خطورة تنظيم داعش ليس في حجم الدماء التي أراقها بعد إقامة دولته في 29 يونيو من العام 2014، ولا بعد سقوط هذه الدولة في 22 مارس من العام 2019؛ فالتنظيم قتل كل شيء في هذه البقعة الجغرافية التي سيطر عليها في الرقة والموصل مدة خمس سنوات كاملة.

داعش استراق الإنسان؛ ولعل نهم التنظيم للقتل هو انعكاس لهذه الحالة؛ حيث أعاد نظام الرقة من جديد، وبالتالي لم يُصبح للإنسان أي قيمة عنده، بل ينظر إليه من عين الشهوة، سواء شهوة السلطة في خدمة الأسياد والحفاظ على ملكهم، أو إشباع رغباتهم الجنسية من خلال استرقاق المرأة.

نجحت قناة العربية كعادتها في تسليط الضوء على الجزء الغامض في حياة التنظيم بعد مرور خمس سنوات على سقوط مملتكه، من خلال عدد من اللقاءات الحصرية سواء مع زوجة الملقب بخليفة داعش وابنته أو من خلال بعض الناجيات من الإزيدييات.

فقد جاء على لسان زوجة الملقب بالخليفة أبو بكر البغدادي، أنه كان يغتصب الإزيديات، ولعله كان يفعل ذلك إيمانًا منه بأنّ هؤلاء إيماء وفق المفهوم الشرعي الخاطئ للدين، وبالتالي من حقه أنّ يطأها في أي وقت؛ وهذا قد يعود إلى نهم الجنس لدى هؤلاء المتطرفين، ولكن السبب الأهم هو الاسترقاق.

يرى داعش أنّ الإزيديات كفارًا، وبالتالي من حق القيادي في داعش أنّ يُضاجعها بمفهوم المضاجعة وليس الزواج من خلال عقد وقبول الطرف الآخر في العلاقة، فهي على غير ملته، ويراها كافرة في نفس الوقت ولا تؤمن بدين سماوي! وهذه نقطة مهمة في فهم سلوك داعش تجاه هؤلاء الإزيديات.

ولذلك انتشرت أسواق النخاسة في الدولة الإسلامية التي أقامها داعش، وباتت تُباع المرأة علنًا، حتى يحصل منها المجاهد على نصيبه من علاقة جنسية، كان يُقيمها قسرًا مع هؤلاء الإزيديات الحرائر.

كانوا يتعاملون مع الإزيديات على أنهن سبايا؛ وهذه القيادات كانت تُجاهد بالفعل ولكن في الاستمتاع بالإزيدييات، أو يجعلوا لهم نصيب من الاستمتاع والترويح على النفس؛ ليس ذلك فقط ولكن كان يتم إجبارهن على الدخول في الإسلام في بعض الحالات والمعاملة السيئة، ويُضاف لهذا وذاك الإجبار على المعاشرة الجنسية.

حجم الضرر الذي وقع على المرأة الإزيدية لا يقل في تأثيره عن أثر السكين الذي ضرب رقاب الأبرياء والضحايا خلال 5 سنوات كاملة سيطر فيها التنظيم على الرقة والموصل؛ فلعل الحالة الأخيرة انتهت معاناتها بخروج الروح البريئة إلى بارئها، أما الإزيديات فقط بدأت معاناتهن بالاغتصاب الجماعي من قبل قيادات داعش.

الاغتصاب الجماعي الذي مارسه داعش ضد الإزيديات جريمة لا تُغتفر بحجم جرائم الدم التي ارتكبها، كما أنها تُظهر صورته الجلية وفهمه المشوه والمشوش للدين؛ فهؤلاء يًحاربون ما أحل الله ولكنهم يبحثون عن كل حرام في نفس الوقت ليرتكبوه كما هو الحال في اغتصاب الإزيدييات، وهذه قمة التطرف وآفته في نفس الوقت.

