هل تشتهي الوجبات الخفيفة بعد الطعام؟ قد تقف خلاياك العصبية وراء ذلك وليست شهيتك المفرطة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
توصل باحثون إلى أن خلايا عصبية في الدماغ تسبب التوق إلى الطعام والبحث عنه، حتى لو لم يكن هناك شعور حقيقي بالجوع.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، وأجريت على الفئران، ونشرت في مجلة "نيتشر كومينكيشنز" (Nature Communications) وكتب عنها موقع "ساينس ديلي" (ScienceDaily).
وكشفت نتائج الدراسة أن تحفيز الخلايا العصبية يدفع الفئران للبحث بعنف عن الطعام وتفضيل الأطعمة الدهنية مثل الشوكولاتة على الأطعمة المفيدة مثل الجزر.
هذه النتائج هي الأولى في الكشف عن خلايا متخصصة في البحث عن الطعام موجودة في جذع الدماغ المرتبط عادة بالذعر وليس بالطعام. يمتلك البشر خلايا من نفس هذا النوع، وإذا أُثبت أن هذه الخلايا تعمل في الانسان كما تعمل في الفئران فإن فهمنا لاضطرابات الأكل سيتخذ منحى جديدا.
وأوضح الأستاذ المشارك في علم النفس في بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس والمؤلف المسؤول الدكتور أفشيك أديكاري، أن هذه المنطقة التي قاموا بدراستها تسمى السنجابية المحاطة بالمسال (periaqueductal gray (PAG)) وهي موجودة في جذع الدماغ.
يدرس الدكتور أيدكاري كيف يساعد الذعر والقلق الحيوانات على تقيم المخاطر وتقليل التعرض للتهديدات. المجموعة البحثية وصلت لهذا الاكتشاف عندما كانت تحاول معرفة الدور الذي تلعبه هذه المنطقة في الخوف. حيث أشار الدكتور أديكاري إلى أن تحفيز كل هذه المنطقة يتسبب باستجابة ذعر في الفئران وفي الانسان. ولكن عند تحفيز بقعة معينة في المادة الرمادية حول القناة السائلة (PAG) تسمى خلايا "في جي إيه تي" (vgat PAG cells) لم يتأثر شعور الفئران بالخوف، بل بدؤوا بالبحث عن الطعام.
تحفيز الخلاياويشير سلوك الفئران عند تحفيز الخلايا إلى أن هذا يؤدي إلى الأكل ليس بسبب الجوع ولكن بسبب توقها لطعام يحتوي على سعرات عالية -في سلوك قهري-. هذه الخلايا تجعل الفئران تأكل طعاما عالي سعرات وإن لم تشعر بالجوع.
وعند تحفيز هذه الخلايا فإن الفئران تصبح مستعدة لتلقي الصعقات الكهربائية في إقدامها مقابل حصولها على هذه الوجبات، الأمر الذي لن تقوم به الفئران عادة.
سلوك الأكل القهريوأشار الباحث فرناندو ريس إلى أن الفئران أظهرت سلوك الأكل القهري على الرغم من ترتب عواقب وخيمة لسلوكها -الصعق بالكهرباء- ، وأشار إلى أنهم يقومون بتجارب جديدة بناء على هذه النتائج تظهر أن هذه الخلايا تحفز أكل الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات وليس الخضار مما قد يعني أنه هذه الخلايا قد تزيد من استهلاك الوجبات السريعة.
ويمتلك الإنسان أيضا مثل هذه الخلايا، ومن الممكن أن تكون هذه الخلايا نشيطة بشكل غير اعتيادي لدى الأشخاص الذين يشعرون بلذة أعظم عند تناولهم الطعام أو لدى الأشخاص الذين يتوقون للأكل حتى وإن لم يكونوا جائعين.
في المقابل إن لم تكن خلاياهم هذه نشيطة بشكل كاف فربما يكون لها دور في فقدانهم للشهية. إذا أثبتت الدراسات هذه النتائج فمن الممكن أن تصبح هذه الخلايا هدفا لعلاج اضطرابات الأكل.
اضطرابات الأكلواضطرابات الأكل هي مجموعة من الاضطرابات التي تؤدي إلى حدوث اختلال في نمط تناول الطعام لدى الشخص، مما يقود إلى تناوله كمية كبيرة من الأكل أو كمية قليلة للغاية. كما قد يرافق ذلك حدوث تغير في نظرة الشخص لجسده ووزنه، إذ قد يرى نفسه بدينا جدا مع أنه نحيل للغاية.
