إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري الخميس، أن زيارته للمملكة تخللتها "مشاورات جيدة للغاية" مع القادة السعوديين حول تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، مشيرا إلى أنه لا يستطيع "تحديد إطار زمني لذلك".

وأشار بلينكن إلى أن المباحثات "تقترب من نقطة التوصل إلى اتفاقات" بين السعودية وإسرائيل.

ووفق مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية تحدث إلى وكالة الأنباء الفرنسية مشترطا عدم كشف هويته، فإن تحقيق المزيد من التقدم يتوقف على حل عدد من القضايا.

وقال بلينكن إنها ستكون "فرصة تاريخية للبلدين وللمنطقة ككل".

كما تركزت المحادثات أيضا على الحرب في قطاع غزة والعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث قام بلينكن بثلاث زيارات إلى المملكة منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

ويذكر أن واشنطن تبذل جهودا لحشد دول عربية حول خطط طويلة المدى للحكم في قطاع غزة في فترة ما بعد الحرب إضافة إلى توقيع مزيد من اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

وطالما سعت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، إلى التوسط في اتفاق نهائي بين السعودية وإسرائيل يقتضي ضمانات أمنية أمريكية للمملكة. لكن الرياض اشترطت في أي اتفاق من هذا القبيل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وهو احتمال رفضته إسرائيل.

ومع ذلك، لاحت في الأفق العام الماضي بوادر للتوصل إلى اتفاق، قبل أن تندلع الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في غزة بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وانتقدت المملكة بشدة الحرب الانتقامية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة الذي تديره حماس وأسفرت عن مقتل نحو 32 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

وقالت الرياض إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل حتى تنسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ويتم التوصل إلى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية.

ويذكر أن السعودية الدولة ذات الثقل الإقليمي، لم تعترف أبدا بإسرائيل، ولم تنضم إلى اتفاقيات أبراهام لعام 2020 التي توسطت فيها الولايات المتحدة وشهدت إقامة البحرين والإمارات والمغرب علاقات رسمية مع الدولة العبرية.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا السنغال ريبورتاج أنتوني بلينكن سامح شكري السعودية السعودية الحرب بين حماس وإسرائيل الولايات المتحدة التطبيع مع إسرائيل محمد بن سلمان بن عبد العزيز أنتوني بلينكن الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل الولايات المتحدة السعودية دبلوماسية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا إلى اتفاق قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هل السودان بديل محتمل لتهجير أهالي غزة؟؟