حرائر داعش وسباياه قديمًا سوف تظل شارة على قميص أكثر التنظيمات تطرفًا، لا بد أنّ يُنظر إليه من خلالها؛ فالتنظيم مارس كل أشكال القتل الجنائي والمعنوي ضد مغتصبيه في الدولة التي سماها بالإسلامية، بينما لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد.

داعش اغتصب الأرض وحرقها، وفعل ذلك مع الإنسان رجالًا ونساءً؛ فلو وزنت خطايا الأمة الإسلامية في كفة وما فعله داعش في كفة لرجحت كفة هذا التنظيم المتطرف، الذي طعن الجميع في ظهره حتى الإسلام الذي يدعي أنه يمثله.

سوف يظل الإزيديين حرائر رغم ما حدث لهم ورغم ما عانوه من قسوة داعش، الجرائم التي ارتكبها التنظيم لن يغفرها تاريخ أو ضمير، وربما تكون سبب سقوط دولة التنظيم السقوط المعنوي والمادي قبل خمس سنوات؛ حرائر داعش هم بمثابة تيجان مرفوعة فوق رؤوس الجميع، فهنّ أشرف عند الله والنّاس ممن اغتصبوهم.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: داعش سبايا داعش خليفة داعش من خلال

إقرأ أيضاً:

علي الحجار يكشف آخر تطورات الحالة الصحية لـ محمد منير

علق الفنان الكبير على الحجار، على حفل بليغ حمدي بمشروع "100 سنة غنا"، موضحًا أن بليغ حمدي كان يؤلف أغاني وشاعر واسمه مسجل في جمعية المؤلفين، مشيرا إلى أن فكرة المشروع ليست قائمة على فكرة إعادة التراث فقط لأنه لا يقتصر على الغناء، ولا يصح منع المهرجانات.

عاجل| المالية تكشف مفاجأة عن المتهربين من سداد الضرائب خبير مصرفي يكشف مفاجأة عن سعر الدولار أمام الجنيه الفترة المقبلة



وأضاف على الحجار، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أنهم وضعوا جملة "يا أرضنا" بصوت بليغ حمدي في مقدمة أغنية "لحن الأرض"، قائلا: "نفسي الحفلة اللي اتعملت امبارح تتعمل الأسبوع الجاي في الاسكندرية.. لكن الميزانية هي التي عطلت هذه الفكرة".

وتابع: "فكرة مشروع "100 سنة غنا" قائمة على توزيعات جديدة للألحان القديمة، وبدفع من أموالي الخاصة في إحياء هذا المشروع، وفكرة هذا المشروع قائمة على وجود مطربين ومطربات شباب في كل حفلة"، متمنيًا إتاحة إقامة حفلات مشروع "100 سنة غنا" بمسرح الإسكندرية وكافة المحافظات".

وعن الحالة الصحية للفنان محمد منير، علق قائلًا: "كانت حالته جيدة جدًا وسعيد وصوته جيد، ومحمد منير قادر أنه ينتصر على المرض ولديه حب للفن والحياة ولجمهوره.. وقادر على تخطي الوعكة الصحية التي يمر بها خلال الفترة الحالية".
 

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: أنا مصري سعودي ولازم أفرح بزيارة رئيس الوزراء للرياض (فيديو)
  • خلال ساعات.. نظر محاكمة المتهمين بقضية خلية داعش سوهاج
  • رغبة في الحريك أم حملة مدبرة ؟؟…من يقف وراء التغرير بقاصرين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات
  • حرائر اليمن يحيين ذكرىالمولد النبوي الشريف
  • تطورات الحالة الصحية للفنان محمد منير بعد الفحوصات في ألمانيا
  • أحدث ظهور لـ«الكينج» محمد منير.. طبيبه الخاص يكشف نتائج الفحوصات
  • الطلاق يتصاعد في العراق.. أكثر من 357 ألف حالة خلال أربع سنوات
  • خالد ناجح يكتب: كل عام ومصر بخير
  • علي الحجار يكشف آخر تطورات الحالة الصحية لـ محمد منير
  • رئيسة التنظيم المدني في زغرتا هنأت الرئيس الإقليمي الجديد للأمن العام