واضطرابات الطعام تؤثر بشكل خطير على صحة الشخص، فمثلا الشخص المصاب بفقدان الشهية العصبي أكثر عرضة للموت المبكر بـ18 ضعفا مقارنة مع الشخص المعافى، لذلك فإن هذه الاضطرابات هي مشكلة طبية خطيرة، وهي ليست نوعا من الترف كما يعتقد البعض. وكثيرا ما ترافقها أمراض أخرى مثل الاكتئاب والإدمان والقلق.
وعادة ما تحدث اضطرابات الأكل أثناء سنوات المراهقة أو مرحلة الشباب المبكر، ولكنها قد تحدث قبل ذلك في فترة الطفولة أو في مراحل عمرية لاحقة بعد الشباب. واضطرابات الأكل تحدث نتيجة عدة عوامل، تشمل الجانب النفسي والاجتماعي، كما أن للجينات والوراثة دورا فيها.
وأبرز اضطرابات الأكل هي: فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa)وفي هذا المرض يتناول الشخص كمية قليلة من الطعام، وكثير من المصابين يرون أنفسهم بُدَّنا للغاية، مع أنهم نحيلون جدا، ويصبح هؤلاء مولعين بالتحكم في الوزن والتحكم في الأكل.
ومن علامات المرض:
النحول الشديد. ولع شديد بالنحول وعدم استعداد الشخص للمحافظة على وزن صحي. خوف شديد من اكتساب الوزن. وجود صورة مشوهة للجسم تتأثر بتقييم الشخص لوزن جسمه. انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء. تناول كمية قليلة جدا من الأكل. في بعض الحالات قد يأكل الشخص كمية كبيرة ثم يقوم بمحاولة تعويض ذلك عبر ممارسة حمية قاسية أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط. قد يقوم الشخص بالتقيؤ عمدا لإخراج الطعام الذي أكله، كما قد يقوم بتناول المسهلات. الشره المرضي (Bulimia nervosa)في هذا الاضطراب يمر الشخص بنوبات من الأكل الشره، يتناول فيها كميات كبيرة من الطعام، ثم يقوم بمحاولة التعويض عن ذلك عبر التقيؤ واستعمال المسهلات ومدرات البول والتجويع والرياضة المفرطة.
ويختلف مرض الشره المرضي عن فقدان الشهية العصبي في أن المرضى بالأول يمتلكون وزنا صحيا يعتبر ضمن المعدل الطبيعي للوزن، أما المصابون بالثاني فعادة ما يكون وزنهم أقل من الطبيعي.
وعادة ما تتم ممارسة السلوك الشره في السر، لأن الشخص يشعر بالعار من سلوكه. وقد تحدث نوبات الأكل ومحاولة التخلص منه عدة مرات في الأسبوع وقد تصل إلى عدة مرات في اليوم.
ومن الأعراض:
التهاب مزمن في الحلق نتيجة التقيؤ. تضخم الغدد اللعابية في العنق والفكين. تآكل مينا الأسنان وتزايد تسوس الأسنان نتيجة أحماض المعدة التي تصل للأسنان عبر التقيؤ المستمر والمتعمد. الجفاف الشديد. اضطراب مستويات الأملاح في الجسم مما قد يقود إلى نوبة قلبية. الأكل الشره (Binge eating)في هذا الاضطراب يمر الشخص بنوبات من الأكل الشره، ولكن لا تتبعها عملية تقيؤ أو تجويع أو ممارسة رياضة، ولذلك فإن المصابين بهذا الاضطراب عادة ما يكونون مصابين بالسمنة والبدانة.
وهؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، كما أنهم يشعرون بالعار والذنب لما يقومون به.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات اضطرابات الأکل هذه الخلایا من الأکل إلى أن
إقرأ أيضاً:
مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ينجح في إجراء أول علاج في الشرق الأوسط لمرض الذئبة المناعي باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً
نجح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، في إجراء علاج ذكي ومبتكَر باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً (CAR-T) لمريضة تعاني من مرض الذئبة، ما يُعَدُّ تقدُّماً في العلاجات المبتكَرة للأمراض المناعية.
