فوغان غيثينغ.. أول زعيم سياسي من أصل أفريقي بأوروبا
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
سياسي بريطاني من مواليد عام 1974، شغل عدة مناصب في حكومة مقاطعة ويلز البريطانية، لكنه تصدر دائرة الاهتمام السياسي بعد انتخابه زعيما لحزب العمال في ويلز عام 2024 ليصبح أول زعيم سياسي أسود في أوروبا.
يصر فوغان غيثينغ على استحضار انتمائه لمجالين جغرافيين متناقضين ويختزنان تاريخا طويلا من الصراع، فيقول إنه "مواطن ويلزي من زامبيا"، ليلخص سيرة شخصية شكلتها هويتان مختلفان تعايشتا.
ولد فوغان غيثينغ في عاصمة زامبيا لوساكا عام 1974 لأب بريطاني كان يعمل طبيبا بيطريا في جنوب ويلز، قبل أن يقرر الانتقال إلى زامبيا حيث التقى والدته التي كانت تعمل مزارعة في إحدى مزارع الدجاج هناك.
لكن عائلة غيثينغ اختارت العودة إلى المملكة المتحدة بعد عامين من استقرارها في زامبيا، بعد حصول والد غيثينغ على وظيفة جديدة في بريطانيا.
ولكن بشكل مفاجئ ومع وصولهم إلى مقاطعة "دورست" حيث قضى غيثينغ طفولته، سُحب من الوالد عرض الوظيفة، لتخضع العائلة لأول مرة للمعاملة التمييزية والإقصائية، وهو ما سيسهم في تشكيل ملمح أساسي في ذاكرة فوغان غيثينغ.
فقد دفعته رغبة الاحتجاج ضد معاملته، والتمييز ضده فقط لأنه طفل أسود، إلى اصطفافه إلى جانب المدافعين عن حقوق الأقليات، مما دفعه إلى تصدر الشأن العام بهدف تغيير الواقع الذي شكّل طفولته.
لم يتجاوز عمر فوغان غيثينغ 17 عاما حين انضم إلى حزب العمال (حساب "بريطانيا بالعربي" على منصة إكس) الدراسة والتكوينمع بلوغ غيثينغ المرحلة الجامعية، اختار أن يعود أدراجه إلى ويلز لاستكمال دراسته الجامعية في شعبة القانون، وهناك انخرط في النشاط الطلابي والسياسي.
لم يتجاوز عمره 17 عاما حين انضم إلى حزب العمال متأثرا بمقالات الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا بشأن المساواة والانتصار لحقوق السود وإنهاء تبعية الدول الأفريقية للاستعمار الأوروبي.
وبهذه الخلفية أسهم في الحملة الانتخابية لحزب العمال خلال انتخابات عام 1992، وانتخب رئيسا لاتحاد الطلبة في جامعة "آبيريستويث"، وفيما بعد تم انتخابه أول رئيس أسود لاتحاد الطلبة في ويلز.
يقول غيثينغ إنه خلال تلك المرحلة الجامعية ورغم انفتاحه على كل الفصائل الطلابية، فإنه يتذكر أنه لم يكن مرحبا به في مرات عدة بسبب معتقداته وآرائه السياسية، وبسبب حدة الانقسامات بين مختلف الاتجاهات السياسية آنذاك.
التجربة المهنيةوبعد إنهائه دراساته الجامعية بدأ غيثينغ العمل محاميا قبل أن ينخرط بشكل أكبر في العمل السياسي والنقابي، فعلى الرغم من فشله في الظفر بمقعد في الجمعية الوطنية (البرلمان) بويلز بعد ترشحه للمنصب عام 1999، فقد تم انتخابه لاحقا عضوا في مجلس كارديف البلدي عام 2004.
انتخب فيما بعد بالجمعية الوطنية لويلز عام 2011، ومع دخوله البرلمان في ويلز بدأ يلمع نجمه السياسي، وانضم عام 2013 إلى التشكيلة الحكومية في هذه المقاطعة البريطانية كأول رجل أسود يشغل منصبا وزاريا.
وخلال السنوات العشر اللاحقة حمل غيثينغ حقائب وزارية عدة، كانت أبزرها وزارة الصحة التي شغلها بين عامي 2016 و2021، وأوكلت إليه بذلك مهمة تدبير الأزمة غير المسبوقة خلال جائحة كورونا.
وتولى منصب وزير الاقتصاد عام 2021 الذي شغله إلى حين انتخابه زعيما لحزب العمال في ويلز، وهي الخطوة التي مهدت له تولي منصب رئيس الوزراء.
فوغان غيثينغ يرى أن هناك دلالة تاريخية بالغة الأهمية في تقلد سياسي أوروبي أسود منصبا بهذه الأهمية (رويترز)في حوار مع صحيفة الغارديان البريطانية، قال غيثينغ إنه يريد أن يتم الحكم عليه استنادا إلى كفاءته وقدراته، لا بناء على "لون بشرته".
