سواليف:
2025-04-01@00:54:05 GMT

حوار بين الموت المرّ والموت الأمَرّ

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

حوار بين #الموت_المرّ والموت الأمَرّ

د. #حفظي_اشتية

تتقلب القلوب والأنظار في محاولة فهْم ما جرى ويجري وسيجري في #غزة الجريحة، وتلمّس إن كانت القرارات صائبة والاختيارات صحيحة، فتتشعب الأفكار وتتوارد الخواطر :

يقولون : كان الناس ينعمون بالأمن والأمان، يعيشون في بيوتهم بين أهلهم وذويهم، يغدون ويروحون إلى جامعاتهم ومدارسهم وأعمالهم ومزارعهم ومصالحهم ووظائفهم….

يقوتون أُسرهم، ويبنون مستقبلهم، ويحظون بالرعاية الطبية، وخدمات الهيئات الدولية، وينتظرون الحلول السلمية لإقامة دولتهم الشرعية….

مقالات ذات صلة مستقبل الأمة بين زمن الشقلبة والرويبضات وزمن العز والمكرمات 2024/03/22

فيقال لهم : هؤلاء أناس سُلبت أوطانهم في أكبر وأقذر #سرقة عرفها التاريخ، جاءهم أشتات غرباء من كافة أرجاء الأرض، تسللوا إليهم ضيوفا أول الأمر، ثم تكاثروا وتآزروا تحت سمع #المستعمر وبصره وتخطيطه ومكره، ونافسوا أصحاب الأرض الأصليين، ثم صارعوهم فصرعوهم واقتلعوهم من وطنهم وشرّدوهم وحلّوا مكانهم، وسعوا وما زالوا يسعون بكل وسيلة إلى غصب حقوقهم وإلغاء كينونتهم، وطمس تاريخهم ولغتهم ودينهم، وإخراجهم من آفاق التاريخ والجغرافيا، بل إفنائِهم من الوجود لينعدم ذكرهم، ويمّحي أثرهم كأنْ لم يكونوا، ليتبخروا ويذوبوا في طوايا النسيان….

يقولون : كان يمكن الجنوح إلى السلم، واللجوء إلى وجهاء الخير في الأمم المتحدة، والشكوى إليهم، وعرض الحال أمامهم، وعقد كوفياتهم، والتمسّح بعباءاتهم، والتملّق والتذلل بين أيديهم، فهذه الهيئة العظيمة خُلقت لحل مثل هذه الإشكالات، وإنصاف المظاليم، وتشميس المعتدين، وردّ الحقوق لأصحابها الشرعيين…..

فيقال لهم : منذ مائة سنة وأكثر ونحن على هذه الحال، نرفع الدعاوى، ونسطر الشكاوى، ونُلقي الخطب الرنانة، ونستثير العواطف الدفينة، نبكي في محافلهم ونستبكي ونطلب أن يرحمونا ويحمونا…. ونتقبل نصائحهم بأن نكون واقعيين، ونطلب المستطاع كي نطاع، فنتخلى طوعا دون مقابل عن معظم مطالبنا وعزتنا وكرامتنا، ونكتفي بفتات من حقوقنا، ونرضى بالهمّ على أمل أن يرضى الهمّ بنا، ونبادر إلى الاعتراف بهم، والجلوس إليهم، ومفاوضتهم على ضفاف البحار والغابات والمنتجعات، نتذاكى أمامهم ونظهر لهم النعومة والتحضر، ونتظاهر بالفهلوة، وقد نُشهر سلاح الفحولة إن لزم الأمر…. لنعود أخيرا بمزق من الاتفاقيات المخرومة المخترقة يستظل تحت كل حرف منها ألف شيطان، ويتوارى خلف كل جدار ألف حجر لسنمّار يكفي أحدها فقط ليخرّ البنيان كله من القواعد على رؤوس الموقِّعين وآمال المظلومين المنتظرين.

والآن بعد أن سلّمنا لحانا لهم، وتسلّمنا كتبنا بشمائلنا،وقفنا على الأطلال نرثي حالنا، ونعضّ أصابعنا ندما وحسرة على مآلنا، ونسكب الدموع الحرّى على ما ضاع من آمالنا.

يقولون : أخذُ الحقّ صنعة، وكان يمكن التأني والصبر لتحين الفرصة، وتعتدل الموازيين لتكون القوى متكافئة، والمنازلة عادلة، لضمان الحصول على النتائج المرجوّة، وتحقيق الأهداف المأمولة، فالرأي قبل شجاعة الشجعان، والمراجل قتّالة، وما جنينا من هذه الشجاعة إلا سحابة دخان من حميد الذكر اعتلت في سمائنا بضعة أيام، ثم تبددت واختفت لنصحو على ذبح وجرح أزيد من مائة ألف، وتهجير وتشريد وتجويع شعب كامل، وتدمير كل معالمه وبنيانه….

