؛ أسوة بفرنسا التي باشرت استعداداتها لنقل القوات إلى أوكرانيا دون موافقة حلف الناتو وأعضائه الـ31، وهي خطوات لا تلزم الأعضاء الآخرين في الناتو للانضمام إلى هذه الجهود.

الإعلان الفرنسي ومن بعده الألماني جاء بعد أسابيع من التقدم الذي أحرزه الجيش الروسي في مدينة أفدييفكا واورليفكا، مع أنباء عن استعدادات لهجوم روسي كبير غرب نهر دنيبر؛ بالتزامن مع إعلان برلمان إقليم ترانسنيستريا المولدوفي رغبته الانضمام لروسيا الاتحادية، الأمر الذي رفع من حدة التوتر شرق أوروبا، وبلغ ذروته بنشر روسيا صواريخ نووية في بيلاروسيا بالقرب من بولندا على أمل ردع خصومها والضغط عليهم للتوقف عن استفزازها عسكري وسياسيا واقتصاديا.

الضغوط الأوروبية سواء العسكرية والاقتصادية (عقوبات) أو السياسية على شكل دعم لخصوم موسكو شرق أوروبا، تصاعدت بعد تقدم دونالد ترامب كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، منعشا هواجس أوروبا بالخذلان الأمريكي في حال فوزه.

هذه الخطوة مثلت نواة لتحرك أوروبي أوسع يوم أمس الخميس، باجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل للإعلان عن حزمة من المساعدات لأوكرانيا في ظل النقص الحاد في الذخائر والإمدادات الناجمة عن الخلافات الداخلية في أمريكا بين أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والتي عطلت مساعدات بقيمة 60 مليار دولار؛ جزء كبير منها كان موجها لأوكرانيا.

أوروبا تعمل بنشاط على اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة التهديد الذي تحمله تقلبات السياسية الداخلية الأمريكية وعودة ترامب إلى السلطة، بنشر قواتها بمعزل عن موافقة الناتو في أوكرانيا، على أمل الضغط على الإدارة الأمريكية الحالية المنشغلة بالحرب المستعرة في قطاع غزة والبحر الأحمر، مستبقة بذلك وصول ترامب للسلطة؛ وفي الآن ذاته الضغط على روسيا وأوكرانيا لتثبيت خطوط القتال عند نهر دنيبر بشكل يفتح الباب لمفاوضات واتفاق سلام ينهي القتال؛ يكون للاتحاد الأوروبي دور في تحديد معالمة، مستبقا إمكانية وصول ترامب للسلطة وفرض شروطه لتسوية الصراع بالاتفاق مع روسيا وبمعزل عن أوروبا ودولها العجوز.

أخيرا فإن التحركات الفرنسية والألمانية لا تبتعد كثيرا عن رغبة كامنة لتشكل نواة لقوة أوروبية ضاربة تجنبها تقلبات السياسة الأمريكية، وتحقق طموحات طالما روجت لها فرنسا وسعت لتزعمها وزاحمتها فيها بولندا مؤخرا، فالأهداف لم تخلُ من الطموحات الفرنسية القديمة لإنشاء سياسة خارجية وقوة أوروبية مستقلة عن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، التهديدات الناجمة عن تقلبات السياسة الأمريكية الداخلية طاغية على سلوك دول الاتحاد الأوروبي، وممتزجة بالطموح الفرنسي والرغبة في الآن ذاته بالضغط على روسيا وردعها عن مواصلة هجومها قرب نهر دنيبر عشية الانتخابات الأمريكية، وصولا إلى اتفاق يُتوقع أن ينهي الحرب بمجرد وصول ترامب للسلطة في حال فوزهوهذا يفسر إعلان بريطانيا رغبتها في نشر قواتها مستقبلا في أوكرانيا، لتبقى قريبة من مسار المفاوضات مع روسيا، ومن مسار تطور القوة الأوروبية التي ستعمد لإجهاضها، وإعاقة عملها وتطورها مستقبلا، فهي شريك معطل وليست شريكا حقيقيا.

