بوابة الوفد:
2024-07-05@06:07:36 GMT

هو بالكون كله

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

وجود سيدنا النبى شىء، ووجود الكون كله شىء آخر، فمجرد وجود حضرته أمان.. حماية.. سعادة.. ووجود الثقلين جميعا لا يكفى وحده، بل لا بد من أن يعبدوا وينكسروا ويخضعوا، ويستغفروا كلهم على ما فرطوا ليوفروا شيئا من الأمان.. لتعرف كيف هو واحد ولكنه بالكون كله: «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهو يستغفرون» (الأنفال:33).

.صلى الله عليه وآله وسلم.

 

د. مجدى عاشور

مستشار المفتى السابق

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حماية سعادة و يستغفرون

إقرأ أيضاً:

قصة قصيرة.. عامر السعودي (2_2)

حسين ضيف الله مريع

في أحد الأيام وبعد أن فتح عمه (جاسم) صاحب الوجه الوضيء متجره صباحا نادى على عامر ليشرب معه القهوة، بادر عامر بالحضور وأثناء شربهما للقهوة سأله:

– من أين أنت؟

فأجابه عامر:من السعودية، وتحديدا من الجنوب..

_ كان حدسي يقول إنك كما قلت؛ لأنك مختلف عن باقي الباعة في حرصك على الصلاة وحسن تعاملك مع الناس وقيافتك…

هل أنت من عائلة مقيمة هنا؟

_ لا
وبعدها قص عليه عامر قصته من أولها إلى آخرها

_ لاحول ولا قوة إلا بالله وكيف حال أسرتك الآن وكيف وضع أمك ؟

_ قدري أن آتي إلى هنا ربما كتب الله رزقي في هذا البلد

_ بالتوفيق “ي وليدي” الله يرزقك من واسع فضله

_ جزاك الله خيرا “ي عم” جاسم تشرفت بمعرفتك

منذ ذلك اليوم نشأت علاقة بين عامر وعمه جاسم كعلاقة الابن بأبيه تخللها الكثير من المودة و التقدير والاحترام وحرص كل منهما على الآخر ففي صباح كل يوم يستقبل عامر عمه جاسم ويأخذ من يده دلة القهوة وعلبة التمر والمفاتيح فهو من يفتح متجر عمه جاسم ويجلس معه يتبادلان الحديث عن السوق والبيع والشراء وقوة وضعف السوق وبعد عام من دخول عامر الكويت وبداية عمله في السوق نالت الكويت إستقلالها عن بريطانيا عام 1961م وأصبحت ذات قرار سيادي (أنعكس-انعكس) ذلك على أمنها واستقرارها حينها دخلت في طور من النماء والتطور وتحسن الاقتصاد وانتعشت الأسواق وفي هذه الأثناء أشار جاسم على عامر استئجار المحل المقابل له العائد لشخص توفي قبل أشهر

_ تشيرني على ذلك؟

_ نعم خاصة وأنك قد ذكرت لي منذ فترة إنه أصبح لديك مبلغا من المال لابأس به وسأستأجره لك وستنجح بإذن الله فأنت مبروك “ي وليدي”…

_ على بركة الله

قام عامر بعمل الديكورات اللازمة للمتجر وأضاف إلى نشاطه الأقمشة النسائية والرجالية وهو ما يجيده فهو من أسرة مهنتها بيع الأقمشة نجح عامر نجاحاً منقطع النظير في محله الجديد ووسع الله له في رزقه وأصبح من المشهورين في بيع الأقمشة في السوق حينها استأجر بيتاً قريباً من السوق وقد تعرف إلى جيرانه ووجد أن هناك أُسر من الأرامل واليتامى والفقراء،

فكان يقتطع جزءا من أرباحه للصرف على هذه الأسر وقد تكفل بكل ما يحتاجونه من غذاء وكساء ودواء ومصاريف الدراسة للأبناء وبعد هذه المواقف الإنسانية رزقه الله وبارك له أضعاف الأضعاف ، وفي أحد الأيام أخبره العم جاسم بأنه سيحاول أن يسعى له في الجنسية الكويتية وهو من الأعيان والمتنفذين وسيبحث عن اسم قبيلة يضيفها له لكن عامر رفض فكرة القبيلة وقال لعمه جاسم إن هذا لا يجوز لقوله تعالى ( أدعوهم لآبائهم ) فإن تيسرت باسمه المعروف عنه كاملا، وإلا فلا…

