التقدمي: لإعادة النظر بكلّ السياسة المتّبعة في تراخيص الجامعات الخاصة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي البيان التالي: "إنّ الحزب التقدمي الإشتراكي يستغرب صدور قرار بالتراخيص لبعض الجامعات الخاصة قبل أن يتم إعادة النظر بالسياسة العامة للتعليم العالي ككل، وقبل إعطاء الجامعة اللبنانية ما تستحقه إيماناً بدورها الذي يتمسك به الحزب فوق كل اعتبار.
وعليه فإنّ الحزب يشدد على ضرورة إيلاء كل التعليم الرسمي الاهتمام اللازم وإعادة النظر بكل السياسة المتبعة في تراخيص الجامعات الخاصة، وهو ليس في موقع محاصصة من هذا النوع كما ورد في أحد التقارير الصحافية المغلوطة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
انسحاب
تدفعنا الحياة للتعامل مع صنوف مختلفة من البشر بشكل يومي، سواء أقارب أو أصدقاء وزملاء عمل أو غيرهم ممن نلتقي بهم في شتى الأماكن ونتعامل معهم بشكل مباشر، وهي بلا شك ليست عملية سهلة، لأنهم مختلفون في تفكيرهم وطباعهم ومستوى ثقافتهم، والأهم من ذلك قدرتهم على الحوار والنقاش وتبادل الآراء.
نُصدم أحيانًا من أن بعضهم لا يُحسن بشكل جيد فن ومهارة الحوار والنقاش، فيلجأ إلى أسلوب الجدل العقيم الذي لا ينتهي، دون أن يفكر، ويكون هدفه الأساسي من الجدل هو الانتصار لنفسه فقط، حتى وإن كان على خطأ، وذلك إن دل على شيء فإنه يدل على ضعف الحجة وعدم القدرة على الإقناع والتعصب للرأي فقط، ومع الأسف، هذا هو أسلوب أولئك الأشخاص ممن يتسمون بهذه العقلية.
وهنا يستحضرني كلام معبر لهيلين ميرين وهي ممثلة قديرة اتسمت بقوتها وحكمتها وهي مصدر إلهام حقيقي.
قالت هيلين ميرين ذات مرة: قبل أن تتجادل مع شخص ما، اسأل نفسك، هل هذا الشخص ناضج عقليًا بما يكفي لتقبل وتفهم مفهوم جديد أو منظور مختلف؟ فإذا كان الجواب بالنفي، فجدالك سيكون غير منطقي.
ليس كل جدال يستحق طاقتك. في بعض الأحيان، بغض النظر عن مدى وضوح التعبير عن نفسك، لا يستمع الشخص الآخر لمحاولة الفهم، بل يستمع لتكوين رد فعل حسب فهمه. فهم محاصرون في نطاق منظورهم الخاص، غير راغبين في النظر في وجهة نظر أخرى، والتفاعل معهم يرهقك فقط.
هناك فرق بين النقاش الصحي والنقاش الذي لا معنى له. الحوار مع شخص منفتح العقل، ويُقدّر النمو والفهم، يمكن أن يكون مشرقًا، حتى لو لم توافق. ولكن محاولة التفاهم مع شخص يرفض أن يرى أبعد من آراءه؟ هذا مثل التحدث إلى حائط. بغض النظر عن مقدار المنطق أو الحقيقة، سوف يحرفون كلماتك أو يشوهونها أو يتجاهلونها، ليس لأنك مخطئ، ولكن لأنهم غير راغبين في النظر إلى الاتجاه الآخر.
النضج ليس بمن يفوز في الجدال، بل هو معرفة متى لا يستحق الجدال. إدراك سلامك أكثر قيمة من إثبات نقطة ما لشخص قرر بالفعل أنه لن يغير رأيه. ليست كل المعارك بحاجة إلى خوضها. ليس كل شخص يستحق تفسيرك.
في بعض الأحيان، يكون أقوى شيء يمكنك فعله هو الابتعاد، ليس لأنك لا تملك ما تقوله، ولكن لأنك تدرك أن بعض الناس ليسوا مستعدين للاستماع. وهذه ليست أمتعتك لتحملها.
إذًا، فالحل الأسلم هو الانسحاب من الحوار “العقيم”، وهو السبيل الأفضل حتى لا نقع في دائرة المجادلة التي لا نفع ولا طائل منها.