التهديدات الناجمة عن تقلبات السياسة الأمريكية الداخلية طاغية على سلوك دول الاتحاد الأوروبي، وممتزجة بالطموح الفرنسي والرغبة في الآن ذاته بالضغط على روسيا وردعها عن مواصلة هجومها قرب نهر دنيبر عشية الانتخابات الأمريكية، وصولا إلى اتفاق يُتوقع أن ينهي الحرب بمجرد وصول ترامب للسلطة في حال فوزه.

ختاما.. التحركات الأوروبية الفرنسية الألمانية البولندية تعكس مخاوف من انشغالات أمريكية حالية في المشرق العربي والبحر الاحمر وصولا إلى إيران والخليج العربي، وهي انشغالات باتت مزمنة ومعطلة للسياسة الأمريكية في شرق أوروبا وبحر الصين الجنوبي والباسفيك، عكستها التحركات الأوروبية تجاه أوكرانيا والدعوة المتكررة لدول الاتحاد -باستثناء المجر- لإنهاء الحرب في غزة؛ فهل تسارع أمريكا للبحث عن مخرج من المستنقع الذي توشك أن تغرق فيه، لتتفرغ لمعاركها غرب نهر الدنيبر ومضيق تايوان؟ وهل تضغط بقوة على نتنياهو لإنهاء الحرب، أم أنها ستفشل في ذلك.. وهذه مسألة أصبحت جزءا من حسابات المقاومة الفلسطينية وحلفائها في المنطقة، ولن تقررها أمريكا وحدها، فالمتغيرات المتسارعة والكثيفة باتت عنصرا مهما في المواجهة في فلسطين إلى حد أسهم في إطالة عمر المعركة وزاد من تعقيدها وتوسعها، وهو ما دفع أمريكا للتلويح بقرار في مجلس الأمن ينهي الحرب ولكنه يظل عالقا ومعلقا بموافقة روسيا والصين وبالتفاهم معهما في الآن ذاته.

twitter.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه روسيا أوروبا روسيا أوروبا اوكرانيا مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات إلى أوکرانیا حلف الناتو نهر دنیبر

إقرأ أيضاً:

عمق روسيا بمرمى الصواريخ الأميركية.. فهل يسبق رد بوتين النووي تنصيب ترامب؟

في تصعيد عسكري غير مسبوق في الحرب الأوكرانية، أعلنت أوكرانيا اليوم عن إطلاق صواريخ بعيدة المدى لاستهداف أهداف استراتيجية في العمق الروسي، بما في ذلك منشآت حيوية قد تؤثر بشكل كبير على الأمن الوطني الروسي. 

برنامج على الخريطة على قناة سكاي نيوز عربية، قدم عرضًا مفصلاً حول هذا التصعيد العسكري وتداعياته على الأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة.

أوكرانيا تهدد العمق الروسي: صواريخ بعيدة المدى تلامس أهداف حيوية

أطلقت أوكرانيا اليوم صواريخ بعيدة المدى مثل أتاكمز الأميركية التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وصواريخ هيمارس التي يصل مداها إلى 150 كيلومترًا، مستهدفة بذلك عددًا من المنشآت العسكرية الروسية في مناطق مختلفة.

ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث تسعى أوكرانيا لاستخدام هذه الأسلحة الدقيقة لتوجيه ضربات مباشرة على المنشآت الحيوية داخل روسيا، بما في ذلك القواعد الجوية والطاقة النووية، مثل محطة كورسك للطاقة النووية.

الضغوط الغربية وأدوات الصراع

في إطار التحليل السياسي، أكدت حلقة على الخريطة أن استخدام أوكرانيا لهذه الأسلحة الحديثة لم يكن ليحدث دون دعم مباشر من الدول الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة وحلف الناتو.

