بيروت- حلّ "يوم الأم" أو كما يسميه البعض "عيد الأم" هذا العام حاملا معه غصة وألما على قلوب الأمهات في لبنان، فمنهن من فقدن فلذات أكبادهن في الجنوب اللبناني، نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الحدودية، ومن حُرمن من أبنائهن بعدما اختاروا الهجرة سبيلًا لتأمين لقمة العيش، جراء أسوأ الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي شهدتها البلاد.

أما بالنسبة للأمهات في مخيمات اللجوء، فلا شيء يضاف إلى يومهن الروتيني في هذا اليوم، بعد أن تم حذفه من جدول حياتهن، تضامنًا مع أمهات غزة اللواتي فُقد أبناؤهن أو استشهدوا، بينما هناك أمهات أخريات أصبحن نازحات، بعد اضطرارهن للنزوح من البلدات الحدودية الجنوبية، إلى مناطق أكثر أمانا من أجل سلامة أطفالهن.

يوم الأم يحمل هذا العام لأم الشهيد محمد عزام غصة وفقدانا لا يمكن تجاوزهما (الجزيرة) الفراق عامل مشترك

حملت الورود لابنها، واحتضنت صورته في الإطار، تقول أم الشهيد محمد عزام، الذي استشهد في الجنوب اللبناني بداية هذا العام على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي "هذا أول عيد أم يمر عليّ من دونه، صعب جدا الفراق، كل ثانية، وكل ساعة أتذكره، وأصبر وأقول: الحمد لله ابني شهيد، رفع رؤوسنا، والله يجعلني من الصابرين". وتضيف "كان حنونا وخدوما يساعد الجميع، وكل ما تبقى لي من رائحة ابني، هو عمر، ابنه الصغير الذي يشبهه كثيرا".

وليس الموت وحده هو من يخطف الأبناء من أمهاتهم في لبنان، حيث وضعت تداعيات الأزمات الاقتصادية والمعيشية بعض الأمهات في خانة فقدان أبنائهن، جراء بُعدهم عنهن، بسبب الهجرة بحثا عن حياة كريمة ومستقبل أفضل.

أم محمد تحتفل هذا العام بيوم الأم للمرة الأولى مع ابنها عبر الشاشة بسبب الهجرة (الجزيرة)

تقول الحاجة سهير الأشقر (أم محمد) وهي أم 7 أولاد "منذ 9 سنوات سافرت ابنتي إلى ألمانيا، جاء عيد الأم وهي ليست معي، لكن هذا العيد الأول الذي يأتي وابني محمد الذي أنجبته بعد 20 عاما خارج البلاد أيضا".

وبحرقة تضيف "هذا العام سأحتفل معه عبر الشاشة، لا أستطيع أن أعانقه وأحضنه، الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو الذهاب إلى خزانته وشم رائحة ثيابه، في هذا البلد ليس له مستقبل، والأوضاع في البلد أحرقت قلوبنا، لا أستطيع أن أقول له عُد إلى بلد مهدد بالقصف والحرب".

أم زهير طلبت من أولادها عدم شراء هدية لها وعدم الاحتفال بها تضامنا مع أمهات غزة (الجزيرة) أمهات لاجئات

تتشارك مع أم محمد في شعورها فقدان فرحة هذا اليوم العديد من اللاجئات الفلسطينيات، اللواتي لم يستطعن الاحتفال هذا العام، وسط المآسي التي تعاني منها الأمهات في غزة.

وتقول الحاجة سميرة حلوم (أم زهير) وهي أم 7 أولاد، للجزيرة نت "أنا لاجئة فلسطينية في لبنان، ولا أستطيع أن أحتفل اليوم بعيد الأم، وطلبت من أولادي ألا يشتروا لي الهدايا وغيرها، فكيف لي أن أحتفل وقلوبنا تحترق في فلسطين؟".

وبصوت مبحوح ملؤه الغصة الحزينة تقول "الأمهات الفلسطينيات في غزة توزعن بين أمهات الشهداء أو المفقودين أو الجرحى، منهن من لم تستطع حتى دفن ابنها أو وداعه، فهن يخسرن أغلى ما يملكنه، أولادهن". وتضيف "ليس هناك عيد أم أو رمضان أو غيره من الأعياد يجلب لنا الفرحة في ظل ما يجري في غزة".

النازحة أم حمدي لم تحتفل منذ 5 سنوات بيوم الأم بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة (الجزيرة)

ولا يختلف حال أم زهير كثيرا عن حال النازحة السورية عليا قاسم (أم حمدي) فهذه المناسبة تحمل معها الغصات والدموع والشعور الثقيل، وتقول للجزيرة نت "منذ 5 سنوات نسيت ماذا يعني عيد الأم، فكيف لي أن أحتفل وأنا بعيدة عن بيتي وأعيش ظروفا مأساوية، على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية".