كتب الأستاذ الجامعي د.محمد عبد الحميد

ماذا لو إستيقظ السودانيون على قرار تهجير الفلسطينيين من سكان غزة الي بلادهم؟؟
قد يستبعد أهل السودان أن يكون بلدهم مطروح كخيار لتهجير الفلسطينيين مِن غزة لسببين رئيسين.. الأول أنه غير عملي لبُعد السودان من أرض فلسطين. والثاني لأن السودان يشهد حرب طاحنة في أراضيه.
يؤكد علم العلاقات الدولية أنها فوق تشكلها بصورة معقدة، فإنها كذلك تسير بشكل لا خطي Non - linear بحيث أن أحداث في نطاق جغرافي ما يمكن أن تؤثر على دول بعيدة تماماً عن ذلك النطاق... وأن سلسلة أحداث صغيرة قد تؤدي لأحداث كبرى. وفي هذه النقطة بالتحديد يمكن تذكر الأحداث التي تسببت في الحرب العالمية الأولى، فقد أدى إغتيال الأرشيدوق فرانز فيرندناد في صربيا في العام 1914م لإندلاع الحرب الكونية الأولى وتأثرت بها الدول القريبة والبعيدة.. غير أن الكثير من الناس خاصة من غير المختصين في العلاقات الدولية يجنحون للنظر لتلك العلاقات على أنها تسير بإتجاه خطي واحد متسلسل زمانياً ومكانياً.. ولذلك يستبعدون عنصراً مهماً في التحليل وهو الإحتمالات الراجحة منها والمرتبطة بالخط المتصل بأحداث لم تكن بادية للعيان حدثت في مناطق بعيدة جغرافياً من مركز الحدث الشاخص أمامهم وربما في زمن بعيد نسبياً.
إن المتابع للقضية الفلسطينية يجد أن معظم أحداثها ترسمت وفق الإتجاه اللاخطي منذ وعد بلفور في 1921 وهو نفسه أي وعد بلفور وطبقاً للمسار اللاخطي في العلاقات الدولية قد إنبنى على حادثة إغتيال الأرشيدوق بينما في الواقع الظاهري للأحداث قد لا يجد غير المختص في العلاقات الدولية روابط حقيقية ومنطقية بين تلك الأحداث وتخليق الكيان الاسرائيلي.
عموماً، ومهما يكن من أمر، وبذات المنطق قد لا ينصرف ذهن السودانيين لإحتمالية أن يستقر سهم مؤشر الأحداث على إختيار السودان كمكان لتهجير الفلسطينيين نسبة لواقع الحرب الحالي، وحالة النزوح الواسعة لدى معظم سكانه، بينما القراءة اللاخطية لمسار العلاقات الدولية قد تجعل من السودان أفضل البدائل المطروحة الآن (إندونيسيا، مصر، الأردن، السعودية سيرلانكا أو ألبانيا).
إن منطق الإحتلال الإستيطاني الذي يميز وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية يجعل من أمر تهجيرهم هدف تخبو جذوته وتتقد بالتفاعل مع أحداث أخرى طبقاً للنمط اللاخطي في العلاقات الدولية. فصعود ترمب في سدة قيادة الولايات المتحدة وبنهجه السيرويالي وسلوكه النزق في السياسة عموماً وتعامله بعقليةالمطور العقاري Real state developer، وتبنيه لخيار التهجير أجج تلك الجذوة وشجع إسرائيل على تبنيه مع أنه لم يكن مطروح كخيار على أقل تقدير طوال عهد سلفه بايدن.
من ناحية أخرى تتسم العلاقات الدولية بالطبخات السرية والصفقات غير العلنية والتلويح بالحوافز والجزاءات كما يفعل ترمب الآن مستنداً لمنطق القوة Power وهذه الأخيرة هي المُعامل الذي يحرك كل تروس العلاقات الدولية، فإذا مضى منطق الصفقات والجزاءات وما يسميه ترمب (السلام بالقوة) فسوف لن يكون السودان خيارٌ محتمل و مرحبٌ به فحسب، بل ومثالي لتهجير الفلسطينيين. ذلك لأن الدول المطروحة في القائمة الآن مطلوب منها واحد من أمرين، إما أن تستقبل المهجرين أو تجد بديلاً لهم.. وفي الغالب سيسود منطق "دفع الضرر عن الذات" خاصة الثلاثة دول العربية في قائمة ترمب ولن تتحرج بتقديم البديل، وهنا يمكن ملاحظة كيف تصرف ملك الأردن في المكتب البيضاوي يوم 11 فبراير 2025م أمام ترمب عن طرح موضوع التهجير وموقفه منه، فرد بطريقة نفض بها كُرة النار الملتهبة من حِجره (إننا ننتظر الرؤيا المصرية) في حين لم يكن مطلوب منه التحدث عن مصر.. وهذا بالتحديد دفع الضرر فيم الأجواء المفتوحة، فكيف يكون الحال في الغرف المغلقة؟!!
إن الحرب في السودان لن تشكل عقبة كبيرة في هذا الإتجاه إذا ما طرح السودان كبديل، ذلك لأنها يمكن أن تتوقف بإشارة من اللاعب الدولي الأبرز - أمريكا- متى ما أرادت ذلك. فالحرب في السودان منظور لها من نواحي إستراتيجية وسياسية هي حرب "غير مُعرّفة" Undefined بطريقة يمكن معها تعقب أسبابها ومن ثم الإقبال على حلها. فهي حرب مازال يصدق عليها وصف قائد الجيش البرهان بأنها (عبثية) كما أنها في أحد تجليات التحليل تؤكد على "غياب الدولة". لهذا فهي لن تشكل عقبة في سبيل ترشيح السودان كبديل لخيار ترمب ولا أقول خطته. أما مِن الناحية الجغرافية فسفينة واحدة من أي ميناء ستكون كفيلة بنقل المهجرين لبورتسودان ومنها لبقية أراضي السودان خاصة وسطه النيلي الممتد على سهول زراعية خصبة يمكن أن تستوعب كل أهل غزة وسكان الضفة الغربية وحتى فلسطينيي الشتات. أو أن خطة عكسية كعملية موسى تلك التي نُقل فيها اليهود الفلاشا بقطع من الليل من السودان بسرية كفيلة بأن تنقل تحت جنح ذات الظلام العدد المستهدف من المهجرين.
غير أن في هذه المسارات اللاخطية خطٌ واضحٌ ومرسومٌ بجلاء وأنفة وكبرياء هي إرادة الشعب الفلسطيني الذي عاهد نفسه وشهداءه على ألاّ خيار غير التشبث بالأرض في محيط هو أدرى بمزاداته العلنية وخياناته الظاهرة والخفية. وإحباطاته العلنية ونبذه في العراء يتجرّع مرارات الإحتلال من التجارب التي خبرها منذ حريق الأقصى 1969م مروراً بالنكسة 1967م و إنتهاءاً بالأيدي المكتوفة التي أخذت تشاهد بلا مبالاة إزهاق أرواح فاقت في غضون خمسة عشر شهرا فقط سعة أكبر ملاعب كرة القدم في العالم.

د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • جامعة الدول: عدم دخول إسرائيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار أمر بالغ الخطورة
  • طه الخطيب: الولايات المتحدة زودت إسرائيل بأسلحة ضخمة عوضا عن ما استخدمته في غزة
  • السفير البرازيلي: علاقاتنا مع الولايات المتحدة تاريخية وسياستنا الخارجية تقوم على التوازن والاستقلالية
  • الرئيس الأوكراني وجه وزراءه بعدم توقيع اتفاق مقترح يمنح الولايات المتحدة حق الوصول لمعادن أرضية نادرة
  • روبيو يصل تل أبيب في أول زيارة للشرق الأوسط كوزير خارجية
  • روبيو يصل لـتل أبيب في أول زيارة للشرق الأوسط كوزير خارجية
  • زيلينسكي: الولايات المتحدة لا ترغب في انضمام أوكرانيا إلى الناتو
  • هل السودان بديل محتمل لتهجير أهالي غزة؟؟
  • جنرال إسرائيلي: إسرائيل فشلت في حرب غزة
  • لواء إسرائيلي: حرب غزة فشل ذريع وحماس فرضت إرادتها على تل أبيب