_ سأحاول “ي وليدي” وكثر الله من أمثالك. أخذ العم جاسم من عامر بياناته كاملة وانصرف وفي انشغال عامر بتجارته فاجأه العم جاسم ذات يوم بحصوله على الجنسية حسب رغبته …

_ جزاك الله خيرا “ي عم جاسم” واحتضنه وقبله وبعد أشهر من حصول عامر على الجنسية وإذا بعمه جاسم يلمح له بأنه قد تجاوز العشرين من عمره وأنه لابد أن يقدم على الزواج قبل أن يفوته القطار

_ أنا لا أعرف أحدا هنا وأخشى أن أتورط في أسرة غير مناسبة

_ لا عليك سوف أدلك على الأسرة المناسبة وسأتولى أمر زواجك بنفسي

_ على بركة الله ي عم جاسم _ تستطيع أن تزورني في بيتي غداً بعد صلاة المغرب _ بإذن الله.

حضر عامر إلى منزل عمه جاسم ورحب به وقدم له واجب الضيافة ، استأذنه ثم خرج قليلاً وعاد وخلفه فتاة محتشمة ولا أجمل _ ما رأيك “ي عامر”

_ تبارك الله ما شاء الله توكلنا على الله يا عم جاسم ، بعد زواج عامر واستقرار أحواله بدأ عهد جديد لعامر ومرحلة جديدة في التجارة حيث قطع جواز سفر وقرر العمل في تجارة الجملة وذهب للخارج لشراء البضائع من الأقمشة الرجالية والنسائية والملابس الجاهزة وشيئا فشيئا حتى أصبح واحداً من كبار تجار الأقمشة والملابس في البلاد وفي اثناء ذلك كانت تعرض عليه الأراضي فاشترى كثيرا منها حول السوق وفي المواقع الإستراتيجية وعندما قامت الطفرة الأولى عام 1975م بعد ارتفاع أسعار البترول ارتفعت أسعار الأراضي وكان محظوظا إذ باع بالملايين وحصل على تعويضات من الدولة بالملايين وفي كل يوم تزداد تجارته وتزداد أمواله فبنى الفنادق والمجمعات السكنية والمولات حتى أصبح واحداً من كبار رجال الأعمال في البلاد وقد استغل -جزءا من أمواله في أعمال الخير فبنى الأربطة للأرامل والأيتام والمسنين وبنى إسكاناً خيرياً للفقراء والمساكين وحفر الآبار وبنى المساجد كما بنى جامعين كبيرين لوالديه ولم ينس الشباب من أبناء الأسر الفقيرة والمحتاجة لتكملة دراستهم في الخارج فأوفدهم إلى أوروبا وأمريكا لإكمال دراستهم العليا وقد استفاد عدد كبير منهم وقد عادوا حاملين لشهادات الماجستير والدكتوراة في كثير من التخصصات ثم أصبحوا أساتذة في الجامعات وأطباء في المستشفيات ومهندسين في البلديات والأمانات وأصحاب وظائف مرموقة في الوزارات.

بعد هذه الأعمال الإنسانية والجليلة أصبح عامر حديث المجتمع ومن وجهاء وأعيان البلاد، و أصبح يلقى الكثير من التقدير والاحترام في كل مناسبة ومكان يوجد فيهما .