وشدد على رغبته في الفوز بمنصب رئيس الحكومة لأنه المرشح الأفضل، ولأنه راكم طوال سنوات خبرة سياسية سواء في النقابات العمالية، أو خلال عمله محاميا ووزيرا في الحكومة، وأيضا بصفته سياسيا يملك رؤية للمستقبل.
ويرى غيثينغ أن هناك دلالة تاريخية بالغة الأهمية في تقلد سياسي أوروبي أسود منصبا بهذه الأهمية.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، مثّل غيثينغ ويلز في الذكرى الـ60 للتفجير العنصري الذي استهدف إحدى الكنائس بمدينة برمنغهام، وأدى إلى مقتل 4 فتيات من ذوات البشرة السوداء، وأكد رفضه أي اعتداء عنصري ضد الأقليات في بريطانيا.
وفي 16 مارس/آذار 2024 انتخب غيثينغ رئيسا لحزب العمال في ويلز -الذي يتولى السلطة منذ 25 عاما في كارديف- ومن ثم أصبح رئيس حكومة ويلز شبه المستقلة.
وقال غيثينغ في كلمة بعد إعلان النتيجة "اليوم، نطوي صفحة في كتاب تاريخ أمتنا… ليس فقط لأنني أتشرف بأن أصبح أول زعيم أسود في أي بلد أوروبي، ولكن أيضا لأن الجيل الجديد تغير بشكل كبير".
صلاحيات رئيس الوزراءبمجرد مصادقة الملك البريطاني على تنصيب رئيس الحكومة في ويلز، يعمل هذا الأخير على تأليف تشكيلته الحكومية، التي يفترض أن يوافق عليها الملك، الذي غالبا ما يتجنب الدخول في أي أزمة دستورية ولا يعترض على أي من الأسماء المطروحة أمامه للموافقة.
تتمتع الحكومة في مقاطعة ويلز على غرار كل من أسكتلندا وأيرلندا الشمالية بشبه استقلالية عن الحكومة المركزية في لندن.
ويعد رئيس الوزراء مسؤولا عن وضع السياسات العامة المرتبطة بمختلف القطاعات الحكومية باستثناء سياسات الدفاع والشؤون الخارجية، كما أنه يدبر علاقة ويلز بباقي المقاطعات البريطانية الأخرى بما فيها العلاقة مع الحكومة المركزية في لندن، ويخضع بشكل دوري للمساءلة من الجمعية الوطنية بشأن السياسات التي تنتهجها حكومته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات لحزب العمال فی ویلز
إقرأ أيضاً:
لطيفة بنت محمد تلتقي رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلاديش
دافوس (الاتحاد)
أخبار ذات صلة منصور بن زايد: المقناص إرث نفخر به ونعيشه بكل تفاصيله سعود بن صقر وقنصل عام مملكة هولندا يبحثان تعزيز التعاونالتقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، برئيس الحكومة المؤقتة في بنغلاديش، البروفيسور محمد يونس، خلال فعاليات الاجتماع السنوي الخامس والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس، في اجتماع ركّز على تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية بنغلاديش الشعبية، واستكشاف آفاق التعاون في مختلف المجالات. ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود دولة الإمارات لتعزيز شراكاتها الدولية ودعم مساعي التنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي.
وخلال الاجتماع، أكدت سمو الشيخة لطيفة على أهمية العلاقات التاريخية والودية، التي تجمع بين الإمارات وبنغلاديش، مشيرة إلى حرص قيادة دولة الإمارات على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع بنغلاديش، بما يخدم تطلعات البلدين. وقالت سموها: «تحرص دولة الإمارات على بناء جسور التعاون مع جمهورية بنغلاديش في مختلف المجالات، ونسعى من خلال هذه الشراكة إلى تعزيز الروابط القائمة ودفعها نحو مزيد من النمو والازدهار، بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين».
وركّز الاجتماع على بحث سبل التعاون لدعم التنمية المستدامة في بنغلاديش، بما في ذلك مجالات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والخدمات. وأكدت سمو الشيخة لطيفة التزام دولة الإمارات بتبادل الخبرات والابتكارات التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويمثل التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والبنية التحتية والخدمات فرصة كبيرة لدعم خطط بنغلاديش التنموية، ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لكلا البلدين.
وتناول الاجتماع أيضاً الفرص الاقتصادية المتاحة لتوسيع نطاق التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين. وأكدت سمو الشيخة لطيفة أن دولة الإمارات تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع بنغلاديش من خلال استثمارات استراتيجية وشراكات طويلة الأمد، مضيفة: «نرى في بنغلاديش شريكاً اقتصادياً واعداً، ونتطلع إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري في مختلف القطاعات، بما يسهم في تحقيق التقدم والازدهار للبلدين».