وقالت إن الأسلحة التي تمتلكها أوكرانيا حاليًا، مثل صواريخ أتاكمز وهيمارس، تتطلب دعمًا استخباراتيًا من الأقمار الصناعية والمعلومات الحربية التي توفرها دول الناتو.

وأضافت أن هذا الدعم يزيد من تعقيد الصراع، حيث أن تورط الحلفاء الغربيين في النزاع قد يجعل من الصعب الوصول إلى حل سلمي في المستقبل القريب.

محطة كورسك النووية في مرمى الضربات

في سياق الحديث عن الأهداف الاستراتيجية في روسيا، تم تسليط الضوء على محطة كورسك للطاقة النووية، التي تقع على بعد 600 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.

وأشارت الحلقة إلى أن هذه المحطة تعد واحدة من أكبر ثلاث محطات للطاقة النووية في روسيا، ويمثل تهديدها ضربة اقتصادية وعسكرية لروسيا في حال تعرضت للهجوم. و"إذا أصابت أوكرانيا هذه المنشأة، فإنها ستؤثر على استقرار الإمدادات الكهربائية في العديد من المدن الروسية الكبرى، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للداخل الروسي".

هل تتحول هذه الضغوط إلى حل دبلوماسي؟

وعن إمكانية أن يسهم التصعيد العسكري الحالي في فتح الباب أمام الحلول الدبلوماسية فإن التصعيد الذي تشهده أوكرانيا قد يكون ورقة ضغط على روسيا في محادثات المستقبل، لكن من غير المرجح أن يقود إلى حل سريع، خصوصًا في ظل مواقف موسكو التي تؤكد أنها لن تتراجع عن أهدافها الاستراتيجية.

وأن أي مفاوضات قد تتطلب أن تكون الضغوط العسكرية جزءًا من استراتيجية التفاوض، وهو ما قد يزيد من تعقيد أي اتفاق.

هل سيؤدي التصعيد إلى حرب شاملة؟

في ختام الحلقة، تم تناول احتمالات التصعيد إلى حرب شاملة بين روسيا والناتو في حال استمرت أوكرانيا في استخدام الأسلحة الغربية الدقيقة في الهجمات.

وكذلك : "إذا استمر هذا النوع من التصعيد العسكري، فقد نكون أمام تطورات أكثر خطورة تتجاوز حدود أوكرانيا، خاصة إذا تدخلت قوات الناتو بشكل مباشر". وأضافت أن المواجهة المباشرة بين الناتو وروسيا قد تكون بداية لتغيرات جوهرية في النظام الأمني العالمي.

تصعيد مستمر في ظل غياب الحلول السياسية

إن الوضع العسكري في أوكرانيا يستمر في التصعيد، مع استمرار الضغوط الغربية على روسيا. وبينما يظل الأمل في الحلول السياسية قائماً، يبقى الوضع مفتوحًا على كافة الاحتمالات، مما يزيد من تعقيد الحرب وتأثيراتها على الأمن الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: روسيا ستلجأ للنووي في أوكرانيا حال تصعيد الناتو
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: روسيا ستلجأ للنووي في أوكرانيا حال تصعيد الناتو
  • حدث ليلا.. سلاح بايدن المحظور يدعم أوكرانيا وترامب يعين أول مسؤول مسلم
  • متخصص في الشئون الأمريكية: قرارات بايدن قد تدفع روسيا للرد ضد أوكرانيا
  • خريطة توضح مدى قدرة الصواريخ الأمريكية على دعم أوكرانيا في استهداف روسيا
  • هل يدفع ترامب أوروبا للتخلي عن أوكرانيا؟
  • عمق روسيا بمرمى الصواريخ الأميركية.. فهل يسبق رد بوتين النووي تنصيب ترامب؟
  • ترامب وسياسات أوكرانيا.. بين مطرقة روسيا وسندان أوروبا
  • أوكرانيا بين "بايدن" و"ترامب"
  • طالبان وترامب.. هل تحقق الإدارة الأمريكية الجديدة حلم الشرعية الدولية للحركة؟