سواليف:
2025-04-23@18:43:33 GMT

حوار بين الموت المرّ والموت الأمَرّ

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

حوار بين #الموت_المرّ والموت الأمَرّ

د. #حفظي_اشتية

تتقلب القلوب والأنظار في محاولة فهْم ما جرى ويجري وسيجري في #غزة الجريحة، وتلمّس إن كانت القرارات صائبة والاختيارات صحيحة، فتتشعب الأفكار وتتوارد الخواطر :

يقولون : كان الناس ينعمون بالأمن والأمان، يعيشون في بيوتهم بين أهلهم وذويهم، يغدون ويروحون إلى جامعاتهم ومدارسهم وأعمالهم ومزارعهم ومصالحهم ووظائفهم….

يقوتون أُسرهم، ويبنون مستقبلهم، ويحظون بالرعاية الطبية، وخدمات الهيئات الدولية، وينتظرون الحلول السلمية لإقامة دولتهم الشرعية….

مقالات ذات صلة مستقبل الأمة بين زمن الشقلبة والرويبضات وزمن العز والمكرمات 2024/03/22

فيقال لهم : هؤلاء أناس سُلبت أوطانهم في أكبر وأقذر #سرقة عرفها التاريخ، جاءهم أشتات غرباء من كافة أرجاء الأرض، تسللوا إليهم ضيوفا أول الأمر، ثم تكاثروا وتآزروا تحت سمع #المستعمر وبصره وتخطيطه ومكره، ونافسوا أصحاب الأرض الأصليين، ثم صارعوهم فصرعوهم واقتلعوهم من وطنهم وشرّدوهم وحلّوا مكانهم، وسعوا وما زالوا يسعون بكل وسيلة إلى غصب حقوقهم وإلغاء كينونتهم، وطمس تاريخهم ولغتهم ودينهم، وإخراجهم من آفاق التاريخ والجغرافيا، بل إفنائِهم من الوجود لينعدم ذكرهم، ويمّحي أثرهم كأنْ لم يكونوا، ليتبخروا ويذوبوا في طوايا النسيان….

يقولون : كان يمكن الجنوح إلى السلم، واللجوء إلى وجهاء الخير في الأمم المتحدة، والشكوى إليهم، وعرض الحال أمامهم، وعقد كوفياتهم، والتمسّح بعباءاتهم، والتملّق والتذلل بين أيديهم، فهذه الهيئة العظيمة خُلقت لحل مثل هذه الإشكالات، وإنصاف المظاليم، وتشميس المعتدين، وردّ الحقوق لأصحابها الشرعيين…..

فيقال لهم : منذ مائة سنة وأكثر ونحن على هذه الحال، نرفع الدعاوى، ونسطر الشكاوى، ونُلقي الخطب الرنانة، ونستثير العواطف الدفينة، نبكي في محافلهم ونستبكي ونطلب أن يرحمونا ويحمونا…. ونتقبل نصائحهم بأن نكون واقعيين، ونطلب المستطاع كي نطاع، فنتخلى طوعا دون مقابل عن معظم مطالبنا وعزتنا وكرامتنا، ونكتفي بفتات من حقوقنا، ونرضى بالهمّ على أمل أن يرضى الهمّ بنا، ونبادر إلى الاعتراف بهم، والجلوس إليهم، ومفاوضتهم على ضفاف البحار والغابات والمنتجعات، نتذاكى أمامهم ونظهر لهم النعومة والتحضر، ونتظاهر بالفهلوة، وقد نُشهر سلاح الفحولة إن لزم الأمر…. لنعود أخيرا بمزق من الاتفاقيات المخرومة المخترقة يستظل تحت كل حرف منها ألف شيطان، ويتوارى خلف كل جدار ألف حجر لسنمّار يكفي أحدها فقط ليخرّ البنيان كله من القواعد على رؤوس الموقِّعين وآمال المظلومين المنتظرين.

والآن بعد أن سلّمنا لحانا لهم، وتسلّمنا كتبنا بشمائلنا،وقفنا على الأطلال نرثي حالنا، ونعضّ أصابعنا ندما وحسرة على مآلنا، ونسكب الدموع الحرّى على ما ضاع من آمالنا.

يقولون : أخذُ الحقّ صنعة، وكان يمكن التأني والصبر لتحين الفرصة، وتعتدل الموازيين لتكون القوى متكافئة، والمنازلة عادلة، لضمان الحصول على النتائج المرجوّة، وتحقيق الأهداف المأمولة، فالرأي قبل شجاعة الشجعان، والمراجل قتّالة، وما جنينا من هذه الشجاعة إلا سحابة دخان من حميد الذكر اعتلت في سمائنا بضعة أيام، ثم تبددت واختفت لنصحو على ذبح وجرح أزيد من مائة ألف، وتهجير وتشريد وتجويع شعب كامل، وتدمير كل معالمه وبنيانه….

فيقال لهم : ومتى توقف القتل والسجن والتهجير والتدمير عن هذا الشعب المظلوم؟! متى رفع السيف عن رقبته وتوقفت المجازر فيه؟! هل هو الذي بدأ بالعدوان عندما شُرّد من وطنه واجتُثّ من جذوره؟! هل جنى ذنبا عندما دُمرت له خمسمائة قرية وتمّ محوها من الخريطة؟! متى كان معتديا ومئات الآلاف من بنيه وبناته يبتلعهم ظلام السجون على تهم ملفّقة؟!

متى كان ظالما وأرضه كل يوم تُسلب منه وتعطى للدخلاء لتئن جباله تحت مئات مستوطناتهم؟!

قَدَرُ هذا الشعب المقهور أن يُسند ظهره إلى الحائط الأخير ليواجه الاختيار المرير بين الموت المرّ والموت الأمَرّ، وليس أمامه أيّ مفر، فلو تُرك القطا ليلا لنام!!

هل يموت حصارا وجوعا ومرضا وعطشا وذلا وقهرا…..؟! أم تُراه يحاول الظفر بالحياة من براثن الموت، والنجاة من أظفار المنية الناشبة بين جنبيه؟!

إنْ تجرّأ وتقدّم فهو أمام موت محتمل، وإنْ جَبُن وتأخر فهو أمام موت محتّم.

تلوح سكاكين الغدر أمام ناظريه، وتبرق بين عينيه حقائق عروبته وإسلامه وتعاليم دينه “وأعدّوا لهم ما استطعتم” فيفعل وينتظر وعدا غير مكذوب بالنصر.

وتلوح في مِخياله معارك المسلمين التي خاضوها بقوة العقيدة، وما كانت يوما قوتهم المادية من عدد وعتاد تكافئ قوى أعدائهم منذ بدر ومؤته والقادسية واليرموك…. حتى القسطل والكرامة…. وتجري في شرايينه دماء الإباء العربية منذ عنترة وكأس العزّ المترعة بالحنظل، والحصين بن الحمام يجد استبقاء الحياة في الهجوم والاقتحام، وعمرو بن الإطنابة يبحث عن حمد الثبات أو راحة الممات، وأبي فراس الحمداني يحاول المفاضلة بين أحلى المرّين، والخيار الدامي للحسين المخذول بين المنية والدنية…. ومواقف أليمة مضيئة كثيرة تستعصي على الحصر في الإقدام نحو الموت العزيز ولفظ الحياة الذليلة.

يركب هذا الشعب المركب الصعب، ويتلفّع بالخلق الوعر، ويقْدِم غير هيّاب دون أدنى تردد ليشرّف الموت الزؤام، وهو يردد :

وقد كان فوتُ الموتِ سهلاً فردّهُ                     إليه الحِفــاظُ المرُّ والخُـلقُ الوعـرُ

ونفسٌ تعافُ العــارَ حتى كــأنّـهُ                     هو الكفرُ يومَ الروعِ بل دونه الكُفرُ                          

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غزة سرقة المستعمر

إقرأ أيضاً:

نائب محافظ الإسماعيلية يشهد الاحتفال السنوي لتكريم الأمهات المثاليات لعام ٢٠٢٥

شهد المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية الاحتفال السنوى لتكريم الأمهات المثاليات الذي تنظمه مديرية التضامن الاجتماعي بالإسماعيلية.

وذلك بحضور آمال رزق الله عضو مجلس النواب عن محافظة الإسماعيلية، مها الحفناوي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، العميد وائل حمزة رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية، ريم مصطفى وكيل وزارة الصحة، الدكتور علي رفعت مدير فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية بالإسماعيلية، حسن الرداد مدير مديرية العمل، لبنى زكي مقررة المجلس القومي للمرأة، وممثلي الأزهر والأوقاف، وعددًا من القيادات التنفيذية بالمحافظة.

بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم عدد من الفقرات الفنية وأغاني السمسمية والتنورة وقصيدة عن الأم للشاعر هشام الجخ ألقتها الطالبة ملك ضاحي عبد السلام وقصيدة "لما جيت أكتب عن أمي" للشاعر عبد الله حسن ألقتها الطالبة أيسل ضاحي عبد السلام.

ووجه المهندس أحمد عصام تحية إجلال وتقدير إلى أمهات شهداء مصر الأبرار والذين قدموا أغلى ما لديهم فداءً للوطن ولأرض سيناء العزيزة مؤكدًا أن الاحتفال بأمهات مصر، يأتى كأقل ما يمكن تقديمه لهن.

وأشار المهندس أحمد عصام إلى أن المرأة المصرية حظت بتقدير غير مسبوق من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذي يعكس إيمانه بدور المرأة في مسيرة التنمية وبناء مجتمع قوى متماسك مثقف وواع.

كما ثمن عصام جهود مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الإسماعيلية، لما توليه من اهتمام بالغ بالمرأة، من خلال تنظيم الندوات التوعوية، والاهتمام بصحة المرأة، ودعم الأمهات المثاليات، وهو جهد ملموس ومقدَّر يسهم في تمكين المرأة المصرية وتعزيز دورها في المجتمع.

وأعلن المهندس أحمد عصام عن تقديم عمرة للأم المثالية الأولى والأم المثالية لابن من ذوي الهمم، وذلك بالتعاون والتنسيق بين مديرية التضامن الاجتماعي بالإسماعيلية ومؤسسة عبد الله يوسف الخيرية.

وأشارت مها الحفناوي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسماعيلية، في كلمتها إلى دور المرأة المصرية العظيم ومعايير اختيار الأم المثالية.

وقام المهندس أحمد عصام بتكريم الأربع الأمهات المثاليات الأوائل على مستوى المحافظة، ومنحهن شهادة تقدير وجائزة مالية، وهن: ليلى عبد العاطي عبد الحميد الأم المثالية الأولى على محافظة الإسماعيلية، ومنى عبد الغني السيد الأم المثالية الثانية، ورجاء عبد الحكيم محمد إبراهيم الأم المثالية الثالثة، كما تم تكريم سيدة محمود جاد الكريم الأم المثالية لابنين من ذوي الهمم ومنحها شهادة تقدير ومكافأة مالية.

ثم قام المهندس أحمد عصام بتكريم أربع أمهات مثاليات على مستوى مديريات الخدمات بالمحافظة وهن: آمال جاد محمد محمود الأم المثالية لجامعة قناة السويس، وهدى عبد السلام سعد خليل الأم المثالية لمديرية الصحة وأحلام محمود الإمام الشامي الأم المثالية لمديرية التموين والتجارة الداخلية، وأماني حسن محمد الحلوس الأم المثالية لمديرية الزراعة.

وحرص نائب محافظ الإسماعيلية على التقاط الصور الجماعية مع الأمهات المثاليات ولجنة التقييم التي قامت بتلقي الطلبات ووضع معايير الاختيار.

مقالات مشابهة

  • بعد 30 عاما.. التعرف على هوية رفات أميركية وطفلتها
  • نائب محافظ الإسماعيلية يشهد الاحتفال السنوي لتكريم الأمهات المثاليات لعام ٢٠٢٥
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • مجد القاسم يكشف عن سر حرصه على أغاني المناسبات ويحذر من الابتزاز العاطفي
  • توقيف المجموعة الأم لمطلقي الصواريخ
  • هل يجوز للأم أن تؤم ابنها الصغير في الصلاة؟ دينا أبو الخير تجيب
  • الجيش يوقف المجموعة الأم لمطلقي الصواريخ من الجنوب... مصادر تكشف
  • اقرأ غدًا في عدد البوابة: فرنسيس الثاني.. رحيل بابا الفقراء
  • رانيا يوسف: اتطلقت بعد 4 شهور من الزواج بسبب حماتي
  • أيقونة المسرح المصري بين الحياة والموت (صورة)