دمشق-سانا

يهدف إحداث سوق المهن التراثية في حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية إلى مساعدة الحرفيين الذين تضررت ورشاتهم وأعمالهم جراء الحرب على سورية، من خلال تأمين المكان ومتطلبات العمل لهم، والترويج والتسويق لمنتجاتهم، ومساعدتهم في الاستمرار بهذه المهن، ونقلها للأجيال.

رئيس الاتحاد العام للحرفيين ناجي الحضوة لفت إلى ضرورة دعم السوق التراثية وحاضنة دمر، من خلال إقامة الحواضن الحرفية في كل المحافظات، مؤكداً دعم اتحاد الحرفيين لحاضنة دمر المركزية وتحديثها بشكل مستمر بالتعاون مع وزارة السياحة، حيث تم تأهيل وتقديم أماكن عمل للحرفيين تساعدهم على التأهيل والتدريب والإنتاج والتسويق لكل المنتجات الحرفية السورية.

ومن الحرفيين الذين احتضنهم السوق، عدنان تنبكجي شيخ كار الفنون النحاسية والتشكيلية، الذي بين في تصريح لـ سانا أن مصنوعاته تتضمن مشغولات النحاس اليدوية كالفوانيس والثريات وأشكال الزينة، والأدوات المنزلية وغيرها من القطع التراثية المتنوعة، معتبراً أن نقل الحرفيين من التكية السليمانية إلى حاضنة دمر، ساعد على التنافس والانسجام بين الحرف من خلال الورشات التي تشكل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر.

الحرفي سامر ديركي الذي يعمل بحرفة النول اليدوي لفت إلى أن هذه الآلة تنتج الفرش العربي والبسط و(البرادي والمخدات والشالات والعباءات)، باستخدام خيوط الصوف والقطن، مشيراً إلى أن لهذه الحرفة ماضياً عريقاً يمتد إلى مئات السنين، وأن وجودها بالحاضنة بهدف الحفاظ على التراث وتعليم الحرفة للراغبين من الشباب لحفظها من الاندثار، إضافة إلى عرض وتصريف المنتجات.

أما الحرفي فراس السلكا شيخ كار صناعة الأدوات الموسيقية، فإنه يركز على صناعة هذه الأدوات من المنجور الخشبي كالبزق والقانون والعود وتطعيمها بالصدف والموزاييك، معتبراً أن فكرة جمع الحرفيين بالحاضنة يسهل عملية التسويق وإقامة المعارض وتقديم المكان وحوامل الطاقة.

ورأى الحرفي حسين نحاس أحد أعضاء جمعية العادات الأصيلة التي تعنى بالتراث، أن سوق المهن منصة تسهم في حماية الحرف العريقة من الاندثار، وصون إرث الأجداد، ويحقق تبادل الثقافات بين الحرفيين.

محمد العبيد نجل الفنان الراحل ناجي العبيد، ذكر أنه وجد في السوق حضناً يرعاه كحرفي، ولا سيما بعد أن خرج من التكية التي تشهد عمليات واسعة لتأهيلها واستعادة ألقها السابق.

وتمتد الحاضنة التراثية على مساحة 1273 متراً مربعاً وتضم 61 محلاً للمهن اليدوية، وقاعة تدريبية وقاعة لعرض المنتجات ومقهى تراثياً، وتستوعب حالياً 42 حرفياً كمرحلة أولى، إضافة إلى الحرفيين الموجودين في حاضنة دمر المركزية.

أمجد الصباغ وسكينة محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ما هي قواعد المركزية الغربية ؟

5 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:

رياض الفرطوسي

تتمسك المركزية الغربية برؤية استعلائية وعنصرية ‘ وحتى تكون مقبولا بالنسبة لهم لابد ان ترى العالم من خلال معاييرهم فقط . يوجد جدل واسع في الاوساط الفكرية الغربية وانقسامات بين مؤيد ومعارض لهذه المعايير حيث اخذت مجالا نقديا واسعا من قبل العلماء والمفكرين الذين ينتمون لثقافات اخرى ممن يعتقدون ان هذه الرؤية تقوم على تهميش اسهامات حضاراتهم وتعيد صياغة التاريخ بشكل غير عادل ومنصف . يمكن فهم تمسك الغرب الاوربي بفكرة التفوق الحضاري والعلمي من خلال عدة ابعاد تاريخية وثقافية ‘ نشأت عبر فترات مختلفة من الزمن ‘ خلال العصور الوسطى ‘ ظلت اوربا متأثرة بالحضارات الاخرى ‘ مثل الحضارة الاسلامية في الاندلس والشرق ‘ وكان التواصل بين الحضارات يسهم في التطور المعرفي والعلمي . لكن مع ظهور عصر النهضة في اوربا ثم التوسع الاستعماري في القرون اللاحقة ‘ تبنى الغربيون فكرة انهم يتمتعون بميزة حضارية وعلمية ‘ ساهمت في تأسيس مفهوم المركزية الغربية.

تقوم المركزية الغربية على مجموعة من القواعد :
التفوق الحضاري : التركيز على ان الحضارة الغربية هي الاكثر تقدما ‘ وانها مهد الديمقراطية ‘ والعلم ‘ والفنون ‘ وان الحضارات الاخرى اما اقل تطورا ‘ او تعتمد على اوربا كمصدر للتقدم . خلال عصر التنوير ‘ طور الفلاسفة الغربيون نظريات جديدة في العلوم والفلسفة . هذا التقدم العلمي والنظري ساهم في بناء شعور بالتميز الثقافي . وقد رأى الغرب في عصر الاكتشافات والاستعمار ‘ ان حضارتهم ( ارقى ) من الحضارات الاخرى ‘ مما عزز فكرة الاستعمار بهدف ( تمدين ) الشعوب الاخرى ‘ وغالبا ما تضمن هذا التوجه تبريرا اخلاقيا للاستغلال والاستعباد.

