قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن رمضان شهر البركات والنفحات، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ لِرَبِّكُمْ (عز وجل) فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا".

علي جمعة: الشـ.اذ جنـ.سيا عاص يحتاج إلى الدعاء والنصيحة علي جمعة يوضح حكم الدعاء على النفس بالموت

وأضاف وزير الأوقاف، في منشور له، أن من صور التعرض لمواطن البركات في رمضان: أن يتضرع الإنسان إلى ربه مخلصًا منيبًا ، قال سبحانه: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، ويقول (تعالى): "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، فالدعاء عبادة لله (تعالى)، والله سبحانه لا يرد من دعاه، ولا يترك ضعيفًا احتمى بحماه.

وأشار إلى أن هناك صلة بين الصيام والدعاء، فكل صائم له نصيب من قبول دعائه عند الله (تعالى) ، وهذا ما بينه النبي  (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ (عز وجل) وعزتى وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.

وذكر وزير الأوقاف، أن الدعاء ليس سلاح الضعفاء كما يتوهم البعض، الدعاء سلاح الأقوياء الآخذين بالأسباب، المؤمنين بأن الأسباب لا تؤدي إلى النتائج بطبيعتها، إنما برحمة الله (تعالى) وعونه وسداده وإرادته وتوفيقه.

وقد قالوا: من رزق الدعاء رزق الإجابة، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ”إن الله (عز وجل) حيي كريم يستحيي إذا رفع العبد يديه أن يردهما صفرًا خائبتين”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): ”إن لله (عز وجل) ملكا موكلا بمَن يقول: يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، فإذا قالها العبد ثلاثًا قال الملك  الموكل: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل).

ويقول (صلى الله عليه وسلم): ”ما من مسلم يدعو الله (عز وجل) بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه بها إحدى ثلاث: إما يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: ”الله أكثر”، وسمع النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رَجُلًا، يَقُولُ: ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُوًا أَحَدٌ، قَالَ : ” لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ”.

وقد سمى الله (عز وجل) الدعاء في القرآن عبادة في أكثر من موضع ، مما يدل على عظم مكانته ، منها قوله سبحانه : ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ” وقوله فيما حكاه عن نبيه إبراهيم (عليه السلام): ”  وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً  ” ، مما يبين لنا عظم شأن الدعاء وأنه أساس العبودية وروحها ، وعنوان التذلل والخضوع والانكسار لله (عز وجل) ، والإخبات والإنابة إليه سبحانه وتعالى ، ولهذا حث الله عباده عليه ، وأرشدهم إليه ، ووعدهم الإجابة منة  منه  وكرما .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رمضان شهر البركات البركات في رمضان الصيام الدعاء صلى الله علیه وسلم أرحم الراحمین عز وجل

إقرأ أيضاً:

أيها الصائم: “إلّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ. فَإِنَّهُ. لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ (فمه) أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ”  

فهذا الحديث دليل على فضل الصيام وعظيم منـزلته عند الله تعالى. وقد جاء في هذا الحديث أربع من فضائل الصوم الكثيرة.

الأولى:

أن الصائمين يوفون أجورهم بغير حساب، فإن الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً كثيرة. فإن الصيام من الصبر، وقد قال الله تعالى:  إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

الثانية:

أن الله تعالى أضاف الصوم إلى نفسه من بين سائر الأعمال، وكفى بهذه الإضافة شرفاً،   ولأن الصيام سر بين العبد وربه. لا يطلع عليه إلا الله تعالى. فهو عمل باطن لا يراه الخلق ولا يدخله رياء.

الثالثة:

أن الصائم إذا لقي ربه فرح بصومه، وذلك لما يراه من جزائه وثوابه، وترتب الجزاء عليه بقبول صومه الذي وفقه الله له، وأما فرحه. عند فطره فلتمام عبادته وسلامتها من المفسدات، وهذا من الفرح المحمود لأنه فرح بطاعة الله. وتمام الصوم الموعود عليه الثواب الجزيل كما قال تعالى: “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا”

الرابعة:

أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وهذا الطيب يكون يوم القيامة لأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال.

ومن فضائل الصيام أن الله تعالى اختص الصائمين بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم إكراماً لهم، فقد روى سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي قال: إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد”

لكن هذه الفضائل لا تكون إلا لمن صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور.

مقالات مشابهة

  • دعاء اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان 2025.. تعرف عليه
  • لبنان يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف
  • فضل الصلاة على النبي ألف مرة في آخر جمعة من رمضان.. اغتنم 40 مكافأة ربانية لصاحبها
  • 4 ركعات في آخر جمعة من رمضان تعوض صلواتك الفائتة.. الإفتاء توضح
  • هتغير حياتك 180 درجة.. عجائب الصلاة على النبي في آخر جمعة من رمضان
  • هل يضاعف ثواب الصائم في الحر الشديد؟ الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: الدعاء عبادة عظيمة وهو مفتاح الاستجابة في ليلة القدر
  • موعد أذان المغرب.. استعد بعده لليلة القدر
  • أيها الصائم: “إلّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”
  • إفرح بشعائر الله فهي زاد لك أيها المؤمن