رشا عوض: حضرتك يا استاذ عثمان ما عايز تطلع من ذمتك كلمة توبيخ واحدة للعسكر
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
يمكن ان نتفق مع الاستاذ عثمان ميرغني في اولوية وقف الحرب ، ولكن لا يمكن ان نتفق معه في تحميله مسؤولية الكارثة التي نحن فيها الان للقوى السياسية وبطريقة فيها ايحاء ان هذه الحرب اشعلتها القوى السياسية بسبب نزوعها للاقصاء وانها ايضا المتسبب في استمرار الحرب، وتحديدا القوى السياسية المعارضة للحكم العسكري، يعني ما ممكن الدعم السريع والجيش وكتائب الكيزان وهيئة عمليات جهاز الامن يتقاتلون على اجساد المواطنين ورصاصهم وداناتهم يصب الجحيم على اجساد الابرياء في معركة تكسير عظام هدفها المحوري احتكار السلطة ونهب الموارد واقصاء الاخر بقوة السلاح ،
وحضرتك يا استاذ عثمان ما عايز تطلع من ذمتك كلمة توبيخ واحدة للعسكر وكتائب الظل وكل التدوين المدفعي خاصتك تجعله موجها الى قوى سياسية قوامها مدنيون عزل مهما كنت ترى فيهم من سوء او ضعف او قلة كفاءة فانهم قوى مسالمة مصلحتها مرتبطة عضويا بالسلام لا للحرب وعمليا هم غير قادرين لا على اشعال الحرب ولا على التحكم في مجرياتها ، لو لم تستطع توبيخ الجيش والدعم والسريع وكتائب علي كرتي واحمد هارون فاضعف الايمان ان تكف عن توبيخ القوى السياسية .
وطبعا القوى السياسية في خطاب الاستاذ عثمان ميرغني واخرين كثر تقرأ قوى الحرية والتغيير وتقدم ، فهذه هي القوى المقصودة دائما بالذم واللعنات ويبدو ان من لم يلعنها بمناسبة او بدون مناسبة سيكون متوعدا بتحقيق صارم بواسطة ابلة سناء .
رشا عوض
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوى السیاسیة
إقرأ أيضاً:
قصف من بعيد بقنابل السفهاء
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كيف نسامح هؤلاء الذين كنا نتوقع منهم التضامن والتعاطف والمواساة، لكنهم اختاروا إشغال الناس بأمور تافهة، واختاروا العودة بالعرب إلى القرن الهجري الاول ؟. .
نقترب الآن من الشهر الخامس من عام 2025، في مدن طحنتها الراجمات والصواريخ لأكثر من عام، حتى قلبت عاليها سافلها في بقعة اُرتكبت فيها ابشع المجازر والمآسي، وأُزهقت فيها الأرواح. .
تخيل انك تعيش هناك وتلوذ في منتصف الليل مع عيالك الذين أنهكهم الجوع والبرد والخوف، تطاردهم كوابيس الموت من ملجأ إلى ملجأ، ومن ملاذ إلى آخر. يختبئون كما القطط تحت سلم بناية هشة دمرها القصف الجوية، واحياناً يتجمعون في ركن مهجور. يرتفع صراخهم بين الحين والحين يحبسون انفاسهم كلما سمعوا فحيح طائرة قادمة أو دوي انفجارات قريبة. ينامون ويصحون بين خرائب مدينة لم تسلم فيها المساجد ولا الكنائس ولا المستشفيات ولا المدارس، ولم تسلم فيها بعثات الامم المتحدة، ولا فرق الإنقاذ، ولا رجال الصحافة والإعلام. ليس معهم من حطام الدنيا سوى صرة فيها خبز يابس، وبودرة حليب جاف حصلوا عليها من فرق الإغاثة، ومصباح يعمل بالطاقة الشمسية، وراديو ترانزيستور قديم. .
تخيل انك تعيش في هذه الاجواء المرعبة (لا ناصر ولا معين). فتستعين بهاتفك المحمول لمشاهدة منصة اليوتيوب. يدفعك الحماس للتعرف على آخر مواقف أشقاءك العرب والمسلمين، فيظهر لك (صابر مشهور) يحدثك الآن عن: (خلافات علي بن ابي طالب مع عثمان)، ولماذا لم يحضر جنازة عثمان ؟، ثم يحدثك عن العلويين والدروز والبهرة والإسماعيلية والإباضية. . وتبحث في اليوتيوب عن محاضرات الشيخ الفلسطيني (بسّام جرار) فتجده يحدثك الآن في هذا التوقيت عن (عظمة) معاوية بن ابي سفيان، وعن احداث معركة الجمل. احاديث وحكايات وقعت كلها في العصور الغابرة قبل اكثر من 1400 سنة. لا علاقة لها بمآسي اليوم، ولن تقدم لنا شيئا سوى التشويش على عقولنا. .
يتساءل العرب في كل مكان عن الاسباب والدوافع التي اضطرت هؤلاء إلى التضليل والتدليس والنفاق، ولماذا يصرون على نشر ثقافة التفاهة. بماذا تفيدنا الآن حكاية مقتل عثمان ؟. وهل لهذه الأحاديث علاقة بالجور والظلم والقهر الذي يتعرض له اهلنا الآن في شرق الارض وغربها ؟. المؤسف له ان هؤلاء لم يتعلموا من الكرة الأرضية سوى اللف والدوران. .
كلمة اخيرة: إذا كانوا لا يستطيعون الذود عن اخوانهم ولا يستطيعون الدفاع عنهم، فعلى أقل تقدير كان يمكنهم التضامن مع الأيتام والمفجوعين والجرحى والاسرى والمعذبين. أو يلوذوا بالصمت ويسكتوا وذلك أضعف الإيمان. .