أثار مشروع إقامة تمثال لعقيد فرنسي متهم بممارسة التعذيب ضد الجزائريين خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، جدلا في فرنسا التي تسعى إلى مصالحة تاريخية بشأن ماضيها الاستعماري في الجزائر.

وبمبادرة من مؤسسة "مارسيل بيغيرد" الفرنسية، قرر المجلس البلدي في مدينة تول شمال شرقي فرنسا تحديد موعد لإقامة تمثال للعقيد مارسيل بيغيرد، صنعه نحات مقرب من اليمين المتطرف.



ويعد بيغير شخصية من رموز الحرب الجزائرية (1954-1962)، رغم الاتهامات التي تلاحقه بارتكاب جرائم مروعة بحق الجزائريين، وقد وضع كتابا لمكافحة حرب العصابات، اعتبر دليلا للتعذيب، وهذا الدليل يشهد على رؤيته للحرب وأساليبها.

Comment peut-on projeter d'ériger une statue au parachutiste Marcel Bigeard, comme c'est le cas à Toul ? Et envisager ainsi de glorifier la pratique de la torture coloniale, dont il est l'un des symboles ? Par Fabrice Riceputi et Alain Ruscio. https://t.co/nwEknoae5S — Fabrice Riceputi (@campvolant) March 15, 2024
وقال المؤرخان رايسبوتي و آلان روسيو في مقال نشر بموقع الجمعية الفرنسية للتاريخ الاستعماري إنه "بإقامة تمثال لبيغير في الفضاء العام، يتم تمجد من يعد أحد الرموز الرئيسية للتعذيب الذي مارسه الجيش الفرنسي في حروبه الاستعمارية في الهند الصينية والجزائر".

وشددا على أن "تكريم العقيد بيغيرد هو تكريم للتعذيب الاستعماري".

وأعلنت الجمعية الفرنسية للتاريخ الاستعماري، انضمامها إلى مطالبي بلدية تول، البلدية التي ولد فيها العقيد، بالتخلي عن هذا المشروع.

وتساءل المؤرخان، عن ما إذا كانت "الجمهورية الفرنسية تمجد التعذيب الاستعماري وتتسامح مع احترامه، على الرغم من إطلاق نداء مرة أخرى للاعتراف به وإدانته؟".

كما أطلقا عريضة تدعو إلى منع نصب تمثال العقيد الفرنسي، بدعم من الجمعية الفرنسية للتاريخ الاستعماري.

وكانت عدة منظمات غير حكومية وجمعيات فرنسية، طالبت في الرابع من آذار /مارس الجاري، الدولة الفرنسية بالاعتراف بـ"مسؤوليتها" عن ممارسة التعذيب خلال حرب الجزائر في مبادرة لـ"تهدئة" التوتر بين البلدين.


وفي ملف جرى إرساله إلى الإليزيه، كتبت عشرين منظمة أن "سلوك طريق فهم الدوامة القمعية التي أدت إلى ممارسة التعذيب، والذي شكل الاغتصاب أداته الأساسية، ليس تعبيرا عن الندم، بل هو عامل من عوامل الثقة بقيم الأمة". 

ومنذ عام 2022، كثفت فرنسا والجزائر جهودهما من أجل إعادة بناء علاقة أكثر هدوءا، عبر إزالة العقبات تدريجا من القضايا المتعلقة بفترة الاستعمار الفرنسي وحرب استقلال الجزائر.

وفي العام ذاته، اتفق رئيسا الدولتين على إنشاء لجنة تضم مؤرخين فرنسيين وجزائريين في العام نفسه، من أجل "فهم متبادل بشكل أفضل والتوفيق بين الذكريات الجريحة"، وفقا للرئاسة الفرنسية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الجزائريين الاستعمار الفرنسي فرنسا فرنسا الجزائر الاستعمار الفرنسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الدكتور حسام أبو صفية.. 70 يوما من التعذيب والاعتقال

#سواليف

نجحت #المحامية_غيد_قاسم يوم الخميس الماضي في زيارة الطبيب الأسير #حسام_أبو_صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، الذي يقبع في #سجن_عوفر بعد أكثر من 70 يوما من #الاعتقال.

وأفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني في بيان رسمي بأن أبو صفية كان قد أمضى قرابة 14 يوما في معتقل ” #سدي_تيمان ” سيئ السمعة، قبل نقله إلى سجن “عوفر”.

ووفقا لإفادة نقلتها المحامية قاسم، تعرض أبو صفية لعزل انفرادي لمدة 25 يوما في سجن “عوفر”، قبل نقله إلى قسم 24، حيث يتم احتجاز #المعتقلين القادمين من #غزة، في محاولة لعزلهم عن باقي #الأسرى من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني” أراضي الـ48″.

مقالات ذات صلة ليلة ساخنة في جنين.. شهداء وإصابات واقتحام بالمدرعات  2025/03/11

وأشارت قاسم إلى أن أبو صفية خضع لتحقيقات مكثفة، حيث بلغت أطول فترة تحقيق 13 يوما متواصلة، بمعدل يتراوح بين 8 إلى 10 ساعات يوميا، وخلال هذه الفترات، تعرض لتعذيب شديد و #انتهاكات_جسدية ونفسية.

وأضافت أن أول ما سأل عنه أبو صفية خلال الزيارة كان مصير جثمان نجله، الذي استشهد في غزة قبل شهرين من اعتقاله، معربا عن قلقه حول ما إذا تم نقل جثمان نجله ودفنه بشكل لائق، خاصة أنه لم يتمكن من المشاركة في مراسم الدفن بسبب ظروف الاعتقال، كما أشارت قاسم إلى أن أبو صفية فقد والدته بعد 10 أيام من اعتقاله، دون أن يتمكن من وداعها.

وعن مدى معرفة أبو صفية بالصدى الإعلامي الذي أحدثته قضيته، أكدت قاسم أنه كان معزولا تماما عن الأخبار الخارجية، ولم يكن على علم بالاهتمام الإعلامي المحلي والعربي والدولي الذي حظيت به قضيته.

وحول الوضع القانوني لأبو صفية، أشارت قاسم إلى أن السلطات الإسرائيلية حاولت تحويل ملفه إلى ملف أمني عادي، لكنها فشلت في إيجاد أي شبهة ضده، مما دفعها إلى إعادة تصنيفه كـ”مقاتل غير شرعي”، وهو تصنيف يحرمه من الحقوق الأساسية، بما في ذلك الحق في التمثيل القانوني.

وفيما يتعلق بالتقرير الذي بثته القناة “13” العبرية، والذي ظهر فيه أبو صفية مكبلا بالقيود، أوضحت قاسم أن أبو صفية لم يكن على علم بالتصوير، وتعرض لضرب وإهانات بعد انتهاء المقابلة.

واختتمت قاسم حديثها بالإشارة إلى أن أبو صفية كان يتمتع بمعنويات عالية خلال الزيارة، مؤكدا على أن “الإنسان هو تاريخ، وتاريخه هو عبارة عن موقف يوضع ويُدرس”.

يذكر أن الطبيب أبو صفية ظهر في مقطع فيديو بثته القناة “13” العبرية الشهر الماضي، وهو مكبل اليدين والقدمين، وبدت عليه علامات الإرهاق والتعب، وذلك بعد أيام من تحويله إلى الاعتقال تحت صفة “المقاتل غير الشرعي”.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الفرنسي يؤكد رغبة باريس في تهدئة العلاقات مع الجزائر
  • الكاميرا الخفية تثير غضب الجزائريين
  • الدكتور حسام أبو صفية.. 70 يوما من التعذيب والاعتقال
  • وزير العدل الفرنسي يشكر المغرب على "تعاونه" في توقيف اثنين من عصابة مخدرات خطرة كانا فارين بمراكش
  • زيارة جديدة للتاريخ
  • شرطة تل أبيب تستعيد تمثال بن غوريون "بملابس السباحة"
  • هل تمثل التدريبات العسكرية “الفرنسية – المغربية” تهديدات للجزائر؟
  • وزير العدل الفرنسي : نشكر المغرب على تعاونه الأمني الممتاز والمغاربة يحضون بالإحترام في فرنسا
  • صحافي فرنسي يستقيل من اذاعة RTL بعد معاقبته بسبب تشبييه الاستعمار الفرنسي للجزائر بالنازية
  • المؤتمر: يوم الشهيد يمثل مناسبة وطنية عظيمة لتكريم رجال القوات المسلحة