فيقال لهم : ومتى توقف القتل والسجن والتهجير والتدمير عن هذا الشعب المظلوم؟! متى رفع السيف عن رقبته وتوقفت المجازر فيه؟! هل هو الذي بدأ بالعدوان عندما شُرّد من وطنه واجتُثّ من جذوره؟! هل جنى ذنبا عندما دُمرت له خمسمائة قرية وتمّ محوها من الخريطة؟! متى كان معتديا ومئات الآلاف من بنيه وبناته يبتلعهم ظلام السجون على تهم ملفّقة؟!

متى كان ظالما وأرضه كل يوم تُسلب منه وتعطى للدخلاء لتئن جباله تحت مئات مستوطناتهم؟!

قَدَرُ هذا الشعب المقهور أن يُسند ظهره إلى الحائط الأخير ليواجه الاختيار المرير بين الموت المرّ والموت الأمَرّ، وليس أمامه أيّ مفر، فلو تُرك القطا ليلا لنام!!

هل يموت حصارا وجوعا ومرضا وعطشا وذلا وقهرا…..؟! أم تُراه يحاول الظفر بالحياة من براثن الموت، والنجاة من أظفار المنية الناشبة بين جنبيه؟!

إنْ تجرّأ وتقدّم فهو أمام موت محتمل، وإنْ جَبُن وتأخر فهو أمام موت محتّم.

تلوح سكاكين الغدر أمام ناظريه، وتبرق بين عينيه حقائق عروبته وإسلامه وتعاليم دينه “وأعدّوا لهم ما استطعتم” فيفعل وينتظر وعدا غير مكذوب بالنصر.

وتلوح في مِخياله معارك المسلمين التي خاضوها بقوة العقيدة، وما كانت يوما قوتهم المادية من عدد وعتاد تكافئ قوى أعدائهم منذ بدر ومؤته والقادسية واليرموك…. حتى القسطل والكرامة…. وتجري في شرايينه دماء الإباء العربية منذ عنترة وكأس العزّ المترعة بالحنظل، والحصين بن الحمام يجد استبقاء الحياة في الهجوم والاقتحام، وعمرو بن الإطنابة يبحث عن حمد الثبات أو راحة الممات، وأبي فراس الحمداني يحاول المفاضلة بين أحلى المرّين، والخيار الدامي للحسين المخذول بين المنية والدنية…. ومواقف أليمة مضيئة كثيرة تستعصي على الحصر في الإقدام نحو الموت العزيز ولفظ الحياة الذليلة.

يركب هذا الشعب المركب الصعب، ويتلفّع بالخلق الوعر، ويقْدِم غير هيّاب دون أدنى تردد ليشرّف الموت الزؤام، وهو يردد :

وقد كان فوتُ الموتِ سهلاً فردّهُ                     إليه الحِفــاظُ المرُّ والخُـلقُ الوعـرُ

ونفسٌ تعافُ العــارَ حتى كــأنّـهُ                     هو الكفرُ يومَ الروعِ بل دونه الكُفرُ                          

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة سرقة المستعمر

إقرأ أيضاً:

بعد صعق وتعذيب مسن لنجله حتى الموت.. خبراء يكشون الدوافع الكامنة وراء تلك الجرائم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتعدد الدوافع وتتباين الأسباب الا ان جرائم قتل الآباء لأبنائهم تعد الابشع والأخطر على الاطلاق في تفتيت الأسرة، من الداخل فاالاب قاتل والابن قتيل  ومن ثم تدمير المجتمع كلكل إذا ما تفشت فيه هذه الجرائم، وتكمن خطورتها بالبشاعة التي ترتكب بها، والحنق الزائد والغضب العارم التي تدفع الأب بالتمثيل بجثة ولده بعد قتله وأحياناً بعد وصلة تعذيب، ثم يخر بعد ذلك منهارا من البكاء على فعلته، مثلما فعل مسن أطفيح بنجله المدمن، وإن كانت هذه الجرائم نادر حدوثها نسبيًا، إلا أنها تترك أثرًا عميقًا في النسيج الاجتماعي وتطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الأفعال الوحشية من ثلة من الآباء يريقون دماء أبنائهم ويبكون عليهم، وما الذي يدفع الأب لقتل ابنه ومن ثم الندم على فعلته.

