إقامة تمثال لتكريم معذّب الجزائريين في فرنسا.. انتقادات لـتمجيد الاستعمار
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
أثار مشروع إقامة تمثال لعقيد فرنسي متهم بممارسة التعذيب ضد الجزائريين خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، جدلا في فرنسا التي تسعى إلى مصالحة تاريخية بشأن ماضيها الاستعماري في الجزائر.
وبمبادرة من مؤسسة "مارسيل بيغيرد" الفرنسية، قرر المجلس البلدي في مدينة تول شمال شرقي فرنسا تحديد موعد لإقامة تمثال للعقيد مارسيل بيغيرد، صنعه نحات مقرب من اليمين المتطرف.
ويعد بيغير شخصية من رموز الحرب الجزائرية (1954-1962)، رغم الاتهامات التي تلاحقه بارتكاب جرائم مروعة بحق الجزائريين، وقد وضع كتابا لمكافحة حرب العصابات، اعتبر دليلا للتعذيب، وهذا الدليل يشهد على رؤيته للحرب وأساليبها.
Comment peut-on projeter d'ériger une statue au parachutiste Marcel Bigeard, comme c'est le cas à Toul ? Et envisager ainsi de glorifier la pratique de la torture coloniale, dont il est l'un des symboles ? Par Fabrice Riceputi et Alain Ruscio. https://t.co/nwEknoae5S — Fabrice Riceputi (@campvolant) March 15, 2024
وقال المؤرخان رايسبوتي و آلان روسيو في مقال نشر بموقع الجمعية الفرنسية للتاريخ الاستعماري إنه "بإقامة تمثال لبيغير في الفضاء العام، يتم تمجد من يعد أحد الرموز الرئيسية للتعذيب الذي مارسه الجيش الفرنسي في حروبه الاستعمارية في الهند الصينية والجزائر".
وشددا على أن "تكريم العقيد بيغيرد هو تكريم للتعذيب الاستعماري".
وأعلنت الجمعية الفرنسية للتاريخ الاستعماري، انضمامها إلى مطالبي بلدية تول، البلدية التي ولد فيها العقيد، بالتخلي عن هذا المشروع.
وتساءل المؤرخان، عن ما إذا كانت "الجمهورية الفرنسية تمجد التعذيب الاستعماري وتتسامح مع احترامه، على الرغم من إطلاق نداء مرة أخرى للاعتراف به وإدانته؟".
كما أطلقا عريضة تدعو إلى منع نصب تمثال العقيد الفرنسي، بدعم من الجمعية الفرنسية للتاريخ الاستعماري.
وكانت عدة منظمات غير حكومية وجمعيات فرنسية، طالبت في الرابع من آذار /مارس الجاري، الدولة الفرنسية بالاعتراف بـ"مسؤوليتها" عن ممارسة التعذيب خلال حرب الجزائر في مبادرة لـ"تهدئة" التوتر بين البلدين.
وفي ملف جرى إرساله إلى الإليزيه، كتبت عشرين منظمة أن "سلوك طريق فهم الدوامة القمعية التي أدت إلى ممارسة التعذيب، والذي شكل الاغتصاب أداته الأساسية، ليس تعبيرا عن الندم، بل هو عامل من عوامل الثقة بقيم الأمة".
ومنذ عام 2022، كثفت فرنسا والجزائر جهودهما من أجل إعادة بناء علاقة أكثر هدوءا، عبر إزالة العقبات تدريجا من القضايا المتعلقة بفترة الاستعمار الفرنسي وحرب استقلال الجزائر.
وفي العام ذاته، اتفق رئيسا الدولتين على إنشاء لجنة تضم مؤرخين فرنسيين وجزائريين في العام نفسه، من أجل "فهم متبادل بشكل أفضل والتوفيق بين الذكريات الجريحة"، وفقا للرئاسة الفرنسية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الجزائريين الاستعمار الفرنسي فرنسا فرنسا الجزائر الاستعمار الفرنسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ســـرقــة الأوطــان.. حين تكشف أمريكا عن وجهها الاستعماري وتستبدل "مبادئ القانون" بـ"منطق القوة"
◄ ترامب يسعى لفرض واقع جديد بالقوة في فلسطين
◄ الرئيس الأمريكي يريد غزة "ملكية طويلة الأمد" ونشر قوات عسكرية في القطاع
◄ اليمين المتطرف الإسرائيلي يتعهّد بـ"دفن فكرة الدولة الفلسطينية"
◄ رفض عربي قاطع لتهجير الفلسطينيين والسيطرة الأمريكية على غزة
◄ مسلسل التهجير بدأ منذ نكبة 1948 بمباركة أمريكية لطمس الهوية الفلسطينية
◄ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كانت خطوة ضمن خطط السيطرة الإسرائيلية على كامل فلسطين
الرؤية- غرفة الأخبار
رغم الرفض العربي القاطع للمساعي الإسرائيلي والأمريكية لتهجير الفلسطينيين خارج حدود أرضهم، والتأكيد على ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية استنادا إلى القوانين الدولية، يصرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تأجيج الأزمة التي يعيشها الشرق الأوسط بتصريحاته التي يسعى من خلالها إلى فرض واقع جديد بالقوة عبر السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين.