التهميش الثقافي : تجاهل او تهميش الانجازات الحضارية للثقافات غير الغربية ‘ سواء كانت من افريقيا ‘ او اسيا ‘ او امريكا اللاتينية ‘ وتصور هذه الثقافات بأنها تابعة او متخلفة.

الاحكام المسبقة : وضع معايير غربية كقواعد عالمية يحكم من خلالها على الثقافات الاخرى ‘ كالتقدم العلمي والتكنلوجي ‘ والنظام السياسي.

تأطير التاريخ العالمي : عرض التاريخ من منظور اوربي فقط كتصوير الاستكشافات الاوربية على انها السبب في اكتشاف اجزاء كبيرة من العالم ‘ مع تجاهل تاريخ تلك المناطق او الانجازات التي سبقت الغربيين فيها.

الاستعمار والهيمنة : تبرير الاستعمار والسيطرة الغربية على الدول غير الغربية من منطلق التفوق الحضاري ‘ وكأن هذه الدول بحاجة الى التحديث الغربي.

التقليل من الانجازات العلمية والفنية لغير الغربيين : التقليل من الاسهامات العلمية والفنية للحضارات الاخرى ‘ مثل الحضارة الاسلامية ‘ والصينية ‘ والهندية ‘ وتقديم الغربيين كرواد في كل المجالات.

الترويج للحداثة الغربية : التعامل مع النموذج الغربي للحداثة بأعتباره الوحيد القابل للتطبيق والمطلوب عالميا ‘ واهمال النماذج الاخرى للحداثة والتنمية التي نشأت في حضارات اخرى.

البعد المعرفي والعلمي : مع تقدم العلوم في الغرب خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر انتشر الاعتقاد بأن النهج العلمي الغربي هو الافضل ‘ مما ادى الى تهميش العلوم والمعارف التي كانت متقدمة في اماكن اخرى . مثل العلوم الاسلامية والصينية . وقد تم استبعاد هذه العلوم من الاطار المعرفي الغربي او اعيدت صياغتها لتتماشى مع رؤية ( المركزية الغربية ).

الجانب الاقتصادي والسياسي : مع التطور الاقتصادي الذي رافق الثورة الصناعية ‘ اصبحت الدول الغربية اكثر قوة واستطاعت فرض هيمنتها على دول اخرى . نشأت الطبقات الصناعية والتجارية الكبرى التي استفادت من الموارد الطبيعية والبشرية للشعوب المستعمرة مما عزز من الشعور بالتفوق والاستحقاق . فكان من السهل تبني ايديولوجيات تبرر هذا الاستغلال على اساس ( التفوق الحضاري ).

الرؤية الثقافية والاعلامية : ساهم الادب والفنون ووسائل الاعلام في الغرب في تصوير الشعوب الاخرى بأنها ( بدائية ) او ( متخلفة ) ادت هذه الصور النمطية الى تعزيز التصورات العنصرية ‘ حيث اصبح ينظر الى الغرب على انه منبع الحضارة مقابل ( تأخر ) الثقافات الاخرى . مثلا استعانت امريكا بهوليود من خلال الافلام عبر مخرجين محترفين لصناعة رؤية ترويجية على ان الغربي كائن خارق وغير عادي.

العنصرية الغربية : بعض النظريات العلمية الزائفة مثل علم الاعراق الذي انتشر في القرن التاسع عشر حاولت تبرير التفوق الغربي على اسس عنصرية . فتم تصنيف الشعوب الاخرى في مراتب دنيا . مما دعم فكرة ان الغرب يمتلك حق الهيمنة والاستغلال . لقد تجاوز العالم هذه الرؤى عبر تعزيز التعددية الثقافية والاعتراف باسهامات الحضارات الاخرى ‘ لكن يبدو ان اثار الماضي لا زالت تؤثر على مواقف وسياسات كثير من دول الغرب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ندوة تعريفية بالاقتصاد الدائري وخدمات حاضنة "مسار" بجامعة سوهاج
  • "إعمار الخيرية" تساهم بـ35 مليون درهم لدعم مبادرة "بيتي"
  • المهن التقليدية.. جسر بين ماضي الأجداد ومستقبل الشباب
  • الإمارات.. ملتقى "خزان الابتكار" يعزز ريادة الأعمال المستقبلية
  • ما هي قواعد المركزية الغربية ؟
  • أمانة التعليم بـ"مستقبل وطن" تستعرض إطلاق منصة تعليمية لدعم الطلاب
  • إشادة حزبية بانعقاد المنتدى الحضري العالمي في القاهرة: يوفر لمصر منصة مثالية لدعم «رؤية 2030» لتحقيق تنمية شاملة
  • «رشاد العليمي».. يشكر مصر على الجهود التي تقوم بها لدعم دولة اليمن
  • مكتبة الإسكندرية تُنظم احتفالية «حوار الفنون.. شخصية مصر التراثية وحوار الفنون من أجل السلام» ببيت السناري
  • تعميق الصناعة الوطنية سلاح مصر لمواجهة التحديات.. شعبة المصدرين: الملف على رأس أولويات الحكومة.. خبير: نحتاج استراتيجية لدعم القدرة التنافسية للمنتجات