وذات عصرية وفي غمرة استعراض مسيرته التجارية الحافلة بالكفاح والعطاء والإنجاز بدأ يلوم نفسه كيف نسي أسرته خلال هذه الفترة الطويلة ولم يتذكرها ولم يتذكر أمه الحنونة ولم يفكر في حزنها وألم فراقها عليه فدمعت عيناه وبينما هو في هذه الحال رن جرس الهاتف وإذا بصديقه السعودي الذي تعرف عليه من وقت قريب يدعوه لحضور مناسبة خاصة في منزله بعد صلاة العشاء ، حضر المناسبة وبينما هو في المجلس وقعت عيناه على دليل الهاتف السعودي فأخذه بشغف وبدأ يتصفحه حتى وصل على بيان أرقام مدينته فأخذ رقم أخيه الأكبر وسجله في قصاصة ووضعها في جيبه وحين عاد من المناسبة إلى البيت كان أول عمل له هو الاتصال بأخيه، وسلم عليه وعرفه على نفسه أنه أخوه الأصغر عامر ويا لها من فرحة غامرة أعقبها أخوه بعتاب طويل جداً، ثم أجهشا فيه بالبكاء وسالت دموع غزيرة، وعده عامر في نهاية الاتصال بأنه سيكون حاضرا عندهم بمشيئة الله خلال اسبوع ، في اليوم التالي الساعة العاشرة صباحاً يتوجه إلى البنك لتحويل مبلغ مالي إلى بلده السعودية ليحسن به أوضاع أسرته عند زيارته لهم وفي مدخل البنك فجأة وجد رفيقه العجمي واقفا مستندا على عصا وقد كبر سنه ونحل جسده وضعف بصره تقدم إليه قائلا ما حالك يا رجل _ أريد مساعدة فأنا من ليلة البارحة لم آكل طعاما_ رق لحاله وأخذه وأركبه معه في سيارته وتوجه به إلى مطعم في أحد فنادقه وبعد أن أكل وشبع طلب منه أن يرافقه إلى استشاري العيون للكشف على عينيه فقد يحتاج إلى عملية بسيطة _ ولم تفعل هذا وأنت لا تعرفني _ أنا فاعل خير _ ليكن ذلك _ توكلنا على الله_

دخلا المستشفى وأدخله على استشاري العيون وبعد فحصه وتشخيصه أشار الطبيب إلى حاجته العاجلة لعملية جراحية في عينيه لوجود مياه بيضاء فطلب منه أن يقوم بإجراء العملية وأعطى رقم تليفونه للطبيب وقال له حال شفاء مريضي اتصل علي ، بعد اسبوعين تلقى اتصالاً من الطبيب وذهب للمستشفى ودخل على رفيقه في غرفته وحين رآه محمد العجمي صرخ صرخة قوية عامر واحتضنه وأجهش بالبكاء وبدأ يقدم الاعتذارات لكن عامر طلب منه أن يهدأ ويجلس ثم قال له لا عليك “ي عامر” فالفضل لله ثم لك فقد كنت مكلفا بمهمة لتوصلني إلى هذا المكان لرزق كتبه الله لي فيه و الحمد لله فأنا في خير كثير.

هدأ العجمي وزال عنه الحرج ثم أردف عامر قائلا: اسمع يا أخي لقد أمضيت في هذا البلد خمسة وثلاثين عاماً بالتمام ولقد قررت أن أقوم بزيارة لأهلي نهاية هذا الأسبوع لأطمئن على أحوالهم و آخذ بهم العهد، وبالنسبة لك لم يعد من المناسب أن تكون بعيداً عن أهلك؛ وأنت في هذه السن الكبيرة، وهذه الظروف الصحية السيئة والحالة المادية الصعبة ؛ فأنت بحاجة لرعاية دائمة، ولابد أن تكون تحت نظر أهلك، لذا سأقوم بتحسين وضعك حال وصولنا بإذن الله… اتفقنا؟ ….توكلنا على الله…

مقالات مشابهة

  • كشف وعلاج بالمجان لـ 1370 مواطنًا خلال قافلة طبية في صفط العنب بالبحيرة
  • نتنياهو يهدر دماء حزب الله
  • نيوزويك: إسرائيل في حرب مع إيران على 7 جبهات
  • صاروخ أطلقه حزب الله يقتل ضابطا اسرائيليا
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • قصة قصيرة.. عامر السعودي (2_2)
  • سلطان بن صقر بن سلطان القاسمي في ذمة الله
  • انهيار عقار من 4 طوابق في بولاق أبو العلا ووجود ضحايا وإصابات
  • قصف واستهداف.. بيان جديد من حزب الله
  • سقوط سيارة في إحدى الترع بطريق الودي ووجود إصابات