وصرّح ترامب عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض: "أرغب في رؤية مصر والأردن يستقبلان سكانا من غزة، وأعتقد أن سكان القطاع يجب أن يحصلوا على أرض جيدة وجديدة"، كما دعا إلى أن تكون غزة "ملكية طويلة الأمد" لبلاده.
وإلى جانب الرفض والاستنكار العربي القاطع، عبرت دول أجنبية عن رفضها أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، وطالبت بالعمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش في دولتهم، مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وتركيا والصين وروسيا واسكتلندا والبرازيل، إلى جانب منظمات مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والعفو الدولية.
ولم تكن المساعي الأمريكية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وسرقة الوطن الفلسطيني لصالح إسرائيل وليد اللحظة، بل تعد الولايات المتحدة شريكا أساسيا في طمس الهوية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا، رغم انتهاء عصور الاحتلال في العالم كله.
ومنذ اليوم الأول للنكبة عام 1948، بدأ المشروع الصهيوني لتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم لإقامة دولة إسرائيل، وتم تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية، واستُبدلت بأسماء ومستوطنات إسرائيلية جديدة بهدف مسح الهوية الثقافية والجغرافية الأصلية لفلسطين.
واستولت إسرائيل على القدس وسط محاولات لتهويدها بالكامل من خلال تغيير أسماء الشوارع والمناطق وهدم الأحياء الفلسطينية التاريخية، وتبارك أمريكا هذه المساعي والخطط وخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قرر في ولايته الأولى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في اعتراف ضمني بضم المدينة لإسرائيل.
وبالنظر إلى غزة، فإن مساعي التهجير والسيطرة على القطاع لم تبدأ منذ السابع من أكتوبر 2023، بل منذ بدء حصار القطاع عام 2007 بهدف شلل الاقتصاد في القطاع وتقييد حركة الأفراد والبضائع ومنع إعادة الإعمار حتى يضطر السكان إلى الهروب من القطاع.
ودائما ما يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترسيخ مفهوم صعوبة إعادة إعمار غزة، وأنه من الأفضل للفلسطينيين ترك هذا القطاع المدمر والانتقال إلى مناطق أخرى توفر لهم حياة جيدة، الأمر الذي يكشف أطماعه الاستعمارية في سرقة أراضي ودول الآخرين لإنشاء المشاريع الاستثمارية التي دائما ما يتحدث عنها.
كما أنه أعرب عن أمله بإمكانية نقل الفلسطينيين من غزة وإعادة تطوير المنطقة من قبل الولايات المتحدة، وأن تكون لها في القطاع "ملكية طويلة الأمد"، مضيفا أن القيام بذلك من شأنه أن يخلق "آلاف الوظائف"، ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة.
ولقد رحّب وزراء يمينيون متطرفون في إسرائيل بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، المدمَّر بسبب الحرب، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطويره اقتصادياً.
وتعهَّد الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء، بالعمل على "دفن" فكرة الدولة الفلسطينية "الخطيرة بشكل نهائي".
وأضاف سموتريتش، في كلمة مصوَّرة عبر حسابه على "تلجرام": "الخطة التي قدَّمها الرئيس (دونالد) ترمب، الثلاثاء، هي الرد الحقيقي على السابع من أكتوبر 2023"
وفي سياق متصل، أشاد إيتمار بن غفير، وزير الأمن العام الإسرائيلي السابق والسياسي اليميني المتطرف، بتصريحات ترامب عن ضرورة "إعادة توطين" سكان غزة خارج القطاع، ووصفه بأنه "الحل الوحيد".
من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأربعاء رفضها وإدانتها الشديدة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى احتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني منه.
وقالت الحركة في بيان إن "تصريحات ترامب عدائية تجاه شعبنا وقضيتنا، ولن تخدم الاستقرار في المنطقة، وستصب الزيت على النار"، مضيفة أن "الشعب الفلسطيني وقواه الحية لن يسمحا لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا أو فرض وصاية على شعبنا".
ودعت حماس إدارة ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني.
كما طالبت بموقف عربي وإسلامي ودولي حازم يحفظ الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس.