تقرير: الكشف في لبنان عن واحدة من أخطر شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
لبنان – نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية امس الخميس تقريرا مطولا كشفت من خلاله تفاصيل الكشف عن واحدة من أخطر شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل في لبنان.
وقالت الصحيفة إن الصدفة قادت إلى الكشف عن واحدة من أخطر شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل.
وذكرت أنه في أواخر 2024، ارتاب عناصر من سرية حرس رئيس مجلس النواب بسيارة كانت تجوب محيط مقر رئيس المجلس في عين التينة في بيروت، وبعد توقيف السيارة وسائقها “محي الدين ح.
وأفادت “الأخبار” بأنه تم تسليم الموقوف إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ليبدأ تحقيقات كشفت عن “اشتباه بالتعامل مع العدو” بطريقة تقنية غير مسبوقة لجهة خطورتها.
وأوضحت أن حصول المدّعى عليه على 200 ألف دولار لقاء هذه المهمة، وهو مبلغ غير مسبوق أيضا في ملفات العمالة، أبرز مؤشر على خطورة ما قام به.
وأشارت إلى أن المتهم زوّد مع المدعى عليه الآخر “هادي ع.” (وهما خبيران في هندسة الكمبيوتر والاتصالات) شركة أمريكية وهمية هي على الأغلب واجهة للاستخبارات الإسرائيلية بمسح شامل لعدد كبير من المناطق، بما فيها بيروت والضاحية الجنوبية، يكمل على الأرض المسح الذي تجريه طائرات إسرائيلية يوميا لمختلف المناطق.
وعمليا، زوّد الموقوفان العدو بـ”نسخة طبق الأصل” عن هذه المناطق بما فيها الشوارع والمباني وأسماء المحال والسيارات المركونة والمتنقلة وأرقام لوحاتها ووجوه المارة حيث عثر في هاتف “محي الدين ح.” على 56 ألف صورة عالية الجودة.
وأوضحت الصحيفة أن الأكثر خطورة هو التجسس التقني الذي قام به الموقوفان، مستخدمين معدات شديدة التطور مزوّدة بنظام مسح التردّدات اللاسلكية المتعلّقة بمزوّدي خدمات الإنترنت وعناوين نقاط الوصول “access points” الموجودة في المنازل والمؤسسات والأماكن العامة، بما يسهّل تحديد الموقع الجغرافي للمستخدم.
وأشارت إلى أنهما حصلا على اسم كل جهاز “واي فاي” في المناطق التي تم مسحها وعلى كلمة السر بما يمكن من تحديد موقع أي مستخدم لهاتف خلوي بمجرد أن يصبح هاتفه على صلة بمزود خدمة الانترنت.
أضف إلى ذلك، أظهرت التحقيقات أن أحد الموقوفين نفّذ عملية مسح في شارع بمنطقة الضاحية الجنوبية مقابل الشقة التي اغتيل فيها نائب رئيس حركة حماس الشيخ صالح العاروري في الثاني من يناير الماضي، وقد جرى المسح قبل نحو أسبوعين من عملية الاغتيال.
ورغم أن الموقوفين نفيا أمام قاضي التحقيق علمهما المسبق بأن تكون الشركة التي كلفتهما بالعمل إسرائيلية، إلا أنهما أقرا بأن ما طلب منهما لا علاقة له بالعقد الذي أُبرم مع الشركة للعمل على مشروع لتطوير السياحة الافتراضية، وأقرا بأن البيانات والمعلومات التي زوّدا الشركة بها ذات طبيعة حساسة.
وقال أحدهما إن ما طلب منهما لا يمكن إلا أن يكون لمصلحة جهاز استخباري، وأن البيانات التي زودا بها الشركة الأمريكية المزعومة تمكّن من إنشاء “منظومة مراقبة أمنية” في كل المناطق، وتجعل من يمتلكها قادرا على تحديد موقع من يشاء في أي وقت.
وأحيل الموقوفان أمام قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان الذي استجوبهما وأصدر مذكرتي توقيف وجاهيتين بحقهما، علما أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي كان قد ادعى عليهما بـ”ارتكاب جرائم التجسّس لمصلحة دولة أجنبية والحصول على معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصا على سلامة الدولة، والمس بالأمن القومي للوطن، والتي تصل عقوبته إلى الأشغال الشاقة المؤبدة”.