ويُعَدُّ هذا الإجراء الطبي الجديد نقطة تحوُّل مهمة في مجال العلاجات الخلوية في منطقة الشرق الأوسط، ما يمنح أملاً للمرضى المصابين بالذئبة، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن وطويل الأمد يتسبَّب في مهاجمة جهاز المناعة للأنسجة السليمة، وينتج عنه حدوث الالتهاب والألم، ويؤثِّر في الجلد والمفاصل والأعضاء الرئيسية في الجسم، مثل الرئتين والقلب والكلى والجلد، إضافةً إلى اضطرابات في تعداد خلايا الدم وألم المفاصل، وصعوبة التنفُّس، ويؤثِّر بشكل سلبي في نوعية حياة المرضى، ويبلغ معدل انتشاره العالمي 43.7 لكلِّ 100,000 شخص، ويُعَدُّ شائعاً بشكل ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط.
واستغرق علاج المريضة خمسة أسابيع في مستشفى ياس كلينك، التابع لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وهو مركز التميُّز المعتمَد في زراعة الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم في أبوظبي والمركز الوحيد المعتمَد عالمياً من مؤسَّسة اعتماد العلاجات الخلوية – فاكت (FACT) عن برنامجه الشامل للعلاجات الخلوية، وهو ما يمثِّل إنجازاً في علاج الاضطرابات المناعية الذاتية. وأظهرت التجارب السريرية أنَّ المرضى الذين يعانون من الذئبة المقاومة للعلاجات التقليدية حقَّقوا تعافياً كاملاً، ولم تظهر عليهم أيُّ أعراض لأعوام ولم يحتاجوا إلى أدوية إضافية. وبعد ثلاثة أشهر من علاج المريضة باستخدام CAR-T، أصبحت مستويات الصفائح الدموية والهيموغلوبين لديها مستقرة، وتراجعت أعراض مرضها بشكل كبير.
وقال البروفيسور يندري فينتورا، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية والباحث الرئيسي في المشروع البحثي للخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً في المركز: «منذ عام 2023، قاد مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ريادة العلاج المبتكر باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً في الشرق الأوسط، ليشمل الآن استخدامها لأمراض المناعة الذاتية المعقَّدة، مثل الذئبة بعد أن كانت مقتصرة على سرطانات الدم. يُمثِّل نجاحنا في علاج مرض الذئبة هنا في أبوظبي إنجازاً كبيراً تحقَّق بفضل التزامنا بالأبحاث الطبية والتجارب السريرية ونقلها إلى رعاية المرضى. وبتوجيهات من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، نعمل على تطوير علاجات السرطان والأمراض المناعية الذاتية المبتكرة، ومنها استخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً، ما يوفِّر رعاية غير مسبوقة للحالات المعقَّدة والمزمنة التي تُغيِّر من حياة المرضى، وتحدُّ من الحاجة للسفر إلى الخارج للعلاج، وتمنح الأمل للمرضى في جميع أنحاء المنطقة».
وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير التنفيذي لبرنامج زراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «يقدِّم هذا الإنجاز النوعي في العلاج باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً أملاً متجدِّداً لمرضى الذئبة. لقد كان مركز أبوظبي للخلايا الجذعية دائماً في طليعة كلِّ ما هو جديد ومتقدِّم في المجال الطبي والطب التجديدي، ويؤكِّد التزامنا بتطوير الطب الشخصي الدقيق من خلال علاجات تحويلية تُحسِّن صحة المرضى وعافيتهم. إنَّ إطلاق هذه التكنولوجيا المتقدِّمة يعزِّز من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في ريادة الابتكار الطبي والبحث العلمي، ويعكس الجهود الدؤوبة والخبرة العالية لفريقنا من أطباء الروماتيزم وخبراء زراعة نخاع العظم والعلماء المتخصِّصين في العلاجات الخلوية. ونحن فخورون جداً بعودة المريضة إلى حياتها الطبيعية من جديد وتوقُّفها عن تناول الأدوية المثبّطة للمناعة».
وعلى الرغم من التقدُّم في مجال الأدوية، ما زال 10% من مرضى الذئبة يعانون من نوبات نشِطة تؤدِّي إلى أضرار شديدة في الأعضاء ومضاعفات تهدِّد الحياة. وأظهرت العديد من التجارب السريرية التي استخدمت علاج CAR-T لمرضى الذئبة تحسُّناً كبيراً في النتائج السريرية والمخبرية، مع انخفاض مستويات الأجسام المضادة، وعدم حدوث نوبات أو الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة بعد العلاج. ويشير ذلك إلى تحقيق الشفاء دون الحاجة إلى الأدوية وتحسُّن جودة الحياة.