طرده من منزله فعذبه حتى الموت
بعد شجار عنيف دار بين مسن و نجله، داخل منزله بمنطقة أطفيح، وبعد أن اصبح الإبن مدمنا على تعاطي المخدرات،حول سرعان ما تطور  الشجار بينهم ليقوم الابن بالاعتداء على ابيه ولم يكتفي بذلك وحسب بل قام بالقاءه خارج منزله بالشارع، ليقوم الأب المسن بالذهاب إلى أحد أصدقائه، وهناك خطط للانتقام من الابن العاق.
خطة شيطانية 
وبعد ثلاث ايام تفتق ذهنه عن خطة شيطانية، حيث تسلل إلى منزله بعد علمه بتواجد الابن بمفرده داخل المنزل، واحضر قضيب حديدي" ماسورة" وانقض على نجله وهو نائم في فراشه ضربا، فقام بشل حركته بكسير قدميه ويديه، وتناوب على ضربة حتى فقد وعيه، ثم قام بتوثيق اطرافه، ولم يكتفي بذلك وحسب بل احضر وصلتي كهرباء وأخذ بنشر الكهرباء بجسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

كسور متعدده واحتراق صعقا حتى الموت
كشف التقرير المبدئي للكشف الظاهري لجسد المجني عليه، وجود كسور متعددة بالاقدام وتمزق في الاوتار جراء الضرب بآلة حديدية، وتوقف في عضلة القلب نتيجة الصعق بالكهرباء.

انهيار المتهم 
وادعى المتهم في أقواله أمام جهات التحقيق أنه لم يكن يريد قتله، وانما أراد تأديبه على تعاطيه للمخدرات، وانتقاما لما فعله من الاعتداء عليه وطرده خارج المنزل، بعد رفض المتهم بيع المنزل واعطاء امواله إلى نجله.
وأمرت جهات التحقيق بالتحفظ على الأسلحة والأدوات المستخدمة في، وحبس المتهم ٤ ايام على ذمه التحقيقات

السجن المشدد أو الإعدام 
يري خبراء القانون أنه في حالة ثبوت أن الجريمة المرتكبة من قبل الأب المسن في حق ابنه بالقتل في إطار ضرب أفضى إلى موت وليس قتل عمد، فإن المشرع في هذه الحالة يراعي ظروف إرتكاب الجريمة إذا خلت من الإصرار والترصد المفضي للعقوبة الإعدام، فأوضح في المادة 236 من قانون العقوبات ان كل من جرح أو ضرب أحداً عمداً أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلاً ولكنه أفضى إلى الموت يعاقب بالسجن المشدد أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع. وأما إذا سبق ذلك إصرار أو ترصد فتكون العقوبة السجن المشدد أو السجن.
وتكون العقوبة السجن المشدد أو السجن إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي, فإذا كانت مسبوقة بإصرار أو ترصد تكون العقوبة السجن المؤبد أو المشدد.

التأديب قد يؤدي للجريمة 
يري الدكتور فتحي قناوي استاذ علم كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن كثير من الجناة يعانون من أمراض نفسية غير مشخصة أو غير معالجة، مثل هذا الأب المسن في قتله للابن المدمن مثل الذهان او الفصام، حيث يظن أن قتله هو افضل علاج له لحياته البائسة، وتطهيرا وخلاصا له من الادمان على المخدرات، لافتاً إلى أنه عادة ما يصاحب جرائم القتل من هذا النوع ضرب وتعذيب، وهو يعكس وبشكل مباشر دافع الانتقام والتعنيف، حيث يعتري الأب غضب عارم يقوده قصرا إلى ارتكاب الجريمة إذا ما استمر في فعله ولم يتوقف.

مقالات مشابهة

  • بعد صعق وتعذيب مسن لنجله حتى الموت.. خبراء يكشون الدوافع الكامنة وراء تلك الجرائم
  • الفلفل الحار يساعد على الوقاية من سكري الحمل
  • روضة الحاج تكتب: عادت الخرطوم
  • بملايين الأرقام والحضور الواسع مسلسل طريق إجباري على قناة بلقيس يحقق رقيما قياسيا في المشاهدات والحضور
  • أستاذة أرفود التي تعرضت لهجوم همجي بين الحياة والموت
  • نتائج أول حوار اقتصادي منذ 5 سنوات بين كوريا الجنوبية والصين واليابان
  • محافظ المنيا يهنئ الرئيس السيسي بحلول عيد الفطر
  • بطعنتين نافذتين.. ابن يحاول قتل والدته بالغردقة
  • سجّانو الموت الحوثيون
  • روضة الحاج: الروحُ عادت في العروقِ تحومُ مذ قيل لي: قد عادت الخرطومُ!