وتضيف بحرقة "لم تعد الأمومة رمزا فقط لإنجاب وتربية الأطفال، وإنما تحولت في هذه الظروف إلى كفاح ومهمة تتطلب الكثير، وكل ما أتمناه هو أن يعيش أولادي بظروف أفضل، وأن نعود إلى بيتنا، وتعود لمة العائلة والاجتماعات في الأعياد".

أسعار باقة الورود في يوم الأم تتراوح بين مليونين و15مليون ليرة لبنانية (الجزيرة) خارج المستطاع

عند محل بيع الورود، يسأل الشاب جودت الديماسي البائع عن أسعارها فيجيبه "الوردة بـ 200 ألف ليرة، وباقة الورد ابتداء من مليونين، وقد تصل إلى 15 مليونا" يسكت جودت قليلا، محاولا اختيار ما يتناسب مع راتبه الشهري، ويتفاوض مع صاحب المحل لتخفيض السعر، ويقول بتعجب "إذا كان راتبي 3 ملايين في الشهر، فكيف لي شراء باقة ورد بهذه الأسعار؟ وهناك أيضا قالب حلوى وهدية!".

أما عن أسعار الهدايا، فقد أصبحت مثيرة للدهشة، إذ وصلت إلى مستويات جنونية، حسب الشابة فاطمة عيسى التي قالت "أرخص قطعة ثياب بمليوني ليرة، وأسعار كل السلع تضاعفت 3 مرات خلال عيد الأم، وسعر أصغر قالب حلوى يكفي 6 أشخاص وصل إلى 3 ملايين".

المواطنة فاطمة عيسى للجزيرة نت: أسعار الهدايا وصلت مستويات جنونية في يوم الأم (الجزيرة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات هذا العام یوم الأم عید الأم

إقرأ أيضاً:

صابرين تحتفل بعيد ميلاد عصام الحضري الـ 52: "ربنا يخليك لينا"

احتفلت صابرين، زوجة عصام الحضري، حارس مرمى منتخب مصر الأسبق، بعيد ميلاده الـ 52، حيث نشرت عبر صفحتها الشخصية على فيس بوك رسالة مؤثرة له بمناسبة هذه المناسبة.

عصام الحضري يوجه رسالة دعم لمحمد الشناوي..ما القصة ؟ إشادة باستضافة الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي عصام الحضري عن فوز أبو ريدة: "عاد من يستحق"

 وقالت صابرين: "كل سنة وانت طيب يا حبيبي، وأبويا وأخويا، ربنا يخليك لينا ويديمك نعمة في حياتنا، السند والظهر لنا، العمر كله في سعادة وهنا".

إنجازات تاريخية في مسيرة الحضري

عصام الحضري يعد أحد أساطير كرة القدم المصرية، ويملك تاريخًا حافلاً بالإنجازات. فقد حقق العديد من الأرقام القياسية، كان أبرزها مشاركته في بطولات كأس العالم كأكبر لاعب سنًا يشارك في تاريخ البطولة. حيث لعب في مباراة مصر والسعودية في مونديال 2018 بسن 45 عامًا و161 يومًا، ليحطم بذلك الرقم القياسي للكولومبي فاريد موندراجون الذي كان قد شارك في كأس العالم 2014 وهو في سن الـ43 عامًا.

كما حقق الحضري نجاحًا باهرًا مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية، حيث توج باللقب 4 مرات في أعوام 1998، 2006، 2008 و2010، كما قاد الفريق كقائد في العديد من تلك البطولات.
 

في كأس العالم للقارات 2009، قدم الحضري أداءً استثنائيًا، خاصة في المباراة التي جمعته مع إيطاليا، حيث تصدى للعديد من الفرص الخطيرة من نجوم الأزوري، مما جعله محط إشادة من الصحافة العالمية آنذاك.
الاعتزال والتدريب

وفي 18 نوفمبر 2020، أعلن عصام الحضري اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي، ليبدأ مسيرته التدريبية، حيث تولى تدريب حراس المرمى في العديد من المنتخبات، وعلى رأسها منتخب مصر ومنتخب سوريا.

مقالات مشابهة

  • ذخائر من جنوب لبنان انفجرت في إسرائيل.. ووقوع إصابات خطيرة (فيديو)
  • درة تحتفل بعيد ميلادها في أجواء رومانسية مع زوجها.. صور
  • الكنيسة الأرثوذكسية في عمان تحتفل بعيد القدّيس سلفستروس
  • بهذه الطريقة.. درة تحتفل بعيد ميلادها الـ 45
  • صابرين تحتفل بعيد ميلاد عصام الحضري الـ 52: "ربنا يخليك لينا"
  • درة تحتفل بعيد ميلادها برفقة زوجها
  • أسوان تحتفل بالعيد القومي الـ 54 بإيقاد الشعلة بالسد العالي.. شاهد
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد الختان المجيد
  • 4 سنين ماما.. هبة عبدالعزيز تحتفل بعيد ميلاد طفليها التوأم
  • البطريركية الأورشليمية تحتفل بعيد القديسة ميلاني