المصدر: صحيفة “الأخبار” اللبنانية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
تقرير لـForeign Affairs يتحدث عن انتهاء حزب الله.. هذا ما كشفه
ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أن "حزب الله يعيش أوقات عصيبة. فبعد عقود من كونه الحزب السياسي والعسكري المهيمن في لبنان، فإنه يعاني من صعوبات بالغة. فخلال حرب استمرت عامًا مع إسرائيل، فقد الحزب الكثير من بنيته التحتية العسكرية، وتعرضت صفوف قيادته للتدمير. وفي تشرين الثاني، وقع حزب الله على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وسحب عناصره من جنوب لبنان. وبعد فترة وجيزة، سقط نظام بشار الأسد في سوريا، مما أدى إلى قطع خطوط الإمداد بين الحزب وإيران.والآن أصبح حزب الله أيضًا معرضًا لخطر فقدان دعم الشيعة اللبنانيين، الذين يشكلون قاعدته المحلية". وبحسب المجلة، "إن خسارة حزب الله هي مكسب للبنان، والواقع أن تدهوره يمنح المسؤولين اللبنانيين فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر لإعادة تأكيد وجودهم واستعادة دولتهم، ويبدو أن بعض زعماء لبنان على الأقل مستعدون للاستفادة من هذه الفرصة. ولكن على الرغم من تراجع حزب الله، فإنه لم يخرج من اللعبة بعد، إذ يسيطر وحلفاؤه حالياً على 53 مقعداً في المجلس النيابي، وهو عدد كافٍ للتأثير على القرارات المهمة. إن رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام وحلفائهما قادرون على منع حزب الله من اكتساب اليد العليا، ولكنهم سيحتاجون إلى التحرك بسرعة، في حين لا يزال الحزب في حالة ذهول. وسيتعين عليهم التأكد من أن المؤسسات المستقلة في لبنان، وليس حزب الله، مسؤولة عن إعادة بناء جنوب البلاد. وإذا نجحوا، فقد يتلقى حزب الله هزيمة انتخابية في الانتخابات النيابية في أيار 2026، مما يدفعه إلى حالة من الفوضى. ولكن إذا فشلوا، فسوف يعيد الحزب بناء نفسه". رهان سيء بحسب المجلة، "لقد بدأت أحدث حرب لحزب الله مع إسرائيل بعد فترة وجيزة من السابع من تشرين الأول 2023، عندما شنت حماس هجومها. لدعم حليفته في غزة، بدأ الحزب في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بمجرد دخول الجيش الإسرائيلي إلى القطاع. في الواقع، لم ير قادة حزب الله أي جانب سلبي في هذه الهجمات، فقد افترضوا أن الجيش الإسرائيلي يريد تجنب التصعيد في الشمال. لكن افتراضهم كان خاطئاً. ففي أيلول، قامت إسرائيل بتفجير آلاف من أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله للتواصل، ومن ثم اغتالت كبار شخصيات الحزب من إبراهيم القبيسي إلى فؤاد شكر وعلي كركي وإبراهيم عقيل. وفي 27 أيلول، اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ما أدى إلى زعزعة الحزب بشكل كبير". وأضافت المجلة، "في نهاية المطاف، اختار حزب الله نائب الأمين العام نعيم قاسم زعيماً جديداً له. ولكن قاسم ليس بنفس الكاريزما أو الشعبية أو الدهاء الذي كان يتمتع به سلفه، كما وليس لديه خطة واضحة لإعادة بناء الحزب. ونتيجة لهذا، تدهورت المعنويات في صفوف الحزب. وفي الحقيقة، إن خسائر حزب الله لا تقتصر على قياداته. فعندما غزت إسرائيل جنوب لبنان، خسر الحزب مئات العناصر وآلاف الأسلحة. وفي غياب الإدارة الذكية والقادة المدربين، سوف يكافح الحزب لتحقيق الكثير على الساحة العالمية. لا شك أن حزب الله سيحاول مرة أخرى أن يصبح قوة إقليمية، ولكن هذا الأمر سيكون صعباً للغاية خاصة بعد سقوط الأسد. وربما تكون إيران أقل ميلاً أيضاً إلى مساعدة حليفها، ذلك أن النكسات العسكرية المحرجة التي مني بها الحزب تجعله أضعف. كما تشعر الجمهورية الإسلامية بالقلق إزاء مدى اختراق عملاء الاستخبارات الإسرائيلية لحزب الله. وفي الواقع، إن حزب الله قد يشكل الآن عبئاً على طهران".
الجبهة الداخلية وبحسب المجلة، "لقد تضاءلت قوة حزب الله الإقليمية إلى حد كبير، ولكنه لا يزال قوياً في الداخل. ومن المرجح أن يبذل كل ما في وسعه لتوسيع نفوذه المحلي في الأشهر المقبلة". إنهاء المهمة وبحسب المجلة، "إن إضعاف حزب الله إلى الأبد سوف يظل عملية محفوفة بالمخاطر، وقد تستغرق سنوات. ولكن هذه المرة، أصبح الهدف قابلاً للتحقيق. فقد أصبح حزب الله معزولاً عن الدعم الدولي، وهو يكافح للحفاظ على الدعم المحلي. والواقع أن الجيش قادر على ضمان النظام بطرق لا يستطيع حزب الله أن يفعلها الآن. وإذا تمكن زعماء لبنان من حشد الإرادة السياسية، فسوف يكون بوسعهم وضع حد للحزب. والسؤال الوحيد هو ما إذا كانوا يمتلكون المؤهلات اللازمة للقيام بذلك". المصدر: خاص "لبنان 24"